أبو العينين: مصر ترفض التصرفات الأحادية الإثيوبية
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أن المنطقة المتوسطية أمام مرحلة جديدة تستوجب «تفعيل القدرات، وتحديث الأهداف، وبناء شراكات اقتصادية وتنموية حقيقية».
جاء ذلك خلال تصريحات له منذ قليل للمحررين البرلمانيين، قبيل بدء اجتماعات المكتب والمكتب الموسع لمنتدى الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
وقال “أبو العينين” إن مقررات برشلونة التي انطلقت منذ سنوات كانت تستهدف بناء سياسات تضمن الأمن والتنمية المستدامة عبر برامج مدروسة تعزز القدرات وتشجع الكفاءات في دول المتوسط، مشيرًا إلى أن إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط جاء كآلية مؤسسية لدعم هذا المسار .
وأوضح أن المسار شهد تباطؤًا كبيرًا بعد فترة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، إلا أن المرحلة الأخيرة تشهد «عودة قوية» بفضل قناعة متنامية بأن دول المتوسط تمتلك قدرات لا يجب انتظار المنح أو المعونات لتفعيلها، بل ينبغي بناء شراكات تنموية وتبادل الخبرات واستثمار الطاقات الكامنة .
وأشار أبو العينين إلى أن هناك توجهًا لإنشاء هيئة خاصة ضمن المفوضية الأوروبية تكون مسؤولة عن تنفيذ البرامج الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب برامج تمويلية واسعة في التعليم والصناعة والابتكار.
وأكد أهمية تبني «أفكار غير تقليدية، وإنشاء مشروعات صناعية متقدمة، وتأسيس جماعات عمل مشتركة، وتوفير وسائل تمويل ميسّرة» تتيح خلق وظائف جديدة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة في دول جنوب وشمال المتوسط على حد سواء.
وأضاف أن الهدف خلال المرحلة المقبلة هو تحديث أهداف عملية برشلونة، ودراسة الإمكانات المتاحة وفتح آفاق استثمارية جديدة تشمل كل دول المنطقة، مع توفير تمويل، وأفكار مبتكرة، ودفعة سياسية قوية تدعم مسار الشراكة .
وأشار إلى أن التحركات الدبلوماسية المصرية خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك جولات الرئيس السيسي، أحدثت منظومة جديدة تسرّع من تنفيذ هذه الخطة، خصوصًا في ملفات الطاقة، والمناخ، والتعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية.
وأشاد أبو العينين بدور مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي مشيراً الي إن مصر اليوم تحظى باحترام متزايد في المجتمع الدولي، بفضل سياستها المتوازنة ومواقفها الواضحة تجاه قضايا المنطقة، مشيرًا إلى أن «تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الأخيرة وضعت إطار جديد للعلاقات الدولية يقوم على الشراكة الحقيقية واحترام إرادة الشعوب .
وأضاف أن العالم ينظر إلى مصر باعتبارها دولة تمتلك رؤية واقعية وخطة عمل واضحة، مؤكدًا أن الدور المصري في ملفات الأمن الإقليمي، ووقف النزاعات، ودعم الاستقرار، يعكس مكانة راسخة واحترام دولي متصاعد، وهو ما يمنح القاهرة قدرة أكبر على قيادة مبادرات التنمية والتكامل داخل منطقة المتوسط .
وأكد أبو العينين أن البرلمانات تلعب دور محوري في متابعة تنفيذ البرامج ومراقبة الأداء، مشددًا على أن البرلمان المصري بدأ بالفعل مرحلة نشاط واسع وأن أولويات الاجتماعات الحالية تشمل تطورات النزاعات في الشرق الأوسط ووضع خارطة طريق تستند إلى مخرجات مؤتمر شرم الشيخ، والتي أسهمت في تحقيق نتائج إيجابية.
وفي ما يتعلق بقضايا المنطقة، قال أبو العينين إن مصر تحافظ على ثوابتها بشأن القضية الفلسطينية : لا تهجير ولا تصفية للقضية، وحان الوقت لموقف دولي حاسم يوقف الإبادة ، مؤكدًا ضرورة احترام القرارات الدولية والعودة لطاولة المفاوضات تمهيدًا لمرحلة الإعمار .
وتناول أيضًا ملفات السودان وضرورة وقف الحرب، وسد النهضة ورفض مصر للتصرفات الأحادية الإثيوبية، بالإضافة إلى تطورات سوريا ولبنان وليبيا، مشيرًا إلى أن التدخلات الخارجية بدأت تتراجع وأن الحلول يجب أن تكون بإرادة الشعوب .
وشدد أبو العينين على أهمية الانتقال من ثقافة المعونات إلى ثقافة الاستثمار، عبر مشروعات استراتيجية ضخمة في التعليم، الصحة، الصناعة، الطاقة المتجددة، والصناعات القائمة على الخامات النادرة، إضافة إلى إنشاء جامعات ومراكز إنتاج مشتركة .
وأوضح أن جذور الهجرة غير الشرعية اقتصادية بالأساس، وأن الحل يكمن في شراكات حقيقية توفر فرص عمل ومشروعات انتاجية تضمن حياة كريمة للشباب.
واختتم أبو العينين تصريحاته للمحررين البرلمانيين بالقول إن هناك ثقة كبيرة في مصر وقيادتها السياسية، وإن الحماس في دول المتوسط يتزايد لأن المصالح أصبحت مشتركة، والمستقبل يحتاج إلى تكامل حقيقي مؤكداً علي أن أوروبا، باعتبارها "قارة عجوز " تحتاج إلى شراكات تنموية مع جنوب المتوسط تقوم على العمل الشرعي والمنفعة المتبادلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد أبو العينين مجلس النواب المنطقة المتوسطية السودان سد النهضة أبو العینین إلى أن
إقرأ أيضاً:
نقاشات مكثفة على طاولة أكبر منتدى اقتصادي لاتحاد برلمانات المتوسط برئاسة أبو العينين
يشهد المنتدي الاقتصادي لاتحاد البرلمانات من أجل المتوسط، والذي تستضيفه مدينة القاهرة يومي 28 و 29 نوفمبر الجاري، برئاسة النائب محمد أبو العينين، رئيس اتحاد البرلمانات من أجل المتوسط – وكيل مجلس النواب المصري، نقاشات مكثفة حول القضايا الكبري التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الماضية، وكيفية التغلب عليها وصياغة حلول ورؤي جديدة، ويأتي على رأس تلك القضايا الأزمة الفلسطينية وما شهده العالم من معاناة الشعب الفلسطيني خلال العامين الماضيين نهاية إلي مؤتمر شرم الشيخ للسلام، الذي حضره 30 من قيادات دول العالم، وكذلك التأثير السياسي والتحولات التي تشهدها دول جنوب المتوسط على الهجرة غير الشرعية، وأزمات المناخ والطاقة والتعاون البيئي والثقافي والتفاوتات الاقتصادية التي تعيشها المنطقة.
وخلال يومي المنتدي الاقتصادي تعقد عدد من الجلسات للجان اتحاد برلمان المتوسط، بينها اجتماع لجنة الشؤون السياسية والأمن وحقوق الإنسان، ولجنة الشؤون الاقتصادية والمالية والتعليم، ولجنة حقوق المرأة في الدول الأورومتوسطية، ولجنة الطاقة والبيئة والمياه، حيث تشهد الاجتماعات نقاشات وصياغة توصيات تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي بين ضفتي المتوسط، والتركيز على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتعليمية ومعالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بالطاقة والبيئة وإدارة المياه وذلك بهدف دعم التنمية المستدامة والتكامل الإقليمي بين دول المتوسط.
كما يشهد المنتدي الاقتصادي لاتحاد البرلمانات من أجل المتوسط إنطلاق أول مؤتمر دولي للشباب بمشاركة شباب من كل الدول المشاركة، وكذلك أحياء إعلان برشلونة في ذكراها الثلاثون، هذه المبادرة الفريدة والطموحة التي وضعت الأسس لشراكة إقليمية في التعاون الأورومتوسطي، والبناء على ما تحقق خلال السنوات الماضية وتطوير أطر التعاون الإقليمي بين دول المتوسط بما يتناسب مع الأحداث التي تعيشها المنطقة والعالم حاليًا.
ةتستضيف القاهرة خلال يومي 28 و 29 من نوفمبر الجاري، والذي يعد أكبر تجمع اقتصادي لاتحاد برلمانات المتوسط الذي يضم 42 دولة بالبحر المتوسط، وتتولي مصر رئاسة المؤتمر والجلسات التي تتنوع ما بين التعاون السياسي والاقتصادي والطاقة والبيئة والثقافة، لصياغة مستقبل جديد للتعاون والشراكة في كافة المجالات بين دول البحر المتوسط.