يحتوي نبات القنب (الحشيش) على مادتين كيميائيتين مسؤولتين (إلى حد كبير) عن التأثيرات المختلفة التي يشعر بها المستخدمون، وهي: CBD (الكانابيديول) وTHC (رباعي هيدروكانابينول).

وتعزز CBD وTHC الشعور بالنشوة لأنها تحاكي المواد الكيميائية التي ينتجها دماغنا بشكل طبيعي. ويحوي دماغ وجسم الإنسان على نظام معقد من الإشارات والمستقبلات الكيميائية يسمى "endocannabinoid".

وتوجد أجزاء من هذا النظام، تسمى مستقبلات CB1، عند تقاطعات أعصابنا مثل إشارات المرور، ما يؤدي إلى إبطاء أو تسريع تدفق المواد الكيميائية الخاصة بالاتصال في الدماغ.

وعند استهلاك الحشيش، فإن رباعي هيدروكانابينول (THC) يلتصق بمستقبلات CB1 ويمنع إطلاق بعض الناقلات العصبية مثل الدوبامين والغلوتامات.

ويؤدي هذا إلى إبطاء الحركة بين مناطق الدماغ المختلفة، ويحفز العناصر ذات التأثير النفساني للنشوة، ما يؤثر على الجسم كله.

وقال الدكتور ويل لاون، عالم النفس من جامعة كينغز كوليدج لندن: "يتم التعبير عن CB1 بكثافة في المخيخ والحصين، وكذلك في بعض المناطق الحوفية بما في ذلك اللوزة الدماغية. المخيخ هو المفتاح لدعم الحركة، والحصين كذلك، والجهاز الحوفي ضروري للاستجابات العاطفية".

إقرأ المزيد ماذا يحدث لجسمك عند تدخين السجائر الإلكترونية؟

وفيما يلي أهم تأثيرات تدخين الحشيش على الدماغ:

ذاكرة قصيرة المدى

منذ سبعينيات القرن العشرين، وثّق الباحثون أن الناس يكافحون حقا للاحتفاظ بالمعلومات والتعامل معها في ذاكرتهم قصيرة المدى، في حالات النشوة.

وإذا كنت لا تزال قادرا على التذكر، فذلك لأن رباعي هيدروكانابينول (THC) يعطل الإشارات في الحصين ويتداخل مع كيفية معالجة عقلك للذاكرة. وهذا يعطل "الذاكرة العاملة"، الجزء الذي يسمح باسترجاع المعلومات ومعالجتها بسرعة، ما يؤدي إلى صعوبات في الانتباه والتركيز لدى بعض مدخني الحشيش.

ويقول لاون إن هناك بعض الأدلة على أن الاستخدام الطويل الأمد له تأثير بسيط على الذاكرة اللفظية، لكن معظم التأثيرات المتبقية تميل إلى الاختفاء بعد توقف المستخدم عن التدخين.

ويوضح أنه قد يكون هناك بعض التأثير على الوظيفة الإدراكية والذاكرة على المدى الطويل، لكن هذه التأثيرات صغيرة جدا.

بطء إدراك الوقت

أفاد مستخدمو القنب أن الوقت يبدو وكأنه يمتد إلى ما لا نهاية، حيث تكون الدقائق وكأنها ساعات.

وأظهرت الأبحاث أن تعاطي القنب ينتج عنه تأثير يعرف باسم تمدد الزمن.

وتشير إحدى النظريات إلى أن رباعي هيدروكانابينول (THC) يرتبط بمستقبلات في جزء من دماغنا مسؤول عن ساعة الجسم الداخلية.

إقرأ المزيد "خطر صحي قاتل" يرتبط بتدخين الحشيش

الإِبداع

يميل مستخدمو القنب إلى تسجيل درجات أعلى في الإبداع المبلغ عنه ذاتيا، وأداء أفضل في مقاييس "التفكير التقاربي".

وفي حين لا تظهر الأبحاث أي دليل على أن القنب يعزز الإبداع، فإنه يجعل الأشخاص الذين يستخدمونه يشعرون بالرضا وبالتالي ينظرون إلى الأفكار على أنها أكثر إبداعا.

الألم

وجد استطلاع أجرته شركة YouGov عام 2023، أن زهاء 1.8 مليون شخص يستخدمون القنب غير القانوني لعلاج الألم المزمن.

وقال الدكتور ميكائيل سوديرغرين، رئيس مجموعة أبحاث القنب الطبية في إمبريال كوليدج: "اكتشفنا أن العديد من المركبات الموجودة في القنب الطبي تمنع مستقبلا محددا يلعب دورا رئيسيا في آلام الأعصاب. وهذا هو الأساس الذي نستخدم عليه الحشيش الطبي كمسكن للألم".

الرغبة الجنسية

وجدت دراسة أمريكية أن تدخين القنب يعزز الرغبة الجنسية، وهذا بمثابة مفاجأة للباحثين الذين زعموا أن استخدام القنب يؤدي إلى ضعف الانتصاب.

وفي وقت نشر الدراسة، قال المعد الرئيسي مايكل أيزنبرغ من كلية الطب بجامعة ستانفورد: "لا يبدو أن الاستخدام المتكرر للحشيش يضعف الدافع الجنسي أو الأداء".

إقرأ المزيد فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين

ووجدت دراسة أخرى، أجريت على 216 مشاركا، أن 52% ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم استخدموا الحشيش لتغيير تجربتهم الجنسية. وقال 38% إن ممارسة الجنس كانت أفضل.

القلق والبارانويا

يقول لاون: "يستمتع بعض الأشخاص بتأثيرات الجرعات المعتدلة من TCH، لكن البعض الآخر يعتقد أن الأمر فظيع للغاية". فالعمليات الكيميائية نفسها التي تؤدي إلى النشوة والاسترخاء لدى البعض، تثير القلق والبارانويا وحتى الهلوسة السمعية لدى البعض الآخر.

وعندما تستهلك الحشيش، يؤدي رباعي هيدروكانابينول (THC) إلى إنتاج الناقلات العصبية الدوبامين والسيروتونين وGABA. وعادة، تعمل هذه الناقلات على قمع إطلاق النورإبينفرين، وهي مادة كيميائية مرتبطة باليقظة، ما يجعل الأشخاص يهدأون.

لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، تؤدي المستويات المنخفضة من النورإبينفرين إلى "تأثير ارتدادي"، ما يؤدي إلى زيادة نشاط أجزاء الدماغ المرتبطة بالقلق.

ويؤدي هذا إلى الشعور بالذعر وزيادة معدل ضربات القلب وارتفاع في مستويات الكورتيزول، ما يساهم في هذا الشعور الساحق "بالخوف".

المصدر: ديلي ميل

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: البحوث الطبية الصحة العامة امراض بحوث تدخين یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

حبر الوشم قد يؤدي للإصابة بسرطان الجلد

أكدت نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة لوند في السويد، أن حبر الوشم قد يكون عامل خطر للإصابة بسرطان الجلد.
ووفق دراستهم المنشورة في «المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة»، ارتفع معدل الإصابة بسرطان الجلد (الميلانوما) بشكل ملحوظ خلال الثلاثين عاماً الماضية، لأسباب مثل زيادة الأشعة فوق البنفسجية، كما يُعد التعرض للمواد الكيميائية عاملاً مشتبهاً به.
وتقول كريستل نيلسن، الأستاذة المشاركة والباحثة في علم الأوبئة بجامعة لوند، في بيان نشر على موقع الجامعة، الثلاثاء: «لا نعرف شيئاً عن الآثار الصحية طويلة المدى للوشم. لذلك، نحتاج إلى توضيح حول ما إذا كانت هناك صلة بين حبر الوشم وسرطان الجلد».
ويُوشم نحو 20 في المائة من السويديين، وتتجاوز هذه النسبة 40 في المائة بالنسبة للنساء دون سن الأربعين. ويحصل معظم السويديين على وشمهم الأول بين سن 18 و35، لكن بعضهم أصغر من ذلك، مما يعني التعرض لحبر الوشم طوال حياتهم تقريباً.

