قالت تايمز إن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) توصل إلى أن الأمن القومي معرض للخطر من قبل دول معادية تحاول سرقة أبحاث حساسة من المؤسسات، ولذلك سيتم فحص الأكاديميين والباحثين المشاركين في العلوم المتطورة من قبل الأجهزة الأمنية، في إطار خطط الحكومة لمعالجة موضوع التجسس الصيني.

وأوضحت الصحيفة البريطانية -في تقرير لمحررها السياسي أوليفر رايت- أن المدير العام لجهاز "إم آي 5" حذر نواب رؤساء الجامعات من أن الدول المعادية تستهدف الجامعات بشكل نشط لسرقة التكنولوجيا التي يمكنها أن "تخدم أولوياتهم الاستبدادية والعسكرية والتجارية".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نيويورك تايمز: هذه خريطة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد إسرائيل بجامعات أميركاlist 2 of 4لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنانlist 3 of 4مؤرخ إسرائيلي: عقيدة قادة إسرائيل إدارة الصراع لا حلّهlist 4 of 4مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ"تصدير المهاجرين"end of list

ويأتي ذلك بعد مراجعة سرية لنقاط الضعف في قطاع التعليم العالي بالمملكة المتحدة أجرتها الأجهزة الأمنية، وخلصت من خلالها إلى أن دولا أجنبية مثل الصين تحاول سرقة أبحاث حساسة، مما "يهدد الأمن القومي" في مجالات البحث التي لها تطبيقات مدنية وعسكرية.

ونتيجة لذلك، يتشاور الوزراء -حسب الكاتب- حول نظام جديد للتدقيق الحكومي من شأنه أن يجعل الأجهزة الأمنية تحقق في خلفيات من لديهم إمكانية الوصول إلى الأبحاث الحساسة، ويجعل الجامعات تتشاور مع تلك الأجهزة عند الدخول في شراكات تمويل وتعاون مع مؤسسات أجنبية.

مزيد من الضمانات

وقد أعلن عن هذه الإجراءات بعد اجتماع بين 24 من نواب رؤساء جامعات المملكة المتحدة، مع المدير العام لجهاز "إم آي 5" كين ماكالوم الذي أطلعهم فيه على التقييم الذي أجراه جهازه للتهديد الحالي الذي تشكله دول مثل الصين، والمتمثل في التجسس الأكاديمي.

وأشار أوليفر دودن نائب رئيس الوزراء إلى الحاجة لمزيد من الضمانات، وقال "نحن نفخر بالتعاون الذي يقيمه باحثونا مع شركاء من جميع أنحاء العالم".

وأضاف "نحن نعلم أن جامعاتنا مستهدفة بشكل نشط من قبل جهات فاعلة معادية، ولذلك نحتاج الآن إلى اتخاذ المزيد من التدابير للحماية من هذا التهديد، وبذل المزيد من الجهد لدعم جامعاتنا ووضع الأمن المناسب لحماية أبحاثها المتطورة".

ورجح الكاتب أن يوسع الوزراء فريق المشورة الحالي الذي يوفر حلقة وصل بين موظفي الجامعة والأجهزة الأمنية، إضافة إلى فحص التعاون البحثي المحتمل بالمجالات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتقدمة والبيولوجيا التركيبية وتكنولوجيا الكم.

وحذر جهاز الأمن الداخلي من أن "التحدي الأكثر تغييرا لقواعد اللعبة" يأتي من "الحزب الشيوعي الصيني" الذي يستهدف الأسرار الصناعية والملكية الفكرية في جميع أنحاء الغرب.

فحص الموظفين

ورحب قادة الجامعات بالمقترحات الخاصة بفحص الموظفين وتعزيز الأمن حول المواقع الحساسة.

وقال تيم برادشو الرئيس التنفيذي لمجموعة راسل التي تمثل الجامعات البحثية الرائدة بالمملكة المتحدة "إن حماية مكانة المملكة المتحدة كدولة رائدة عالميا في مجال البحث والتطوير تتطلب إطارا أمنيا للأبحاث يسمح ويدعم العمل المشترك بشأن التحديات العالمية دون تعريضنا لمخاطر لا داعي لها".

في هذه الأثناء، يراجع الوزراء اعتماد الجامعات على الدخل المحصل من طلبات الانضمام للدراسة من دول مثل الصين بعد أن بلغ عدد الطلاب الأجانب بجامعات المملكة نحو 700 ألف طالب قبل عامين، بينهم أكثر من 150 ألفا من الصين.

