علماء يكشفون أن الفئران يمكنها أن تعد الأرقام مثل البشر
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
حسم فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة "هونغ كونغ" الصينية جدلا استمر عدة أعوام بين باحثي علوم الأعصاب عن قدرات القوارض على العدّ، وذلك عبر إثبات وجود "حس عددي" لدى الفئران، وهو ما يوفر نموذجا حيوانيا لدراسة الأساس العصبي للقدرة على تنفيذ العمليات العددية لدى البشر، الأمر الذي يمكن أن يساهم في إيجاد علاجات لبعض حالات الإعاقة.
ويشير مفهوم الحس العددي إلى القدرة على التعامل مع الأرقام، ويشمل ذلك مهارات مثل تقدير وعد الأرقام والكميات ومقارنتها والتعامل معها عقليا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4خبير: الذكاء الاصطناعي أقرب لذكاء القطط والكلاب من ذكاء البشرlist 2 of 4أشباح خفية أم حواس فائقة.. ما الذي تراه القطط ولا يراه البشر؟list 3 of 4آفاق جديدة لتطوير أجهزة الاستنشاق والشم.. الكشف عن البنية المعقدة لأنف القططlist 4 of 4هل تفهم الكلاب حقًا بعض ما نقول؟end of listوعند البشر، يمكن للأفراد ذوي الحس العددي القوي فهم المعلومات الرقمية، والتعرف على الأنماط الرقمية، وتطبيق المفاهيم الرياضية في سياقات مختلفة وبسهولة أكبر، وتعتبر هذه المهارة الأساسية ضرورية لحل الكثير من المشكلات في الحياة اليومية.
حس عددي كبير لدى كائن صغيروللتوصل إلى تلك النتائج التي نشرت في دورية "ساينس أدفانسز"، طور هذا الفريق خوارزمية تولد محفزات صوتية تسمح للحيوانات بالتركيز على الأرقام فقط مع تقليل عوامل التشتيت الأخرى.
وجاءت النتائج لتوضح أن الفئران يمكنها تطوير حس عددي عند تدريبها بأصوات تمثل رقمين أو ثلاثة أرقام.
وبحسب الدراسة، فقد اكتشف الباحثون عندما حجبوا جزءا معينا من أدمغة الفئران يسمى القشرة الجدارية الخلفية، أن قدرة الفئران على فهم الأرقام تأثرت بوضوح، مما يعني أنها منطقة حاسمة للمعالجة العددية لدى الفئران.
ويشير ذلك بحسب بيان صحفي أصدرته جامعة "هونغ كونغ" الصينية التي أشرفت على الدراسة، إلى وجود دائرة عصبية مخصصة للإحساس بالأرقام، ويعطي هذا الكشف للباحثين نموذجا جديدا لدراسة القدرات العددية والإعاقات لدى البشر.
ويأتي هذا بشكل خاص في سياق ما يسمى "عُسر الحساب"، وهو إعاقة تعليمية تؤثر في قدرة الشخص على فهم الأرقام والتعامل معها.
وقد يواجه الأفراد الذين يعانون من عسر الحساب صعوبة في العمليات الحسابية الأساسية مثل الجمع والطرح والضرب والقسمة، بالإضافة إلى مفاهيم مثل حجم العدد وتسلسل الأرقام وفهم الرموز الرياضية، ويصل الأمر إلى التأثير في الأنشطة اليومية التي تتضمن العمليات الحسابية بالتبعية.
وأوضح الباحثون أن دراسة هذه المنطقة بشكل موسع مستقبلا يمكن أن تؤثر في نطاقات الذكاء الاصطناعي، ويمكن نمذجة الشبكات العصبية الإلكترونية لتحاكي الشبكات العصبية الموجودة في تلك المنطقة من أدمغتنا.
الحيوان والأرقام.. علاقة معقدةربما من المفاجئ أن تعرف أن الغالبية العظمى من الحيوانات التي درسها العلماء يمكنها التمييز بين أعداد مختلفة من الأشياء ضمن مجموعة ما، ويَظهر ذلك في الكثير من الحشرات والطيور والثدييات والبرمائيات والزواحف.
وأشار الباحثون في هذا النطاق على مدى عقود من الفحص، إلى أن الحيوانات ليس لديها مجرد حس بالأكبر والأصغر، بل لديها إحساس تقريبي بالكمية، بمعنى أن 1 يختلف عن 2 الذي يختلف عن 3، وهكذا.
بل وأشارت دراسة صدرت في نفس الدورية السالف ذكرها عام 2019، إلى أن النحل تحديدا يمكنه إجراء عمليات جمع وطرح، إذ شفّر باحثون العمليات الحسابية إلى أشكال عبارة عن مربعات ودوائر، وللوصول إلى الغذاء كان على النحل حل مجموعة من المسائل التي تتطلب جمع أو طرح الرقمين 3 و1.
وعلى بساطة الأمر، فإن ذلك يعني أن النحل كان قادرا على فهم رياضيات ذات مستويات متعددة، فهو أولا كان قادرا على تعلّم العدد، ثم وضعه في الذاكرة، ثم -في مستوى جديد- إجراء عملية جمع أو طرح، وهو ما أدهش العلماء.
وفي دراسة أخرى سابقة تمكن العلماء من التأكيد أن النحل يمكنه إدراك أحد أعقد المفاهيم الرياضية المجردة، وهو "الصفر" الذي يُعد مفهوما مجردا تماما لا يعبر عن شيء موجود لنعدّه (مثل عدد من التفاحات أو الهواتف الذكية أو الكرات مثلا).
