دراسة تكشف كيف نجا البشر الأوائل من ظروف البيئات القاسية
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
يُعد البشر الحيوان الوحيد الذي يعيش في جميع البيئات الممكنة تقريبًا، من الغابات المطيرة إلى الصحاري وصولًا إلى التندرا.
هذه القدرة على التكيف مهارة تعود إلى ما قبل العصر الحديث، فوفقًا لدراسة جديدة نشرت في مجلة "نيتشر"، فقد طور الإنسان العاقل القديم مرونة البقاء من خلال إيجاد الغذاء والموارد الأخرى في مجموعة واسعة من الموائل الصعبة قبل أن ينتشر من أفريقيا منذ حوالي 50000 عام.
قالت إليانور سكيري، عالمة الآثار التطورية في معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان الجيولوجي في يينا، ألمانيا: "قوتنا العظمى هي أننا متخصصون في النظم البيئية".
كيف نجا البشر الأوائل من ظروف البيئات القاسية؟تطور جنسنا البشري لأول مرة في أفريقيا منذ حوالي 300، 000 عام. وبينما تُظهر الاكتشافات الأحفورية السابقة أن بعض المجموعات قامت بغزوات مبكرة خارج القارة، فإن المستوطنات البشرية الدائمة في أجزاء أخرى من العالم لم تحدث إلا بعد سلسلة من الهجرات منذ حوالي 50، 000 عام.
قالت إميلي هاليت، عالمة الآثار بجامعة لويولا في شيكاغو، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "ما الذي اختلف في ظروف الهجرات الناجحة؟ لماذا كان البشر مستعدين هذه المرة؟".
بشر العصر الحجري حققوا تقدمًا تقنيًا مهمًا واحدًاافترضت نظريات سابقة أن بشر العصر الحجري ربما حققوا تقدمًا تقنيًا مهمًا واحدًا أو طوروا طريقة جديدة لمشاركة المعلومات، لكن الباحثين لم يجدوا أدلة تدعم ذلك.
اتبعت هذه الدراسة نهجًا مختلفًا بالنظر إلى سمة المرونة نفسها.
جمع العلماء قاعدة بيانات للمواقع الأثرية التي تُظهر الوجود البشري في جميع أنحاء أفريقيا منذ 120000إلى 140000 عام. لكل موقع، وضع الباحثون نموذجًا للمناخ المحلي خلال الفترات الزمنية التي عاش فيها البشر القدماء.
قال هاليت: "كان هناك تغيير حاد في نطاق الموائل التي استخدمها البشر بدءًا من حوالي 70، 000 عام. لقد رأينا إشارة واضحة جدًا إلى أن البشر كانوا يعيشون في بيئات أكثر تحديًا وتطرفًا".
في حين أن البشر قد نجوا لفترة طويلة في السافانا والغابات، إلا أنهم انتقلوا إلى كل شيء من الغابات المطيرة الكثيفة إلى الصحاري القاحلة في الفترة التي سبقت 50000 عام، متطورين ما أسماه هاليت "مرونة بيئية أتاحت لهم النجاح".
كما أن هذه القفزة النوعية في القدرات مثيرة للإعجاب، فمن المهم ألا نفترض أن الإنسان العاقل وحده هو من فعل ذلك، كما قال عالم الآثار بجامعة بوردو، ويليام بانكس، الذي لم يشارك في البحث.
وأضاف أن مجموعات أخرى من أسلاف البشر الأوائل غادرت أفريقيا أيضًا وأقامت مستوطنات طويلة الأمد في أماكن أخرى، بما في ذلك تلك التي تطورت إلى إنسان نياندرتال الأوروبي.
وأضاف أن البحث الجديد يساعد في تفسير سبب استعداد البشر للتوسع عبر العالم في الماضي البعيد، لكنه لا يجيب على السؤال الدائم حول سبب بقاء جنسنا البشري فقط اليوم.
