قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي قدّم أرقى نموذج في التعامل مع الظلم والاعتداء، حين جاءه أحد الصحابة يطلب منه الإذن بالقتال، فقال له: "استعرض بنا الوادي، كفاية ظلم بقى، نقاتلهم بقى!"، فتمعر وجه النبي غضبًا، أي تغير وجهه رفضًا وغضبًا من هذا الفهم الخاطئ.

لماذا حذر النبي من النوم بعد الفجر؟.

. لـ9 أسباب فانتبهيسري جبر: النبي أول خلق الله من جهة نوره وروحه وليس جسده

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال تصريح تليفزيوني: "النبي غضب لأنه جاء برسالة، لا كميليشيا، ولا جماعة، ولا فوضى، وإنما جاء كنبي ورسولٍ حاملٍ لقيم الحق والعدل، ومؤسس لدولة قائمة على الرحمة والعدالة والقانون".

وأضاف: "قال له النبي: "ألا إني رسول الله، ولا ينصرن الله هذا الدين حتى تسير الضعينة من مكة إلى الحيرة لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها"... يعني الأمن الحقيقي مش في الانتقام، لكن في نشر السلام والأمان، دا كان هدف الإسلام".

وشدد الدكتور علي جمعة على أن: "القتال في الإسلام ليس وسيلة للهجوم أو للانتقام، وإنما هو دفاعٌ عن النفس والوطن والعقيدة، ويديره جيش ودولة، لا جماعة ولا أفراد، ولا يُترك للعاطفة أو للانتقام الشخصي".

وأشار إلى أن النبي ﷺ ربّى أصحابه على الصبر والثبات وعدم العدوان، قائلاً: "إن الرجل من قبلكم كان يؤتى به فيوضع المنشار في مفرق رأسه فيُنشر ما بين لحمه وعظمه، لا يضره ذلك في الله شيئًا"… يعني كان الصحابة يُبتلون في دينهم أشد البلاء، وما تزعزعوا، لأنهم فهموا أن الرسالة أعظم من مجرد ردّ فعل عنيف".

وتابع: "منهج الإسلام الأصيل يرفض العنف والميليشيات، ويرسّخ للدولة القانونية التي تحمي الحقوق وتنشر القيم، وهذا ما فعله رسول الله ﷺ حين أسس دولة المدينة".

طباعة شارك علي جمعة الدكتور علي جمعة الرحمة القانون سيدنا النبي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور علي جمعة الرحمة القانون سيدنا النبي علی جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الشيب والمرض والزلازل منبهات إلهية توقظ الغافلين

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان هناك منبهات نبهنا الله إليها في الكون، وفي الآفاق، وفي الأنفس، وفي التاريخ؛ علامات يُستدل بها على ما وراءها.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان هذه المنبهات قد تتعلق بالإنسان؛ فهو يُولد صغيرًا لا يعلم شيئًا، ثم يشُب ويقوى، ثم يشيخ ويضعف، كما قال تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ}.

10 تسبيحات تجعل المستحيل سهلًا والدعاء مستجابًا.. أوصى بها النبيدعاء الرزق الذي لا يرد .. ردده ليلة الجمعة

واشار الى انه عندما يبدأ الشيب في الرأس، وتصيب العظام الهشاشة، فذلك تنبيه للإنسان بأن يخلع عن نفسه رداء الغفلة والعصيان، وأن يستعد ليوم الرحيل، ويقدم في دنياه ما يُرضي الله عنه، كما قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

فبلوغ الأربعين علامة من العلامات، ومنبه من المنبهات التي تُوقظ العاقل وترده إلى ربه.
وهن العظم، وهشاشته، وخط الشيب في الرأس، منبهات لعل الإنسان  يرتدع ويعود، والمرض بعد الصحة من منبهات الله التي توقظ القلب والعقل، ليعود العبد إلى ربه.
ومن المنبهات الكونية: الزلازل.
جعلها الله تعالى آيات توقظ الغافلين، وتذكر بالزلزال الأكبر يوم القيامة، قال تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} كأنه يحدث نفسه ولا يخاطبها: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}.

فالزلازل من المنبهات، الغرض منها أن يتذكر الإنسان أن هذه الدنيا فانية، وأن الحياة قد تنتهي في أية لحظة، فإذا استحضر ذلك، هانت عليه الدنيا، وحضر الموت أمام عينيه يقول تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ}.

لكن ماذا بعد بلوغ الأشد؟ 
{وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى} وهو في عز الشباب.{وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً }
ثم ينقلك السياق إلى مشهد الأرض: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}. فيذكرك الله بالقيامة: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ}. و يُذكِّرك بأن الخلق أطوار.

وجعل الله تعالى العلامات في السماوات أيضًا، فقال:{وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}.وقال: { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.ثم قال: { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}، فالقمر يظهر هلالاً، ثم يصير بدرًا، ثم ينقص حتى يعود هلالاً، وكل ذلك جعله الله علاماتٍ: للابتداء، والتوسط، والانتهاء.

إذن لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ *  فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ * مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ.
قالها أبو البقاء الرّندي وهو يرى الأندلس تنهار بعد مجد، كما ينحط البدر في السماء إلى أن يصير هلالاً.

ففي الكون، وفي الآفاق، وفي الأنفس، وفي التاريخ، منبهات وعلامات تزيد  الإيمان، وتنزع الخوف، وتُهون أمر الدنيا، وتنزعك نزعًا من العصيان إلى طاعة الرحمن والعاقل خصيم نفسه والعاقل هو من يلتفت إلى العلامات، فيعود إلى ربه.

طباعة شارك المنبهات الالهية يوم القيامة بلوغ الاربعين من علامات المنبهات

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يكشف عن الأمور يتعلمها المسلم من قصة البقرة فى القرآن الكريم
  • هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • جماعة الإخوان تدعو لدولة مدنية وانتخابات.. هل ينفرط عقد الأحزاب الإسلامية في سوريا؟
  • فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. يشفع لك يوم القيامة
  • احذر من هذا الفعل أثناء خطبة الجمعة.. نهى عنه النبي
  • الإفتاء توضح فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
  • علي جمعة: الشيب والمرض والزلازل منبهات إلهية توقظ الغافلين
  • هل الكفاءة المالية شرط لقبول العريس؟ على جمعة يجيب
  • ما فائدة أن يعلمنا الله صفة من صفاته ويظهرها لنا؟ علي جمعة يجيب
  • استعاذ النبي منه .. هل موت الفجأة من علامات غضب الله؟