ولذلك يشعر الوزراء بالقلق من أن بعض الجامعات أصبحت تعتمد ماليا على الصين كمصدر للدخل، وقال دودن "يجب علينا التأكد من أن اعتماد بعض الجامعات على التمويل الأجنبي لا يتحول إلى اعتماد يمكن من خلاله التأثير عليها أو استغلالها أو حتى إكراهها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الأجهزة الأمنیة

إقرأ أيضاً:

«ندوة تريندز» تستشرف آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط

أبوظبي (الاتحاد)
استضاف مركز تريندز للبحوث والاستشارات ندوة بعنوان «التعاون بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل مبادرة الأمن العالمي»، بالتعاون مع مركز الصين لأوروبا وأفريقيا التابع للمجموعة الصينية للإعلام الدولي ودار النشر للغات الأجنبية، وشهدت حضوراً رفيع المستوى من دبلوماسيين ومفكرين وباحثين من المنطقة والصين.
افتتح أعمال الندوة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بكلمة ترحيبية أكد فيها أهمية هذا اللقاء، معرباً فيها عن شكره للشركاء في مجموعة الصين للإعلام الدولي على حرصهم على تعزيز التعاون المشترك مع «تريندز»، مشيراً إلى أن هذه الشراكة تأتي في صميم رؤية «تريندز» البحثية العالمية، التي تسعى لأن تكون جسراً للحوار المعرفي البنّاء بين مختلف الثقافات والمدارس البحثية.
واستعرض الدكتور العلي مبادرة الأمن العالمي التي قدمتها الصين، مؤكداً مبادئها الأساسية التي تهدف إلى ضمان الأمن وتعزيز السلام العالمي، وعلى رأسها تحقيق الأمن المشترك، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام سيادة الدول، وحل النزاعات سلمياً، مشيراً إلى أن هذه المبادئ تتلاقى مع التصورات الاستراتيجية لدول المنطقة نحو نظام دولي تعددي يقوم على الأمن المستدام واحترام السيادة وتسوية المنازعات بالطرق السلمية. 
وشدّد الدكتور العلي على حاجة منطقة الشرق الأوسط إلى روح هذه المبادرة من أجل تسوية الأزمات ومحاربة الإرهاب ومواجهة التحديات المناخية والسيبرانية، لافتاً إلى أن العلاقات الاقتصادية المتينة، وانضمام العديد من دول المنطقة إلى مبادرة الحزام والطريق، يُسهّل سبل التعاون في إطار مبادرة الأمن العالمي. 
واختتم الدكتور العلي كلمته معرباً عن أمله في أن تُسهم هذه الفعالية في إثراء النقاش حول دعم آفاق التعاون المستقبلي بين الصين والمنطقة. 
روح التضامن 
بعد الكلمة الترحيبية، ألقى تشانغ ييمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، كلمة رئيسية استهلها بالإعراب عن سعادته باللقاء في مركز «تريندز» لمناقشة هذا الموضوع الحيوي، مشيراً إلى أن العالم يشهد تغيرات غير مسبوقة وتحديات أمنية متزايدة، مما يجعل التركيز على تطبيق مبادرة الأمن العالمي في الشرق الأوسط وتعزيز التعاون بين الصين والمنطقة ذا أهمية بالغة.
واستعرض السفير ييمينغ المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى بواو الآسيوي عام 2022، التي تدعو إلى التكيّف مع المشهد الدولي المتغير بروح التضامن ومواجهة التحديات بعقلية الربح المشترك، مؤكداً أن المبادرة ترسّخت في الشرق الأوسط وساهمت في معالجة المعضلات.
وأشار السفير ييمينغ إلى أن الصين ودول الشرق الأوسط دخلت، تحت مظلة مبادرة الأمن العالمي، أفضل فترة تاريخية في علاقاتهما، وشهد التعاون في مختلف المجالات نقاطاً بارزة، موضحاً أن الصين أقامت علاقات شراكة استراتيجية شاملة أو شراكة استراتيجية مع 14 دولة عربية وجامعة الدول العربية، وأن الجانبين نفّذا أكثر من 200 مشروع تعاون كبير في إطار مبادرة الحزام والطريق.  كما أشار السفير ييمينغ إلى الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين، والإعلان عن عقد القمة الصينية العربية الثانية في الصين العام المقبل، مما يحدد مسار العلاقات في العصر الجديد. 

