خبراء لـ«الاتحاد»: تنظيم الإخوان يقف ضد أي مسار حقيقي للسلام في السودان
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةتتصاعد خلال الآونة الأخيرة، التحذيرات من مراكز بحثية وصحف دولية بارزة من سطوة الميليشيات، وخصوصاً تنظيم الإخوان على مراكز الحكم، واتخاذ القرار في السودان، ما يدفع إلى منع وقف نزيف الدماء واستمرار التصعيد العسكري ورفض أي مبادرة لحل الأزمة.
وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن القوات المسلحة السودانية، ليست سلطة حكم فعالة في السودان، إذ فشلت خلال ثلاثة عقود في إدارة النزاعات الداخلية، وتعتمد حالياً على متطرفين وميليشيات، للبقاء في السلطة.
وقال فداء الحلبي، الباحث في الشأن العربي، إن المهيمنين على «سلطة بورتسودان» يواجهون اليوم عزلة داخلية متزايدة نتيجة المقاومة الشعبية، التي تسعى لاستعادة مكتسبات ثورة ديسمبر، ما دفع هذه الأطراف إلى محاولة تحويل الأنظار إلى الخارج عبر ترويج اتهامات باطلة، في محاولة بائسة لتبرير إخفاقاتهم السياسية، وإخفاء عجزهم عن إدارة شؤون البلاد.
وأضاف الحلبي، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن سيطرة الميليشيات والجماعات المتطرفة ظاهر على هذه الأزمة، حيث ترفض «سلطة بورتسودان» اتخاذ أي قرار بوقف التصعيد العسكري، ومنع المزيد من الأضرار للشعب السوداني الذي عانى الأمرين نتيجة تصعيد الصراع العسكري، والذي تتبناه هذه الأطراف الميلشيوية المتطرفة وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية.
وتؤكد الباحثة في الشؤون الدولية، ميرا زايد حمزة، في تصريح لـ «الاتحاد» أن هذه الجماعات تتبع نهجاً تصعيدياً منذ بداية الأزمة، حيث ترفض أي مسعى جاد نحو التهدئة أو معالجة الأزمة الإنسانية، وتعتمد على الهجوم الإعلامي وتشويه أي مبادرة سياسية، مضيفة أن هذه الممارسات تعكس أسلوباً ثابتاً للهروب من مواجهة الواقع الفعلي على الأرض.
وفي ضوء ذلك، قالت الباحثة السودانية في شؤون الإرهاب، رشا عوض، إن تنظيم الإخوان في السودان كانت أحد أبرز المحركات التي دفعت نحو إشعال الحرب، في محاولة لإجهاض الثورة، ومنع انتقال السلطة إلى الحكم المدني، بما يخدم مشروعها القائم على احتكار النفوذ السياسي والاقتصادي.
وأضافت في تصريح لـ «لاتحاد»، أن هذا التوجه يرتبط أيضاً بحسابات إقليمية أوسع، إذ تسعى قوى متطرفة وتنظيمات مرتبطة بالإخوان إلى إيجاد موطئ قدم جديد يعوض خسائرها في المنطقة، ويعيد بناء شبكات النفوذ التي تلقت ضربات قاسية خلال السنوات الماضية.
وتوضح عوض أن تنظيم الإخوان السوداني يمتلك خبرة ممتدة في إعادة تشكيل تنظيماته عسكرياً وسياسياً، ما يجعله يرى في الحرب فرصة لإعادة إنتاج مشروعه السياسي داخل السودان. وتؤكد أن هذا التيار يقف بقوة ضد أي مسار حقيقي للسلام، باعتباره المستفيد الأكبر من استمرار القتال، ولا يقبل وقف الحرب إلا في إطار صفقة تضمن له العودة إلى مركز السلطة واحتكار القرار الوطني من جديد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحرب في السودان أزمة السودان السودان الجيش السوداني القوات المسلحة السودانية الأزمة السودانية تنظيم الإخوان جماعة الإخوان جماعة الإخوان الإرهابية جماعة الإخوان المسلمين الإخوان الإخوان المسلمين فايننشال تايمز سلطة بورتسودان التصعيد العسكري الصراع في السودان تنظیم الإخوان فی السودان
إقرأ أيضاً:
السودان في قلب الأزمة: استمرار النزاع العسكري والمبادرات الإنسانية
تشهد السودان تصاعدًا للأحداث العسكرية والسياسية والإنسانية، في وقت تحاول فيه السلطات السودانية والمجتمع الدولي الحد من تداعيات الحرب وحماية المدنيين.