وبالنسبة لنا نحن البشر فإن الأمر يبدو سهلا، لكننا كائنات ذات عقول معقدة بها أكثر من 80 مليار خلية عصبية، وحتى مع كل تلك القدرات لم نتمكن من ابتكار الصفر إلا حديثا في تاريخنا عندما بدأ علماء الرياضيات الهنود في بلورته كرقم وليس مجرد تعبير عن عنصر غائب، الأمر الذي طوره علماء الرياضيات في العصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية فيما بعد في ثورة تعد الأساس للرياضيات المعاصرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
نواب يكشفون عن توقعاتهم لمعدلات النمو في مصر خلال الفترة القادمة.. ويؤكدون: الإصلاح الاقتصادي يسير بخطى ثابتة
نواب: ارتفاع معدل النمو الفترة القادمة هو الهدف المرجو إليه
وكيل موازنة النواب: أتوقع وصول معدل النمو في مصر إلى 4 % أو أكثر حال استقرار الأمور
برلماني: معدل النمو الاقتصادي في مصر سيرتفع خلال المرحلة القادمة
كشف عدد من النواب، عن توقعاتهم بشأن معدلات النمو الاقتصادي في مصر خلال الفترة القادمة ، وأكدوا أنه حينما رفع صندوق النقد الدولي مؤخرا توقعات النمو لمصر إلى 3.8%، فإنه يؤكد أنه من الجهات الدولية التي لا تجامل أحد في تقريرها.
في البداية كشف النائب ياسر عمر ، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب عن توقعاته بشأنه معدل النمو الاقتصادي في مصر خلال الفترة القادمة.
وأكد عمر، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أنه لو استقرت الأمور فمن الممكن أن يصل معدل النمو في مصر إلى 4 % أو أكثر.
وأشار وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إلى صندوق النقد الدولي سبق وأن رفع توقعات النمو لمصر إلى 3.8% ، وهذا يعتبر دليل على أنه راضي عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المصرية، موضحا أن هذه النسبة تعتبر جيدة في ظل الأزمة العالمية.
وكشف النائب محمود الصعيدي، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، عن توقعاته بشأن معدلات النمو الاقتصادي في مصر خلال الفترة القادمة.
وأكد الصعيدي، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أنه سيكون هناك ارتفاع في معدل النمو خلال المرحلة القادمة، وهو الهدف المرجو الوصول إليه.
وقال عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب إنه حينما رفع صندوق النقد الدولي مؤخرا توقعات النمو لمصر إلى 3.8%، فإنه يؤكد أنه من الجهات الدولية التي لا تجامل أحد في تقريرها.
وأوضح أن صندوق النقد الدولي جهة رسمية عالمية تخرج تقرير بدراسة ومعلومات مؤكدة لديها، مؤكدا أن توقعاته بشأن النمو في مصر مؤشر قوي على أن الدولة تسير على الطريق الصحيح.
خطى ثابتةوأكد عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب أن توقعات صندوق النقد الدولي بشأن النمو تؤكد أن الإصلاح الاقتصادي يسير بخطى ثابتة.
وكانت قد قالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر إيفانا فلادكوفا هولار في وقت سابق، إن "مصر حققت تقدمًا كبيرًا على صعيد استقرار الاقتصاد الكلي، وإنه من المتوقع أن يواصل النمو زخمه، ولذلك قام الصندوق برفع توقعاته لمعدل النمو للسنة المالية 2024/2025 إلى 3.8%، وذلك في ضوء الأداء الذي فاق التوقعات خلال النصف الأول من العام".
وأضافت هولار، في بيان، أنه بالتوازي مع ذلك، شهدت حصة استثمارات القطاع الخاص من إجمالي الاستثمارات ارتفاعاً ملحوظاً من 38.5 % في النصف الأول من السنة المالية 2023-2024 إلى ما يقارب 60 % خلال الفترة ذاتها من السنة المالية 2024-2025.
وأشارت إلى أن فريق من خبراء صندوق النقد الدولي أجرى زيارة إلى القاهرة في الفترة من 6 إلى 18 مايو، حيث عقد مناقشات بناءة ومثمرة مع السلطات المصرية تناولت السياسات الاقتصادية والمالية التي من شأنها أن تشكل ركيزة لاستكمال المراجعة الخامسة بموجب اتفاق "تسهيل الصندوق الممدد".
وأكدت هولار أن السلطات المصرية وخبراء صندوق النقد الدولي عقدوا مباحثات بناءة أسهمت في إحراز تقدم في المسار الفني والمداولات المتعلقة بالسياسات، وذلك كجزء لا يتجزأ من المراجعة الخامسة في إطار "تسهيل الصندوق الممدد".
كما أشارت إلى أن معدل التضخم سجل ارتفاعاً طفيفاً ليبلغ 13.9% في شهر أبريل، غير أنه لا يزال يحافظ على مساره التنازلي، وفي المقابل، لافتة إلى أن الحساب الجاري لا يزال يسجل عجزاً واسع النطاق، إذ إن تزايد الواردات، وتراجع إنتاج المواد الهيدروكربونية، والاضطرابات التي شهدتها قناة السويس قد طغت على الأداء القوي لقطاع السياحة، وتحويلات العاملين بالخارج، والصادرات غير النفطية.
كما أكدت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر أن تعزيز الحصافة المالية، بما في ذلك الارتقاء بمستوى الرقابة والإشراف على مشاريع البنية التحتية الكبرى للقطاع العام، يسهم بفعالية في احتواء الضغوط على جانب الطلب، مع استمرار إجمالي الإنفاق الاستثماري العام دون السقف المحدد للفترة من يوليو إلى ديسمبر 2024.