اقرأ أيضاًباستخدام مجسمات لحيوانات الغابة.. حفلات مفتوحة بالمنتجعات السياحية بالبحر الأحمر
باستخدام مجسمات لحيوانات الغابة.. حفلات مفتوحة بالمنتجعات السياحية بالبحر الأحمر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دراسة ألمانيا أفريقيا البشر مجلة نيتشر البشر الأوائل العصر الحجري
إقرأ أيضاً:
دراسة طلابية تكشف ارتباطًا بين السباحة في المحيط والتهابات المسالك البولية
ربطت دراسة طلابية في كاليفورنيا بين السباحة في مياه المحيط وارتفاع خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية، بعد أن كشفت نتائج البحث عن تلوث المياه ببكتيريا "إي كولاي" التي تعد السبب الرئيسي لهذه الالتهابات. اعلان
أظهرت دراسة ميدانية قادتها طالبة في برنامج الطب المشترك بين جامعتي كاليفورنيا بيركلي وسان فرانسيسكو، وجود علاقة بين السباحة في مياه المحيط وارتفاع خطر الإصابة بأعراض التهاب المسالك البولية، وذلك بعد بحث ميداني شمل ثلاثة شواطئ في مدينة سانتا كروز الأميركية خلال صيف عام 2022.
بداية الفرضيةفي تموز/يوليو 2022، توجه البروفيسور جاي غراهام والطالبة ميريديث كلاشمان إلى شاطئ كاول مزودَين بجهاز آيباد لجمع بيانات من نساء زائرات للشاطئ، بهدف اختبار فرضية تقول إن السباحة قد تزيد من احتمال الإصابة بالتهاب المسالك البولية. النتائج اللاحقة أكدت صحة هذه الفرضية.
قامت كلاشمان، التي ستتخرج العام المقبل، بتصميم دراسة وبائية بالتعاون مع وكالة الصحة البيئية في مقاطعة سانتا كروز وبلدية المدينة، وشملت شواطئ كاول وسانتا كروز الرئيسي وسيبرايت.
على مدى 12 أسبوعًا، جاب فريق البحث الشواطئ عدة ساعات أسبوعيًا، حيث سجلت المشاركات بيانات عبر استبيانات إلكترونية، ثم أُجري تواصل لاحق بعد 24 ساعة وبعد عدة أسابيع للتحقق من التعرض للمياه وظهور أي أعراض.
Related كم خطوة يجب أن تمشي يوميا للمحافظة على صحتك؟ دراسة جديدة تقول إنها ليست 10 آلاف خطوةدراسة بريطانية: تعديل الجينات يحمي الأجنة من الأمراض الوراثيةإما التعري أو المغادرة.. ألمانيا قد تحظر ملابس السباحة في الشواطئ المخصصة للعراة نتائج مثيرة للانتباهخلصت الدراسة إلى أن السباحة في مياه المحيط ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بأعراض التهاب المسالك البولية، وأن زيادة التعرض، سواء بالسباحة لمسافات أطول أو بابتلاع المياه، رفعت أيضًا احتمالية الإصابة بالإسهال.
كما أظهرت اختبارات جودة المياه وجود بكتيريا إي كولاي، وهي المسبب لنحو 80% من حالات التهاب المسالك البولية. وأوضح غراهام أن هذه البكتيريا تصل غالبًا إلى مياه السباحة عبر تسربات من محطات معالجة الصرف أو خزانات الصرف الصحي المنزلية، بالإضافة إلى فضلات الطيور.
حذر الباحثون من أن المياه الملوثة قد تسبب أيضًا التهابات في العين والأذن والجيوب الأنفية، وفي حالات نادرة تسمم الدم. وأشاروا إلى أن المشكلة ليست حكرًا على سانتا كروز، إذ أن مستويات التلوث في شواطئ مدن كبرى مثل سان دييغو ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو ليست أفضل بكثير.
وأكد غراهام أن الحل يكمن في تحديث البنية التحتية لمرافق الصرف الصحي، خصوصًا مع تزايد موجات الأمطار والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ.
ويخطط الفريق لإجراء دراسة جديدة تتضمن تكرار جمع عينات المياه وتحليلها جزيئيًا لمقارنة سلالات بكتيريا إي كولاي الموجودة في المياه بتلك المعزولة من حالات مؤكدة لالتهاب المسالك البولية. وأوضح غراهام أن هذا الربط سيوفر دليلًا مباشرًا على أن التعرض لمياه المحيط الملوثة يمكن أن يسبب العدوى.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة