ميقاتي اجتمع مع السفير المصري والتقى فياض وصليبا
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض وبحث معه شؤون وزارته وواقع التغذية الكهربائية.
كما استقبل رئيس الحكومة سفير مصر في لبنان علاء موسى وبحث معه العلاقات بين البلدين والجهود التي تبذلها مصر في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان. وقد شكر رئيس الحكومة السفير المصري على الدور الذي يقوم به عبر "اللجنة الخماسية" للمساهمة في حل أزمة الشغور في رئاسة الجمهورية.
كذلك، إجتمع رئيس الحكومة مع المدير العام لامن الدولة اللواء انطوان صليبا الذي اطلعه على الوضع الامني في البلاد وآخر المستجدات الامنية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس الحکومة
إقرأ أيضاً:
لحظة العيد.. وبحث الأمة عن بوصلتها الأخلاقية
يطل على المسلمين بعد غد الجمعة عيد الأضحى المبارك، الذي تحتفل فيه الأمة الإسلامية بأن منّ الله عليها بتمام فريضة الحج. ورغم الألم الذي يعتصر الأمة جراء ما يحدث في غزة وفي السودان وفي بقاع إسلامية كثيرة من مجازر بشعة وتضحيات كما هو الحال في غزة، ومن دماء تُراق دون ثمن حقيقي كما هو الحال في السودان على سبيل المثال، إلا أن لحظة العيد، بما تحمله من فرح وسكينة، لحظة تعبدية تستوجب التعظيم كما تستوجب التأمل. فبينما يعيش المسلم فرحة الطاعة، تنفطر قلوب الأمة والإنسانية لمشاهد الدماء والدمار التي تعيد الإنسان إلى ما قبل لحظة الحضارة، حين كان التوحش الخيار الغريزي الأول في بيئة بلا قانون ولا مرجعية. ولئن كانت الحضارة لا تُقاس بالزمن الذي يفصلها عن تلك المرحلة، فإن معيارها الحقيقي يكمن في قدرتها على تحييد العنف، وتنظيمه ضمن نظام أخلاقي تُحترم فيه كرامة الإنسان، لا بوصفه وسيلة للبقاء، بل غاية للوجود ذاته.
لذلك فإن لحظة العيد، بكل مرجعياتها الدينية والاجتماعية والتاريخية، لا بد أن تُعمق فينا القيم الإنسانية. وشعيرة الحج إحدى أهم الشعائر التي يمكن أن نقرأ في مناسكها مثل هذه القيم التي تعيدنا إلى حقيقة إنسانيتنا. فهناك، حيث يقف الملايين على صعيد عرفات، تتجلى المساواة في أصفى صورها، ويتلاشى الفرق بين غني وفقير، بين صاحب سلطة ومن لا سلطة له. إنها لحظة تذكّر بأن الأصل في الاجتماع البشري هو الكرامة، لا الامتياز، وأن العدل لا يكون شعيرة موسمية بل قيمة مؤسسة للحياة المشتركة.
وجوهر عيد الأضحى يكرّس فينا التماسك المجتمعي والإنساني في لحظة تزداد فيها الفجوات والفوارق بين المجتمعات الإنسانية، ويُستغل الدين أحيانا لتبرير سياسات الإقصاء أو العنف، حيث يصبح الحديث عن «قيمة العيد» حديثا بالغ الأهمية.
والأمة الإسلامية أمة كبرى ولديها موروث حضاري عريق وعلاقات ممتدة مع سائر الأمم والشعوب، وهي في هذه اللحظة في حاجة ماسة إلى رؤية موحدة وسردية أخلاقية يقبلها العالم، لا كخطاب ماضوي، بل كدعوة حضارية قادرة على المساهمة في ترميم هذا العالم المتشظي. ولا يمكن لذلك أن يتحقق إلا عبر شراكات حضارية متكافئة، تتأسس لا على تبادل المصالح وحدها، بل على تبادل المعنى. عيد الأضحى في جوهره دعوة لهذا النوع من المعاني، لا للفرح المجرد، بل للفرح الذي ينبع من شعور أخلاقي عميق بأن الإنسان، كل إنسان بغض النظر عن دينه ولونه وقوميته، له حق في الحياة والكرامة والسلام.
وإذا كان العيد بهذا المعنى وهذه القيمة عند المسلمين فمن الواجب أن يكون لحظة تأمل عميقة في ما آلت إليه الأمة في لحظتها الحاضرة وما تريده في مستقبلها إن أرادت أن يكون لها مستقبل وسط زحام الأمم والحضارات.