وتأتي هذه التطورات وسط تحديات كبيرة تشمل الأمن والسياسة والخدمات الأساسية، في ظل استمرار النزاع المسلح في عدة مناطق.
تطورات سياسية وعسكرية
أكد الاتحاد الأوروبي أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب في منطقة كلوقي، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل. في المقابل، نفذ الجيش السوداني عملية عسكرية ناجحة بمحور الخوي، وأسفرت عن تقدم مهم في مواجهة المليشيات المسلحة.
وفي تطورات مأساوية، ارتفع عدد ضحايا قصف روضة أطفال ومستشفى في كلوقي إلى 114 قتيلًا، وهو ما أدانته الحكومة السودانية وصفتها بالجريمة الإرهابية، فيما دعت إثيوبيا إلى حل سياسي داخلي يقوده السودانيون بأنفسهم.
كما ضبطت السلطات مسيرتين انتحاريتين بحوزة مواطن بشرق النيل، وأحبطت محاولات تهريب مخدرات وأسلحة، ما يعكس استمرار التحديات الأمنية.
الجهود الحكومية والمشروعات التنموية
شهدت عدة مدن سودانية تطويرًا ملحوظًا في البنية التحتية، أبرزها:
القطاع المائي: أنفقت الحكومة 600 مليون جنيه لتطوير شبكات المياه والمحطات، ما ساهم في توفير المياه لكل المواطنين دون الحاجة لمواتير إضافية.
تطوير الطرق: بدأ تطوير طريق السادات بمحافظة أسوان ليصبح محورًا رئيسيًا يربط المطار بالمدينة، مع زيادة عرض الطريق وتحسين الإنارة وإنشاء مواقف للأتوبيسات.
تنظيم الأسواق: تم إزالة 1938 مخالفة في سوق الكلاكلة و577 تعديًا في منطقة القشارات، لضبط الإشغالات ومكافحة مراكز النفوذ غير الرسمية.
تمويل المشاريع: منح بنك التنمية الأفريقي 420 مليون دولار لتمويل مشروعات استراتيجية بالسودان، لدعم التنمية والاستقرار.
الملف الإنساني
أكد تقرير أممي وجود 7.3 مليون نازح و4.3 مليون لاجئ سوداني عبر الحدود، فيما قدمت منظمة الهجرة الدولية 30 ألف خيمة للأسر النازحة.
كما أعلن برنامج الأغذية العالمي عن إنزال مساعدات في المناطق المحاصرة، ووصلت قافلة غذائية تضم 30 ألف جوال من الدخن لشمال كردفان بدعم الجيش والجهد الشعبي.
وفي مجالات الحماية المجتمعية، تم توثيق 19 حالة اغتصاب في معسكر العفاض بالشمالية، مع متابعة السلطات للبلاغات الصحية والتعليمية للحد من تأثير النزاع على الأطفال والمواطنين.
التحركات الإقليمية والدولية
دعا وزير الخارجية المصري إلى وقف إطلاق النار ودعم الاستقرار الإقليمي، فيما طالبت المنظمة العربية فتح تحقيق في هجمات المليشيات بجنوب كردفان.
على الصعيد الاقتصادي، أعلنت شركة CNPC الصينية الانسحاب النهائي من مشروعات النفط بالسودان، مع عقد اجتماع عاجل في جوبا لإنهاء شراكة استمرت 30 عامًا، وسط تداعيات أمنية متزايدة.
الرياضة والمجتمع
على الرغم من النزاع، يواصل المريخ انتصاراته في الدوري الرواندي، فيما يبدأ فريق صقور الجديان التحضيرات لمواجهة البحرين.
كما شهدت الأنشطة الثقافية احتفال فرقة مروي بتخريج الدفعة 69 من المستجدين، ونشر صور حديثة لشارع النيل بأم درمان بعد اكتمال أعمال الإضاءة، في مؤشر على الاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي.
في النهاية تظل السودان أمام تحديات جسيمة تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لضمان حماية المدنيين وتوفير الاحتياجات الأساسية، مع استمرار العمل على تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني.