العالم يتجهز للجائحة القادمة.. لقاح جديد فعال ضد فيروسات كورونا التي لم تظهر بعد
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
طور باحثون تقنية لقاح جديدة توفر الحماية ضد مجموعة واسعة من الفيروسات التاجية التي يحتمل أن تؤدي إلى تفشي الأمراض في المستقبل، بما في ذلك تلك التي لا نعرف عنها بعد.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كامبريدج، وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية ونشرت بتاريخ 6 مايو/ أيار الحالي في مجلة نيتشر نانوتكنولوجي (Nature Nanotechnology) وكتب عنها موقع يوريك أليرت (Eurek Alert).
وهذا نهج جديد لتطوير اللقاحات يسمى "علم اللقاحات الاستباقي"، حيث يقوم العلماء ببناء لقاح قبل ظهور العامل الممرض المسبب للمرض.
يعمل اللقاح الجديد من خلال تدريب جهاز المناعة في الجسم على التعرف على مناطق معينة من ثماني فيروسات تاجية مختلفة، بما في ذلك سارس-كوف-1 (SARS-CoV-1)، وسارس-كوف-2 (SARS-CoV-2)، والعديد من الفيروسات المنتشرة حاليا في الخفافيش ولديها القدرة على الانتقال إلى البشر والتسبب في جائحة.
واسم اللقاح الجديد كوارتت نانوكايج "Quartet Nanocage" ، ويعتمد على بنية تسمى الجسيمات النانوية – وهي كرة من البروتينات متماسكة معا من خلال تفاعلات قوية. يتم ربط سلاسل من المستضدات الفيروسية المختلفة بهذه الجسيمات النانوية باستخدام "بروتين فائق الصمغ" جديد. يتم تضمين مستضدات متعددة في هذه السلاسل، والتي تدرب جهاز المناعة على استهداف مناطق محددة مشتركة عبر مجموعة واسعة من الفيروسات التاجية.
ما هي الفيروسات التاجية؟
وفقا للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية في الولايات المتحدة(National Foundation for Infectious Diseases) فإن الفيروسات التاجية هي عائلة كبيرة من فيروسات الجهاز التنفسي التي تشمل كوفيد-19، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس).
تسبب الفيروسات التاجية أمراضا لدى الحيوانات والبشر. وهي تنتشر غالبا بين الجمال والقطط والخفافيش، ويمكن أن تتطور في بعض الأحيان وتصيب البشر.
في البشر، يمكن أن تسبب الفيروسات التهابات الجهاز التنفسي الخفيفة، مثل نزلات البرد، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي.
تم التعرف على الفيروسات التاجية البشرية لأول مرة في منتصف الستينيات. ويراقب مسؤولو الصحة العامة هذه الفيروسات عن كثب.
كيف يعمل اللقاح الجديد؟مفتاح فعالية اللقاح هي أن مناطق الفيروس المحددة التي يستهدفها اللقاح تظهر أيضا في العديد من الفيروسات التاجية ذات الصلة. ومن خلال تدريب الجهاز المناعي على مهاجمة هذه المناطق، فإنه يوفر الحماية ضد الفيروسات التاجية الأخرى غير الممثلة في اللقاح بما في ذلك تلك التي لم يتم التعرف عليها بعد.
على سبيل المثال، لا يشمل اللقاح الجديد فيروس كورونا سارس-كوف-1، الذي تسبب في تفشي السارس عام 2003، ومع ذلك فإنه لا يزال يحفز الاستجابة المناعية لهذا الفيروس.
وقال روري هيلز، باحث الدراسات العليا في قسم علم الأدوية بجامعة كامبريدج والمؤلف الأول للبحث: "ينصب تركيزنا على إنشاء لقاح يحمينا من جائحة فيروس كورونا القادم، ويكون جاهزا قبل أن يبدأ الوباء".
وأضاف: "لقد أنشأنا لقاحا يوفر الحماية ضد مجموعة واسعة من الفيروسات التاجية المختلفة – بما في ذلك تلك التي لا نعرف عنها حتى الآن".
وقال البروفيسور مارك هوارث، من قسم علم الأدوية بجامعة كامبريدج، وكبير مؤلفي التقرير: "لا يتعين علينا انتظار ظهور فيروسات كورونا جديد.. نحن نعرف ما يكفي عن الفيروسات التاجية والاستجابات المناعية المختلفة لها، بحيث يمكننا البدء في بناء لقاحات وقائية ضد الفيروسات التاجية غير المعروفة الآن".
وأضاف: “لقد قام العلماء بعمل رائع في إنتاج لقاح فعال للغاية لكوفيد بسرعة خلال الوباء الأخير، لكن العالم لا يزال يعاني من أزمة ضخمة مع عدد كبير من الوفيات. نحن بحاجة إلى معرفة كيف يمكننا أن نفعل ما هو أفضل من ذلك في المستقبل، وأحد العناصر القوية لذلك هو البدء في بناء اللقاحات مسبقا.
وأظهرت هذه الدراسة أن اللقاح الجديد يثير استجابة مناعية واسعة النطاق، حتى في الفئران التي تم تحصينها مسبقا ضد SARS-CoV-2.
واللقاح الجديد أبسط بكثير في التصميم من اللقاحات الأخرى واسعة النطاق التي يتم تطويرها حاليا، والتي يقول الباحثون إنها يجب أن تسرع مسارها إلى التجارب السريرية.
كما أن التكنولوجيا الأساسية التي طوروها لديها إمكانية استخدامها في تطوير اللقاحات للحماية من العديد من التحديات الصحية الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات اللقاح الجدید بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
الحضور الجماهيري ولياقة اللاعبين.. إليك أبرز التحديات التي ستواجهها كأس العالم للأندية
(CNN) -- عندما يتم ركل الكرة في ملعب "هارد روك" في ميامي خلال مباراة بين رفاق ليونيل ميسي والأهلي المصري سوف تدخل الولايات المتحدة الأمريكية التاريخ، باعتبارها أول دولة تستضيف أهم بطولة في لعبة كرة قدم تمّ إنشاؤها في هذا القرن.
تعد البطولة الّتي ستقام من 14 يونيو/ حزيران إلى 13 يوليو/ تموز هي بلا شكّ الرهان الأكثر جرأةً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ زمن طويل، فلأول مرة، سيتنافس 32 فريقاً كلّ 4 سنوات بنظامٍ مشابهٍ للّذي استُخدم في المنتخبات الوطنية بين عامي 1998 و2022، 8 مجموعات، تضمّ كلّ منها 4 فرق، ويتأهل الفريقان الأوائل من كلّ مجموعة إلى دور الـ 16، تليها مباريات فاصلة من دور واحد.
على الصعيد الرياضي، تُعدّ هذه البطولة واعدة للغاية، سيشارك فيها 12 فريقًا أوروبيًا عملاقًا: ريال مدريد وأتلتيكو مدريد من إسبانيا، وإنتر ميلان ويوفنتوس من إيطاليا، ومانشستر سيتي وتشيلسي من إنجلترا، وباريس سان جيرمان الفرنسي، الفائز مؤخراً بدوري أبطال أوروبا، وبايرن ميونخ الألماني، كما ستشارك 10 فرق من الأمريكتين، مثل بوكا جونيورز وفلامنغو وريفر بليت وبالميراس وبوتافوغو وباتشوكا وإنتر ميامي، وتكتمل البطولة بمشاركة 4 فرق من آسيا، و4 فرق من إفريقيا، وفريق واحد من أوقيانوسيا، وهو فريق هواة.
ومع ذلك، يواجه هذا المشروع الطموح العديد من الأسئلة الّتي تستحق النظر إليها بشكل أعمق.
ملايين مضمونة وشكوك حول حضور الجماهير في الملاعب
يزعم (فيفا) أن البطولة في طريقها لتحقيق نجاح مالي كبير، كما هو متوقع في أحدث تقرير مالي له صدر في أبريل/ نيسان الماضي، ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن تُدرّ البطولة ما يصل إلى 21.1 مليار دولار أمريكي على الناتج المحلي الإجمالي العالمي، منها 9.6 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.
كما ستُوزّع البطولة جوائز إجمالية مغرية بقيمة مليار دولار أمريكي، إذ سيحصل الفائز على ما يصل إلى 125 مليون دولار أمريكي، وبالنسبة للعديد من الفرق المشاركة الّتي تفتقر إلى القوة المالية الّتي تتمتع بها نظيراتها في العالم المتقدم، تُمثّل هذه البطولة فرصةً لتعزيز مواردها المالية بشكل كبير.
