عالم مليء بالأكاذيب والمتناقضات
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
هناك مقال سابق لي بهذه الجريدة الرصينة بعنوان «عالم يتجه نحو الجنون»، ويبدو أن هذه النبوءة قد أصبحت الآن حقيقة واقعة بالفعل في عالمنا الراهن. الجنون يبدأ بالفعل عندما ننفصل عن الواقع أو العالم الفعلي، ونروِّج لأكاذيب وتصورات متناقضة نعيش فيها ونؤمن بها. هذا هو حال عالمنا الآن، والشواهد على ذلك لا حصر لها، يمكن أن نأتي على شيء منها فيما يلي:
ينظر الغرب إلى حرب روسيا على أوكرانيا باعتبارها حربًا غير مشروعة وتمثل اعتداءً على سيادة دولة أخرى هي أوكرانيا، في حين تسمى روسيا حربها على أوكرانيا بأنها حرب على النازية.
تكررت مثل هذه الأكاذيب والمتناقضات في حرب إسرائيل على غزة منذ أكثر من نصف سنة: روجت إسرائيل لأن حربها على غزة هي حرب على الإرهاب والإرهابيين، وروجت لأكاذيب من قبيل: قتل حماس للنساء واغتصابهن وقطع رؤوس الأطفال. راجت هذه الأكاذيب في الإعلام الغربي وعلى لسان ساساته، إلى أن انكشفت هذه الأكاذيب بفعل وسائل التواصل الاجتماعي التي صورت بالصوت والصورة وحشية العدوان الإسرائيلي التي لا نظير لها في التاريخ، والتي تمثلت في القتل المتعمد للنساء والأطفال والخدج والمسعفين والصحفيين الذين ينقلون الأحداث. وعلى الرغم من أن الشعوب ثارت على هذا التزييف للحقائق، فما زالت سياسات الدول في الغرب تدعم إسرائيل بالأسلحة التي تستخدمها في قتل من يسمونهم بالإرهابيين. وهنا يُثار السؤال: من هو الإرهابي حقًّا؟ هل هو الذي يدافع عن أرضه السليبة أم من يقتل الأبرياء من دون رحمة؟! ما أقصده أن بؤرة الصراع بين الشرق والغرب قد تحولت من أوكرانيا إلى فلسطين وغزة. ذلك أن إسرائيل بالنسبة للغرب هي أيضًا أداة لإدارة الصراع والهيمنة، وكما قال الفيلسوف الكبير روجيه جارودي منذ عقود: إن إسرائيل هي حاملة طائرات أمريكية نووية في الشرق الأوسط!
الأمر نفسه ينطبق على الصراع مع إيران وأذرعها في المنطقة العربية. حقًّا أن إيران قد سعت إلى التمدد في المنطقة العربية من خلال أذرعها في لبنان (حزب الله) وفي اليمن (أنصار الله) وفي العراق وسوريا، ولكن هذا التمدد كان طبيعيًّا بحكم ضعف هذه الدول التي أصبحت مسرحًا لعمليات الصراع في الشرق الأوسط، وهو صراع يقوم بين جبهتين إحداهما تسعى لدعم مصلحة إسرائيل وتمددها وهيمنتها كذراع للغرب، والأخرى تسعى إلى التمدد في المنطقة العربية وتشكيل محور مقاومة ضد هيمنة إسرائيل. أما القول بأن إيران تسعى من وراء ذلك كله إلى تمديد التوغل الشيعي في المنطقة العربية، فإنه لا يكفي وحده لتبرير هذا الصراع. ولذلك فإن إيران تظل هي الدولة التي تقاوم من خلال أذرعها هيمنة إسرائيل وصلفها من بعد حرب 1973.
تلجأ إسرائيل إلى نوع من البلطجة المعتادة التي تمارسها في اطمئنان تام بأنها سوف تفلت من أي عقاب دولي بسبب دعم الولايات المتحدة والغرب لها، فقامت بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل بعض القادة الإيرانيين في الحرس الثوري (وهو ما يعني أنها قامت بقصف أرض إيرانية في سوريا)، ومع ذلك لم يصدر عن الغرب أية إدانة لهذا العدوان الذي تجرمه المواثيق الدولية؛ ولكن عندما قامت إيران بالرد سارع الغرب بإدانة وتجريم هذا العمل في نوع من الازدواجية في المعايير وممارسة الكذب وتصديقه بزعم أن إيران دولة إرهابية بينما إسرائيل دولة بريئة لا تمارس الإرهاب وتريد تصفية أية قوة إقليمية تناصبها العداء.
