الدكتور بن حبتور وعدد من القيادات يطلعون على الأنشطة الصيفية بعدد من المدارس بالأمانة
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
الثورة نت|
اطلع رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ونائباه لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والرؤية الوطنية محمود الجنيد، ونائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، ومفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، ومدير مكتب قائد الثورة سفر الصوفي اليوم، على الدورات والأنشطة الصيفية بعدد من المدارس في أمانة العاصمة.
حيث زار رئيس الحكومة ونائبيه ورسام وشرف الدين والصوفي ومعهم وزراء الادارة المحلية بحكومة تصريف الأعمال علي القيسي، والتعليم العالي حسين حازب، والإعلام ضيف الله الشامي، والشباب محمد المؤيدي، والإرشاد نجيب العجي، والدولة الدكتور حميد المزجاجي، وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، ومدير مكتب رئيس الحكومة طه السفياني، ونائب وزير التربية والتعليم خالد جحادر، ووكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، طلاب الدورات والأنشطة الصيفية بالجامع الكبير بمديرية صنعاء القديمة.
ويتلقى الطلاب في الجامع وغيره من المدارس المفتوحة والنموذجية جملة من العلوم والمعارف المفيدة لهم ولمجتمعهم ووطنهم، وفي المقدمة حفظ القرآن الكريم والإلمام بعلومه، وكذا تعلم قواعد اللغة العربية والعلوم التطبيقية، وصقل مهاراتهم في مختلف المجالات الإبداعية إضافة إلى إقامة انشطة ترفيهية مفيدة كالمسابقات والرحلات والزيارات الميدانية.
وتوجه رئيس حكومة تصريف الأعمال بالشكر لوزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والإرشاد وأمانة العاصمة والسلطة المحلية والمعلمين واللجان التنظيمية وبقية الجهات ذات العلاقة، على جهدهم الجماعي في قيادة هذا العمل الفكري الإنساني التربوي الديني التنويري التأهيلي النهضوي.
ونوه بما لمسوه خلال الزيارة من عمل تربوي منظم يخدم الأجيال ويغذي مداركهم بالعلوم والمعارف والقضايا التربوية المفيدة.. موضحا أن هذا العمل يسلح الأجيال برؤية تساهم في تحصين المجتمع.
وأكد أهمية حضور شريحة الشباب في خطط وبرامج الدولة ومشروعاتها التربوية الدينية المستقبلية.. مبينا أن العمل في هذا الجانب أصبح يدار بشكل منهجي لتسليح هذا الجيل وتأهيله ليصبح قادرا على خدمة وطنه وأمته والدفاع عن قضاياه الوطنية والدينية والعروبية جمعاء.
وتفقد الدكتور بن حبتور وزملاؤه سير الدورات والأنشطة الصيفية في مسجد الفردوس بمديرية سعوان، واطلعوا على البرامج الأنشطة التي يتلقاها الطلاب في المجالات الدينية والعلمية والتدريبية، واستمعوا إلى أداء عدد من الطلبة في مجالات حفظ وتلاوة القرآن الكريم الخطابة والشعر والأدب.
وقدم رئيس الحكومة خلال الزيارة كلمة توجيهيه، أوضح من خلالها أن هذه الزيارة تأتي للاطلاع على سير نشاط الدورات والأنشطة الصيفية والوقوف عن قرب على متطلبات نجاحها وتحقيق أهدافها النبيلة والمفيدة للأجيال ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم.. موضحا أن جيل اليوم هم أمل الأمة والوطن الذي حمل أبناؤه راية الاسلام وساهموا بثباتهم وصمودهم في نصرة الدين ونشره في عموم الأقطار.
ونوه بالدور الكبير للعلماء والتجار اليمنيين في نشر الإسلام في جنوب وشرق أفريقيا، وجنوب شرق آسيا عبر تقديمهم النموذج الإسلامي الراقي في الأخلاق المثلى والمعاملة الحسنة.. لافتا إلى أن اليمنيين كانوا قبل الإسلام صناع حضارة وأصحاب تجربة إنسانية ثقافية ذات قيمة عالية في مسار التاريخ.
وقال “من المهم أن يلم الجيل الحالي بتاريخ بلده المشرف بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي تعول عليه اليوم الأمة الاسلامية وتعتز بإسهامه الحيوي في دعم معركة “طوفان الأقصى” من خلال إغلاق مضيق باب المندب والبحرين الأحمر والعربي في وجه العدو الصهيوني وداعميه الأمريكان والبريطانيين”.
وأضاف الدكتور بن حبتور “اليمن يثبت اليوم كما أثبت قبل 1445 عاما، حضوره المشرف في الساحة الاسلامية والعربية، وتقع عليكم أيها الشباب مسئولية رفع راية اليمن والأمة والإسلام بعد هذا الجيل من الآباء والأجداد الذين يحملون اليوم راية الأمة والدفاع عن مظلومية إخوانهم في فلسطين المحتلة”.
وعبر عن الشكر والامتنان لوزيري الإرشاد والشباب وأمين العاصمة، على دعمهم للدورات والأنشطة الصيفية على مستوى الأمانة، وكذا كافة القائمين على الدورات والأنشطة الصيفية ومفتي الديار اليمنية الذي تكن له كل الأمة مشاعر الود والاحترام وتعتز بمقدرته على الشرح والإيضاح وخدمة الدين ووحدة الكلمة.
من جانبه بارك مفتي الديار اليمنية، لجميع الطلاب والطالبات الملتحقين بالدورات والأنشطة الصيفية في أمانة العاصمة والمحافظات بما تمثله من أهمية في تهذيب النفوس وصقل القدرات والمواهب في مختلف الجوانب.
وقال ” أنتم كطلاب تجسدون وصية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم القائل “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة”.
وأضاف ” نحن كشعب يمني رزقنا الله بيئة مؤمنة صالحة ولم نفتن في ديننا كما افتتن غيرنا من الشعوب العربية والإسلامية وهذا مصداق لقول رسولنا الكريم ” إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن” وهي الفتن في الدين لا الحروب والصراعات”.
وبين العلامة شرف الدين، أن الميزة في اليمن أن أئمة أهل البيت عليهم السلام، عاشوا فيهم وحكموا وأرشدوا وعلموا وربطوا الأمة بهذا الدين الشريف وبالقرآن الكريم، وهي الميزة التي لم تحظ بها بقية الدول الأخرى.
وأفاد بأن أهل اليمن لا يخافون في الله لومة لائم ولذلك تجدهم اليوم يقفون في وجه الطغيان الأمريكي والصهيوني، لا يخشون إلا الله.. موضحا أن الأعداء منزعجون أشد الانزعاج بالتحاق الشباب في الدورات الصيفية لتعلم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقال” موقف اليمن موقف متقدم، وعلينا كشعب يمني أن نكثر من حمد وشكر الله لأننا تجاوزنا مرحلة الخوف والخضوع والذلة والمسكنة “.
واستنكر مفتي الديار اليمنية، المواقف المخزية للأنظمة العربية المطبعة التي تقف علانية وبمختلف الوسائل إلى جانب العدو الصهيوني في عدوانه الوحشي ضد أبناء غزة وتخشى غيرها من الأنظمة من إعلان بيان تضامني معهم في الوقت الذي تعلن فيه الدول الغربية صراحة وقوفها بل ودعمها المباشر للعدو الاسرائيلي بالسلاح والمال.
وخاطب الشباب قائلا ” أنتم أمل الأمة ومن يعول عليكم في إعادة الاعتبار لها وطرد المحتل واستعادة الحقوق لتعود لهذه الأمة عزتها وخيرها في الدنيا والآخرة”.
