التميُّز و الابتكار و التوحُّد في مجال ما والنجاح فيه، لهو تفرُّد بين الأقران و سبقهم في المجال الذي يبدع فيه الفرد.
هذا التفرُّد يعدّ نجاحاً للمجتمع كون أن الفرد جزء من هذا المجتمع الذي يمثله ، وتنجح المجتمعات بتميُّز أفرادها و تقدمهم في شتّى المجالات التي تبقيهم في الصدارة.
و يصنع هذا التميُّز مجتمع فريد من ذات النوع ، وهذا التفرُّد يزيد من مكانة المجتمع و يصبح موضع للإهتمام و الإشادة ، ولكن هناك خيط رفيع بين التفرُّد ووهَم التفرُّد حيث أن البعض حينما يبدع في مجال ما في سير حياته ، قد تختلط لديه الأمور بسبب عدم الاتزان مع تفرُّده ، فيصبح متوهماً بأنه هو الوحيد الذي أصبح متميّزاً على الجميع.
وغالبا ما يقع الفرد في فخ وهَم التفرُّد،ما يترتب عليه أمور أخرى أسوأ ، منها الشعور برفعة الذات والغرور و الشعور الدائم بالكمال ، ليس هذا فحسب بل قد يتطور الأمر إلى حدّ عدم تقبُّل نجاح أي فرد آخر لأن هذا يشكّل تهديدًا مباشراً له و لذلك يحاول بشتّى الوسائل منع نجاحات الآخرين.
و قد تتعقد المسأله لدى موهوم التفرُّد، و ينشغل عن مواصلة نجاحاته بمحاربة الجميع و عدم القدرة على تقبُّلهم بل و يتعمّد تسفيه إنجازاتهم والإستهزاء بها. تعود هذه التصرفات إلى المتوهم بشكل عكسي فيصاب بنوبة من القلق وعدم القدرة على التحكُّم في ردود فعله السلبية المستمرة و قد يتفاقم الأمر إلى شعوره بالعظمة.
و في الحقيقة أن النجاح متاح للجميع ، و كل فرد ناجح و لامع إنما ينجح بجهده و مواصلة نجاحاته ،وعلى الفرد أن يكون متزناً في مراحل نجاحاته حتى لا يصاب بوهم التفرُّد ليتسنى له وجود أشخاص ناجحين آخرين مبدعين بشكل منقطع النظير في مجالات أخرى بل عليه أن يحافظ على نجاحه و على مكانته و العمل على تطوير قدراته والتواضع فلا نجاح يتفرّد بشخص ما بعينه.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: م التفر
إقرأ أيضاً:
الرياض تفجّر مفاجأة في قمة بغداد: لا سلام في اليمن قبل حدوث هذا الأمر
العلم السعودي (وكالات)
في خطوة مفاجئة، أعادت السعودية فتح ملف التصعيد في اليمن، متشبثة بشرط وصفه مراقبون بـ"الإسرائيلي الهوى"، وهو وقف العمليات الحوثية المناصرة لغزة مقابل التقدم في مسار السلام اليمني، في وقتٍ كانت واشنطن نفسها قد تراجعت عن هذا الطرح.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، في القمة العربية الـ34 المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، حيث ربط فيها بشكل صريح بين أمن الممرات الملاحية في البحر الأحمر وتحقيق الاستقرار في اليمن، وهو ربطٌ أثار علامات استفهام كثيرة، وفسّره مراقبون بأنه عودة سعودية واضحة إلى منطق الضغط السياسي والمراوغة الدبلوماسية.
اقرأ أيضاً سيارتك قد تتحول لقنبلة بالصيف: 5 نصائح تنقذك من الأعطال والحوادث قبل فوات الأوان 17 مايو، 2025 ودّع خطر النوبات القلبية: 5 عادات يومية "بسيطة بشكل مذهل" تنقذ حياتك 17 مايو، 2025اللافت أن الشرط الذي أعادت السعودية طرحه اليوم، هو ذاته الذي تقدمت به الإدارة الأميركية في نوفمبر 2023، حين ربطت أي تقدم في اتفاق السلام اليمني بوقف "الدعم العملياتي الحوثي" للفصائل الفلسطينية في غزة، وهو ما اعتبر حينها تعطيلاً متعمداً للاتفاق.
ومع تخلي واشنطن مؤخرًا عن هذا الشرط ورفعها بعض القيود عن ملف السلام، بدا أن الطريق أصبح ممهّدًا أمام تفاهمات يمنية–سعودية أكثر واقعية. غير أن إحياء الرياض لهذا المطلب أعاد خلط الأوراق مجددًا، وطرح تساؤلات حول نية السعودية التملص من استحقاقات السلام، لا سيما في ظل صعود نفوذ الحوثيين إقليميًا وتراجع أداء "الشرعية" سياسيًا.
ربط الملف اليمني بأمن البحر الأحمر — وهو ما ركز عليه الجبير في خطابه — يفتح الباب أمام فرضية أن القرار السعودي بات يُدار بزاوية نظر أوسع من اليمن نفسه، ربما استجابة لضغوط إسرائيلية أو ضمن تفاهمات أمنية إقليمية أوسع.
وهذا يعزز مخاوف من أن تكون الرياض بصدد استخدام الملف اليمني كورقة مناورة في مشهد إقليمي شديد التعقيد.
وإذا ما تم أخذ تصريحات الجبير على محمل الجد، فإنها تنذر بموجة تصعيد جديدة قد تطال الجبهات الحدودية أو تقيّد مسار المفاوضات التي كانت تقترب من نتائج ملموسة.
وفي حين اختارت واشنطن الخروج من "مأزق الشرط الإسرائيلي" لتخفيف التصعيد، تبدو الرياض ماضية في استحضاره مجددًا، ولكن هذه المرة بلسان عربي رسمي، ما قد يُعقّد المشهد أكثر ويضع مبادرات السلام على المحك.