بوابة الوفد:
2025-12-12@22:23:16 GMT

زيادة أسعار الخبز أم تشديد الرقابة؟

تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT

أعيد اليوم نشر مقالى بالوفد والذى تم نشره بتاريخ 9 مارس 2022 أى منذ حوالى عامين، لنؤكد للحكومة ووزارة التموين مدى صدق رؤيتنا بخصوص إعادة تسعير رغيف الخبز بعد أن انخفضت أسعار الدقيق، ولتؤكد للجميع أن وزارة التموين حاليًا لا تملك من اسمها سوى الدوواين التى يجلس فيها البقية الباقية من موظفى الزمن الجميل، ومنهم من خرج للمعاش، ومنهم من عاجله الدور، عندما كان مفتشو الرقابة التموينية يتمتعون بهيبة ونفوذ وردع لكل من تسول له نفسه الخروج عن القانون.

... وإلى المقال.

شهدت الأسابيع الماضية نقاشات عديدة على مختلف المستويات، لمناقشة أسباب ومبررات رفع سعر الخبز خمسة قروش، وتداولت صفحات عديدة مقاطع فيديو لبعض برامج التوك شو، أثناء مناقشتها لهذا المقترح، ولكى نناقش هذا الملف بطريقة حيادية، لا بد أن نعرف أن الحكومة ممثلة فى الموازنة العامة للدولة تخصص حوالى 50 مليار جنيه لدعم رغيف الخبز سنويا، ومن الممكن تقليص هذا الرقم الذى يذهب لغير المستحقين، عن طريق زيادة تشديد الرقابة التموينية على المخابز والمطاحن‏، ويجب أن تقوم الحكومة بتقييم كفاءة الرقابة التموينية، خصوصًا بعد إحالة مئات الآلاف من المراقبين التموينيين فى العشر سنوات الأخيرة لسن المعاش، ولم تعين الوزارة بديلًا عنهم، وأصبحت الإدارة التموينية التى كانت تتكون من أكثر من 200 موظف، ما بين مراقبين ومفتشين وإداريين وسائقين، لا يوجد بها سوى 30 موظفًا وربما أقل، وهذا العدد لا يستطيع تغطية النطاق الجغرافى الذى تقع فيه الإدارة التموينية، وبالتالى أصبحت الرقابة صعبة على المخابز البلدية، والتى يصل عددها تقريبا إلى 33 ألف مخبز على مستوى الجمهورية، أضف إلى ذلك ألاعيب الآلاف من أصحاب هذه المخابز بالحصص وبيعها بطرق ملتوية.

‏فعلى سبيل المثال، ما يحدث أثناء نقل الحصص اليومية من المطاحن إلى المخابز، والتى من الممكن أن يتم استقطاع أجزاء منها، عن طريق اتفاق مسبق بين البعض منها وبعض المطاحن، ومن الممكن ألا تستطيع الإدارات التموينية رصد هذه الطريقة، بسب تقلص إمكانياتها، وبشىء من التوضيح من الممكن حدوث اتفاق مع المطحن، على استلام نصف الحصة التموينية من الدقيق فقط، مقابل التنازل ضمنيًا عن باقى الحصة اليومية الخاصة به، على أن يشتريها منه المطحن بدلًا من بيعها فى السوق السوداء، وتعرض المخبز للرصد أثناء عملية البيع، وبعد ذلك يقوم المطحن بتجميع هذه الكميات، التى يشتريها من المخابز من القمح، أى قبل تحويلها إلى دقيق، وقيامها ببيع هذه الكميات لمطاحن القطاع الخاص، وذلك أثناء شحنها من الصوامع، دون أن تستطيع وزارة التموين ملاحقة هذه العمليات من التهريب الراقى، ويا ليت الأمر يتوقف على هذه الفروق التى تدخل خزينة المطاحن، ولكن هناك حسابات أخرى تتم، لتتضاعف مكاسب هذه المطاحن، من دماء المواطنين والسطو على مقدرات الدعم، التى تتكبدها الموازنة العامة للدولة، والمتمثلة فى صرف بدل طحن، وبدل نقل، وبدل تخزين لعدد الأطنان من القمح، التى لم تدخل من الأصل فى صوامع هذه المطاحن، ولنا أن نتخيل أنه لو تضاعفت الرقابة التموينية، وانضمت إليها رقابة مباحث التموين، التابعة لوزارة الداخلية، لتضييق الخناق على خطوط سير سيارات القمح، لاستطاعت الدولة توفير عشرات الملايين، من خلال هذا الجانب فقط، والجانب الآخر أتمنى أن تشارك أجهزة رقابية أخرى وزارة التموين، لمتابعة العمل الحقيقى داخل المخابز، عن طريق حملات مفاجئة، وعقد مقارنات بين ما تتم رصده يوميًا، مع التشغيل الفعلى لعدد الساعات مقارنة بعدد الأجولة، وأكاد أن أجزم أنها ستقع على صيد ثمين، خصوصًا أن بعض المخابز غير الملتزمة تجمع البطاقات من المواطنين، وتقوم منذ بداية فتح السيستم بإدخالها وخصم قيمتها من الحصة، بصرف النظر، سواء تم خبزها أم لا، المهم الاستفادة بإدخال أكبر عدد من البطاقات خلال ساعات السيستم، وإذا اكتشف الأمر مصادفة فيتم توقيع غرامة على المخبز لا تردعه، ويقوم بمعاودة هذه المخالفة لتعويض الغرامات المخصومة، والغريب فى الأمر أن هذه المخابز المخالفة لا تعطى المواطن سوى 20 قرشًا فقط للرغيف، فى حين أن وزارة التموين تحاسب المخابز على سعر 67 قرشًا للرغيف، وهذا الفرق يدخل جيب صاحب المخبز، فى حال حصول صاحب البطاقة على البدل النقدى مباشرة منه، أما إذا قام بشرائها من السماسرة، فيتم تقسيم المبلغ على الثلاثة، وتخرج الدولة صفر اليدين، من تلك القسمة الظالمة.