كما اطلع الدكتور بن حبتور والرويشان والجنيد ورسام والعلامة شرف الدين والصوفي والوزراء والمسئولين المرافقين لهم خلال زيارتهم لمدرسة السمح بن مالك الصيفية في مديرية الثورة ، على سير الأنشطة الصيفية التي تشمل تحفيظ القرآن الكريم وتعليم علومه إضافة إلى الجوانب التربوية والتعليمية والثقافية والاجتماعية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المراكز الصيفية صنعاء الدورات والأنشطة الصیفیة الدکتور بن حبتور الدیار الیمنیة
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة ميلاد الزهراء - نص البيان
وفي بيان صادر عنه بهذه المناسبة، أكد قائد الثورة أن إحياء ذكرى مولد الزهراء يمثل محطة روحية وتربوية تستعيد فيها الأمة سيرة سيدة نساء العالمين، بما تحمله من قيم الإيمان والسمو الأخلاقي، وما تمثله من قدوة راسخة للمرأة المسلمة عبر العصور.
وأشار إلى أن النصوص النبوية المتواترة لدى مختلف المذاهب الإسلامية تؤكد مكانة الزهراء الرفيعة وعلو شأنها الإيماني.
وأوضح أن استحضار هذا النموذج الإيماني ضرورة ملحّة في ظل ما تواجهه الأمة من حرب ناعمة تستهدف هويتها وقيمها، وتسعى إلى صناعة ثقافات دخيلة تُبعد المرأة والرجل معًا عن نهج الإسلام الأصيل.
وشدد قائد الثورة، على أهمية تعزيز الوعي لدى المرأة المسلمة لحماية انتمائها الإيماني من محاولات التضليل والانحراف.
وفيما يلي نص البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}[الكوثر:1-3]
صدق الله العلي العظيم
بمناسبة ذكرى مولد الصدِّيقة الطاهرة سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، وفي اليوم العالمي للمرأة المسلمة، أتوجَّه بأطيب التهاني والتبريك لأمّتنا الإسلامية، وعلى وجه الخصوص لشقائقنا المسلمات في كلِّ أنحاء العالم.
إنَّ هذه المناسبة المباركة هي احتفاء بقرَّة عين رسول الله صلى الله عليه وآله سيّدة نساء العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء المؤمنين كما في النصوص النبوية المعروفة والمروية للأمّة الإسلامية بمختلف مذاهبها، وبما تدلّ عليه من كمالها الإيماني العظيم، وارتقائها الأخلاقي والإنساني إلى المراتب العليا، وموقعها في القدوة الحسنة والنموذج الملهم لكل النساء المسلمات، وهذا مِنْ أهم ما ينبغي ترسيخه لدى المرأة المسلمة في هذا العصر، الذي تواجه فيه أمتنا الإسلامية جمعاء برجالها ونسائها وكبارها وصغارها أعتى وأشدّ حرب شيطانية ناعمة مضلة مفسدة، تستهدف هويّتها الإيمانية، وترمي إلى صنع ثقافات وولاءات تنحرف بها عن نهج الإسلام العظيم، وتربطها بالمضلّين والمغضوب عليهم من الله رب العالمين، الذين هم أعداؤها الذين حذّرها الله منهم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100] ، وفي قوله جلَّ شأنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:51]، وقال تعالى: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء:44]، وقال تعالى: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[المائدة:64].
