وسط غياب طرفي الأزمة، تستضيف باريس الإثنين، مؤتمرا دوليا حول السودان بعد عام على بدء الحرب، وسط آمال بإحياء التعبئة بشأن "أزمة منسية" ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة.

وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الخميس عن أمله في أن يساعد مؤتمر باريس على استئناف المحادثات بشأن السودان، بعد أن تعثرت جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية منذ أشهر.



ويشمل الاجتماع الذي تشارك ألمانيا خصوصا في رئاسته، شقا سياسيا في الصباح، على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الإفريقي. كما يضم اجتماعا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني السوداني.

وقال كريستوف لوموان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية".


وشددت الخارجية الفرنسية على أن "الاهتمام الدولي ينصب على غزة وأوكرانيا أكثر من السودان"، مشيرة إلى ان الأزمة السودانية "إنسانية ولكن جيوسياسية أيضا". وقالت إن "خطر تفكك السودان وزعزعة استقرار القرن الإفريقي بكامله كبير جدا".

وتستضيف باريس المؤتمر الدولي من أجل السودان بعد مرور عام بالضبط على بدء الحرب بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وسيسعى مؤتمر "المانحين" في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2,5 مليار دولار.

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية باريس السودان البرهان السودان باريس حميدتي البرهان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السودان في قلب الأزمة: استمرار النزاع العسكري والمبادرات الإنسانية

تشهد السودان تصاعدًا للأحداث العسكرية والسياسية والإنسانية، في وقت تحاول فيه السلطات السودانية والمجتمع الدولي الحد من تداعيات الحرب وحماية المدنيين. 

وتأتي هذه التطورات وسط تحديات كبيرة تشمل الأمن والسياسة والخدمات الأساسية، في ظل استمرار النزاع المسلح في عدة مناطق.


تطورات سياسية وعسكرية

أكد الاتحاد الأوروبي أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب في منطقة كلوقي، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل. في المقابل، نفذ الجيش السوداني عملية عسكرية ناجحة بمحور الخوي، وأسفرت عن تقدم مهم في مواجهة المليشيات المسلحة.

وفي تطورات مأساوية، ارتفع عدد ضحايا قصف روضة أطفال ومستشفى في كلوقي إلى 114 قتيلًا، وهو ما أدانته الحكومة السودانية وصفتها بالجريمة الإرهابية، فيما دعت إثيوبيا إلى حل سياسي داخلي يقوده السودانيون بأنفسهم.

كما ضبطت السلطات مسيرتين انتحاريتين بحوزة مواطن بشرق النيل، وأحبطت محاولات تهريب مخدرات وأسلحة، ما يعكس استمرار التحديات الأمنية.

 

الجهود الحكومية والمشروعات التنموية

شهدت عدة مدن سودانية تطويرًا ملحوظًا في البنية التحتية، أبرزها:

القطاع المائي: أنفقت الحكومة 600 مليون جنيه لتطوير شبكات المياه والمحطات، ما ساهم في توفير المياه لكل المواطنين دون الحاجة لمواتير إضافية.

تطوير الطرق: بدأ تطوير طريق السادات بمحافظة أسوان ليصبح محورًا رئيسيًا يربط المطار بالمدينة، مع زيادة عرض الطريق وتحسين الإنارة وإنشاء مواقف للأتوبيسات.

تنظيم الأسواق: تم إزالة 1938 مخالفة في سوق الكلاكلة و577 تعديًا في منطقة القشارات، لضبط الإشغالات ومكافحة مراكز النفوذ غير الرسمية.

تمويل المشاريع: منح بنك التنمية الأفريقي 420 مليون دولار لتمويل مشروعات استراتيجية بالسودان، لدعم التنمية والاستقرار.

 

 

الملف الإنساني

أكد تقرير أممي وجود 7.3 مليون نازح و4.3 مليون لاجئ سوداني عبر الحدود، فيما قدمت منظمة الهجرة الدولية 30 ألف خيمة للأسر النازحة.

كما أعلن برنامج الأغذية العالمي عن إنزال مساعدات في المناطق المحاصرة، ووصلت قافلة غذائية تضم 30 ألف جوال من الدخن لشمال كردفان بدعم الجيش والجهد الشعبي.

وفي مجالات الحماية المجتمعية، تم توثيق 19 حالة اغتصاب في معسكر العفاض بالشمالية، مع متابعة السلطات للبلاغات الصحية والتعليمية للحد من تأثير النزاع على الأطفال والمواطنين.

 

التحركات الإقليمية والدولية

دعا وزير الخارجية المصري إلى وقف إطلاق النار ودعم الاستقرار الإقليمي، فيما طالبت المنظمة العربية فتح تحقيق في هجمات المليشيات بجنوب كردفان.

على الصعيد الاقتصادي، أعلنت شركة CNPC الصينية الانسحاب النهائي من مشروعات النفط بالسودان، مع عقد اجتماع عاجل في جوبا لإنهاء شراكة استمرت 30 عامًا، وسط تداعيات أمنية متزايدة.

 

الرياضة والمجتمع

على الرغم من النزاع، يواصل المريخ انتصاراته في الدوري الرواندي، فيما يبدأ فريق صقور الجديان التحضيرات لمواجهة البحرين.

كما شهدت الأنشطة الثقافية احتفال فرقة مروي بتخريج الدفعة 69 من المستجدين، ونشر صور حديثة لشارع النيل بأم درمان بعد اكتمال أعمال الإضاءة، في مؤشر على الاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي.


في النهاية تظل السودان أمام تحديات جسيمة تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لضمان حماية المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية، مع استمرار العمل على تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني.

مقالات مشابهة

  • مراقب تعليم الرجبان: نعتذر للطلاب والمعلمين بسبب غياب الكتب… و”الوضع أصبح مملًّا”
  • اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. والسودان في قلب الكارثة
  • أكسيوس: ترامب يبحث جهود الأزمة الأوكرانية مع قادة أوروبا
  • تلغراف: هل يتحرك الغرب ضد الإمارات بعد مجزرة الفاشر؟
  • الجامعة العربية تستضيف مؤتمرا حول التكنولوجيات الحديثة والقانون الدولي الإنساني
  • خبراء لـ«الاتحاد»: تنظيم الإخوان يقف ضد أي مسار حقيقي للسلام في السودان
  • صندوق الأمم المتحدة للسكان يحذر من مخاطر الحرب على النساء والفتيات في السودان
  • الأمم المتحدة تحذر من توسيع دائرة الحرب في السودان
  • السودان في قلب الأزمة: استمرار النزاع العسكري والمبادرات الإنسانية
  • باريس وبرلين ولندن: موقف موحّد دعمًا لزيلينسكي وتشكيك في خطة ترامب للسلام