كيف يكون الحكم على كلمات أهل التصوف؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية السابق، إنه قد جاء رجل لذي النون المصري فقال : "ادع الله لي . فقال : إن كنت قد أُيدت في علم الغيب بصدق التوحيد، فكم من دعوةٍ مجابة قد سبقت لك، وإلا فإن النداء لا يُنقذ الغرقى".
الحكم على أقوال الصوفيةوبين علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن معنى هذا النص هو تفسير (لا حول ولا قوة إلا بالله) أن الأمر كله لله خلقاً ولله بقاءً؛ فالله سبحانه وتعالى قد أنشأنا من العدم وبقاؤنا أيضاً قائمٌ به، وهذه من أهم النقاط التي لا يفهمها كثيرٌ من الناس فتختلط عليهم عبارات أهل الله ، نحن الآن لسنا قائمين بذاتنا بل إننا نقوم به سبحانه وتعالى يعني هناك مدد من الله مستمر فلو أوكلنا لأنفسنا طرفة عين لفنينا وليس نموت، نموت فالجسد يخرج منه الروح، والجسد باقي نغسله ونكفنه ونصلي عليه وندفنه ،فأنت هكذا لم تفنى أنت لا تزال مستمر ولكن انتقلت من حالٍ إلى حال أو من حياةٍ إلى موت، لكن الله لو قطع عنك إمداد الاستمرار تفنى مثل التليفزيون عندما تغلقه تختفي الصورة ، الأكوان كلها لو سحب الله منها مدد الاستمرار لفنيت، إذن فهي تحتاج إليه سبحانه كل لحظة فنحن لسنا قائمين بذاتنا هذه عقيدة الإسلام ، ونخالف بذلك عقائد أخرى تقول: أنه إذا كان هناك إله فقد خلقنا فقط وانتهى ونحن مستمرين بأنفسنا ، ولكننا لسنا مستمرين بأنفسنا ولا يمكن أن نقوم بذاتنا.
وتابع علي جمعة: فإذا فهم الإنسان هذا غالباً يخشع لله، غالباً لا تصدر منه معصية، غالباً لو فهم هذه النقطة أنه سوف يفنى إذا قطع الله منه استمرار البقاء وأنه سيختفي سيفنى ؛فإنه يكون على ذكرٍ دائمٍ لله ، فهذا التصور وهذه العقيدة وهذا الإدراك يساعد على أن تعيش في ذكر الله {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} ، {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} ، «لا يزال لسانك رطباً بذكر الله» ، {وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ، {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} .
وأكمل: فـ (الحمد لله حمداً يكافئ نعمه أو يقابل نعمه ويكافئ مزيده) يكافئ مزيده يعني حمد ممتد بعد الحمد يعني يزداد، لماذا؟ لأنك دائماً في حالة تقصيرٍ مع ربك حيث إنه هو الذي منَّ عليك بالطاعة.
وشدد علي جمعة: إذن هذه العقيدة تؤدي إلى التواضع لله، وتؤدي إلى حب الله ،فهو سبحانه المنعم الذي يستحق الشكر «يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا» حتى لو أنه غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يشكر، شعور بالخشوع والخبوت والمنة لله سبحانه وتعالى ، كل هذه الشعورات هي علاج للقلب .
فنستفيد من هذا إننا لا نتعجل في قراءة عبارات الناس من أهل الله، وأن نحملها أحسن المحامل، وأن نُولد منها ما يجعلنا نسير في طريق الله سبحانه وتعالى سيراً حثيثاً مستمراً، وأن نجعلها دائماً كلمات تخرج من قلوبٍ نقية وتصل إلى قلوبٍ نقية، ولكن لَي الكلام والانحراف بها عن المقصود هو الذي أدى ببعض أدعياء التصوف إلى الانحراف والانجراف، إفراط وتفريط جاء من سوء فهم ومن سوء طوية بحيث إنني أقرأ العبارة أجدها جميلة إذا أردت أن تكون كذلك، والعبارة تكون سيئة إذا قرأتها بطويةٍ سيئة تريد انتقادها والرد عليها والتصيد لها وكذا إلى آخره مع نوعٍ من أنواع الجهالة .فالحمد لله رب العالمين على نعمة الفهم المستقيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء علم الغيب الصوفية سبحانه وتعالى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
رويز: لا يوجد أي ضمان بأن يكون الحكم الأجنبي أو المصري فعالًا بنسبة مئة في المئة
بعد أشهر معدودة على توليه مهمة رئاسة لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم، تحدث الكولومبي أوسكار رويز في حوار لم يخل من الصراحة مع الموقع الرسمي للاتحاد المصري لكرة القدم، حول أبرز القضايا المتعلقة بالتحكيم في كرة القدم المصرية، وحول ما لمسه منذ توليه قيادة منظومة التحكيم.
ما تعليقك على عدم ثقة أندية القمة في الحكام المصريين وطلب حكام أجانب لمواجهاتهم.. وكيف يمكن تغيير ذلك؟وقال رويز: «ينصّ قانون المسابقات أو لوائح كرة القدم المعتمدة هنا في مصر على إمكانية طلب حكام أجانب وهذا أمر نحترمه من جميع الجوانب، لجنة الحكام في الاتحاد المصري لكرة القدم تعمل من أجل أن يصيب الحكام المصريون في قراراتهم ويكسبوا ثقة الأندية وبرأيي، لا يوجد أي ضمان بأن يكون الحكم الأجنبي أو المصري فعالًا بنسبة مئة في المئة فجميع حكام العالم معرضون للخطأ لكن الثقة بالحكام المصريين والمصداقية تُكتسب من خلال القرارات الصائبة داخل أرض الملعب».
وأضاف: «أنا أؤمن بأن هناك كفاءات كبيرة الحكام المصريون تتم دعوتهم لإدارة مباريات في تونس ودول أخرى مثل الكويت وهذا أمر طبيعي في البلدان التي تسمح لوائحها بجلب حكام من الخارج ومع ذلك، يجب علينا أن نرسّخ الثقة وأن نُقنع الآخرين بجودة التحكيم المصري، نعم هناك بعض القصور، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم ومن وجهة نظرنا، لا يوجد ما يسمى فرق كبيرة فجميع أندية الدوري الممتاز مهمة جدًا ويجب علينا أن نضمن العدالة لجميع الفرق سواء في دوري النيل أو حتى في المحترفين ونحن نحترم الآراء المخالفة لتوجهنا وعلى الحكام المصريين تقديم مستوى تحكيمي متميز».