صراع الأحبة ايران واسرائيل والعراق الضعيف
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
آخر تحديث: 25 أبريل 2024 - 10:52 صبقلم:د. أيهم السامرائي إسرائيل في الاول من آذار ٢٠٢٤ قصفت إيران الملالي، الأحبة على القلب وقتلت مجموعة من خيرة جنرالاتها لتأديبها واعلامها بحدود تحركها وعدم تجاوزه في منطقة الشرق الأوسط. عادتاً إيران تلتزم (تبلع الموس) رغم حجم ونوعية التي تقتلهم إسرائيل من العلماء والجنرالات الإيرانيين داخل إيران وخارجها.
إيران بالمقابل تهاجم إسرائيل وفي كل مرة عن طريق كلابها وذيولهم والذي عادتاً ما يدفعون الثمن غالياً لدفاعهم على وليهم اللا فقيه. المهم هذه المرة قررت إيران ان ترد على حبيب القلب اسرائيل مع إشعارها بمكان وحجم ومسير الضربة وقامت إسرائيل بإسقاطهم جميعاً ولم تستطيع إيران جرح حتى جناح بعوضة داخل إسرائيل. وإذا بإسرائيل تنزعج من تصرف خامنئي رغم الحب والتقدير له، وارادت مرة اخرى ان تفهمه حدوده وإمكانيتها أيضاً بالوصول إلى اي هدف داخل إيران، مع الاستمرار بهذه اللعبة التي رأت ان كثيرين من العرب والاوربيين ارتاحوا لها. قررت إسرائيل مرة اخرى وفي نفس الشهر ان تضرب بالعمق الايراني وتتدمر سرب او سربين من صواريخ السوخوي الروسية الجديدة وتصيب عصفورين بحجارة واحدة منها إيران الداخل ومنها روسيا التي لم تحصل حتى على فلوس الطائرات بعد، بالإضافة إلى انها دمرت ايضاً بعض المواقع للذيول في العراق وسوريا، ثم أعلنت إيران انها اكتفت وسوف لن ترد على هذه الضربة لأنها “ضربة محدودة” ولم تؤذي أحد. بايدن المحب جداً لشغل إيران الملالي بالمنطقة والفوضى الذي خلقوها من عشرين سنة ماضية باعتبرهم يخدمون المصالح الأمريكية بإضعاف الوحدة او التقارب بين العرب وإشغال مسلمين المنطقة بحروب لا تنتهي والذي كما يبدوا هذا ما يؤمن به المؤسسين الأمريكان للحزب الديمقراطي الحاكم في البلاد. بعد مرور ٢١ عاماً على غزو العراق وعلى أكثر من ١٥ عاماً على الربيع العربي المدعوم من امريكا والغرب والتي لم ترى المنطقة بعدها استقرارً سياسياً او اقتصادياً رغم امتلاكها للثروة المعدنية الهائلة. حان الوقت على امريكا ان ترجع إلى نبل واخلاق الثلاثينيات من القرن الماضي عندما كانت تقف مع الشعوب المظلومة وتعيد بناءها مثل ما قامت في أوربا المدمرة واليابان وكوريا الجنوبي والفلبين ومع جمال عبد الناس في حرب السويس بدون مقابل. حان الوقت للحزب الجمهوري ان يقود عملية التجديد لروح ونبل امريكا وما أسسه وبناه الاجداد، وعليهم ان يبدؤا من العراق الذي دمروه بحجة أنقاذه من الدكتاتورية إلى الديمقراطية العادلة ليعيش الشعب الحياة الكريمة. سياسي امريكا وخاصة الجمهورين اكتشفوا ومنذ وصول ترامب في ٢٠١٧ وحديثه الواضح لمرات عده حول الخطأ الفاحش والكبير الذي أرتكبه بوش الابن وجيني العجوز بالعراق بدون اي شرعية وتدمير الحياة الطبيعية فيه بالكامل وجلب مجموعة لتحكمه ليس لها ولاء للعراق، بل لعدوا امريكا إيران الملالي. مجموعة تحكم بالحقد الديني والقومي في مجتمع متعدد الأديان والقوميات. امريكا ما قبل ترامب وما بعده شجعت الشعوب العربية على الثورة على حكامها، ولكن لم تساعدهم بعد اسقاط حكامهم، بل تركتهم في فوضى مدمرة شملت بالإضافة للعراق سوريا ولبنان واليمن وتونس وليبيا الى حد كتابة هذا المقال. امريكا في عهد اوباما ثم بايدن كانوا الأكثر كارثيه حتى من بوش الابن الذي احتل العراق لأنهم هم الذين قرروا الانسحاب من العراق قبل تنفيذ ما وعدوا به شعبه من نظام ديمقراطي دستوري ودولة مستقلة