سواليف:
2025-08-02@12:57:10 GMT

وما هو الحل لديك أيها الرئيس؟

تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT

وما هو #الحل لديك أيها #الرئيس؟  – #ماهر_أبوطير

أعجب كثيرا من المسؤول الذي يتذمّر ويحذر من الأخطار والأزمات المحتملة، ممارسا مهمة التشخيص، فيما المطلوب منه، أساسا، تقديم الحل الجذري، وليس التذمر كمواطنيه.

خطر على بالي هذا الكلام وأنا أقرأ تصريحات #الرئيس_الفلسطيني يوم أمس وهو يتحدث مثل أي شخص آخر عن مخاوفه مما قد تفعله إسرائيل مستقبلا، حيث عبّر عن خشيته أن تتجه “إسرائيل إلى #الضفة_الغربية لترحيل أهلها نحو #الأردن، مشددا على أنه لن يقبل بأي حال من الأحوال بتهجير الفلسطينيين من وطنهم، مضيفا أنه إذا اجتاحت إسرائيل رفح فستحدث أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني، مناشدا الولايات المتحدة الأميركية منع إسرائيل من اجتياح رفح، مطالبا المجتمع الدولي بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، ومؤكدا على العمل من أجل حل سياسي يجمع غزة والضفة الغربية بدولة فلسطينية مستقلة.

هذا الكلام يشابه كلام أي مواطن عادي، أو محلل سياسي، أو مراقب حيادي، أو طرف عربي أو أجنبي، لأن الصياغة هنا في تعبيراتها تقترب من خانة التعبيرات التي تنزلق على ألسن المسؤولين من جنسيات مختلفة، إزاء ما يجري في فلسطين، هذا على الرغم من أن الأصل أن يخرج الرئيس ويعيد بعد كل هذه السنين النظر في جدوى اتفاقية أوسلو وما نتج عنها، ويقرّ بالسراب المتمثل بمواصلة الدعوات للحل السياسي، وإقامة دولة فلسطينية، إضافة إلى أن التحذير ذاته يقترب من تشخيص كل مراقب للمشهد بلا أدنى حلول، فيما الحلول لا يمكن أن تكون سرية، حتى تقع الفأس في الرأس، بما يؤشر على الحالة التي تواجهها كل المنطقة.

مقالات ذات صلة الثلاثاء .. يستمر تأثر المملكة بالأحوال الجوية غير المستقرة 2024/04/30

إذا كان القصد من الكلام هنا حول المخاوف من وضع الضفة الغربية، يهدف إلى القول ضمنيا أن مواصلة الإجراءات الأمنية من جانب السلطة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية لمنعهم من الانفجار، أمر مبرر، حتى لا تتخذ إسرائيل أي رد فعل فلسطيني ذريعة للهجوم على الضفة الغربية وتهجير الناس، فإن القصد يبدو مكشوفا ولا يرتقي أصلا إلى تعقيدات المشهد، وإذا كان القصد القول إن فصائل المقاومة هي التي تسببت بكل هذا المشهد وجلبت اللعنات إلى قطاع غزة، وقد تجلبها إلى الضفة الغربية أيضا، بما سيؤدي للتهجير نحو الأردن، فإن القصد هنا يأتي غير لائق أمام المذبحة الدموية، فالتوقيت لا يسمح بالتلاوم الضمني، ولا العلني، ولا المتذاكي أيضا، ولا الملغم وفقا لبعض هذه التصريحات.

ما يتوجب قوله هنا أننا أمام حالة استعصاء خطيرة، فلا السلطة قادرة على وقف المذبحة، وتوجه المناشدات مثل أي عاصمة حيادية، أو منظمة حقوق إنسان، ولا هي لديها حل جذري، ولا مقاربة سياسية ولا أمنية، خصوصا أن إسرائيل فصلت قطاع غزة كليا عن مشروع الدولة الفلسطينية، وتخطط الآن لتوطين الإسرائيليين في القطاع والسطو على النفط والغاز في القطاع، وتعيد ترسيم الجغرافيا السكانية، فيما مصير الضفة الغربية لم يكن بحاجة لما حدث في قطاع غزة، ليتم استبصاره، فهذا هو المشروع الإسرائيلي أساسا منذ اليوم الأول، الذي يعتبر الضفة الغربية، “يهودا والسامرة” ويريد في كل الأحوال إخراج الفلسطينيين، سواء وقفوا في وجه إسرائيل، أو حتى تعايشوا مع الاحتلال بصيغة من الصيغ المطروحة، أو القائمة فعليا.

لا يجوز أن تخرج الرئاسة لتتحدث بذات لغة عواصم العالم، لأن المفترض أن تكون طرفا أمام المذبحة، وعليها اتخاذ إجراءات من نوع آخر، لا التعبير عن الخشية مما قد يحدث.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحل الرئيس الرئيس الفلسطيني الضفة الغربية الأردن الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

وداعا أيها الطيب

سلطان بن محمد القاسمي

يأتينا الفقد دائما بطريقة لا نتقن الرد عليها.. لا يقول: استعدوا، ولا يمنحنا مقدمات نهيئ بها أنفسنا للحزن، بل يدخل حياتنا بغتة ثم يغير معالمها.. يسقط أسماء من قوائم الوجود ويضعها في خانة الذكرى، وكأننا نستيقظ على أنفسنا نعيد ترتيب الذاكرة بالقوة.

ولأننا لا نتوقع الفقد من الأشخاص الطيبين، فإننا حين نفقدهم لا نحزن عليهم فقط بل نرتبك ونفقد توازننا معهم. لا نستوعب أنهم غادروا. لا نصدق أنهم لن يعودوا.

مات إدريس...

نعم، أكتبها الآن بعد أن مر وقت كاف على الخبر، لكنني ما زلت لا أقولها دون أن تسبقها في داخلي وقفة.

لم يكن مجرد صديق عابر، بل كان طيفا من الطمأنينة، أحد أولئك الذين يشعرونك أن في العالم أناسا خلقوا فقط ليجعلوه أكثر احتمالا.

ثلاثة فصول دراسية جمعتني به في كلية مزون، لكنها كانت كافية لأدرك أنه ليس عابرا، ولا مجرد اسم في قائمة الزملاء، كان يحمل في صوته دفئا، وفي حضوره سكينة، وفي تصرفاته قدرا عاليا من الذوق الذي لا يُدرّس.

الذين عرفوه عن قرب سيتفقون معي: إدريس لم يكن يتكلف في طيبته، لم يكن يتودد ليُحب، بل كان نقيا بطبعه، مريحا لمن حوله، ودودا دون تزلف، كريم الروح دون ضجيج، كان يملك القدرة النادرة على الحضور بخفة، والغياب بثقل.

كنت ألاحظ كيف يعامل الجميع بذات الروح، لا يفرق بين أحد، ولا يُظهر ميلا أو نفورا، كان يحسن الظن، حتى فيمن لا يحسن إليه، كان يسامح تلقائيا، ويتجاوز كأنه لا يعرف الحقد أصلا.

وذات يوم، وبينما كنا نراجع بعض دروسنا، التفتّ إليه وسألته ممازحا: (إدريس، بتخلص دراسة، وبعدين؟).

فرد ببساطة خالية من التعقيد: (أحلم أن أكون ضابطا، وأنتظر الشهادة بفارغ الصبر، كل شيء يبدأ منها).

كان الحلم يسكن صوته، والصدق يملأ عينيه، لم يكن يقولها من باب الأمنيات العائمة، بل من عمق إيمان حقيقي أنه خُلق لهذا الطريق. كان يرى في الزي العسكري وقارا، وفي خدمة الوطن غاية، وكان ينتظر اللحظة التي يُنادى فيها باسمه في طابور الشرف، مرفوع الرأس، مزدانا بالنجمة.

لكنه غادر قبل ذلك الطابور، رحل إدريس قبل أن تتحقق الأمنية، وقبل أن يرى في عيون والدته فرحة التخرج، وقبل أن يثبت لذاته أنه بلغ ما كان يحلم به.

حين وصلني خبر وفاته، لم أستوعب، ليس لأن الموت بعيد، بل لأن إدريس بالذات كان قريبا جدا من الحياة.

كنا نظن أن أمامه الطريق، وأن بسمته ستمتد معنا لسنوات، وأن الحديث عن مستقبله ما زال طازجا، ما زال مفتوحا، ما زال ينتظر.

في لحظة واحدة، بات حلمه هو الذي يُكتب عنه، لا هو، وبات الدعاء له، هو الطريق الوحيد الذي يوصلنا إليه.

إن إدريس لم يكن شخصا عاديا، كان محبوبا بالفطرة، رقيقا دون ضعف، كريما دون استعراض.

لم يكن مجرد صاحب وجه بشوش أو أخلاق راقية، بل كان نموذجا حيّا لما تعنيه الكلمة حين تقول: رجل خدوم.

ورغم أننا لم نكن نعمل في الجهة نفسها، إلا أنني كنت -بين الحين والآخر- أحتاج إلى إنجاز بعض المعاملات في مكان عمله، وما إن أخبره، حتى يبادر من تلقاء نفسه، دون أن يشعرني بثقل الطلب، أو يطلب توضيحا، أو يعتذر بانشغال.

كان يتعامل مع طلبي كأنه التزام شخصي، ينهي كل شيء بدقة وسرعة، يتابع المعاملة بنفسه، ويعود إليَّ مبتسما كعادته قائلا: تمت، لا تشيل هم

لم يكن ذلك يدهشني وحدي، بل كنت أراه يعامل الجميع بالطريقة ذاتها: خدمة بلا تكلف، ومساعدة بلا مقابل، وبشاشة لا تتغير.

كان إذا حضر في مكانه، شعر الجميع بأن الأمور ستسير كما ينبغي،
وإذا غاب، افتقد الناس تلك الروح التي كانت تحب أن تنجز، لا من باب الواجب الوظيفي، بل من باب النبل الإنساني.

وحين رحل، لم يرحل وحده، بل رحلت معه طمأنينة كنا نراها تتجسد في شخص.

رحلت تلك الابتسامة التي كنّا نلتفت إليها لنطمئن، ورحلت عبارات المجاملة التي لم تكن منه مجاملة، بل خلقًا.

تأملت بعد وفاته، كما يفعل الإنسان كلما ودع أحدا لا يعوض.
عدت أفتش في معنى الفقد، ومعنى الزمن، ومعنى الأعوام التي نعدها وكأنها مُلكنا.

هكذا، فالأيام هي تكوينة الأعوام، والأعوام هي نسيج أعمارنا، وفي كل عام يمضي، نخسر شيئا: مالًا جمعناه، أو رفيقا رافقناه، أو حلما كنا ننسجه سويا ثم انقطع.

وقد نكسب أيضا: رفقة جديدة، معلومة، أو ذكرى تبقى، لكن خسارة النبلاء من أمثال إدريس، لا يُعوّضها شيء.

وحين تمضي الأعوام، لا تعيدهم الأيام، ولا يرجع الزمن إلا في الصور، أو الذكرى، أو على شكل دعاء.

اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجعل الشهادة التي لم تُسلَّم له في الدنيا وساما في الآخرة، واجعل حلمه الذي لم يتحقق أجرا، اللهم بلغه منازل الصالحين، وارض عنه، واغفر له، واربط على قلوب أهله وزملائه ومحبيه، اللهم اجعل من كل لحظة طيبة عاشها بيننا نورا في قبره، وذكرا في السماء، وشهادة في الملأ الأعلى.

كان إدريس يحلم أن ينادى باسمه في طابور التخرج فناداه القدر أولا، فناديناه نحن في دعائنا، وكلنا يقين أنه قد سمعنا.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية
  • الرئيس عباس يحدد 7 أولويات بشأن غزة والضفة الغربية
  • رئيس حزب العدل عن تظاهرات تل أبيب: من هتفوا بـالإسلام هو الحل يهتفون اليوم ضد مصر من قلب إسرائيل
  • تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • 26 شهيدًا في الضفة الغربية خلال يوليو الحالي برصاص الاحتلال
  • أزمة مياه في الضفة الغربية: سكان سوسيا يتهمون مستوطنين بتخريب مصادر الإمداد
  • أوروبا تعاقب إسرائيل.. إجماع بشأن الضفة وتباين بخصوص غزة
  • تصاعد وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.. 22 مستوطنة جديدة خلال أشهر قليلة
  • وداعا أيها الطيب
  • قوات الاحتلال تعتقل 21 فلسطينيًا في الضفة الغربية