أسلحة خفية في طعامنا تحارب الخرف وأمراض القلب
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
في اكتشاف علمي يسلط الضوء على أهمية التغذية في الوقاية من الأمراض، تبرز فيتامينات B كعامل حاسم في الحفاظ على الصحة العقلية والقلبية.
وتشير الأبحاث الحديثة في جامعة تافتس إلى أن هذه المجموعة من الفيتامينات تلعب دورا محوريا في عمليات حيوية تتراوح بين الوظائف الإدراكية والوقاية من العيوب الخلقية وحتى مكافحة السرطان.
ويوضح الدكتور جويل ماسون، أستاذ الطب في جامعة تافتس، أن "هذه الفيتامينات تعمل بتعاون وثيق كعوامل مساعدة في هذه العمليات الحيوية الأساسية، ما يجعل دراستها منفصلة عن بعضها مهمة صعبة".
وعلى صعيد الصحة العقلية، يظهر فيتامين B12 كبطل خفي في معركة الحفاظ على الوظائف الإدراكية.
وتشير الإحصاءات إلى أن 40% من الأشخاص بين 75-80 عاما يعانون من ضعف في امتصاص هذا الفيتامين الحيوي.
ويحذر الخبراء من أن الاعتماد التقليدي على قياس مستويات B12 في البلازما قد يكون خادعا، إذ يمكن أن تظهر النتائج ضمن المعدل الطبيعي بينما يكون المريض في الواقع يعاني من أعراض عصبية مرتبطة بالنقص.
ولمواجهة هذه المشكلة التشخيصية، طور الباحثون طرقا أكثر دقة تعتمد على قياس ثلاثي يشمل مستويات حمض الميثيل مالونيك والهوموسيستين إضافة إلى تحليل الشكل النشط من فيتامين B12 المعروف باسم هولوتك.
ويأتي هذا التطور التشخيصي في وقت يزداد فيه إدراك العلماء لأهمية العوامل الغذائية في مكافحة التدهور المعرفي.
ويشرح البروفيسور إيروين روزنبرغ الرؤية الجديدة بقوله: "لطالما ركزنا على بروتينات الأميلويد والتاو في أبحاث الخرف، لكن الأدلة تظهر الآن أن أمراض الأوعية الدموية الدماغية المرتبطة بنقص فيتامينات B قد تكون أكثر انتشارا في حالات التدهور المعرفي".
وتؤكد الدراسات أن المكملات الغذائية من فيتامينات B يمكنها إبطاء ضمور الدماغ وتحسين الأداء المعرفي، بتكلفة زهيدة مقارنة بالأدوية باهظة الثمن.
ويقود الدكتور بول جاكس دراسة طموحة تتابع 2500 مشارك من دراسة "فرامنغهام للقلب" على مدى عقدين، بهدف فك العلاقة المعقدة بين فيتامين B12 والتدهور المعرفي.
وفي مسار بحثي مواز، يدرس الفريق التأثير المحتمل لارتفاع مستويات حمض الفوليك على صحة الدماغ، في محاولة لفهم التفاعلات المعقدة بين مكونات مجموعة فيتامينات B. لا تقتصر فوائد فيتامينات B على الصحة العقلية فحسب، بل تمتد إلى حماية القلب والأوعية الدموية.
وتكشف الأبحاث أن الريبوفلافين (B2) يمكنه خفض ضغط الدم لدى حاملي جين MTHFR 677 TT، بينما يظهر النياسين (B3) قدرة على خفض الكوليسترول الضار رغم آثاره الجانبية المزعجة.
كما تساهم فيتامينات B6 وB12 والفولات في تقليل خطر السكتات الدماغية.
ويبرز فيتامين B6 كمرشح واعد في مكافحة الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض العصر مثل القلب والسكري والتهاب المفاصل والخرف.
لكن الباحثين يحذرون من أن الجرعات العالية يمكن أن تكون سامة، مؤكدين على ضرورة تناولها تحت إشراف طبي دقيق.
وفي ضوء هذه الاكتشافات، يوجه الباحثون دعوة عاجلة لمجتمع الطب لإدراج فحوصات فيتامين B12 والهوموسيستين في البروتوكولات التشخيصية للتدهور المعرفي، وزيادة الوعي بالعلاقة الحيوية بين التغذية وصحة الدماغ.
كما يشددون على أهمية النظر في المكملات الغذائية كخيار علاجي فعال من حيث التكلفة في معركة الحفاظ على الصحة العقلية والقلبية مع التقدم في العمر
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الصحة العقلیة فیتامینات B فیتامین B12
إقرأ أيضاً:
المعهد الوطني للسكري في قطر يُطلق الدورة الثانية من شهادة إدارة ورعاية مرضى السمنة
أعلن المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض التابع لمؤسسة حمد الطبية في قطر عن إطلاق الدورة الثانية من برنامج شهادة إدارة السمنة ورعاية مرضى السمنة ، وذلك في إطار التزامه بتعزيز قدرات كوادر الرعاية الصحية الوطنية للتعامل مع السمنة باعتبارها من أبرز التحديات الصحية التي يواجهها أفراد المجتمع.
بدأت الدورة في العشرين من سبتمبر الماضي -وفقا لبيان صادر عن مؤسسة حمد الطبية وصل الجزيرة صحة- وتستمر على مدى سبعة أشهر بمشاركة الكوادر الطبية في تخصصات الغدد الصماء ، وطب السمنة والجراحة، والتغذية العلاجية. وتهدف إلى تطوير الكفاءات الطبية وتوسيع نطاق الرعاية متعددة التخصصات، من خلال شراكة استراتيجية بين مؤسسة حمد الطبية ووزارة الصحة العامة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
ومن جانبها أكدت الدكتورة ظبية المهندي، مدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض ورئيس قسم الغدد الصماء بمؤسسة حمد الطبية، قائلةً:" تعتبر السمنة مرضاً مزمناً ومعقدًا يتطلب استجابة متكاملة والمساهمة في دمج جهود الوقاية والعلاج في منظومة الرعاية الأولية، إلى جانب تعزيز التنسيق بين جميع مستويات الرعاية في ضمان وصول المرضى إلى التدخلات العلاجية المبكرة، واستمرارية الدعم والرعاية على المدى الطويل."
ويأتي إطلاق الدورة الثانية للبرنامج كأحد المشاريع الرائدة المنبثقة عن خطة العمل الوطنية للسمنة والسكري وعوامل الخطورة القابلة للتعديل ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024–2030، والتي يقوم المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بدور محوري في تنفيذها بصفته ذراعًا أساسيًا للجنة الوطنية للسكري.
ومن جهته، أوضح الدكتور تركي الأحبابي، رئيس قسم طب السمنة في المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض، ونائب رئيس اللجنة العلمية والتخطيطية للدورة، قائلاً:" يهدف البرنامج إلى إعادة تصميم مسارات الرعاية وتحسين آليات الإحالات الطبية، إلى جانب وضع إطار متابعة لقياس النتائج والتجارب العلاجية لكل من المرضى والأطباء على حد سواء، بما يسهم في تطوير نموذج متكامل للرعاية يمتد من التدخلات الوقائية ونمط الحياة إلى جراحات السمنة بحيث يحصل المريض على العلاج الأمثل في الوقت المناسب. يتمثل هدفنا في تعزيز الوصول إلى الرعاية، والحد من التأخير، وتقديم رعاية مرتكزة على الفرد فعالة وموثوقة."
إعلانوبدوره أشار الدكتور محمد الشريف، استشاري الغدد الصماء والسمنة بالمعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض، ورئيس اللجنة العلمية والتخطيطية للدورة، قائلاً:" صُممت هذه الدورة لتستوعب عدد كافٍ من الكوادر الصحية من مختلف الجهات والأقسام بمؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية والقطاع الطبي الخاص مما يضمن تحقيق المشاركة الواسعة واتباع النهج متعدد التخصصات. سيكمل المشاركون منهجاً تعليمياً معتمداً للتطوير المهني المستمر على مدى سبعة أشهر يتضمن 42 ساعة معتمدة من الفئة الأولى وساعتين معتمدتين من الفئة الثالثة. تتضمن الدورة ورش عمل ستقام في مركز السد الصحي، ومحاضرات تدريبية إفتراضية معتمدة من الاتحاد العالمي للسمنة، وتدريبًا سريريًا تحت إشراف خبراء في مراكز التميز التابعة للمعهد."
يتم تقديم المنهج الدراسي للدورة من قبل أكثر من 50 من أعضاء هيئة التدريس الخبراء في مجالات الغدد الصماء، والسمنة وطب وجراحة السمنة، والتغذية العلاجية، وعلم التغذية، مما يزوّد المشاركين بمهارات عملية يمكنهم تطبيقها مباشرة في رعاية المرضى. وسيختتم بحفل تخرج في مايو 2026.