يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة حول الوضع في السودان، في وقت دعت فيه مديرة قسم القرن الأفريقي بـ”هيومن رايتس ووتش” ليتيشيا بدر، مجلس الأمن بأن يطلب بشكل عاجل من الأمين العام للامم المتحدة النظر في أنواع الإجراءات التي يمكن للأمم المتحدة أن تعتمدها لحماية المدنيين السودانيين بشكل أفضل.
ونوهت إلى أنه يتعين على مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي أن يحذر من شن المزيد من الهجمات على المدنيين، وأن يدعو إلى احترام حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور، وأن يعلن دعمه الواضح للتحقيقات الدولية.

على الحكومات ذات النفوذ أن توضح أن الأطراف المتحاربة ستواجه عواقب انتهاك قوانين الحرب. وأضافت أنه وبدون هذه الخطوات الأساسية، فإن إدانات زعماء العالم هذا الأسبوع في الذكرى السنوية المدمرة للصراع سوف تبدو جوفاء أكثر.
وقالت في مقال لها اليوم (مدنيون في فوهة الخطر) خصصته للحديث عن النازحين الذين فروا إلى الفاشر، أملاَ في النجاة، لكنها قالت بانهم باتوا في مرمى النيران “إن خطر ارتكاب الفظائع ضد المدنيين غير العرب في الفاشر واضح للغاية”.
وتابعت: “في الأيام القليلة الماضية، يبدو أن عدة قرى بالقرب من الفاشر قد أُحرقت بالكامل. وبحسب ما ورد قُتل أشخاص في أحد مخيمات النازحين داخلياً بسبب القصف والاشتباكات. وتثير التقارير المثيرة للقلق حول التعبئة الجماعية للمقاتلين من الجانبين مخاوف من أن يؤدي القتال في واحدة من أكثر مدن دارفور اكتظاظاً بالسكان إلى ارتكاب فظائع ضد المدنيين”.
وقالت إنّه على مدى الأسبوعين الماضيين، وردت تقارير عن ارتفاع في عدد الضحايا المدنيين، حيث قُتل وجرح العديد في هجمات قوات الدعم السريع والمليشيات العربية على القرى غير العربية غرب الفاشر، وكذلك أثناء القتال بين هذه القوات والقوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معها، بما في ذلك القصف والقصف.
وأضافت: “في فبراير حذرت منظمة أطباء بلا حدود من مستويات كارثية لسوء التغذية بين الأطفال في المدينة. ويهدد المزيد من القتال بحرمان النازحين الذين يُعانون بالفعل من سُـوء التغذية من الرعاية الحرجة”.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إنّ التقارير عن هجوم وشيك تثير “خطر وقوع المزيد من الانتهاكات والتجاوزات ضد المدنيين”. ودعا المبعوث الأمريكي الخاص للسودان “قوات الدعم السريع إلى إنهاء الحصار” وحثِّها “والقوات المسلحة السودانية والمقاتلين المتحالفين معها على احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين”.
وأعادت بدر للأذهان، استهداف قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها، شعب المساليت العرقي في غرب دارفور بعمليات إعدام بإجراءات موجزة، وعنف جنسي، وتدمير واسع النطاق للممتلكات، بينما قامت أيضًا بإساءة معاملة الأشخاص في المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها، وكان آخرها في ولاية الجزيرة.
وبحسب ما ورد، قامت القوات المسلحة السودانية أيضًا باعتقال وتعذيب وقتل سكان دارفور خارج نطاق القضاء، وشنت جميع الأطراف المتحاربة هجمات عشوائية على المناطق المأهولة بالسكان.

متابعات: السوداني  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: فرار أكثر من 4 ملايين لاجئ من السودان بسبب الحرب

جنيف"وكالات":

قال مسؤولون في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم إن عدد الفارين من السودان منذ بداية الحرب الأهلية في 2023 تجاوز أربعة ملايين شخص، وأضافوا أن العديد من الناجين لم يجدوا المأوى المناسب بسبب نقص التمويل.

وذكرت يوجين بيون المتحدثة باسم المفوضية في مؤتمر صحفي في جنيف "وصول عدد اللاجئين إلى أربعة ملايين شخص بعد (دخول الحرب) عامها الثالث يعد علامة فارقة خطيرة في أكثر أزمات النزوح ضررا بالعالم في الوقت الحالي".

وأضافت "نتوقع في حالة استمرار الصراع في السودان أن يواصل آلاف الأشخاص الآخرين الفرار من البلاد مما يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر".