إنَّ أمّتنا الإسلامية تضرّرت بالحرب الناعمة المفسدة المضلّة أكثر من الحرب الصلبة، وما حالة التيه، والشتات، والحالة المخزية، والذلة، والمسكنة، والتبعية العمياء للأعداء، التي نرى عليها معظم أمة الملياري مسلم، إلَّا شاهد على ذلك، حيث نجح الأعداء بذلك بتطويع معظم الأنظمة وأكثر الشعوب وإخضاعها لإملاءاتهم، وحوّلوا ثرواتها إلى مأكلة لهم، وأوطانها إلى قواعد عسكرية، وقوّتها البشرية إلى أدوات طيِّعة مسخَّرة مستعبدة لهم، وفرَّغوها من محتواها الإنساني والأخلاقي والإسلامي إلى مستوى فظيع، وكان من أبرز تجلّيات هذه الحالة- ولا يزال- موقف معظم أمة الملياري مسلم تجاه ما يقوم به العدو اليهودي الصهيوني، وشريكه الأمريكي، وداعموه من صهاينة الغرب من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وممارسة أبشع وأفظع الجرائم الرهيبة بحقه، بما في ذلك: إعدام وقتل الأطفال الخدَّج في حضانات الأطفال، والأطفال الرضّع الذين قتل منهم الآلاف بالقنابل والسلاح الناري، وبالتجويع ومنع الحليب عنهم، وقتل بعضهم عقب ولادة أمّهاتهم لهم، وكذلك قتل الآلاف من النساء المسلمات من كل الفئات العمرية وفي مختلف الأحوال، بما في ذلك النساء الحوامل، والمسنّات، والصغيرات، والكبيرات، إضافة إلى امتهان كرامتهن الإنسانية، وارتكاب جرائم الاغتصاب لانتهاك حرمة البعض منهن... وغير ذلك من الممارسات الإجرامية الفظيعة، التي يندى لها جبين الإنسانية، والتي لهولها وفظاعتها تحرّكت شعوب في أقصى الأرض بدافع الضمير الإنساني، وخرجت في مظاهرات كثيرة ومستمرّة، وعبَّرت عن سخطها الشديد تجاه العدوّ الصهيوني وجرائمه، وتحرّكت قوى حيّة في مختلف أنحاء الأرض لأنشطة متنوعة لنصرة الشعب الفلسطيني، بينما كانت الحالة المختلفة تماماً هي في معظم البلدان العربية والإسلامية التي لم تتخذ أي موقف، ولم يصدر منها أي تحرك.
بل والأسوأ من ذلك: ما فعلته بعض الأنظمة العربية من تقديم العون الاقتصادي، والمالي، والإعلامي، والاستخباراتي للعدوّ الإسرائيلي، إضافة إلى الإسهام في تكبيل الأمّة عن أي تحرك فاعل لنصرة الشعب الفلسطيني، إنَّ هذا من أكبر وأوضح التجلّيات للخلل الرهيب في واقع الأمة، والانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي، وعلى مستوى الرؤية والبصيرة والوعي، فمعظم المسلمين في أنحاء الأرض يعيشون أزمة حقيقية، وإفلاس على مستوى الوعي، وعلى مستوى الأخلاق والقيم، وهذا هو السرّ الحقيقي الذي جعل من هذه الأمة الكبرى: أمّة الملياري مسلم، التي تمتلك الإمكانات الهائلة، والعدد الملياري، والجغرافيا الواسعة، فاقدة لقيمة كل تلك العوامل والعناصر المهمّة للقوة، وتحوّلت إلى غثاء كغثاء السيل كما في الحديث النبوي الشريف؛ ولهذا تجرَّأ عليها عدوّها اللدود اليهودي الصهيوني إلى درجة أنَّه يسعى بكل طمع لفرض معادلة الاستباحة لها في الدم، والعرض، والأرض، والمقدّسات، والدين، والدنيا، ويسعى إلى إرغامها لتقبل بذلك، ويشاركه الأمريكي لفرض ذلك على الأمّة، وأصبحت كثير من الأنظمة العربية ومعها كثير من النخب قابلة بذلك، وتوجّه لومها إلى من لا يقبل بذلك من أحرار الأمّة، ممّن بقي لهم كرامة إنسانية، وعزّة إيمانية.