ذات سيادة وقضاء عادل ورصين. لا بل تعاونوا مع المليشيا الإيرانية الارهابية لمقاتلة داعش الارهابية ( معادلة لا يفهمها إلا قيادات الحزب الديمقراطي). ترامب والحزب الجمهوري عائدين بقوة وعليهم مسؤولية كبرى لإعادة امريكا القوية القادرة على اعادة وترتيب النظام العالمي على اسس مشابه لأسس تشكيل امريكا. عليهم البدء من العراق لأنه اساس ونقطة ارتكاز في الشرق الأوسط. العراق القوي المستقل يصنع التوازن في الشرق الأوسط ويجعله أمن، ويحمي المصالح الأمريكية التي تهددها الصين وروسيا. شرق اوسط متوازن ومستقر يعني استقرار الطاقة في العالم واستقرار دول كثيرة اخرى في العالم الذي بدوره ينعش الاقتصاد العالمي الذي تقوده امريكا والذي يعني نجاح واحدة من الركائز الأساسية للأمن القومي الأمريكي. الضربات الجوية او الغير جوية الإضافية وخارج ايران التي شملت موقع لكتائب سيد الشهداء في بسماية وموقع آخر لحزب الله في جرف الصخر والذي يعتقد ان الموقع الاول كان يضم اجتماع لقيادات مهمة. اضافة لاستهداف مطار عسكري في السويداء بسوريا وقصف ٣ مواقع وقاعدة كالسو الذي يتواجد فيها لواء 22 لمنظمة بدر ولواء 17 سرايا الجهاد التابعة لمليشيا الحشد، هجمات غير مؤكدة رغم الدعاية التي نشرتها مليشيات ايران في العراق. مثلاً قاعدة كالسو لم تضرب من قبل امريكا او اسرائيل وعلى الشمري وزير داخلية العراقي تحديد الجهة التي ضربته من داخل العراق. امريكا لا تستحي ولا تضم واسرائيل “مبلل ومايخاف من المطر” فلماذا ينكرون؟ إذا قسم من هذه الضربات هي تصفية حسابات بين الفصائل ومن ثم تم رميها على امريكا واسرائيل مثل ما ترمى كثير من قضايا القتل على “الارهابين” السنة والبعثيين وطبعاً داعش الغير موجودة اساساً. حكومة السوداني إذا كانت شجاعة قليلاً تستطيع ان تقول وبأدب اننا لم نقصف من الخارج وسنجد الجاني بالأيام القادمة؟؟ زيارة اردوغان ووزير الطاقة الإمارتي ووزير دولة من قطر في وقت واحد مجتمعين مع السوداني لهو دليل على ان الآخرين يريدون ان ينقذوا العراق من الهيمنة الإيرانية ويدفعون حكومة السوداني لتحديد موقفها من السرقات الهائلة التي تقوم بها ايران لكل مؤسسات العراق من خلال ذيولها، والتي يجب ان تتوقف لان هناك كثير من الدول التي تستطيع ان تقدم لنا نفس الخدمات الإيرانية لا بل احسن بكثير وبمبالغ تقدر بنصف ما ندفع إلى إيران. العراق دولة مستقلة لها سيادتها، والسوداني رئيس وزراء العراق ويعمل في حكومتها وليس موظف في الحرس الثوري الإيراني او اطلاعات. الحراك العراقي يدعم هذا التوجه ويتمنى من السوداني ان يفتح مجالات التعاون الحقيقية مع كل جيران العراق والدول البعيدة بما يخدم العراق وشعبه اولاً واخيراً. العراق سينجح إذا ارادت ايران ام لا تريد لان الله والشعب كله معنا.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل وإيران وصلتا للامتحان الحقيقي الذي سيحسم في واشنطن
سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية، الضوء على جهود إيران في تطوير قدراتها النووية، وتسريع هذه الجهود منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بحسب البيانات التي نشرها تقرير المراقبين، ما يشكك في إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالنصر على المحور الذي تقوده طهران.
وقالت الصحيفة في مقال كتبه ألوف بن، إنّ "التقديرات الإيرانية تشير إلى أن إسرائيل غير قادرة على تدمير المشروع النووي"، مشددة في الوقت ذاته على أن الطرفين وصلا الآن إلى الامتحان الحقيقي، الذي سيتم حسمه في البيت الأبيض.
