علماء يكشفون كيف سيمتلك البشر قوى خارقة بحلول عام 2030!
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
الولايات المتحدة – بحلول عام 2030 قد نشهد تحولا جذريا في طبيعة القدرات البشرية بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة، ما يفتح الأبواب أمام قدرات كانت حبيسة الخيال العلمي.
ويبدو أن الصورة المستقبلية ترسم واقعا تتلاشى فيه الحدود بين البيولوجيا والتكنولوجيا، حيث تبدأ ملامح الإنسان المعزز بالظهور عبر سلسلة من الابتكارات الثورية.
ففي مجال القوة البدنية، تتهيأ الهياكل الخارجية الروبوتية لتمنح الإنسان قدرات خارقة تتفوق على حدود البيولوجيا الطبيعية. فبعد 17 عاما من الأبحاث باستثمارات تجاوزت 175 مليون دولار، نجحت شركة “ساركوس روبوتيكس” الأمريكية في تطوير بدلة خارجية تمنح مرتديها قوة تفوق العشرين ضعفا، ما يمكن العمال من حمل أوزان تصل إلى 90 كغ بسهولة تامة. أما في ألمانيا، فقد بدأ استخدام الهياكل الذكية مثل “إكسيا” في المستشفيات، حيث تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل حركات المرتدي وتوفير الدعم العضلي الذكي، ما يلغي الشعور بالإجهاد حتى عند التعامل مع الأحمال الثقيلة.
وعلى صعيد الصحة وطول العمر، يتوقع الخبراء ثورة حقيقية بفضل روبوتات النانو المجهرية التي ستجوب شراييننا بحثا عن الخلايا المريضة. وهذه التقنية التي تبدو كخيال علمي قد تصبح واقعا ملموسا خلال خمس سنوات فقط، حيث ستكون قادرة على إصلاح الأنسجة التالفة ومحاربة الأمراض الخطيرة مثل السرطان من داخل الجسم نفسه.
ويرى راي كورزويل، المهندس السابق في “غوغل”، أن عام 2029 سيشهد نقطة تحول حاسمة مع وصول الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة “فوق البشرية”، ما سيسرع وتيرة الاكتشافات الطبية.
وفي كتابه الأخير The Singularity Is Nearer، يتنبأ كورزويل الذي يلقب نفسه بـ”المستقبلي” بأن أساس الخلود البشري سيبدأ في عام 2030، مع اندماج الإنسان بالآلات بحلول عام 2045، بفضل تقنيات متطورة مثل واجهات الدماغ الحاسوبية التي تعمل على غرار “نيورالينك” التابعة لإيلون ماسك.
وبحلول عام 2030، قد تمنح الهياكل الخارجية الروبوتية البشر قوة خارقة، سواء من خلال تمكين إنجازات مثل رفع الأجسام الضخمة في المصانع أو جعل الجنود أقوى في ساحة المعركة.
وفي مجال الحواس، تشهد تقنيات الرؤية تطورات مذهلة. فقد تمكن علماء صينيون في جامعة العلوم والتكنولوجيا من تطوير عدسات لاصقة تمنح الرؤية الليلية دون الحاجة إلى أجهزة ضخمة، عن طريق تحسس الأشعة تحت الحمراء. ويأمل البروفيسور تيان زيو أن تمهد هذه التقنية الطريق لأنواع جديدة من “الرؤية الخارقة” تتجاوز قدرات العين البشرية الطبيعية. كما تتجه الأبحاث نحو تطوير عدسات لاصقة قادرة على عرض المعلومات الرقمية مباشرة في مجال الرؤية، متجاوزة بذلك شاشات الهواتف والأجهزة التقليدية.
أما في مجال الحواس غير البصرية، فقد بدأت تظهر تجارب مثيرة تهدف إلى توسيع نطاق الإدراك الحسي البشري. فقد طور المخترع ليفيو بابيتز جهاز “نورث سينس” الذي يمنح حاسة جديدة للاتجاهات المغناطيسية، بينما قام المخترع مانيل مونيوز بزرع جهاز استشعار في جمجمته يحوله إلى “مقياس ضغط جوي بشري” قادر على سماع التغيرات الجوية من خلال ذبذبات عظمية تشبه “صوت الفقاعات”.
وتعمل شركات مثل “إريكسون” على تطوير أساور رقمية تمنح المستخدمين القدرة على “الإحساس” بالأجسام الافتراضية في العالم الرقمي.
وفيما يخص التفاعل مع المعلومات، يشهد قطاع الأجهزة القابلة للارتداء تحولا جذريا بدمج الذكاء الاصطناعي. فشركات مثل “ميتا” تعمل على إضافة مساعدين ذكيين إلى النظارات الذكية، بينما تطور “غوغل” نظام تشغيل متكامل للواقع المعزز والواقع الافتراضي (XR).
ووفقا لخبير الحوسبة لويس روزنبرغ، فإن هذه التطورات تمثل بداية عصر “العقلية المعززة”، حيث سيتواجد وكلاء الذكاء الاصطناعي السياقي معنا في كل لحظة، يرون ما نراه ويسمعون ما نسمعه، ليمدونا بتحليلات فورية واقتراحات ذكية تعزز من قدرتنا على فهم العالم من حولنا. ويتوقع روزنبرغ أن تصبح هذه التقنيات جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية لغالبية الناس بحلول عام 2030.
ولا يخلو هذا المشروع المستقبلي من التحديات، فإلى جانب العقبات التقنية التي ما تزال تعترض بعض هذه الابتكارات، تبرز أسئلة أخلاقية عميقة حول الخصوصية والأمان والحدود الأخلاقية لتحسين القدرات البشرية. فدمج التكنولوجيا مع الجسد البشري يطرح إشكاليات حول الهوية الإنسانية وحقوق الأفراد وحتى مفهوم المساواة في المجتمع. كما أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرات الإدراكية يثير تساؤلات حول استقلالية القرار البشري وطبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.
ورغم هذه التحديات، فإن وتيرة التقدم لا تبدو في تراجع. فما كان يوما ضربا من الخيال العلمي يتحول بسرعة مذهلة إلى واقع ملموس، ما يضع البشرية على أعتاب مرحلة جديدة من تطورها قد تكون الأكثر جرأة وتأثيرا في تاريخها. فبحلول منتصف القرن الحالي، قد نجد أنفسنا أمام نموذج جديد للإنسان – كائن بيولوجي-رقمي هجين، يتمتع بقدرات تتجاوز بكثير ما حلم به أجدادنا.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی بحلول عام 2030 فی مجال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم سوق العمل.. ما هي المهن المعرضة للخطر؟
ووفق هذا المؤشر، تصدرت قائمة الوظائف المعرضة للأتمتة: المترجمون، المؤرخون، الكتّاب، مندوبي المبيعات، وممثلو خدمة العملاء. اعلان
حذّرت دراسة بحثية أجرتها شركة مايكروسوفت من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي بات يشكل تهديدًا مباشرًا لفئات واسعة من الوظائف المكتبية، فيما تبدو المهن اليدوية منخفضة الأجور أكثر أمانًا في مواجهة هذا التغيير التكنولوجي المتسارع.
الدراسة، التي لم تخضع بعد للمراجعة، استندت إلى تحليل 200 ألف محادثة مجهولة الهوية بين المستخدمين وروبوت الدردشة Bing Copilot، بهدف تقييم مدى قابلية الوظائف الحالية للاستبدال بالذكاء الاصطناعي. وخلص الباحثون إلى أن الوظائف الأكثر عرضة للخطر هي تلك المعنية بتقديم المعلومات، والكتابة، والتدريس، والإرشاد.
Related أصدقاء افتراضيون.. هكذا يؤثر الذكاء الاصطناعي على عواطف الأطفال والمراهقين"لم نصوت لتشات جي بي تي".. رئيس الوزراء السويدي يستخدم الذكاء الاصطناعي في قرار حكومي"انهيار" الزيارات الإلكترونية.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معادلة الإعلام الرقمي؟ مؤشر لقياس قابلية الوظائف للاستبدالاستحدث فريق مايكروسوفت ما يُعرف بـ"مؤشر قابلية الذكاء الاصطناعي للتطبيق على الوظائف"، والذي يقيس مدى تطابق قدرات الذكاء الاصطناعي مع المهام الوظيفية المختلفة. ووفق هذا المؤشر، تصدرت قائمة الوظائف المعرضة للأتمتة: المترجمون، المؤرخون، الكتّاب، مندوبي المبيعات، وممثلو خدمة العملاء.
في المقابل، جاءت مهن مثل تشغيل المعدات الثقيلة، التنظيف، تغطية الأسطح، التدليك، وغسل الصحون في أسفل قائمة المخاطر، باعتبارها وظائف يصعب على الذكاء الاصطناعي التوليدي أداءها أو محاكاتها.
تحذيرات وتحفظاترغم النتائج اللافتة، دعا الباحثون إلى الحذر عند تفسير البيانات. وأوضحوا أن الذكاء الاصطناعي حتى الآن لا يستطيع تنفيذ مهام وظيفة كاملة بمفرده، بل يقتصر دوره على دعم بعض الجوانب في البحث، والكتابة، والتواصل.
وأشار الباحث الرئيسي في الدراسة، كيرن توملينسون، إلى أن "الهدف من البحث ليس التنبؤ بنهاية الوظائف، بل تحديد المجالات التي قد تتغير طريقة أداء العمل فيها بفعل الذكاء الاصطناعي".
كما لفتت الدراسة إلى أن البيانات المستخدمة لا تعكس الآثار الاقتصادية غير المباشرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة الأعمال. واستشهد الباحثون بتجربة البنوك مع أجهزة الصراف الآلي، والتي أدت إلى توسيع شبكة الفروع وتوظيف مزيد من الموظفين، رغم أتمتة جزء من مهامهم.
مخاوف واقعية وواقع مضطربفي الوقت الذي تحاول فيه كبرى شركات التكنولوجيا تصوير الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين الإنتاجية وخلق وظائف جديدة، لا يتردد البعض في الاعتراف بتداعياته القاسية على سوق العمل. فقد صرّح الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، مؤخرًا بأن بعض فئات الوظائف — مثل خدمة العملاء — قد "تختفي بالكامل".
فيما قال إيليا كلارك، مستشار الأعمال والرئيس التنفيذي لإحدى الشركات: "بصفتي مديرًا تنفيذيًا، لقد سرّحت موظفين بسبب الذكاء الاصطناعي، وأنا متحمس جدًا للإمكانات التي يتيحها".
ورغم التوقعات، يبقى من الصعب تحديد الشكل النهائي لسوق العمل في عصر الذكاء الاصطناعي. وقد ختمت الدراسة بالقول: "الوظائف الجديدة التي ستنشأ، وكيفية إعادة تشكيل الوظائف القديمة، ستكون من أبرز محاور البحث في المستقبل. كما أن التقنية نفسها ما تزال في تطور مستمر، وقياساتنا الحالية ليست سوى لقطة زمنية في مسار طويل من التغيير."
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة