طبيب أردني يفسر التفاعل السلبي للقاح "أسترازينيكا" حجاوي: الأردن ما زال يرصد فيروس كورونا ومتحوراته الطراونة: حبوب منع الحمل تسبب التخثر في الدم

في غمرة معركة قضائية تخوضها شركة "أسترازينيكا" في بريطانيا بدعوى أن لقاحها، المطور مع جامعة أكسفورد، تسبب في وفاة وإصابة عشرات الأشخاص، يفسّر أطباء أردنيون مسألة التفاعل السلبي للقاح والآثار الجانبية الناتجة عنه.

اقرأ أيضاً : لم تعطَ لأي أردني.. ديوان المحاسبة: 738 ألف جرعة من مطاعيم كورونا منتهية الصلاحية

لأول مرة أقر محامو "أسترازينيكا" في الدعاوى البالغ عددها 51 قضية، بأن اللقاح أنتج آثارا جانبية كان لها تأثير مدمر على عدد صغير من العائلات، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة "تيليغراف".

خبراء الصحة حددوا لأول مرة وجود صلة بين اللقاح ومرض جديد يسمى نقص الصفيحات المناعية والتخثر الناجم عن اللقاح (VITT) خلال فترة وجيزة من بدء طرح لقاح كورونا وتحديدا في آذار/مارس 2021. ومن خلال مجموعة الأدلة في التجارب السريرية وبيانات تطبيقية، ثبت باستمرار أن لقاح أسترازينيكا-أكسفورد يتمتع بملف أمان مقبول. ويصرح مختصون باستمرار بأن "فوائد التطعيم تفوق مخاطر الآثار الجانبية المحتملة النادرة للغاية".

وطعنت شركة الأدوية العملاقة في تلك الادعاءات، قبل أن تقدم وثيقة قانونية إلى المحكمة العليا في شباط/فبراير الماضي، تفيد بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا "يمكن، في حالات نادرة جدا، أن يسبب آثارا جانبية نادرة"، تعرف طبيا بـ"TTS"؛ الذي يرمز إلى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات الدموية.

خطر المضاعفات والوفاة

يوضح عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي، أن الأولوية تكمن أثناء الجوائح "في قياس فوائد التطعيم التي تفوق الآثار الجانبية المحتملة نادرة الحدوث"، ويؤكد حجاوي لـ"رؤيا" أن لقاح "أسترازينيكا" أنقذ حياة 6 ملايين شخص حول العالم من خطر المضاعفات والوفاة في السنة الأولى من طرحه، خصوصا أنه أعطي لمن هم فوق 18 عاما، ما يعني أنه من المطاعيم الفعالة والآمنة.

ويوضح حجاوي أن آثارا جانبية من حيث تخثر الدم طالت من عندهم نقص في صفيحات مناعية، لكنه يستدرك أنه "لم يثبت علميا وجود أعداد هائلة، وهو ما أجبر الشركة على وقف لقاحها في حينه وتطويره ليعطي نتائج إيجابية".

وبينما يتحدث عن معاناة أشخاص حتى الآن من "أعراض ما بعد كوفيد-19"، يوضح حجاوي أنه "لم يثبت حتى اليوم مع استمرار الدراسات، ما إن كانت من المرض نفسه أو اللقاحات". 

إصابات كورونا في الأردن

حجاوي يؤكد تسجيل قرابة مليون و750 ألف إصابة بفيروس كورونا محليا، توفي منهم 14 ألفا؛ أي 0.8 في المئة من المصابين حتى وقف تسجيل الإصابات. ورغم أنه لم يعد مرضاً طارئاً بحسب منظمة الصحة العالمية؛ لم تتخذ المنظمة قرارا بوقف الجائحة، وما تزال وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة يرصد المرض والمتحورات.

وختم حجاوي حديثه لـ"رؤيا" بالقول إن الأردنيين تمتعوا بحرية اختيار اللقاح، لافتاً إلى أن الحكومة غطت 72 في المئة من السكان فوق 18 سنة بالجرعة الأولى من اللقاحات و50 في المئة من الجرعة الثانية.

يقول خبير علم الفيروسات وأخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة: "لا شيء آمن بشكل كامل في عالم الطب". ويشرح الطراونة: "حتى العلاجات التي تدخل في تركيبتها سموم، تُستخدم لِحالات وظروف صحية معينة؛ فمثلا، أدوية علاج السرطان الكيميائية لها آثار جانبية خطيرة ومؤلمة جدا، لكنها مفيدة للغاية". وحتى المسكنات التي لا تتطلب وصفة طبية مثل حبوب الباراسيتامول والإيبوبروفين تحمل آثاراً جانبية شديدة رغم ندرة حدوثها، حسبما يضيف. 

ويؤكد الطراونة لـ"رؤيا" أن القرار النهائي يتوقف دائماَ على ما إذا كانت المنافع تفوق المضار؛ "وهذا أمر صعب للغاية في ظروف تفشي وباء ما".

ويشير الطراونة إلى أن الطب عادة يعتمد مبدأ "التزام الحذر" للتأكد من سلامة أي دواء جديد قبل إعطائه لأعداد كبيرة من الناس. ولكن في حالة ظهور الوباء، فإن أي تأخير في تطعيم الناس سيكلف أرواحاً أكثر. 

ويستند في تحليله إلى دراسة ألمانية تتوقع تعرض 12 شخصاً لجلطات من كل مليون حاصل على اللقاح؛ وقد يموت أربعة منهم. ولكن إذا أصيب مليون شخص (بعمر الستين) بفيروس كورونا، قد يموت قرابة 20 ألفا منهم جراء الإصابة بالفيروس. وإذا أصيب مليون شخص أربعيني بالفيروس، قد يموت نحو 1000 شخص منهم. وسينخفض هذا الرقم إلى مئات، إذا كان المصابون في الثلاثينات أو أقل.

وتزداد فوائد التطعيم بشكل ملحوظ مع تقدم العمر. وقد سمحت دول مثل ألمانيا وكندا باستخدام لقاح "أسترازينيكا" لدى الفئات العمرية الأكبر سناً. وتتوقف هذه القرارات على مدى توافر لقاحات بديلة ومن هم بحاجة إلى التطعيم.

خثرات دموية

الطراونة لفت إلى أن الأبحاث والآراء العلمية فضلت تجنب إعطاء لقاح "أسترازينيكا" لفئة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و48 عاما، والأشخاص الذين لديهم قابلية جينية أو يعانون من أمراض قد تؤدي إلى حدوث خثرات دموية.

ويقول: "لهذا السبب لم توصِ أي جهة صحية دولية أو محلية بإيقاف أو منع التطعيم، إنما جاءت التوصيات بتفضيل عدم استخدامه لفئات محددة. لكن في الإجمال، احتمالات حدوث جلطات عند الإصابة بفيروس كورونا 10 أضعاف احتمالات الإصابة بالجلطات بعد الحصول على اللقاح. كما أن احتمال حدوث جلطات عند الفئات الأكثر عرضة للإصابة بها قد تحدث خلال فترة زمنية قصيرة بعد تلقي اللقاح، وتنتهي تلك الاحتمالية بعد مرور تلك الفترة.

وأكد أنه لم يتم الإبلاغ عن أعراض جانبية طويلة المدى خاصة بالتجلط أو قد تحدث بعد فترة طويلة من أخذ اللقاح.

حبوب منع الحمل

الطراونة ينبه إلى أن حبوب منع الحمل قد تسبب التخثر في الدم وهي شائعة الاستخدام، كذلك السفر لمسافات طويلة لمدة تزيد على 8 ساعات، ما يشير إلى عدم وجود ارتباط وثيق بين تلقي اللقاح والإصابة بالجلطات.

جلطة بسبب "أسترازينيكا"

صحيفة "تيليغراف" البريطانية كانت كشفت تفاصيل الدعوى الأولى التي رفعها جيمي سكوت العام الماضي، عقب تعرضه لإصابة دائمة في الدماغ نتيجة تعرضه لجلطة ونزيف في الدماغ بعد تلقيه اللقاح في نيسان/أبريل 2021. 

الأرقام الرسمية الصادرة عن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) تظهر الاشتباه بارتباط ما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة بالتفاعل السلبي المسبّب لتجلط الدم لدى أشخاص لديهم أيضا انخفاض في الصفائح الدموية. وتوفي 1 من كل 5 عانوا من تلك الحالة، بحسب الوكالة.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: فيروس كورونا جائحة كورونا كوفيد 19 لقاحات كورونا أسترازينيكا لقاح أسترازينيكا فی الدم إلى أن

إقرأ أيضاً:

أميركا تحقق في وفيات يشتبه بارتباطها بلقاحات كورونا

أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) تجري تحقيقا شاملا في وفيات يحتمل أن تكون مرتبطة بلقاحات كورونا (كوفيد-19)، تشمل فئات عمرية متعددة.

وقال المتحدث باسم الوزارة أندرو نيكسون -أمس الثلاثاء- إن نطاق الفئات العمرية محل التحقيق لم يحدَّد بعد.

وكان مفوض إدارة الأغذية والعقاقير مارتي ماكاري قال في وقت سابق إن الإدارة تتحرى أمر هذه الوفيات بين الشبان.

وكشف كبير المسؤولين الطبيين والعلميين في الإدارة، فيناي براساد، في مذكرة داخلية الشهر الماضي، عن احتمال إسهام اللقاحات في وفاة ما لا يقل عن 10 أطفال نتيجة التهاب عضلة القلب، استنادا إلى تحليل أولي لـ96 حالة وفاة بين عامي 2021 و2024.

ولم تنشر هذه النتائج في دورية علمية محكّمة، كما لم تتضمن تفاصيل عن الحالة الصحية للضحايا أو الشركات المصنعة للقاحات.

وتزامن الإعلان مع تقارير نشرتها بلومبيرغ وواشنطن بوست عن التحقيق.

وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية ذكرت في مذكرة داخلية أن 10 أطفال على الأقل لقوا حتفهم على الأرجح "بسبب" لقاحات كوفيد-19، وأشارت إلى التهاب عضلة القلب كسبب محتمل.

الرئيس الأمريكي دونالد #ترمب يطلب دواء كوفيد بعدما عطس بجانبه وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور، المعروف بمواقفه المعارضة للقاحات pic.twitter.com/UimTCBR5dt

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 1, 2025

"عدو اللقاحات"

ومنذ تعيين روبرت كينيدي وزيرا للصحة، بدأت الحكومة إجراء تغيير شامل لسياسة اللقاحات، مما حدّ من إمكان الحصول عليها لمن يبلغون 65 عاما أو أكبر، وكذلك الذين يعانون من حالات مرضية كامنة.

ويعد كينيدي من المشككين بجدوى اللقاحات منذ فترة طويلة، فقد قال أثناء جائحة كورونا (كوفيد-19) إن اللقاحات تسبب إصابات ووفيات، واتهم مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس بمحاولة التربح ماديا من الوباء، وعارض القيود التي فرضتها الولايات والحكومة الاتحادية أثناء الجائحة، واتهم بنشر معلومات مضللة.

إعلان

ورفض المتحدث باسم وزارة الصحة أندرو نيكسون الكشف عن منهجية التحقيق أو الجدول الزمني لإنهائه، بينما عبّر خبراء صحيون عن مخاوف من تأثير التوجهات السياسية الجديدة على عمل FDA، محذرين من أن الجدل القائم قد يقوّض الثقة العامة ببرامج التطعيم التي أثبتت فاعليتها عالميا رغم تسجيل آثار جانبية نادرة.

وتعقيبا على تحقيق إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، أكدت شركتا موديرنا وفايزر التزامهما بسلامة لقاحاتهما المعتمدة على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) وجددتا تأكيد عدم وجود مؤشرات جديدة تدعو للقلق بشأن سلامة اللقاح لدى الأطفال أو الحوامل.

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة النادرة الابتدائية بأن على/ مصعب النمراني وآخرين الحضور إلى المحكمة
  • تعاون مصري سويدي لتوفير أحدث علاجات الأمراض النادرة في مصر
  • بالصور النواب يهنئون جعفر حسان بعد إقرار الموازنة
  • اللقاح درع الأمان.. «الصحة» تنصح بـ 3 لقاحات للوقاية من برد الشتاء
  • انتشار فيروس أنفلونزا H1N1.. علاج البرد في 3 أيام | حلول فعالة
  • نجاح باهر.. لقاح جديد قد يحمي البشر من الحساسية المفرطة
  • بعد إعلان انتشاره رسمياً.. أعراض فيروس H1N1 ونصائج ناجحة للعلاج
  • وزير العمل: ننتظر إقرار الموازنة أو تخصيص مالي لشمول فئات جديدة بالرعاية الاجتماعية
  • الولايات المتحدة تفتح تحقيقا واسعا في وفيات لقاحات كورونا
  • أميركا تحقق في وفيات يشتبه بارتباطها بلقاحات كورونا