ولفتت إلى أن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حول إيران، كشف عن مكانة طهران القريبة جدا من ترسانة السلاح النووي، في حين أن إسرائيل غارقة في وحل غزة"، معتبرة أن "هذه البيانات تعرض وبدقة هندسية إنجاز إيران وتضع في محل شك إعلانات الناصر لنتنياهو على المحور الإيراني".
وذكرت أنه "في بداية الحرب عام 2023 كانت إيران تمتلك 128.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 بالمئة"، منوهة إلى أنه "قبل أسبوعين كان لديها 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، أي أكثر من ثلاثة أضعاف".
وتابعت: "الآن مطلوب من إيران درجة واحدة أخرى من التخصيب كي تتمكن هذه المادة المتفجرة من أن تصبح قنبلة نووية"، مضيفة أن "البنية التحتية، والمعرفة والقدرة، توجد منذ زمن في يدها، والوقت المطلوب للتخصيب النهائي يصل إلى صفر تقريبا".
وبحسب خبير الطاقة الأمريكي ديفيد البرايت، فإن أسلوب فقط مطلوب لإنتاج اليورانيوم المخصب لقنبلة واحدة في منشأة بوردو، والمخزون الذي يوجد لدى إيران يكفي لإنتاج 10 رؤوس حربية نووية، ويوجد لديها مادة لتغذية أجهزة الطرد المركزية لشهرين أو ثلاثة أشهر.
ولفتت "هآرتس" إلى أنه وفق التقارير فإنه في السنة الأولى للحرب حافظت إيران على وتيرة تخصيب اليورانيوم، معتقدة أن "الانقلاب حدث في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حينما بدأت طهران بتغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم المخصب بمستوى 20 بالمئة، من أجل مراكمة كمية كبية من اليورانيوم المخصب بالمستوى الأعلى الذي يصل إلى 60 بالمئة، بوتيرة أعلى سبعة أضعاف مما كان في السابق".
وأوضحت أن "ذلك نقل العتبة النووية إلى نقطة الانطلاق قبل الأخيرة"، منوهة إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تجد أي دلائل على مشروع نشيط لتركيب رؤوس حربية نووية".
وأشارت إلى أن المخابرات الأمريكية أيضا تقدر بأنه لا يوجد مثل هذا التطوير، وعلى فرض أنهم على حق، فإن إيران بحاجة إلى وقف إضافي من أجل تركيب القنابل على الصواريخ، التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، مشددة على أن "مراكمة المادة المتفجرة هي المرحلة الأكثر حسما في الطريق إلى السلاح النووي".
ورأت الصحيفة العبرية أن الإيرانيين عملوا في وقت مريح، ففي ديسمبر الماضي كانت الولايات المتحدة في فترة انتقالية بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، والإدارة السابقة كانت منهكة من الهزيمة بالانتخابات والخشية من عودة ترامب، وترأسها رئيس مريض وجد صعوبة في أداء عمله.
وتابعت: "إسرائيل كانت مصابة بثمل النصر بسبب انهيار حزب الله ونظام الأسد، وتستعد لاحتلال قطاع غزة وطرد سكانه بعد ترك بايدن ورفع ترامب القيود عن الجيش الإسرائيلي".
ولفتت إلى أنه "في 20 كانون الأول نشرت في "وول ستريت جورنال" مقابلة مع نتنياهو، التي تبجح فيها بالنصر في الحرب وبالضربة القاسية التي وجهتها اسرائيل لإيران. هو لم يقل وربما لم يعرف، بأنه في حينه كان مهندسو الذرة يعملون في بوردو على القفزة الأكبر نحو القنبلة".
وقالت "هآرتس": "الآن وصل خامنئي ونتنياهو إلى الامتحان الحقيقي الذي سيحدد نتيجة الحرب، وميزان القوة في الشرق الأوس، فإيران كما يبدو تقدر بأن إسرائيل غير قادرة على تدمير مشروعها النووي، سواء بسبب نقص السلاح المناسب أو بسبب معارضة ترامب الذي يخشى من التورط العسكري وارتفاع أسعار النفط".
وختمت: "نتنياهو يحاول التلميح إلى أن المنع العلني لترامب لمهاجمة إسرائيل في إيران هو في الحقيقة موافقة بصمت على عملية مفاجئة، تعطي للأمريكيين هامش إنكار (..)، كل طرف يتصرف وكأن الأوراق لديه، وينتظر القرار الحاسم في البيت الأبيض، إما اتفاق نووي يدحرج المشكلة إلى المستقبل أو المعركة".