إنَّ الحالة التي عليها المنافقون من أبناء الأمّة الإسلامية في ولائهم للصهاينة، ومعاداتهم للمؤمنين والمجاهدين في سبيل الله من أبناء الأمة؛ هي الحالة التي عبَّر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}[البقرة:18]؛ لأن البراهين من الوقائع الكبرى والأحداث اليومية تشهد وتدلّ بشكل قاطع على بطلان خيارهم ومسارهم في النفاق والخنوع للأعداء، والولاء لهم، والقبول بالعبودية لهم تحت عنوان: [السَّلام]، الذي حرَّفوه عن معناه الحقيقي، وجعلوا محتواه الاستسلام، والقبول بالاستباحة التامّة، والعبودية المطلقة المذلّة لأجرم وأحقد وأقبح وأسوأ عدوّ للأمة، وهو العدوّ الإسرائيلي، والقبول بسيطرته على المنطقة بكلها تحت عنوان: [تغيير الشرق الأوسط]، والارتباط به في كل شيء، والتخلّي عن الدين، والكرامة، والحرية، والعزّة، وبيع كل القيم من أجله.
إنَّ نموذجاً واحداً من نماذج الخيار النفاقي والاستسلامي، والتعبير عن الولاء لأمريكا، والارتماء في الحضن الصهيوني، والنتيجة لذلك هو كاف في إيضاح الحقيقة لكل إنسان بقي له أدنى مستوى من الفهم والإدراك الإنساني، وذلك النموذج هو الجماعات المسيطرة على سوريا، فهي واضحة وصريحة في خيارها وارتباطها وتوجهاتها التي تعلن فيها ولاءها للأمريكي، وأنّها لا تعادي إسرائيل، وأنّها تسعى لعلاقة معها، وأنّها تعادي من يعاديها، وهي بالفعل كذلك، ومع كلِّ ذلك بلغ عدد الغارات الجوية المدمِّرة أكثر من ألف غارة، والاحتلال لمساحة ثمانمائة كيلو متر، والتوغّلات العسكرية الإسرائيلية إلى ريف دمشق، على بعد كيلوهات من العاصمة دمشق، والاختطافات يومية لأبناء الشعب السوري... وغير ذلك من أشكال الاستباحة التامة، كما أنَّ من الشواهد الجليّة لحقيقة العدوانية والإجرام الصهيوني: الانتهاكات المستمرّة للاتفاقات الدولية التي عليها ضمناء، كما هو الحال في غزة ولبنان.
إنَّ انعدام البصيرة والوعي، وموت الضمير الإنساني لدى معظم أنظمة ونخب وشعوب العالم الإسلامي إلَّا القليل، هي نتاج للحرب الشيطانية المفسدة المضلّة؛ ولذلك فإنَّ من المهم جدًا الاستفادة من هذه الذكرى المباركة، والمناسبة العزيزة: ذكرى مولد الزهراء عليها السلام، وسائر المناسبات الإسلامية في إحياء الروح الإسلامية، والإضاءة بنور الهدى لتصحيح المفاهيم، وكشف الظلمات المتراكمة، وإزاحة الغشاوة التي أعمت قلوب الكثير والله المستعان.
إنَّ الإسلام العظيم بقرآنه ورسوله هو النور الأسمى، الذي يتحقق من خلال الارتباط الوثيق به تحقيق الارتقاء والكمال الإنساني إلى أعلى المراتب، كما هو في النموذج الأسمى والأعلى للمرأة المسلمة: فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين، وكما نماذجه الراقية من رجال ونساء ممن ينبغي أن تستلهم الأمّة منهم أسمى الروحية، وأرقى الوعي، وأعظم التأثير، لتستعيد الأمّة بذلك كرامتها الإنسانية، وعزّتها الإيمانية، وحضورها العالمي، ودورها المفترض بها في حمل الرسالة الإلهية، وإرث الأنبياء، والسعي لإقامة القسط، وإنقاذ المستضعفين والمظلومين والمحرومين، وكسر شوكة الطغاة والمجرمين والظالمين، والإضاءة بنور الله للعالمين، بدلاً من التبعيّة والعبودية والخنوع للمستكبرين والشياطين والمفسدين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
وَالسَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