هذه الأرقام من الممكن أن تختلف من منطقة لأخرى، وقد تختلف طرق حساب الرغيف من منطقة لأخرى، ولكن الجميع يتفقون على تجميع البطاقات، وسرقة أموال الدعم، لذلك ‏نرجو من مجلس النواب أن يعدل مواد العقوبات ويوافق على تشديدها لحماية مخصصات الدعم، وعدم ذهابه لغير مستحقيه، خصوصًا فى هذه المرحلة الحرجة التى يعانى فيها معظم سكان العالم من أزمات غذائية، خصوصًا محصول القمح الذى سيتأثر توريده إلى معظم بلدان العالم، بسبب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتى أظهرت جشع تجار الدقيق ورفع سعره ما يقرب من ثلاثة آلاف جنيه خلال أسبوع واحد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هموم وطن طارق يوسف زيادة أسعار الخبز تشديد الرقابة الرقابة التموینیة وزارة التموین من الممکن خصوص ا

إقرأ أيضاً:

تشديد الغرامات.. أبرز قرارات مجلس الوزراء بشأن مكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة

خلال اجتماعه اليوم برئاسة مدبولي:
-مجلس الوزراء يناقش الوسائل القانونية لتعزيز منظومة التصدي للشائعات -حرية الإعلام والصحافة يكفلها الدستور والقوانين المنظمة-يجب التعاون لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة المضللة التي تضر المجتمع-إعداد مشروع قانون يتضمن تعديل قانون العقوبات لتشديد الغرامات ذات الصلة بجرائم الشائعات والأخبار الكاذبة-الإسراع في استكمال وإصدار مشروع قانون تنظيم تداول البيانات والمعلومات الرسمية الجاري إعداده


ناقش مجلس الوزراء، خلال اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، في مقره بالعاصمة الجديدة كيفية تعزيز منظومة التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة، وكذا مختلف صور الإساءة للمجتمع، والإضرار المتعمد بالاقتصاد المصري.

وخلال الاجتماع، ناقش المجلس عددا من الرؤى والأطروحات التي قدمتها الوزارات والجهات والأجهزة المعنية (في اجتماع عُقد بهذا الشأن)، فيما يتعلق بتوافقها على ضرورة أن يكون هناك وحدات رصد مبكر في جميع الوزارات لرصد الشائعات وبحثها، والرد عليها وتفنيدها في مهدها، حتى يتم وضع حد مبكر لانتشارها.

كما تم التأكيد ـ خلال ذلك الاجتماع، الذي عُقد بحضور مسئولي الوزارات والجهات المعنية ـ أن الإطار التشريعي الحاكم لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة يعد كافيا في الوقت الحالي لتحقيق الردع الفعال، لكن مع الإشارة إلى عدم كفاية الغرامات الواردة بالقوانين لردع تلك الشائعات ونشر الأخبار الكاذبة، حيث تم في هذا الصدد مناقشة مقترح بزيادة تلك الغرامات المقررة، بما يحقق الردع العام، والحفاظ على استقرار  الأمن العام، وكذلك الحفاظ على الصورة العامة للدولة المصرية.

كما تمت الإشارة ـ خلال الاجتماع نفسه ـ إلى أنه جار العمل حاليا على إعداد مشروع قانون ينظم إتاحة وتداول البيانات امتثالا لحكم المادة (68) من الدستور، بما يحقق التوازن بين تحقيق الشفافية وتوافر المعلومات والبيانات والإحصاءات، وحماية المعلومات والبيانات السرية، وبين تحقيق الردع والتصدي الفعال للشائعات والأخبار الكاذبة.