وكما أفاد الباحثون، فإنه عند حقن حبر الوشم في الجلد، يستقبله الجسم كمادة غريبة، مما يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة، حيث تُغلّف الخلايا المناعية أصباغ الحبر، التي تُثبّتها في مكانها وتنقلها عبر السائل اللمفاوي إلى الغدد الليمفاوية.
وقالت إميلي ريتز ليليدال، الباحثة المشاركة في علم السموم بجامعة لوند: «تُعدّ أصباغ الآزو أكثر الملونات العضوية شيوعاً في حبر الوشم. قد يُشكّل هذا خطراً مُحتملاً؛ لأننا نعلم مُسبقاً أنها قد تتحلل إلى مواد كيميائية ضارة قد تُسبب السرطان. وينطبق هذا بشكل خاص على التعرّض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس، أو أسرّة التشمس، أو علاجات الليزر».
وأضافت: «ظلّ سوق حبر الوشم غير مُنظّم نسبياً حتى عام 2022، عندما دخل قانون (ريتشش REACH) المُضاف إلى التشريعات الكيميائية للاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، والذي فرض حدوداً لتركيز المواد الكيميائية في حبر الوشم. وعلى الرغم من ذلك، أظهرت مراقبة السوق أن الأحبار قد لا تزال تحتوي على مواد كيميائية سامة تتجاوز الحدود القصوى.
جهود بحثية سابقة
وتأتي هذه الدراسة استكمالاً لجهود بحثية سابقة؛ إذ أظهرت دراسة نُشرت العام الماضي، وجود صلة محتملة بين الوشم وسرطان الغدد الليمفاوية. في حين، نُشرت دراسة ثانية في وقت سابق من هذا العام، ولم يجد فيها الباحثون أي علاقة بين الوشم وما يعرف بسرطان الخلايا الحرشفية بالجلد.
ونظراً لنقص المعرفة حول الآثار الصحية طويلة المدى للوشم، استمر باحثو جامعة لوند في دراسة الروابط المحتملة بين الوشم والسرطان. وباستخدام السجل الوطني للسرطان، حدد الباحثون 2880 شخصاً شُخِّصت إصابتهم بسرطان الجلد (الميلانوما) تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عاماً. ثم تمت مطابقة كل فرد من هؤلاء الأفراد مع ثلاثة أفراد من السجل السكاني الإجمالي من نفس الجنس والعمر، ولكن دون تشخيص سرطان الجلد.

مقالات مشابهة

  • حرس الحدود بجازان يحبط تهريب 15 كيلوجرامًا من الحشيش المخدر
  • ا️لأهلي يفتح مفاوضات مبكرة لتجديد عقود رباعي الفريق
  • حبر الوشم قد يؤدي للإصابة بسرطان الجلد
  • عنابة.. توقيف مروّج وحجز قنب هندي وكوكايين ببرحال 
  • الجامعة العربية تنظم ورشة عمل إقليمية حول تعزيز حقوق الجنسية للأطفال
  • حرس الحدود بتبوك يحبط تهريب 15 كيلوجرامًا من الحشيش المخدر
  • قائمة أمم إفريقيا.. حسام حسن يستدعي رباعي منتخب طولان
  • ضبط 47 كيلوغرامًا من مادة الحشيش في كمين بمدينة طبرق
  • لأول مرة .. سيارات دفع رباعي وبيك أب من سكوت موتورز
  • القبض على مقيم من الجنسية المالية لترويجه الحشيش بمحافظة جدة