على سبيل المثال، بلغ مؤخراً سعر أرخص تذكرة لحضور المباراة الافتتاحية بين إنتر ميامي والأهلي حوالي 69 دولاراً، وهو أقل بكثير من سعرها الأصلي، أما بالنسبة لمباراة باريس سان جيرمان ضدّ أتلتيكو مدريد في لوس أنجلوس، فقد بلغ أقل سعر 61 دولارًا، بينما بدأ سعر أول مباراة لريال مدريد ضدّ الهلال السعودي من 265 دولارًا، بينما بلغ سعر تذكرة حضور أول مباراة لبوكا جونيورز ضدّ بنفيكا 41 دولارًا فقط.
نظراً لعدد التذاكر المتاحة قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة، ونظام التسعير الديناميكي في الولايات المتحدة، والّذي يتكيف مع الطلب، فمن المرجح أن يدفع من ينتظرون حتّى اللحظة الأخيرة لشراء التذاكر أسعاراً أقل، ويبدو للوهلة الأولى أن الأسعار الأولية المرتفعة ربما تكون قد أبعدت بعض المشجعين.
بالإضافة إلى ذلك، بخلاف كأس العالم التقليدية، إذ يُمثل كلّ منتخب بلداً بأكمله، تُمثل الفرق المشاركة في هذه البطولة شريحةً سكانيةً محددةً فقط، وقد لا يملك الكثيرون في هذه الفئة المال أو الوقت الكافي لحضور البطولة.
إرهاق عند اللاعبين
من التحديات الأخرى جدول المباريات المزدحم، والّذي يُعيق لاعبي أنجح الفرق، على سبيل المثال، لعب برادلي باركولا أكبر عدد من الدقائق مع باريس سان جيرمان، مسجلاً 3643 دقيقة في 58 مباراة.
في المتوسط، لعبت الفرق الأوروبية الّتي شاركت في دوري أبطال أوروبا، مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي، 50 مباراة خلال العام في الدوري والكأس المحلية والمسابقات الأوروبية، هذا بالإضافة إلى 10-12 مباراة إضافية لعبها العديد من النجوم مع منتخباتهم الوطنية.
قال النجم البرازيلي السابق رونالدو مازحاً، خلال قرعة البطولة في ديسمبر/ كانون الأول 2024: "كنتُ أتمنى المشاركة في بطولة كهذه...مع أنني متأكد من أنها كانت ستأخذ بضعة أيام من إجازتي"، مضيفاً: "أعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى التحدث وإيجاد حل لجدول المباريات، العديد من اللاعبين يشتكون، وهناك العديد من الإصابات، والمتطلبات كبيرة جدًا، علينا احترام اللاعبين والاستماع إليهم".
في هذا الصدد، يبدو أن الإجراء الوحيد الّذي اتخذه الفيفا لتقليل عدد المباريات هو إلغاء مباراة تحديد المركز الثالث.
خلال مقابلة مع CNN Sport في أبريل/ نيسان الفائت، قال رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو: "لكننا نولي اهتمامًا بالغًا لجدول المباريات وصحة اللاعبين، أعني، نريد أن نبذل قصارى جهدنا ليكون اللاعبون في أفضل الظروف لأداء أفضل".
هل جميع أفضل الفرق مشاركة في البطولة؟
من جوانب التحسين الأخرى في هذه البطولة الأولى أن نظام التأهل يستبعد بعضاً من أفضل فرق العالم الحالية، على سبيل المثال، تأهل تشيلسي بصفته بطل دوري أبطال أوروبا 2021، بينما لم يتأهل آخر بطلين محليين لاثنين من أفضل الدوريات العالمية، ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز وبرشلونة في الدوري الإسباني.
أنهى تشيلسي البريميرليغ في المركز الـ12 موسم 2023/2022، والـ6 موسم 2024/2023 والـ 4 في آخر موسم، وتختلف تشكيلة الفريق الحالية اختلافًا كبيرًا عن التشكيلة الّتي تُوجت بطلةً لأوروبا قبل 4 سنوات.
رغم ما قد تثيره هذه البطولة الجديدة من شكوك وتساؤلات، فإن رهان الفيفا كبير وجذاب بلا شك، ربما، بعد بضع سنوات، ستبدأ الأندية بخياطة نجوم على قمصانها لتمثيل عدد بطولات العالم الّتي فازت بها، وسيصبح هذا عاملاً مهماً في نقاشات الجماهير حول أي نادٍ هو "الأكبر" في العالم.
أمريكاكأس العالم للأنديةنشر السبت، 14 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.