الحكومة: تحرير 781 محضرا للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية وإزالة 342 مكمورة فحمرئيس الوزراء: الحكومة تدعم نجاح مشروع المدارس اليابانية بمصر والتوسع فيها

وقد تم التوافق اليوم ـ خلال اجتماع مجلس الوزراء ـ على عدم كفاية قيمة الغرامات المنصوص عليها في قانون العقوبات فيما يتعلق بجرائم الترويج للشائعات، أو نشر الأخبار الكاذبة، وكذلك الغرامات المقررة في المادة (380) من قانون العقوبات، الأمر الذي يقتضي إعادة النظر فيها وتشديدها، بما يتناسب مع خطورة تلك الجرائم وأثرها على الأمن المجتمعي والاقتصاد الوطني.

ولذا، فقد قرر مجلس الوزراء تكليف وزارة العدل ـ بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية ـ بإعداد مشروع قانون يتضمن تعديل قانون العقوبات لتشديد الغرامات ذات الصلة بجرائم الشائعات والأخبار الكاذبة، وكذا المادة (380) من قانون العقوبات، بما يحقق مستوى كافيا من الردع العام، ويكفل الحد من انتشار تلك الجرائم ذات الأثر المباشر على الأمن المجتمعي والاقتصادي.

كما تم التوافق ـ خلال اجتماع مجلس الوزراء ـ على تعزيز ودعم الدور الذي يضطلع به المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، والمكاتب الإعلامية الأخرى بالوزارات والجهات المختلفة، في الرد الفوري والمباشر على الشائعات والأخبار الكاذبة، وذلك من خلال إرساء آليات تعاون مؤسسية فعالة تضمن تنسيقا مستمرا بين المركز والوزارات والجهات والمصالح الحكومية كافة، بما يسهم في تمكين  المركز الإعلامي والمكاتب الإعلامية الأخرى من التعامل مع الشائعات، أو الأخبار الكاذبة فور ظهورها، والرد عليها وتفنيدها في حينها، استنادا إلى بيانات دقيقة ومعلومات موثقة وأدلة قاطعة تصدر عن الجهات المعنية صاحبة الاختصاص.

كما قرر المجلس، خلال الاجتماع، الإسراع في استكمال وإصدار مشروع قانون تنظيم تداول البيانات والمعلومات الرسمية الجاري إعداده، بالتنسيق بين وزارتي العدل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يسهم كأداة فعالة في مكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة، وتنظيم وصول المواطنين إلى المعلومات الصحيحة من مصادرها الرسمية، عبر قنوات قانونية واضحة، وغلق باب تداول المعلومات المضللة، وذلك انطلاقا من تكريس مبدأ الشفافية.

كما قرر مجلس الوزراء ـ في اجتماعه اليوم ـ تكليف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوضع وتنفيذ برنامج تدريبي متخصص موجه للعاملين في مختلف جهات الدولة؛ بهدف الارتقاء بقدراتهم الفنية في تتبع الشائعات، والتحقق من صحتها.

وأكد مجلس الوزراء أن حرية الإعلام والصحافة يكفلها الدستور، والقوانين المنظمة، والحكومة تؤمن بذلك، وتقدر هذا الدور المهم وتُرحب بمختلف الآراء والانتقادات التي تهدف للصالح العام، ولكن ما يجب أن نتعاون فيه جميعًا؛ سواء حكومة، أو وسائل الإعلام المختلفة، هو مواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة المضللة التي تضر المجتمع بوجه عام.

طباعة شارك منظومة التصدي للشائعات الأخبار الكاذبة الاجتماع الإطار التشريعي الحاكم لمواجهة الشائعات القوانين

مقالات مشابهة

  • قائمة أسعار السلع التموينية لشهر ديسمبر 2025
  • الشركة الجهوية متعددة الخدمات بالعيون تنفي أي زيادة في أسعار الماء والكهرباء
  • الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالأقصى وسط تشديد الاحتلال
  • على خطى المطاعم.. طريقة عمل حواوشي بالمنزل باللحم
  • تشديد الرقابة بالمنيا.. ضبط 697كجم من اللحوم والأسماك الفاسدة خلال حملات بيطرية
  • مقرمش و لذيذ.. طريقة عمل الخبز الهندي بالبطاطس
  • تشديد الغرامات.. أبرز قرارات مجلس الوزراء بشأن مكافحة الشائعات والأخبار الكاذبة
  • زيادة المعروض وتباطؤ توقعات الاقتصاد العالمي يضغطان على أسعار النفط
  • عروس المشاتي.. تعرّف على أسعار الرحلات النيلية في أسوان وطريقة الحجز
  • سعر الزيت والسكر على بطاقات التموين في شهر ديسمبر 2025