أخبار ذات صلة برلين تشدد على مسؤولية الصين حيال «السلام العالمي» بريطانيا تعيد بناء علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي

نموذج يحتذى به 
تناولت الباحثة سارة النيادي، من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بشكل خاص العلاقات الصينية الإماراتية، مشيرة إلى أنها تمثل نموذجاً يحتذى به في التعاون الاستراتيجي الشامل. وأوضحت النيادي أن الشراكة بين البلدين تشهد نمواً متسارعاً في مختلف القطاعات، بدءاً من الطاقة والتجارة، وصولاً إلى الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والفضاء، مؤكدة أن دولة الإمارات تعد شريكاً رئيسياً في مبادرة الحزام والطريق، وأن التوافق في الرؤى بين البلدين حول أهمية الاستقرار الإقليمي والتنمية المستدامة يعزز من فرص التعاون المشترك في إطار مبادرة الأمن العالمي، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، ويسهم في تعزيز الأمن والسلم على المستوى الدولي. 
كما شاركت تساي لي لي، مديرة قسم التحرير السياسي بدار النشر باللغات الأجنبية، بكلمة تناولت الإطار الحضاري والثقافي لمبادرة الأمن العالمي، مؤكدة أنها تمثل مساراً استراتيجياً صينياً يهدف إلى دعم السلام والتنمية، وبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. 
وقدمت جينغ لي لي، مدير قسم اللغة العربية بدار النشر باللغات الأجنبية، ملخصاً لكلمتها التي تناولت أيضاً دور الترجمة في إطار مبادرة الأمن العالمي، مؤكدة أهمية الأمانة والدقة في نقل المفاهيم السياسية والثقافية، ومراعاة التقاليد والثقافة اللغوية المستهدفة.  
البعد الثقافي والحضاري 
قدم البروفيسور تشاي شاوچين، من كلية اللغات والثقافات الاجتماعية بجامعة شنغهاي، ورقة بحثية تناولت البعد الثقافي والحضاري في مبادرة الأمن العالمي، مشدداً على أهمية الحوار بين الحضارات وتعزيز التفاهم المتبادل كأساس لتحقيق الأمن المستدام. 
وأشار البروفيسور شاوچين إلى أن المبادرة تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثقافي وتبادل الخبرات بين الصين ودول الشرق الأوسط، لافتاً إلى التاريخ الطويل من التبادلات الثقافية والمعرفية بين الجانبين. 
كما ألقت جيانغ لي لي، مدير قسم اللغة الفرنسية في دار النشر باللغات الأجنبية، كلمة حول دور الترجمة في إطار مبادرة الأمن العالمي، مؤكدة أن الترجمة تُعد جسراً بين الحضارات وتتحمل مهمة تعزيز الفهم الدولي وخدمة الحوكمة العالمية. واستعرضت لي لي، المحاور الرئيسية لعمل دار النشر في هذا المجال، والتي تشمل الالتزام بمبادئ الأمانة والدقة في الترجمة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، وتطبيق استراتيجيات تواصل متنوعة، والتركيز على تفادي سوء الفهم الناتج عن الفروقات الثقافية. ودعت إلى مواصلة الالتزام بالاحتراف والابتكار في عمل المترجمين للمساهمة في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. 
عمق التجربة 
بدوره، أكد الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، أن العالم العربي ينظر إلى مفهوم الأمن من عمق التجربة، كونه منطقة عانت من الاضطرابات والصراعات. 
وفي مداخلة لها، ألقت الباحثة شما القطبة، من مركز تريندز للبحوث والاستشارات، الضوء على العلاقات الصينية - العربية من منظور إقليمي، مؤكدة أن هذه العلاقات تشهد تطوراً نوعياً يتجاوز البعد الاقتصادي ليشمل التعاون في مجالات الأمن والتكنولوجيا والثقافة.

 

مقالات مشابهة

  • موعد زيارة الرئيس الصيني لـ مصر.. تعاون استراتيجي يفتح آفاقا نحو مستقبل زاهر
  • الصين عن مشروع ترامب "القبة الذهبية": يهزّ أسس الأمن الدولي
  • أمني سوري للجزيرة نت: أطحنا بشبكة لتهريب السلاح والمخدرات بين سوريا والعراق
  • رئيس الوزراء: زيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلى مصر دفعة جديدة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • رئيس الوزراء يستقبل أمين عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
  • من الذي التهم صنم العجوة ؟
  • تعزيز أمني مكثف في طرابلس والجفارة.. ضبط مركبة مسروقة وتكثيف الدوريات على الطرق الرئيسية
  • «ندوة تريندز» تستشرف آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط
  • تكثيف أمني في طرابلس.. دوريات النجدة تواصل مهامها لحفظ الاستقرار
  • رئيس الوزراء يشيد بجهود جهاز الأمن والمخابرات في كشف شبكات التجسس