أجرت «الوطن» جولة تفقدية في مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (P1)، أحد المشروعات القومية الكبرى التي نفذتها الدولة، لتمثل «عقل إلكتروني» للدولة المصرية، يتيح تجميع وتخزين واسترجاع وتحليل مختلف المعلومات الخاصة بالجهات الحكومية، مع تحليلها لاستخراج أفضل البدائل والحلول لتحسين مستوى الخدمات الموجهة للمواطن، وتلافي أية أزمات واستباقها قبل حدوثها، فضلاً عن تحليل إدارة الدولة للأزمات المختلفة، للوقوف على النقاط المطلوب التركيز عليها، وتوجيه أوجه القوى في إدارة الأزمة.

مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية p1

نفذت الدولة مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية p1، في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء المركز، كأول مركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي في مصر وشمال إفريقيا طبقًا لأحدث التقنيات العالمية.

15 شركة محلية وعالمية

قال المهندس عمرو فاروق، المسؤول عن مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية، إنّ المركز أُسس بمشاركة أكثر من 15 شركة محلية وعالمية، وأكثر من 1200 مهندس وعامل، على مساحة 23 ألفًا و500 متر مربع، موضحًا أنه تم البدء في إنشاء مراكز للبيانات لتعزيز الريادة المصرية إقليميًا ودوليًا، لترسيخ مكانة مصر كممر رقمي لنقل البيانات وقيادة أسواق مراكز البيانات في الشـرق الأوسط وأفريقيا ارتباطاً بموقع مصر الذي يتوسط العالم.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

أضاف المسؤول عن «المركز»، في تصريح خاص لـ«الوطن»، على هامش الجولة، أنّ المركز يتكون من مبنى الإدارة والتشغيل والتأمين، ومعدات الحوسبة السحابية، وقاعة الحلول الفنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومـركز التحكم التبادلي للشبكة الوطنية للطوارئ.

مراكز مؤمنة

قال المهندس جابر مدبولي، مسؤول التخطيط في «المركز»، إن مساحة البيانات المتاح تخزينها واسترجاعها وتحليلها تُقدر بنحو 120 بيتا بايت، علمًا بأن البيتا بايت هي ألف تيرا بايت من البيانات، ما يتيح عدد عمليات لا نهائي دعمًا لقدرات الدولة المصرية، كما يتيح تخزين معلومات مصر في مراكز مؤمنة، بدلاً من وجودها في الخارج.

وأوضح مسؤول التخطيط في «المركز»، أنه سيقدم الخدمات الخاصة به لجهات حكومية وأفراد وحتى الشركات الخاصة، مشيرًا إلى اتباع سياسات خصوصية كاملة لبيانات المواطن؛ حيث لا يستطيع أحد الاطلاع عليها إلا باتخاذ الإجراءات القانونية، في حين أن تلك البيانات موجودة خارج مصر حاليًا.

أيقونة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

أشار إلى أن المركز يعد أيقونة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعد من أحدث المراكز في العالم، مشيرًا إلى أن المركز يمتلك القدرة على تجميع البيانات، وتحليلها إلكترونيًا، للخروج باستنتاجات، وعدة بدائل لمتخذ القرار، مع توضيح مميزات وعيوب كل قرار، والسيناريو المرجح بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، استنادًا على البيانات والمعلومات المؤمنة بالكامل.

دعم خدمات المواطنين بشكل آلي

لفت إلى وجود عناصر مؤهلة للتعامل مع مجالات الأمن السيبراني، ومجابهة كل السيناريوهات، بما يدعم قدرة الدولة، مشيرًا إلى أن المنظومة ستتمكن من دعم وتقديم منظومة النقل الذكي، فضلاً عن الموانئ الذكية، ورصد أي أزمة بواسطة الذكاء الاصطناعي في الدولة، مثل حادث كبير أو أزمة، فضلاً عن تحديد أية مشكلات مثل زيادة استهلاك الكهرباء والمياه بشكل غير طبيعي.

وأوضح أن هناك عدد من أفرع البيانات والمعلومات، مثل مركز بيانات رئيسي في العاصمة الإدارية، يحفظ بيانات ومعلومات الحكومة، ومركز تبادلي أخر، بالإضافة إلى هذا المركز الجديد.

وأشار إلى أن المركز يتيح تأمين الدولة من أي تهديد سيبراني إلكترونيًا، عبر تحديد الجهة المستهدفة إلكترونيًا وإنذار صانع القرار، والعمل على فصلها عن أي شبكات أخرى.

تحسين جودة الخدمات الحكومية

فيما قال المهندس هيثم عامر، رئيس فرع الحلول الفنية في «المركز»، إن مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية (P1)، يهدف لتحسين جودة الخدمات الإلكترونية المقدمة للمواطن، وحفظ البيانات إلكترونيًا وفق أحدث منظومات التأمين، بما يقلل من احتمالية «وقوع السيستم»، فضلاً عن منع أية مشاكل منه مستقبلاً، وذلك بعد اكتمال المنظومة التي تعمل عليها الدولة في هذا الصدد.

تحليل البيانات وتكنولوجيا المعلومات

أضاف المهندس هيثم عامر، في تصريح لـ«الوطن»، أن المركز يهدف إلى العمل على تقديم التطبيقات الحرجة والمدفوعات والتطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لصناعة القرار على  كافة المستويات بالإضافة إلى عمله كبديل نشط لمـركز البيانات الحكومي بالعاصمة الإدارية، فضلاً عن استخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تحليل البيانات الحكومية، والعمل كمركز وطني موحد لبيانات التعافي من الكوارث، وتوطين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، وتوفير كافة البيانات الدقيقة والموقوتة للجهات الحكومية، وتحليل البيانات الضخمة للجهات الحكومية، وتوفير الإدارة والتشغيل الذاتي، والحفاظ على الخصوصية المصرية كمشروعات الموانئ الذكية التي تساعد على تسهيل حركة الاستيراد والتصدير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إدارة الأزمة استهلاك الكهرباء الاستيراد والتصدير الجهات الحكومية الحوسبة السحابية الخدمات الإلكترونية الخدمات الحكومية الدولة المصرية الرئيس عبد الفتاح الذکاء الاصطناعی البیانات الضخمة تحلیل البیانات إلکترونی ا أن المرکز إلى أن

إقرأ أيضاً:

رسائل العيد

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

1- صلاة السلطان مع أبناء الشعب

السلطان المعظم- حفظه الله تعالى- يُؤدي صلاة العيد بين أبناء شعبه، وهو تقليد اعتاد عليه أبناء عُمان مع سلاطينهم، ويُجسِّد نوع العلاقة بين السلطان وأبناء شعبه، هذه العلاقة الخاصة التي تجذَّرت على الودِّ والمحبة والمسؤولية والمشاركة، وبُنيت على التقارب الذي هو أساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتأتي هذه المشاركة في مثل هذا المشعر الديني وغيرها من المشاعر والمناسبات، كحالةٍ خاصة ميَّزت سلاطين هذا الوطن على مر التاريخ.

إنَّ المشاعر التي يحملها أبناء الشعب لسلطانهم المعظم هي مشاعر تقدير واحترام ومقام الكبير، والقائد الذي يسمع ويطّلع، والذي يُوكل له الأمر ويُسلَّم له زمام الأمور، ثقةً وإرادةً صادقةً وإيمانًا بسعيه للمصلحة العامة للوطن وأبنائه، ومعها يحمل السلطان مشاعر الأبوة لأبناء الشعب والمسؤولية التي يحملها ويضطلع بها تجاه الوطن والمواطن. ولذلك تكون هذه المشاركة الشعبية تجسيدًا للتلاحم والتقارب الذي يعيشه أبناء الوطن مع حُكَّامهم، وما يتبع ذلك من السلام عليه. هذا التقليد الذي استمر وسوف يستمر باذن الله تعالى من ولاية إلى ولاية.

2- السبلة في يوم العيد

لا مكان يُعلِّم السمت والسنع، كما تفعل السبلة في مجتمعنا العُماني؛ فالسبلة ليست بناءً مجردًا؛ بل هي سلسلة من القيم والمبادئ والتاريخ والعادات والتقاليد التي حفظت للمجتمع هُويته الثقافية والاجتماعية. والسبلة منذ القدم جمعت الكثير من الاحداث في المجتمع؛ فهي مكان كل مناسبة سعيدة كانت أم حزينة، كل التجمعات التي تُعزِّز أواصر المجتمع وتلاحُم أبناء القبيلة بالخصوص والمجتمع بالعموم. في السبلة يُشاهِد الأبناء دروسَ الحياة من الآباء والأجداد، تطبيقًا عمليًا، لا أقوال، وهناك تنتقل العادات والتقاليد الاجتماعية بين الأجيال.

وفي العيد تزدان السبلة لتُتَوِّج قمَّة فرحة العيد، عندما يجتمع أبناء القبيلة فيها، يتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة العيد السعيد، وينقلون عادات العيد للأجيال القادمة. وفي غمرة هذه الاحتفالات تُمارَس الطقوس العُمانية من فنون شعبية وتراثية، وعادات تتناسب مع المناسبة الدينية التي تجد التقدير والتقديس من أبناء هذا البلد المسلم. وهذه الشعيرة الدينية التي أمر الله تعالى بها وأوجب على المسلمين الاحتفال بها؛ تكريمًا ليوم الحج الأكبر وشعائره. ولأن السبلة هي مكان اجتماع أبناء القبيلة، كان لا بُد لها من أن تستمر في نقل هذه العادات والتقاليد والمشاعر بين الأجيال.

3- زيارات العيد

في هذه الأيام المُبارَكة يغتنمُ العُمانيون فرصة الاحتفال بالعيد، ليصلوا الأرحام، وإن كانت صلة الرحم مستمرة لا تنقطع إلّا أن هذه الأيام لها رونقها وطبيعتها الخاصة؛ ففي هذه الأيام تتجمع الأسر بكل أفرادها، وتفد إلى المدن والقرى في مشهد مُتفرِّد بكل خصوصياته في هذا البلد، ويكاد يكون مُميَّزًا عن غيرها من البلدان، ولا أظن أنني سمعتُ بهذا من قبل في أي بلد آخر. وفي العيد تكون زيارة المرضى وكبار السن مظهرًا مشهودًا يقوم به الجميع.

وهذه العادة مُستمرة وتتناقلها الأجيال من جيل إلى جيل، وهي ترسيخ لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ونهج قيمي استقرت عليه عادات أبناء الشعب العُماني الذي لا نستغرب عندما نشاهد كل هذه المظاهر في أيام العيد، وكيف اكتسب هذا الوطن التسامح والتعايش والتعاضد والتلاحم.

العيد بهجة وحالة خاصة في سلطنة عُمان يعيشها الغريب قبل القريب، والذي لا يكاد زائر أو مقيم أن يُدرِك كل ذلك من أول مناسبة يعيشها بين أبناء هذا البلد الطيب.

والمولى أسأل أن يحفظ هذا الوطن وقيادته وشعبه، وأن يُعيد هذه المناسبات بالخير والبركات.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • برلماني: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة المصرية من مخطط الإخوان لتفكيك الوطن
  • “جوجل” تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جيميني” لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • «جوجل» تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميني» لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • سقوط المتهمين بالابتزاز الإلكتروني لمواطن عربي الجنسية
  • يونيو يبدأ باختبار الأسواق.. العملات والذهب تحت ضغط البيانات
  • ناجلسمان يحث ألمانيا على حصد المركز الثالث في دوري أمم أوروبا
  • رسائل العيد
  • إلغاء امتحان 11 تلميذًا في ليبيا بسبب الغش الإلكتروني
  • مجموعة stc: بلغ تسجيل ساعات الذروة (64%) في البيانات و(129%) في استخدام (5G) مقارنة بالعام الماضي
  • تحديث الإشغال كل ساعتين| نسبة زحام شواطئ الإسكندرية.. وطريقة الحجز الإلكتروني