واندلع الصراع في السودان في أبريل نيسان 2023. والسودان له حدود مع سبع دول هي تشاد وجنوب السودان ومصر وإريتريا وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا.

وقال دوسو باتريس أهوانسو من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المؤتمر الصحفي ذاته إن أكثر من 800 ألف لاجئ وصلوا إلى تشاد حيث تتردى ظروف الإيواء بسبب نقص التمويل اللازم الذي لم يصل منه سوى 14 بالمئة.

وأضاف "نواجه أزمة ليس لها مثيل. إنها أزمة إنسانية. إنها أزمة ... حماية تنبع من العنف الذي يبلغ عنه اللاجئون".

وتابع أن العديد من الفارين أبلغوا عن تعرضهم للحظات من الرعب والعنف. وقال إنه التقى بفتاة تبلغ من العمر سبع سنوات في تشاد سردت له ما حدث لها ولعائلتها حيث أصيبت في هجوم على منزلها في مخيم زمزم للنازحين في السودان أدى إلى مقتل والدها وشقيقيها وبتر ساقها في أثناء هروبها. وقال إن والدتها قُتلت في هجوم سابق.

وذكر أن لاجئين آخرين رووا قصصا عن استيلاء جماعات مسلحة على خيولهم وحميرهم وإجبار البالغين على جر العربات التي تحمل عائلاتهم بأنفسهم خلال عملية الفرار.

م جهة أخرى استُهدفت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور غرب السودان مساء أمس الاثنين ما تسبب في وقوع ضحايا بحسب التقارير الأولية، على ما أفادت متحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وقالت المتحدثة باسم يونيسف إيفا هيندز إن القافلة التي ضمت شاحنات مساعدات تابعة لليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، "كانت تقف في مدينة الكومة بشمال دارفور في انتظار الموافقة للتوجه إلى الفاشر". ولم توضح هيندز أي من طرفي الحرب يقف خلف الهجوم.

وتقع مدينة الكومة، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، على بعد نحو 80 كيلومترا من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، التي يسيطر عليها الجيش وتحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.

وفي إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة غربي البلاد تشتد المعارك بين طرفي الحرب حيث تسعى قوات الدعم السريع لإحكام سيطرتها على كامل الإقليم بعد خسارتها في العاصمة الخرطوم ومدن رئيسية في وسط وشرق السودان.

وفي بيان اتهمت الحكومة الموالية للجيش الدعم السريع باستهداف قافلة المساعدات التي كانت في طريقها لمدينة الفاشر التي أعلنتها الأمم المتحدة منطقة مجاعة، بينما تتهم الدعم السريع الجيش بقصف القافلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان اليوم الثلاثاء إن "طائرات مسيّرة هجومية تتبع لميليشيا الدعم السريع" قصفت "سيارات إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة.. في محاولة متعمدة لقطع الطريق أمام الفرق الإنسانية وتعطيل مهمتها في إيصال المساعدات إلى المواطنين المحاصرين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين".

وأشار البيان إلى وقوع قتلي وإصابات جراء الهجوم.

من جانبها اتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش السوداني بشن هجوم الاثنين بطائرة على قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي"، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون من سكان ولاية شمال دارفور وحدها على حافة المجاعة، فيما أُعلنت المجاعة في عدد من مخيمات النزوح.

مقالات مشابهة

  • السودان: الأمم المتحدة تدين مقتل 5 من موظفيها في هجوم على قافلة إنسانية بدارفور
  • كانت متجهة إلى الفاشر.. 5 قتلى في هجوم على قافلة إنسانية بالسودان
  • رايتس ووتش تتهم حركة إم 23 بإعدام نحو 21 مدنيا شرق الكونغو
  • حكومة السودان والدعم السريع يتبادلان الاتهام بالهجوم على قافلة غذاء
  • الأمم المتحدة: فرار أكثر من 4 ملايين لاجئ من السودان بسبب الحرب
  • السودان: هجوم على قافلة أممية في دارفور وسط تحذيرات من "أسوأ كارثة إنسانية في العالم"
  • هيومن رايتس ووتش تضع الحوثيين وإسرائيل موضع الندية وتدعو للتحقيق في قصف المطارات كجرائم حرب
  • إعلان لملء مركز الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة
  • شبكة أطباء السودان: قصف الدعم السريع يؤدي لمقتل 3 أطفال وامرأة جنوب الفاشر
  • هيومن رايتس ووتش: معارك طرابلس تكشف هشاشة الوضع واستخفاف بحياة المدنيين