وهناك أكاذيب يتم الترويج لها بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمثل الديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط، في حين أنها تمارس الإرهاب منذ نشأتها ضد الشعب الذي احتلت أرضه بمباركة من الغرب. كما أن الولايات المتحدة نفسها التي تدعم إسرائيل في عدوانها هي الدولة التي مارست الإرهاب والعدوان طوال تاريخها، وليس الإرهاب الذي مارسته في الشرق الأوسط ببعيد: فهي التي صنعت قواعد الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط مثل: القاعدة والجماعات الإسلامية، وهي التي دمرت دولًا عديدة مثل العراق وسوريا (مثلما دمرت أفغانستان وغيرها من قبل) بزعم مقاومة هذه الجماعات نفسها والقضاء عليها، وجعلت مثل هذه الدول مسرحًا لعمليات الصراع بين الغرب والشرق.
ومع ذلك كله، فإننا نسمع هذه الأكاذيب والمتناقضات تتردد وتُروَّج يوميًّا، وهو ما يدفع العالم الآن إلى حالة من التوتر والصراع المعلن الذي ينذر بالتحول إلى حرب عالمية عندما يتجاوز الصراع حالة سعي القوى الإقليمية والدولية إلى التمدد والهيمنة إلى حالة المواجهة المسلحة المباشرة بين هذه القوى.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی المنطقة العربیة فی الشرق الأوسط هذه الأکاذیب
إقرأ أيضاً:
القناة 13 تكشف العرض الذي قدمته إسرائيل لحماس ومطالب الأخيرة
كشفت القناة 13 الإسرائيلية ، مساء اليوم الأحد 18 مايو 2025 ، العرض الذي قدمته إسرائيل إلى حركة حماس أمس السبت ، خلال مفاوضات العاصمة القطرية الدوحة بشأن التوصل لوقف إطلاق نار في غزة وصفقة تبادل أسرى.
وبحسب القناة ، فإن عرض إسرائيل لحركة حماس والذي قدم أمس ، يشمل التالي :-
أولا : 10 رهائن أحياء، ونصف الرهائن القتلى، على أن يتم إطلاق سراحهم جميعًا في يوم واحد.
ثانيا : وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.
ثالثا : "فتح" المساعدات الإنسانية فور توقيع الاتفاق.
وأوردت القناة الإسرائيلية في تقريرها ، مطالب حركة حماس ردا على العرض الإسرائيلي وهي كما يلي :
1 - أن يعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التوصّل لوقف إطلاق النار.
2 - نتنياهو يدعي بحث خيار وقف الحرب ضمن مفاوضات الدوحة... بأي شروط؟
3 - أن يضمن ترامب شخصيا عدم استئناف إسرائيل لإطلاق النار، بعد إطلاق سراح الرهائن.
4 - أن يوقّع مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف على الاتفاق بنفسه.
وذكر تقرير القناة ، أن إسرائيل توافق على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في عمليتها منذ استئناف الحرب، مشيرا إلى أنها "مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب خلال أيام وقف إطلاق النار".
كما لفت التقرير إلى أن تل أبيب، "لن توافق على الانسحاب من محورَيّ ’فيلادلفي’ و’نتساريم’".
من جهتها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله :" إذا لم يتحقق اختراق في المفاوضات خلال الساعات الـ 24 القادمة، فإن الوفد الإسرائيلي سيعود إلى تل أبيب".
بدورها قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول حاليا تسويق مظهر من "الانتصار" للرأي العام الإسرائيلي، بما يبرر إبرام الصفقة المؤقتة، وربما يساعده على إبقاء شركائه من اليمين المتطرف –بن غفير وسموتريتش– ضمن الائتلاف الحكومي في هذه المرحلة.
وأضافت :" مخطط ويتكوف، الذي من المفترض أن يُنفذ على مدار نحو شهرين، قد يتيح لنتنياهو عبور دورة الصيف في الكنيست بسلام، والتي تنتهي في 27 يوليو".
وتابعت هآرتس :" في مثل هذا السيناريو، سيبقى الائتلاف قائما على الأقل حتى بداية دورة الشتاء في نهاية أكتوبر، ما يعني أن الانتخابات المقبلة لن تعقد قبل ربيع 2026".
وقالت :" هذه هي الأولوية القصوى لنتنياهو في الوقت الراهن، بينما تبدو باقي الاعتبارات ثانوية بالنسبة له".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية ويتكوف يقدم عرضا محدثا لإسرائيل وحماس – هذه تفاصيله بالصور: زامير : التوصل لإتفاق مع حماس لا يعني وقف حرب غزة الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صاروخين من غزة ويأمر بإخلاء مناطق الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع حسين الشيخ مع رئيس الوزراء الأردني غزة تتصدر اجتماع حسين الشيخ مع رئيس وزراء الأردن إحباط صفقة تسريب قطعة أرض في قرية صفا نتنياهو: سنكون قادرين على ضمّ 30% من الضفة الغربية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025