ما المقصود بقول النبي «المرء على دين خليله»؟.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن المقصود بقول النبي:« المرء على دين خليله»، لافتًا إلى أن الهدي النبوي بحسن تخير الصحبة له حكم متعددة.
ما المقصود بقول النبي «المرء على دين خليله»؟قال علي جمعة من خلال حديثه عن «الصحبة الصالحة»: عباد الله {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ} ، وربنا سبحانه وتعالى أمر بالتقوى ورسولنا ﷺ أمرنا بالتقوى ومما أمر به حسن الصحبة ويقول النبي ﷺ: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» أمرنا أن نختار الأصحاب لأن الصاحب يؤثر في الإنسان سلبًا وإيجابا فإن كان طيبا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونصحك في نفسك وفي دينك وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ولم ينصحك في دينك ولا دنياك.
بين علي جمعة أن الصاحب مهمٌ في الحياة، لافتا إلى أن النبي ﷺ يضرب لنا الأمثال ويقول: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك وصاحب الكير» حامل المسك هو بائع المسك وصاحب الكير هو هذا الفرن الذي يستعمله الحداد في مهنته يقول رسول الله ﷺ: «فإن صاحب المسك تشم منه رائحةً طيبة أو تبتاع منه شيئًا فينفعك في طيبك أو يحذوك» أي يعطيك «يحذوك بشيءٍ من مسكه» كله فوائد إما أن تشم منه الرائحة الطيبة وإما أن يعطيك شيئًا على سبيل الهدية وإما أن تبتاع منه وكذلك الجليس الصالح فالجليس الصالح إما أن ينصحك وإما أن تسمع منه الكلام الطيب وإما أن يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر ويرشد إلى الخير ولذلك فهو كحامل المسك، أما صاحب الكير فإما أن يحرق بدنك أو ثيابك وإما أن تشم منه رائحةً كريهة، وكذلك الجليس السوء فإنه إما أن تسمع منه الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وإما أن يأمرك بالمنكر وإما ألا يرشدك وألا ينصحك لوجه الله تعالى والنبي ﷺ يقول: «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولعامة المسلمين وأئمتهم».
شدد على أن النصيحة هي الدين ولذلك يجب عليك أيها الأب في بيتك أن تراقب أبناءك وأن تراقب صحبتهم وأن تعلمهم تعلمهم الخير وحقائق الحياة تعلمهم مثل الجليس الصالح والجليس السوء تعلمهم أن هذا كحامل المسك وأن هذا كصاحب الكير، الولد أو البنت إذا تركناهم مع صحبتهم وكانت سيئة فإن الندم يصل إلينا ويصل إليهم قريبًا وليس بعيدا، «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» الصحبة مهمة ولذلك كان النبي ﷺ يهتم بها ويرشد إليها جاء أحدهم وقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك» في هذا الحديث لو علمناه أبناءنا وعرفوا أن خير صحبةٍ لهم الأب والأم وقام الأب والأم بما عليهما من واجب الرقابة والتربية والتوجيه والإرشاد لوصلنا إلى جيلٍ مبارك يخلو إلى كثيرٍ من المشكلات التي تكتنف عصرنا ومصرنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء حامل المسك الدين النصيحة علی جمعة النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يكشف عن آداب إفشاء السلام وسلوكياته
قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأمن الاجتماعي هو أعلى مستويات تحقُّق السلام، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على أناس جلوس فقال: «ألا أخبركم بخيركم من شركم؟..» قال: فسكتوا.. فقال: ذلك ثلاث مرات. فقال رجل: بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، قال: «خيركم مَن يُرْجَي خيره، ويؤمن شره، وشركم مَن لا يُرْجَي خيره ولا يؤمن شره». (أخرجه الترمذي في سننه).
وأشار عبر صفحته الرسمية على فيس بوك الى أن الخير لا يتمثل فقط في إفشاء السلام وفعله، بل في استمراره، فالنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن خير المؤمنين وهو الشخص الذي يفعل الخير وما يزال يفعله حتى يأمنه المجتمع كله فيتوقع منه دائماً السلام، ويأمنه دائماً فلا يتوقع منه أي شر أو عدوان.
ورد في صحيح الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه».
وتابع: فالنبي صلى الله عليه وسلم يحض على السلام مع الجار، بمعني عدم إيذائه، وفي مستوى أعلى يأمر بتوفير الأمان للجار من البوائق والشرور، أي يجعل المسلم جاره لا يتوقع منه أي اعتداء أو بغي، وذلك لا يتحقق إلا بمداومة تقديم البر والسلام لجاره.
وبين ان مفهوم الجار في الإسلام مفهوم شامل، يشمل المسلم والكافر والحر والعبد والغني والفقير والقريب والأجنبي والقاصي والداني والأفراد والجماعات، فتحقيق السلام مع الجار هو نواة تحقيق السلام في المجتمع ككل، وهو طريق تحقيق الأمن الاجتماعي.
آداب إفشاء السلام وسلوكياته
ولفت إلى أن دين الإسلام وضَّح آداب إفشاء السلام وسلوكياته، نص كذلك على قواعد حب الجار، فأورد الإمام الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) جملة هذه السلوكيات فقال رحمه الله: (وجملة حق الجار: أن يبدأه بالسلام، ولا يطيل معه الكلام، ولا يكثر عن حاله السؤال، ويعوده في المرض، ويعزيه في المصيبة، ويقوم معه في العزاء، ويهنئه في الفرح، ويظهر الشركة في السرور معه، ويصفح عن زلاته، ولا يتطلع من السطح إلى عوراته، ولا يضايقه في وضع الجذع على جداره. ولا في مصب الماء في ميزابه، ولا في مطرح التراب في فنائه، ولا يضيق طرقه إلى الدار، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره، ويستر ما ينكشف له من عوراته، وينعشه من صرعته إذا نابته نائبة، ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته، ولا يسمع عليه كلاماً، ويغض بصره عن حرمته، ولا يديم النظر إلى خادمته، ويتلطف بولده في كلمته، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه).