وما هو #الحل لديك أيها #الرئيس؟ – #ماهر_أبوطير
أعجب كثيرا من المسؤول الذي يتذمّر ويحذر من الأخطار والأزمات المحتملة، ممارسا مهمة التشخيص، فيما المطلوب منه، أساسا، تقديم الحل الجذري، وليس التذمر كمواطنيه.
خطر على بالي هذا الكلام وأنا أقرأ تصريحات #الرئيس_الفلسطيني يوم أمس وهو يتحدث مثل أي شخص آخر عن مخاوفه مما قد تفعله إسرائيل مستقبلا، حيث عبّر عن خشيته أن تتجه “إسرائيل إلى #الضفة_الغربية لترحيل أهلها نحو #الأردن، مشددا على أنه لن يقبل بأي حال من الأحوال بتهجير الفلسطينيين من وطنهم، مضيفا أنه إذا اجتاحت إسرائيل رفح فستحدث أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني، مناشدا الولايات المتحدة الأميركية منع إسرائيل من اجتياح رفح، مطالبا المجتمع الدولي بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية بالأمم المتحدة، ومؤكدا على العمل من أجل حل سياسي يجمع غزة والضفة الغربية بدولة فلسطينية مستقلة.
هذا الكلام يشابه كلام أي مواطن عادي، أو محلل سياسي، أو مراقب حيادي، أو طرف عربي أو أجنبي، لأن الصياغة هنا في تعبيراتها تقترب من خانة التعبيرات التي تنزلق على ألسن المسؤولين من جنسيات مختلفة، إزاء ما يجري في فلسطين، هذا على الرغم من أن الأصل أن يخرج الرئيس ويعيد بعد كل هذه السنين النظر في جدوى اتفاقية أوسلو وما نتج عنها، ويقرّ بالسراب المتمثل بمواصلة الدعوات للحل السياسي، وإقامة دولة فلسطينية، إضافة إلى أن التحذير ذاته يقترب من تشخيص كل مراقب للمشهد بلا أدنى حلول، فيما الحلول لا يمكن أن تكون سرية، حتى تقع الفأس في الرأس، بما يؤشر على الحالة التي تواجهها كل المنطقة.
مقالات ذات صلةإذا كان القصد من الكلام هنا حول المخاوف من وضع الضفة الغربية، يهدف إلى القول ضمنيا أن مواصلة الإجراءات الأمنية من جانب السلطة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية لمنعهم من الانفجار، أمر مبرر، حتى لا تتخذ إسرائيل أي رد فعل فلسطيني ذريعة للهجوم على الضفة الغربية وتهجير الناس، فإن القصد يبدو مكشوفا ولا يرتقي أصلا إلى تعقيدات المشهد، وإذا كان القصد القول إن فصائل المقاومة هي التي تسببت بكل هذا المشهد وجلبت اللعنات إلى قطاع غزة، وقد تجلبها إلى الضفة الغربية أيضا، بما سيؤدي للتهجير نحو الأردن، فإن القصد هنا يأتي غير لائق أمام المذبحة الدموية، فالتوقيت لا يسمح بالتلاوم الضمني، ولا العلني، ولا المتذاكي أيضا، ولا الملغم وفقا لبعض هذه التصريحات.
ما يتوجب قوله هنا أننا أمام حالة استعصاء خطيرة، فلا السلطة قادرة على وقف المذبحة، وتوجه المناشدات مثل أي عاصمة حيادية، أو منظمة حقوق إنسان، ولا هي لديها حل جذري، ولا مقاربة سياسية ولا أمنية، خصوصا أن إسرائيل فصلت قطاع غزة كليا عن مشروع الدولة الفلسطينية، وتخطط الآن لتوطين الإسرائيليين في القطاع والسطو على النفط والغاز في القطاع، وتعيد ترسيم الجغرافيا السكانية، فيما مصير الضفة الغربية لم يكن بحاجة لما حدث في قطاع غزة، ليتم استبصاره، فهذا هو المشروع الإسرائيلي أساسا منذ اليوم الأول، الذي يعتبر الضفة الغربية، “يهودا والسامرة” ويريد في كل الأحوال إخراج الفلسطينيين، سواء وقفوا في وجه إسرائيل، أو حتى تعايشوا مع الاحتلال بصيغة من الصيغ المطروحة، أو القائمة فعليا.
لا يجوز أن تخرج الرئاسة لتتحدث بذات لغة عواصم العالم، لأن المفترض أن تكون طرفا أمام المذبحة، وعليها اتخاذ إجراءات من نوع آخر، لا التعبير عن الخشية مما قد يحدث.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحل الرئيس الرئيس الفلسطيني الضفة الغربية الأردن الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
أسعار الأضاحي ترتفع في الضفة الغربية وسط أزمة اقتصادية خانقة
أذاعت فضائية يورونيوز عربية، لقطات يظهر من خلالها، مع اقتراب عيد الأضحى، ارتفعت أسعار المواشي في الضفة الغربية المحتلة بشكل كبير، في وقت تراجعت فيه قدرة العديد من الفلسطينيين على شراء الأضاحي، ما يعكس أزمة اقتصادية متفاقمة في ظل استمرار الحرب على غزة.
وأوضح إبراهيم القاضي، مدير دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الفلسطينية، أن العديد من المزارع الإسرائيلية توقفت عن العمل بسبب نقص الأيدي العاملة بعد أحداث السابع من أكتوبر وهو ما أدى إلى ارتفاع كبير في الطلب على المواشي داخل إسرائيل.
وقد استغل بعض المهربين الفلسطينيين هذه الفجوة، فقاموا ببيع المواشي في السوق الإسرائيلي بأسعار مرتفعة، ما تسبب في نقص حاد في المعروض داخل السوق الفلسطيني.
ولتطويق الأزمة، اتخذت وزارة الاقتصاد الفلسطينية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، إجراءات متعددة للحد من عمليات التهريب، شملت توقيف عدد من المهربين وتحديد أسعار رسمية للحوم والمواشي في محاولة لضبط السوق، بحسب القاضي.
من جانب آخر، لا تزال مجتمعات الرعي الفلسطينية تواجه اعتداءات المستوطنين، ومصادرة الأراضي، والقيود المفروضة على الوصول إلى مناطق الرعي، ما أجبر العديد من مربي الماشية على التوقف عن هذا النشاط والتحول إلى أعمال أخرى.
وقد اضطر كثيرون منهم إلى بيع قطعانهم خوفًا من الخسارة أو بدافع الحاجة المالية.
مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة
وتشهد الضفة الغربية تصاعدًا ملحوظًا في عنف المستوطنين منذ بداية الحرب على غزة. وقد أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن اعتداءات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون الأخير تضاعفت ثلاث مرات على الأقل في عام 2024 مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة.