«العمل الدولي»: تغيّر المناخ يخلق مزيجاً من المخاطر الصحية
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
حذر تقرير أصدره مكتب العمل الدولي، الإثنين في جنيف، ويحمل عنوان «ضمان السلامة والصحة في العمل في مناخ متغير»، من المخاطر الصحية التي قد تطال نحو 70 % من عمال العالم بفعل تغيّر المناخ.
وأفاد التقرير بأن هذه العواقب الصحية يمكن أن تشمل السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، واختلال وظائف الكلى، وحالات الصحة العقلية.
وجاء في التقرير أنه واستناداً إلى الأرقام المتاحة لعام 2020، فإن نحو 2.4 مليار عامل (من أصل قوة عاملة عالمية قوامها 3.4 مليار) من المحتمل أن يتعرضوا للحرارة المفرطة في مرحلة ما أثناء عملهم. مشيراً إلى ارتفاع النسبة من 65.5 % إلى 70.9 % منذ عام 2020.
وقدر التقرير أن نحو 19 ألف شخص، و2.09 مليون سنة من سنوات العمل - بحسب الإعاقة - تفقد سنوياً بسبب 22.85 مليون إصابة مهنية تعود إلى الحرارة المفرطة، مضافاً إلى ذلك قرابة 26.2 مليون، في جميع أنحاء العالم يعيشون مع أمراض الكلى المزمنة المرتبطة بالإجهاد الحراري في مكان العمل.
ويفيد تقرير مكتب العمل الدولي، بأن الأمر يتجاوز ماله علاقة بالتعرض للحرارة، حيث إن الكثير من الأوضاع الصحية لدى العمال، مرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي واختلال الكلى وحالات الصحة العقلية، جراء تعرض ما يصل إلى 1.6 مليار عامل للأشعة فوق البنفسجية مع نحو 19 ألف حالة وفاة مرتبطة بالعمل سنوياً بسبب سرطان الجلد.
ويقول التقرير: إن نحو 870 مليون عامل في الزراعة من المحتمل أن يتعرضوا للمبيدات الحشرية مع نحو 300 ألف حالة وفاة، تعزى إلى التسمم بالمبيدات سنوياً في الوقت الذي يصل عدد الوفيات المرتبطة بالعمل، بسبب التعرض للأمراض الطفيلية والنواقل إلى 15 ألف سنوياً.
وقالت منال قزي، رئيسة فريق الصحة والسلامة المهنية في مكتب العمل الدولي: من الواضح أن تغير المناخ يخلق بالفعل مخاطر صحية إضافية كبيرة على العمال. ومن الضروري أن تستجيب البلدان لهذه التحذيرات وتصبح معايير السلامة والصحة المهنية جزءاً من استجاباتها لتغير المناخ، سواء في السياسات أو الإجراءات، وبما يوفر بيئات آمنة وصحية للعمال في مكان العمل. (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات التغير المناخي العمل الدولی
إقرأ أيضاً:
أسلحة خفية في طعامنا تحارب الخرف وأمراض القلب
في اكتشاف علمي يسلط الضوء على أهمية التغذية في الوقاية من الأمراض، تبرز فيتامينات B كعامل حاسم في الحفاظ على الصحة العقلية والقلبية.
وتشير الأبحاث الحديثة في جامعة تافتس إلى أن هذه المجموعة من الفيتامينات تلعب دورا محوريا في عمليات حيوية تتراوح بين الوظائف الإدراكية والوقاية من العيوب الخلقية وحتى مكافحة السرطان.
ويوضح الدكتور جويل ماسون، أستاذ الطب في جامعة تافتس، أن "هذه الفيتامينات تعمل بتعاون وثيق كعوامل مساعدة في هذه العمليات الحيوية الأساسية، ما يجعل دراستها منفصلة عن بعضها مهمة صعبة".
وعلى صعيد الصحة العقلية، يظهر فيتامين B12 كبطل خفي في معركة الحفاظ على الوظائف الإدراكية.
وتشير الإحصاءات إلى أن 40% من الأشخاص بين 75-80 عاما يعانون من ضعف في امتصاص هذا الفيتامين الحيوي.
ويحذر الخبراء من أن الاعتماد التقليدي على قياس مستويات B12 في البلازما قد يكون خادعا، إذ يمكن أن تظهر النتائج ضمن المعدل الطبيعي بينما يكون المريض في الواقع يعاني من أعراض عصبية مرتبطة بالنقص.
ولمواجهة هذه المشكلة التشخيصية، طور الباحثون طرقا أكثر دقة تعتمد على قياس ثلاثي يشمل مستويات حمض الميثيل مالونيك والهوموسيستين إضافة إلى تحليل الشكل النشط من فيتامين B12 المعروف باسم هولوتك.
ويأتي هذا التطور التشخيصي في وقت يزداد فيه إدراك العلماء لأهمية العوامل الغذائية في مكافحة التدهور المعرفي.
ويشرح البروفيسور إيروين روزنبرغ الرؤية الجديدة بقوله: "لطالما ركزنا على بروتينات الأميلويد والتاو في أبحاث الخرف، لكن الأدلة تظهر الآن أن أمراض الأوعية الدموية الدماغية المرتبطة بنقص فيتامينات B قد تكون أكثر انتشارا في حالات التدهور المعرفي".
وتؤكد الدراسات أن المكملات الغذائية من فيتامينات B يمكنها إبطاء ضمور الدماغ وتحسين الأداء المعرفي، بتكلفة زهيدة مقارنة بالأدوية باهظة الثمن.
ويقود الدكتور بول جاكس دراسة طموحة تتابع 2500 مشارك من دراسة "فرامنغهام للقلب" على مدى عقدين، بهدف فك العلاقة المعقدة بين فيتامين B12 والتدهور المعرفي.
وفي مسار بحثي مواز، يدرس الفريق التأثير المحتمل لارتفاع مستويات حمض الفوليك على صحة الدماغ، في محاولة لفهم التفاعلات المعقدة بين مكونات مجموعة فيتامينات B. لا تقتصر فوائد فيتامينات B على الصحة العقلية فحسب، بل تمتد إلى حماية القلب والأوعية الدموية.
وتكشف الأبحاث أن الريبوفلافين (B2) يمكنه خفض ضغط الدم لدى حاملي جين MTHFR 677 TT، بينما يظهر النياسين (B3) قدرة على خفض الكوليسترول الضار رغم آثاره الجانبية المزعجة.
كما تساهم فيتامينات B6 وB12 والفولات في تقليل خطر السكتات الدماغية.
ويبرز فيتامين B6 كمرشح واعد في مكافحة الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض العصر مثل القلب والسكري والتهاب المفاصل والخرف.
لكن الباحثين يحذرون من أن الجرعات العالية يمكن أن تكون سامة، مؤكدين على ضرورة تناولها تحت إشراف طبي دقيق.
وفي ضوء هذه الاكتشافات، يوجه الباحثون دعوة عاجلة لمجتمع الطب لإدراج فحوصات فيتامين B12 والهوموسيستين في البروتوكولات التشخيصية للتدهور المعرفي، وزيادة الوعي بالعلاقة الحيوية بين التغذية وصحة الدماغ.
كما يشددون على أهمية النظر في المكملات الغذائية كخيار علاجي فعال من حيث التكلفة في معركة الحفاظ على الصحة العقلية والقلبية مع التقدم في العمر