الوحدة نيوز:
2024-06-02@21:07:55 GMT

سامح عسكر*: موازين الردع والسلام تصنعها القوة

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

سامح عسكر*: موازين الردع والسلام تصنعها القوة

من أغبى الردود على عملية الأمس، أن المظاهرات ضد نتنياهو توقفت بسبب ضربات إيران، هي نفسها الردود الغبية التي ادعت بأن طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر الماضي أدى لتوقف المظاهرات ضد نتنياهو ، وأن إسرائيل توحدت بسبب الهجوم..

وليكن في معلومك:

أولا: لا فارق بين حكام إسرائيل سواء ليكود أو عمل أو كاديما، جميعهم صهاينة يمتلكون احلام توسعية وطرد العرب والسكان الأصليين من فلسطين.

.

ثانيا: مصر حاربت إسرائيل عدة مرات في ظل حكم حزب العمل، بينما صنعت السلام معها في ظل حكم الليكود، وإسرائيل لم تنسحب من #غزة عام ٢٠٠٥ بقرار من حزب العمل بل من الليكود.

يعني مش قاعدة إن لازم نتنياهو يمشي أو حزب الليكود لكي تحصل على السلام..

ثالثا: موازين الردع والسلام تصنعها القوة وليس تبدل القيادات، والعرب خسروا كثيرا في ظل رهانهم على السلام مع شخوص وأحزاب معينة، والسبب الأصيل في ذلك جهل العرب بالمجتمع الإسرائيلي من الداخل..

رابعا: التطرف الديني الصهيوني يحكم إسرائيل منذ عقود، والأجيال الشابة الحالية في إسرائيل تأسست على هذا التطرف، فوفقا لآليات الديمقراطية يستحيل أن تنجب انتخابات إسرائيل قيادات معتدلة أو مؤمنة بالسلام..

خامسا: الذي يحكم اسرائيل عمليا هو الجيش، أما الأحزاب فتتولى مسؤولية القطاع المدني، لكن شؤون الحرب والدفاع والأمن القومي حصرا لقواتهم المسلحة، والذي يتحكم في هذه القوات هي عقيدة بن جوريون والعصابات المؤسسة للدولة..

لذا فإسرائيل ما زالت تنتهج أسلوب العصابات في الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية ولم تتعامل مع خصومها بعد كدولة..

سادسا: الجيش هناك له احترامه وقدسيته وممنوع هناك الطعن فيه أو مواجهته ، فالحرية بإسرائيل محصورة في الأحزاب والعمل السياسي لكن الجيش هو الوعاء الذي يصهر الجميع في دولة إسرائيل..

والسبب الأساسي في هذا التكوين المعرفي الإسرائيلي هو فضل الجيش الأول ببقاء الدولة منذ الأربعينات، وعبورها العديد من المحطات والحروب بفضل ما يسموه جيش الدفاع..

سابعا: إسرائيل كيان احتلال من النوع الاستيطاني التوسعي القائم على أساس ديني، وهو أوسخ وأخطر أنواع الاحتلال على الإطلاق..

بريطانيا احتلت مصر لكنها لم تستوطن ، فرنسا احتلت الجزائر واستوطنت لكن ليس على أساس ديني، بينما إسرائيل جمعت كل هذا السوء وأضافت إليه البُعد الديني، ومثل هذا النوع من الاحتلال يضيق الخيارات بشدة ويضعك بين أمرين اثنين، إما تخضع وتقبل باستيلاء الصهاينة على فلسطين وطرد شعبها، وإما تقاومهم بما لديك من سلاح حتى لو كان ضعيفا..

الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي في كتابه ” الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل” تعرض لهذا المعنى، وقال أن الدعم الغربي لإسرائيل لتخويف العرب أعطى انطباعا أسطوريا عنها بأنها لا تُقهر..لكن في الواقع هي ليست كذلك، فمجرد مواجهة بسيطة وشجاعة يظهر هذا الزيف..

تخيل حضرتك أمريكا وبريطانيا وفرنسا شاركوا أمس في صد الصواريخ عن إسرائيل ومع ذلك سقط العشرات منها على أهدافها..

ماذا لو لم تشارك هذه الدول في حماية إسرائيل ؟ بالتأكيد لرأينا أضعاف ما سقط أمس يسقط على قواعد اسرائيل ويدمرها ، فهذه الدولة بائسة للغاية ولولا الدعم المقدم لها من مجموعة السبع الكبار لسقطت بفعل التحلل الذاتي والخوف وحالة الطوارئ المستمرة التي لم ولن تتوقف..

الخلاصة: أن الرهان على سقوط نتنياهو بالانتخابات أو المظاهرات هو رهان خاسر، والذي ينتظر السلام مع إسرائيل وانسحابها وقبولها باستقلال فلسطين في ظل قيادة معينة سينتظر إلى ما لا نهاية، فلا حل مع هذه الدولة سوى القوة..

فالردع لا يصنعه الصندوق الانتخابي ولا التوسل والتذلل لقيادات بعينها، ولكن الردع ينشأ فقط بالقوة، والسلام لا تحصل عليه الأمم سوى بالسلاح.

 

كاتب وباحث مصري

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

رسائل القوة والمرونة.. هل يفضي نهج حماس التفاوضي لاتفاق؟

بعد مماطلة وتراجع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عاد الحديث عن استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، ولعل أبرز ما أعاد تفعيل هذا المسار الرسائل القوية الصادرة عن المقاومة الفلسطينية وتحديدًا كتائب القسام مؤخرًا.

رؤية الاحتلال

كل جولة من الحرب تشتعل في القطاع تنطلق معها مفاوضات تختلف عن سابقاتها، لذا استمرت المحادثات بين المقاومة وحكومة الاحتلال بوساطة قطرية – مصرية، دون أن تفضي لاتفاق على مدار شهور. والسبب هو اختلاف أهداف الطرفين من الاتفاق المفترض، حيث تريده المقاومة – بداهةً ومنطقًا – أن يتضمن وقفًا لإطلاق النار وانسحابًا لقوات الاحتلال من القطاع، بينما يريده الأخير مجرد تبادل للأسرى دون أي التزامات.

أكثر من ذلك، فقد استثمرت حكومة نتنياهو المفاوضات لتخفيف الضغوط الدولية عليها بإظهار نفسها حريصة على التوصل لاتفاق، وكغطاء سياسي لعملياتها العسكرية المستمرة في غزة بكل جرائمها.

في ظل هذه المفاوضات، صدّر نتنياهو للمجتمع "الإسرائيلي" وهمًا مفاده أن القوة المفرطة وحدها كفيلة بتحقيق أهداف إعادة الأسرى وكسر شوكة المقاومة. وقد منّى نفسه وحكومتَه كثيرًا بأن إطالة أمد الحرب وما تسببت به من مقتل العديد من أسراه بقذائف قواته، سوف تقلل من ثقل ورقة الأسرى بيد المقاومة الفلسطينية. وبالتالي ظن أن التعنت في المفاوضات والاستمرار في جريمة الإبادة سيحققان الأهداف المرجوّة من الحرب.

وبالتوازي مع ذلك، تعمد الجانب "الإسرائيلي" ومن خلفه الإدارة الأميركية في كل جولة مفاوضات، إشاعة أخبار غير دقيقة وتفاؤلًا لا يقوم على أساس، بهدف رمي الكرة في ملعب الفلسطينيين وإظهار أنهم من يعيقون الاتفاق ويتمنعون عنه، آملًا بأن يزيدوا ضغط الحاضنة الشعبية للمقاومة عليها، لعلمهم بحرص الأخيرة على أرواح شعبها.

ورغم إظهار حركة حماس وباقي الفصائل مرونة مستمرة بخصوص الكثير من التفاصيل، لم يمكن التوصل لاتفاق؛ لأن العقدة الرئيسة بقيت قائمة برفض الاحتلال وقف إطلاق النار وانسحاب قواته. حتى العرض الأخير الذي فاجأت حركة حماس الجميع بالموافقة عليه، رفضه نتنياهو بادعاء أنه ليس ما وافق عليه، رغم أنه كان بمباركة الإدارة الأميركية.

رسائل القوة

في المقابل، قامت رؤية المقاومة منذ البداية على التوصل لوقف إطلاق النار وإنهاء العدوان في أقرب وقت ممكن، حقنًا لدماء المدنيين في القطاع. ولذلك فقد أبدت مرونة عالية في كافة التفاصيل المتعلقة بالاتفاق المفترض، مع التمسك بشرط أن يكون اتفاقًا لوقف إطلاق النار، وليس هدنة يريدها الاحتلال لتسلم أسراه ثم يعود للقتل والحصار والتجويع والإبادة.

وفي حين كان الاحتلال يدّعي أن رفح هي المشهد الأخير في الحرب بعد أن قام بـ"تفكيك كتائب القسام في باقي المحافظات"، أثبتت الأخيرة كذب ذلك سواء في رفح أو في المحافظات الأخرى التي أعلن الاحتلال انتهاء عملياته فيها قبل أشهر.

يومَ السبت، الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أعلن الناطق باسم كتائب القسام عن تنفيذ كمين لجنود الاحتلال في جباليا (شمال القطاع) نتج عنه قتل بعضهم وأسر آخرين، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن أسر جنود إضافيين خلال المعركة بعد يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وفي اليوم التالي مباشرة أطلقت كتائب القسام رشقة صاروخية كبيرة على تل أبيب وجوارها لأول مرة منذ أربعة أشهر.

كانت رسالة الحدثين واضحة حاسمة، مفادها أن الحل العسكري لم ولن يأتي بالأمن أو يعيد الأسرى، بل ربما يزيد من عددهم. فضلًا عن أن إعلان "أبي عبيدة" عن الكمين والأسر بعد ساعات فقط من تنفيذ العملية، وعبر فيديو مصور، حمل قرائن واضحة على سلامة منظومة القيادة والسيطرة وفاعلية آليات الرصد والتوثيق والإعلام في كتائب القسام.

حطّم الحدثان البارزان عددًا من رهانات نتنياهو وحكومته:

الرهان على كسر المقاومة وتقويض إمكاناتها وفرض تسوية غير مقبولة عليها من باب الضعف والاستسلام. والرهان على ضمان الأمن للداخل "الإسرائيلي" وإنهاء تهديدات العمليات والصواريخ. والرهان على إخراج مناطق ومحافظات من معادلة الصراع وقتل فرص المقاومة فيها. والرهان على تحرير الأسرى بالقوة. والرهان الضمني على التخفف من عبء ملف الأسرى بتقليل أعداد الأحياء منه في يد المقاومة.

بشكل أو بآخر بات عداد الوقت يعمل لصالح المقاومة لا الاحتلال، ويزيد من استنزاف الأخير وفشله وتخبطه، ويكشف أن استمرار العدوان رغم إيغاله في الدم الفلسطيني لا يمنحه أي مكاسب ولا يحقق أهداف حربه، بل يتركه في حلقة مفرغة من الاستهداف والخسائر.

هل زادت فرص التوصل لاتفاق؟

سقوط هذه الأوهام، رفع، من جهة، سقف مطالبات أهالي الأسرى "الإسرائيليين" في مظاهراتهم، وفاقم، من جهة ثانية، الخلافات بين النخبة السياسية في دولة الاحتلال. التصريحات المتتالية من شركاء نتنياهو في الحكومة ومعارضيه على حد سواء، تشي بأن "رسالة القوة" التي بعثت بها المقاومة آتت أكلها ودفعتهم للتفكير في أن المسار الحالي لن يحقق أهدافهم، وأنه لا مناص من اتفاق ما.

حرك كل ما سبق عجلة المفاوضات من جديد، حيث تحدثت المصادر "الإسرائيلية" عن تجديد الحديث مع الوسطاء من جهة، وعن مرونة من نتنياهو في بعض التفاصيل من جهة ثانية، وعن منح صلاحيات إضافية لفريق التفاوض من جهة ثالثة.

لا يعني ما سبق أنَّ اتفاقًا يلبي مطالب الجانبين بات قريبًا، لكنه يعني أن الاحتلال اقتنع أن المقاومة ما زالت قادرة، وأنها تستنزفه كما يستنزفها، وأن المسار الحالي لن يوصل لشيء. والأهم أن "رسائل الحدثَيْن" ودلالاتهما فاقمت العاملَيْن؛ الداخلي والأميركي، في آلية اتخاذ القرار في تل أبيب، وقد يجد نتنياهو نفسه أمام انتخابات مبكرة قريبًا جدًا على غير رغبة منه.

لذلك، يمكن القول إن فرص التوصل لاتفاق باتت اليوم أفضل من السابق، وأنه سيكون اتفاقًا مع حماس التي أعلن الاحتلال نيته القضاء عليها، وبشروط تلبي الحد الأدنى من شروطها وفي مقدمتها وقف إطلاق النار، وهو تقدير يعززه تعالي الأصوات داخل "إسرائيل" في هذا الاتجاه. دون ذلك، لا يبدو أن المقاومة ستخضع لأي اتفاق دون هذا الحد الأدنى، فهي ليست في أزمة كبيرة ميدانيًا وسياسيًا، رغم ضغط الاحتلال غير المسبوق على حاضنتها الشعبية التي تعدُّ الخاصرة الرخوة لها لعلمه مدى حرصها عليها، ومن هذه الزاوية يمكن فهم بعض أهداف المجزرة بحق المدنيين في خيام النزوح في رفح.

في الخلاصة، فإن مرونة حماس من جهة ورسائل القوة التي أرسلتها من جهة أخرى، تزيد من فرص التوصل لاتفاق ما عبر الوسطاء وتقدّم الموعد المفترض لذلك نسبيًا، لكن هذا الاتفاق ليس وشيكًا بعد، إذ إن قناعة الاحتلال ما زالت تحتاج بعض الوقت والتدرج والتطورات حتى تتحول لواقع عملي يفضي إلى الموافقة على إبرام الاتفاق.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • هنغبي: تشكيل لجنة تحقيق بأحداث 7 أكتوبر سينهي حكم اليمين
  • «العالمي للتسامح والسلام» يشيد باعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين
  • صحيفة سعودية: إسرائيل تريد أن تجمع الأرض والسلام دون أي اعتبار لإقامة الدولة الفلسطينية
  • إسرائيل في 24 ساعة.. الفصائل الفلسطينية تصدم «نتنياهو» وسقوط جنود الجيش قتلى والسرطان يضرب المستوطنين
  • المتحدث باسم نتنياهو: ما نريد رؤيته في غزة في اليوم التالي للحرب هو منطقة منزوعة السلاح
  • أندريه زكي يشارك في حفل تخريج الدفعة 153 بكلية اللاهوت الإنجيلية
  • صحيفة إسرائيلية تكشف المرشح الأقوى لخلافة نتنياهو في قيادة دولة الاحتلال
  • استخدام القوة على نطاق واسع وطويل الأمد
  • أزمات سياسية متشابكة تعصف بائتلاف نتنياهو الحكومي.. هذه أبرزها
  • رسائل القوة والمرونة.. هل يفضي نهج حماس التفاوضي لاتفاق؟