المهندس طارق النبراوي يكتب: ثلاثون عاما على تأسيس اتحاد معماريي البحر المتوسط
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
يسعدني التواجد بين هذا الجمع الكريم فى رحاب مكتبة الاسكندرية ' احد منارات الثقافة والمعرفة في العالم القديم والحديث.
إننى إذ أنتهز الفرصة للترحيب بضيوفنا الكرام من مختلف الدول ' فإنني أؤكد إنه من الرائع ان ينعقد هذا اللقاء علي ارض مصر ' مهد الحضارات التى تحتضن كنوزا من التراث المعماري وتاريخ هائل من العمارة التاريخية ' سواء الفرعونية أو البطلمية أو المسيحية أو الاسلامية ' وصولا إلي العمارة الحديثة ' فأوجدت ما نفخر به من معالم مثل الاهرامات والمعابد والمتاحف والكنائس التاريخية من شمال مصر إلي جنوبها.
الزملاء الاعزاء....
نلتقي اليوم للإحتفال بمرور ٣٠ عاما علي تاسيس اتحاد معماريي البحر المتوسط وهى فرصة طيبة لدعم الحوار والتنسيق وتبادل الخبرات بين المعماريين في دول البحر المتوسط بجانب تنسيق الجهود للمحافظة على البيئة التراثية والعمرانية المتوسطية ' وتطوير سبل التعاون لتحقيق اهداف علمية وإنسانية ' وتبادل المعارف وتعزيز افاق التعاون العربى المتوسطى فى المجال المعمارى ' إذ يجمعنا تاريخ حضارى وعمرانى متقارب ' كما يجمعنا العيش على ضفاف المتوسط ' هذه البقعة الزاخرة بكنوز التراث المعمارى على مدار العصور.
كما ان الحديث عن العمارة والحضارة المتوسطية لا بد ان يأخذنا إلى مدينة مهمة تقع على شاطىء المتوسط وهى "غزة" التي تشهد منذ شهور عملية تدمير هائلة وممنهجة لكل تاريخها ومعالمها العمرانية على يد الإحتلال الصهيونى إذ لم يكتفى
الإحتلال بالإبادة الجماعية للبشر ' بل إستهدف الحجر والإرث الحضارى والمعمارى ' وهو الشاهد على تاريخ هذه المدينة ' فهناك إبادة ثقافية بجانب الإبادة البشرية ' في محاولة من دولة الإحتلال لطمس الهوية والذاكرة ' ومحو التراث والتاريخ الفلسطيني بجانب نهب وسرقة التراث ونسبه إلي دولتهم.
وإستهدف الإحتلال المواقع الاثرية والمباني التاريخية والدينية والمتاحف والمؤسسات الأكاديمية والجامعات والمدارس والمكتبات والمراكز الفنية والثقافية والمباني العامة والبنية التحتية وتدمير مكتبات ومراكز ثقافية تضم وثائق وكتب ومخططات تاريخية وإعدام ألاف الوثائق التاريخية ومنها على سبيل المثال لا الحصر الكنيسة البيزنطية فى محافظة جباليا التي يعود تاريخ بنائها إلي ٤٤٤ م ' وكنيسة القديس بريفيريوس فى حى الزيتون وهى ثالث اقدم كنائس العالم بنيت في القرن الخامس الميلادي ' وبيت السقا الاثري فى حى الشجاعية الذى بنى في القرن السابع عشر والمقبرة الاثرية الرومانية والمسجد العمري الكبير الذى أسس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
ومن هذا المنبر أود دق ناقوس الخطر تجاه تدمير التراث الثقافي الفلسطيني خصوصا منذ بدء الحرب الَاخيرة على غزة ما يشكل إبادة ثقافية ممنهجة توجب على كل المنظمات والمؤسسات الثقافية الدولية وعلى رأسها "اليونسكو" التحرك لحماية هذا التراث خصوصا ان ثمة مواثيق دولية ومنها إتفاقية لاهاى لحماية الممتلكات الثقافية فى أثناء النزاع المسلح تجرم هذه الأفعال.
آذ أنه من المؤسف غياب تحرك المنظمات الدولية الثقافية وعدم وجود رد فعل منها ضد الفظائع المرتكبة بحق التراث الثقافي فى قطاع غزة.
كما يقع على عاتقنا فى هذا المحفل واجب قومى وحضارى فى هذا الصدد.
وأقترح الحراك للتصدى لجرائم الإحتلال الثقافية عبر حشد راي عام دولى ضد هذه الإنتهاكات وحث المنظمات الدولية على
الإضطلاع بدورها بجانب دور أخر مهم عقب إنتهاء الحرب
بتقييم ورصد تلك الخسائر والاضرار والمساهمة فى إعادة الترميم والإعمار وستكرس نقابة المهندسين المصرية إمكانياتها وخبراتها للمساهمة معكم فى هذا الشأن.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ننفرد بنشر تفاصيل الحفر بجانب طريق الكباش.. ومصادر: كانت للبحث عن الآثار
علمت بوابة الفجر الإلكترونية من مصادر داخل المجلس الأعلى للآثار، أن الرقابة الإدارية استعلمت من خلال عدد من المسؤولين عن واقعة حدثت بجانب طريق الكباش، في الأقصر، حيث قام عدد من الأشخاص بالحفر من داخل بيت ثقافة الطفل الملاصق لطريق الكباش في محاولة للعثور على آثار بطريق غير شرعي.
مصادر خاصةوأفاد مسؤولون بوزارة السياحة والآثار، أن الحفر من داخل بيت الثقافة خارج نطاق عمل الآثار، وأنه بالفعل تم التحرك من وزارة الثاقفة بتحويل المسؤولين عن بيت الثقافة للتحقيق، وفي حالة طلب تشكيل لجنة لمعاينة الحفر فسنقوم على الفور بتشكيلها للبت في المسألة.
تصريحات إلى الفجرفيما علمت الفجر من مصادر داخل محافظة الأقصر، أن المتورطون في الحفر، عثروا على بعض اللقى الفخارية، وأن الأمر قيد التحقيق.
وكان وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، قد وجه بإحالة عدد من المسؤولين بإقليم جنوب الصعيد للتحقيق عقب زيارة تفقدية لقصري ثقافة في الأقصر.
وقال هنو، لن نتهاون في محاسبة أي صور للتقصير أو الإهمال وسنواصل متابعتنا الميدانية الدقيقة لكافة المشروعات الثقافية
وجاء ذلك في إطار زيارته لمحافظات الصعيد لافتتاح قصر ثقافة أخميم بمحافظة سوهاج، حيث قام الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بتفقد قصري ثقافة الأقصر والطفل بمدينة الأقصر، والذي يخضع حاليًا لأعمال ترميم ورفع كفاءة ضمن خطة تطوير البنية التحتية للمنشآت الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.
وخلال جولته التفقدية، رصد الوزير الحالة السيئة التي عليها المبنيان، بما لا يتسق مع طبيعة الأعمال المفترض تنفيذها، فضلًا عن وجود قصور شديد في الإشراف، وغياب شبه تام للمتابعة من قبل الجهات المسؤولة بالموقعين.
وكشف الوزير خلال الزيارة عن مخالفة جسيمة تمثلت في قيام الشركة المنفذة لأعمال ترميم ورفع كفاءة بقصر ثقافة الطفل بالحفر خلسة لمسافة عدة أمتار داخل إحدى الغرف بشقة تابعة للقصر، فيما يشتبه أنه بغرض التنقيب عن الآثار، وذلك في ظل غياب تام للقائمين على الموقع من فرع الثقافة والإقليم التابع للهيئة.
ووجّه هنو بإحالة كل من رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي السابق، والمدير العام الحالي للإقليم، ومدير فرع الأقصر، وعدد من مسؤولي الإدارة الهندسية، والمكتب الفني، والصيانة، إلى جانب مديري قصر ثقافة الأقصر وبيت ثقافة الطفل، ومسؤول الأمن بفرع الأقصر، إلى التحقيق الفوري، واتخاذ ما يلزم من إجراءات إدارية وقانونية.
وأكد وزير الثقافة أن الأمر يخضع حاليًا لتحقيقات النيابة العامة بالأقصر، مشددًا على أن مثل هذه الممارسات تسيء إلى الجهود المبذولة لتطوير البنية الثقافية، وتمثل إهدارًا للمال العام، وأن الوزارة لن تتهاون في محاسبة أي صور للتقصير أو الإهمال، وستواصل متابعتها الميدانية الدقيقة لكافة المشروعات الثقافية، حفاظًا على المال العام، وضمانًا لتحقيق أعلى درجات الكفاءة والانضباط في التنفيذ.