حيا عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور أشرف بيضون "صمود الجنوبيين في أرضهم، وان كان هناك أناس تركوا قراهم وبلداتهم مكرهين بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة".

ولفت الى ان "هناك من اهلنا حتى هذه اللحظة بعد حوالي سبعة شهور من الاعتداءات الصهيونية والمجازر الذي يرتكبها هذا العدو، ما زالوا صامدين، ومنهم مزارعو تبغ في بلدة عيترون باشروا بزرع أراضيهم، رغم ان هذه البلدة تعرضت على مدى هذه الشهور لاعتداءات اسرائيلية مباشرة ولمجازر وتدمير احياء وبيوت".

وقال :" مهما اعطينا هذا الصامد في أرضه لا يكفي".

 وأشار الى ما يقدمه مجلس الجنوب لبلسمة بعض من "أوجاع المواطن الجنوبي" وما قدمه لترميم مدارس تعرضت للقصف الاسرائيلي بشكل مباشر، وذلك من أجل ان يبقى هناك مكان للطلاب يدرسون فيه دون اي تعطيل".

 ولفت بيضون الى ان وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم أيضا المساعدات ضمن امكاناتها"، موجها التحية ل"الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن ارض لبنان بكل أطيافهم اللبنانية ولكل الجرحى وتمنى لهم الشفاء"، وقال:" هم كرامة هذا الوطن وهم من يرسمون خارطة هذه المنطقة وإعادة لبنان على الخارطة لكي يكون حاضرا ومساعدا ومتفاعلا مع محيطه العربي والشرق اوسطي".

 وأكد اننا "نصارع عدوا لا يعرف للانسانية أية قيمة ولا يعير للقوانين الدولية والانسانية اي اهتمام واي معيار وكذلك لاي قرارت دولية صدرت"، وقال :"كتب علينا ان نجاور هذا الكيان المصطنع الصهيوني الاسرائيلي الذي يمعن في الاجرام سواء من الفلسطينيين او باللبنانيين كلما سنحت له الفرصة".

 وشدد بيضون على "الوقفة اللبنانية الواحدة في مواجهة هذا الكيان، حيث انه يمكن ان نكون كلبنانيين غير متفقين على نقاط معينة داخليا، لكن المصيبة من هذا الكيان، يجب ان تجمع، لان هذا العدو هو عدو واحد ومشترك لكل اللبنانيين من كل فئاتهم الطائفية والحزبية وخارج الاصطفافات السياسية. فالامام السيد موسى الصدر كان يقول: "أمضى سلاح في وجه الاحتلال الاسرائيلي هو سلاح الوحدة الوطنية".

 وذكر بيضون معاناة الطالب الجنوبي مع استمرار الاعتداءات، وقال :"الحق يقال اننا ووزارة التربية منتبهون لهذا الامر من الشهر الاول وعملنا قدر المستطاع ليتمكن هذا الطالب من اللحاق ببرنامجه التبوي المقرر. وهنا اوجه التحية لوزير التربية لانه كان الجنوب ساكنا في قلبه على مدى كل هذه الاشهر وكل هذه المعاناة التي نعانيها اليوم وكان هناك مبادرة مع "اليونيسف" لمساعدة الطلاب ان كان على مستوى بدلات النقل على مستوى التجهيزات للطلاب لحضور "الاون لاين". والمبادرة اثمرت ان يكون هناك الاف الطلاب يتعلمون "اون لاين" وان كان هذا الامر لا يعطي النتيجة المرجوة ولكن سبعين في المئة أفضل من صفر في المئة في عملية التعليم وهي أفضل من لا شيئ".

 وسأل بيضون : كيف يمكن ان نجري انتخابات بلدية او اختيارية في الجنوب في ظل هذا الظرف الحالي وما زلنا لم نؤمن الحد الادنى من احتياجات هؤلاء الناس نتيجة الظرف الاقتصادي وتدهور العملة اللبنانية؟ مشددا على وجوب "التطلع الى الاولويات واليوم الاولوية والبوصلة يجب ان تكون امكانيات الدولة اللبنانية متجهة صوب هذا الاعتداء الصهيوني على لبنان لمساعدة اهلنا في الجنوب".

 وقال :"ما حدا يرجعنا الى الوراء". اليوم هناك عدو مشترك ولبنان يتعرض لقصف ومجازر والاسرائيلي يخرق يوميا القرار 1701 وكل القوانين والاعراف الدولية. فلذلك يجب ان نتكاتف جميعا بالامكانيات المتوافرة لدينا نضعها اما هذا المواطن اللبناني الذي يدافع عن كل العالم من خلال صموده وتضحيته. ولذلك لا نستطيع ان نترك هذا المواطن في مهب الريح واذا أتينا وتحدثنا عن المصالح التي اقفلت في قضاء بنت جبيل وفي قضاء مرجعيون وقضاء صور وفي البلدات المحاذية وتأثيرها السلبي على الدورة الاقتصادية. وهنا واجب الدولة اليوم والقوى السياسية وهيئات المجتمع المدني ان تتكاتف كلها في قلب واحد لنقف جميعا الى جانب هؤلاء الناس لانه فعلا كرامة الوطن من كرامتهم وشرف الوطن وشرفنا من شرفهم".

وشدد بيضون على وجوب التفاهم والتوافق من اجل اتنتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات". وقال : "كلنا معنيون اليوم في خلاص لبنان من أزماته. فلبنان اليوم يدافع ليس فقط عن العرب بل عن كل الامم الحضارية التي تتغنى بالعدالة وحقوق الانسان والديموقراطية والقوانين والمواثيق الاممية".

 ونوه بيضون بعمل عناصر "الدفاع المدني من كل الفئات" "الذين يصمدون اليوم في الميدان ويقومون بعملهم الانساني باللحم الحي ومن دون اي مقابل وتاركين عيالهم وأسرهم في الداخل اللبناني وصعدوا الى خطوط المواجهة، وقال : "انا اسميهم الخط الخلفي الذي يقف خلف المقاوم الذي يدافع عن سيادة وكرامة لبنان وهم من قدم الشهداء على مسرح كرامة الجنوب وهم مسعفون من كل الفئات وهم الحاضرون في بلداتنا الجنوبية. ومهما قمنا تجاههم باي عمل يبقى قليلا في حقهم وهم من يقدم أغلى ما يملكون من دون اي مقابل".

( الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

هل هناك موت ثقافي في القدس؟

القدس ليست مدينة عادية، فهي مدينة مركزية للديانات، وتمتد حضارتها لآلاف السنين، تعاقبت عليها حضارات وثقافات متعددة، تمتلك تراثا معماريا متنوعا وهائلا، كما أن كونها محتلة من قبل الصهاينة، هذا يمنحها قداسة وأهمية مضاعفة في عيون العرب والفلسطينيين وأحرار العالم، هذه الأيام بالذات تشتد الهجمات على القدس من قبل محتليها، وتتنوع الهجمات ما بين مداهمات للمكتبات ومصادرة كتب كما حصل مع مكتبة عماد منى، في شارع صلاح الدين، قبل أشهر، وما بين مداهمة حفلات إحياء التراث الفلسطيني كما حدث قبل أسبوعين مع مسرح الحكواتي، حيث منع المحتلون هذا الحفل وطردوا الأطفال والعائلات، وأغلقوا المسرح.

نحن نعرف أن هناك شبه موت اقتصادي في القدس بفعل إجراءات الاحتلال وإغلاق المدينة أمام المدن الفلسطينية الأخرى، لكن هل هناك موت ثقافي؟ ثمة نقاش دائم حول ذلك، هناك من ينفي هذا الموت كالفنان المسرحي حسام أبو عيشة الذي قال لنا: أعتقد حازما أن في ذلك تجن على الحالة الثقافية في القدس، هناك الكثير من الحالات الثقافية المستمرة والمتقدمة رغم ظرف القدس المعروف، قد يكون أنه بعد السابع من أكتوبر حصل سبات ما وليس موتا، إذ لا عودة بعد الموت، على سبيل المثال لا الحصر هناك خمس (إنتاجات مسرحية جديدة في المسرح الوطني الفلسطيني، هناك عملان موسيقيان للمعهد الوطني للموسيقا وفرقة بنات القدس، هناك عروض (سينما فلسطين) كل أول شهر لشباب مخرجين ومصورين من القدس، هناك مؤسسات ثقافية مهمة نفخر فيها جميعا أبرزها: مؤسسة يبوس ومسرح الحكواتي، وغيرها.

رغم تحديات الاحتلال وإجراءاته القمعية وحصاره للثقافة والحياة فإن مسرح الحكواتي استطاع تقديم خدمة ثقافية مهمة للمسرحيين الفلسطينيين ولمتذوقي المسرح وأيضا للكتاب والشعراء الذين يديرون منذ سنوات طويلة ندوة شهرية اسمها (ندوة اليوم السابع)، أما مؤسسة يبوس فتعمل على إحياء البنية التحتية الثقافية في القدس من خلال ترميم وإعادة بناء سينما القدس التاريخية وتحويلها إلى بؤرة ثقافية متكاملة تحوي قاعات للحفلات والعروض والورش.

وقد أطلقت المؤسسة مهرجانات مهمة: مهرجان القدس ومهرجان الحكايات ومهرجان الفنون الشعبية وليالي رمضان، وهي نشاطات تسحر الجمهور وتنهض بالفن الفلسطيني.

كما تنظّم يبوس أمسيات أدبية وحفلات توقيع كتب، وندوات ثقافية اجتماعية وسياسية، ومعارض فنية، مما يساهم في خلق مناخ ثقافي مضيء. وتقدّم ورشات مسرحية وقصصية وفعاليات ترفيهية تخدم الأجيال الصاعدة وتطور الإبداع لديها).

لكن القاص المعروف محمود شقير له رأي آخر: نعم، مقارنة بما كانت عليه أحوال الثقافة في سبعينيات وثمانينيات القرن (العشرين، فإن تجلّيات الثقافة في القدس هذه الأيام ليست على النحو المطلوب، وذلك بسبب عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني في محاولات دائبة لتهويدها، وبسبب الحالة الأمنية المتردّية في المدينة، حيث تتضاءل حركة المواطنين عند الغروب أو قبله بقليل.

وثمة ضرائب باهظة تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين، فتجعل أحوالهم الاقتصادية صعبة، ما ينعكس سلبًا على الحالة الثقافية. ثم إنّ وباء كورونا ترك أثرًا سلبيًّا على الأنشطة الثقافية واضطر بعض الهيئات الثقافية مثل ندوة اليوم السابع إلى ممارسة نشاطها الأسبوعي إلى يومنا هذا عبر منصّة زووم، فيما يمارس المسرح الوطني الفلسطيني ومركز يبوس ومعهد إدوارد سعيد للموسيقى أنشطة ثقافية لها حضورها النسبي إلى حدٍّ ما).

فجّر الفنان الفلسطيني المقدسي خالد الغول، فكرة الجفاف الثقافي في القدس، عبر اقتراحه الذي كرره أكثر من مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإنشاء مكتبة عامة، تخدم الناس والطلاب والباحثين والمثقفين، الفنان المقدسي العاطل عن العمل الآن (ليس عن الحلم والأمل)، بعد سنوات من خدمة الثقافة الفلسطينية عبر مؤسسة يبوس المقدسية الشهيرة، يجيب عن سؤال بداية لمعان الفكرة في قلبه: (لمعت شرارة المبادرة بالصدفة، وفي ظروف اجتماعية محضة.

ففي زيارة اجتماعية لجمعية أهلية تعنى بشؤون الناس الاجتماعية والثقافية في القدس. قال لي أحد العاملين فيها، إن مقر الجمعية المقامة سيتم هدمه ويتحول إلى بناية تجارية. وعرض عليّ أن آخذ الكتب والمخطوطات من المقر قبل هدمه. وبالفعل نقلت الكتب. وفي الأسبوع ذاته، طلب مني صديق بعض الروايات والدواوين الشعرية لابنه اليافع، الذي ما زال معنيًّا بقراءة الكتب المطبوعة ولم تسيطر عليه بعد عقلية التذوق للأعمال الأدبية من خلال التكنولوجيا الحديثة والرقمية.

وبعد أن زودت الفتى بالكتب التي طلبها، نشرت على صفحتي في "فيسبوك" طالبًا التبرّع بكتب تحت عنوان "نحو مكتبة أهلية عامة في القدس"، فلبّى الكثيرون من الأصدقاء الطلب، وانهالت عروض التبرع بالكتب والمساعدة، وما زلت منهمكًا في جمع الكتب والبحث عن مكان مناسب يلبّي الغرض).

القدس المقدسة تحتاج منا جميعا مثقفين ورجال أعمال وأكاديميين، ومؤسسات أهلية ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسسات الثقافية العربية واتحادات الكتّاب العرب مزيدًا من الدعم والاهتمام لتعزيز هويتها، ووقف تهويدها.

مقالات مشابهة

  • غارات عنيفة من الجنوب إلى البقاع ولبنان سيطالب الميكانيزم بالانسحاب الاسرائيلي من النقاط المحتلة اولا
  • بولبينة:”علينا تصحيح الأخطاء و أعتذر لجمهورنا”
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • ترامب: لن نسمح للصين بالتفوق علينا في الذكاء الاصطناعي
  • تفاصيل اليوم الذي غيرت فيه القبائل اليمنية كل شيء
  • كشف الغاز الجنوب والوسطى اليوم.. تحميل كشف الغاز خانيونس ورفح والوسطى 12-12-2025 ورابط الفحص
  • أشقاء رفعت: وليد دعبس لم يتأخر علينا في شيء ونعتبره أباً لنا
  • أشقاء رفعت: وليد دعبس لم يتأخر علينا في شيء ونعتبره أبا لنا
  • هل هناك موت ثقافي في القدس؟
  • كان علينا الاعتذار عن المشاركة.. علاء مبارك يعلق على إقصاء مصر من كأس العرب