بعد محاولة بريطانية قتل زوجها وطفلها بسببه.. ما أسباب ذهان ما بعد الولادة؟
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
بعد أسبوعين من ولادة طفلتها «أوليفيا»، بدأت البريطانية «لورا» ذات الـ35 عام تشعر وكأن شخصًا ما يحاول أن يقتل أسرتها، وكادت أن تصطدم بسيارة أثناء قيادة سيارتها إلى منزل صديقتها، بعد أن ظلت مستيقظةً لمدة 40 ساعة متواصلة هرباً من الكوابيس التي كانت تطاردها، وفي المقابل كانت تجد في الليل زوجها نائماً بشكل طبيعي، الأمر الذي جعلها مستاءةً منه فبدأت تتصرف بعدوانية تجاهه.
تروي الأم البريطانية التي عانت من ذهان ما بعد الولادة لصحيفة «the sun» تفاصيل الحادث الذي كادت أن تُنهي به حياتها هي وأسرتها، فتقول إن زوجها «دان» كان يشعر بالنعاس بينما يقود السيارة ذات ليلة فما كان منها سوى أن طلبت منه التوقف لتتولى عجلة القيادة بدلاً منه، وفي تلك اللحظة بدأت تبكي وهي تخبره بالهلاوس التي تشاهدها، لكنه لم يُبدِ كثيراً من الاهتمام فجعلها ذلك غاضبةً وانطلقت بسرعة جنونية، وكأنها تهرب من شخصٍ لا يراه أحدٌ غيرها مبررةً موقفها بأنها تريد إنهاء الأمر وحماية أسرتها من الشخص الذي يريد خطف ابنتها بالتخلص من حياتهم جميعا، ليبقون معاً إلى الأبد في عالمٍ آخر، لكن لحسن الحظ أن زوجها صاحب الـ33 عاماـ يتمتع برد فعل سريع مكّنه من إنقاذ الموقف بالضغط على زر تشغيل وإيقاف السيارة، ما أدى إلى إبطائها وبالتالي استطاع أن يُخرج نفسه وأسرته من السيارة بشكلٍ آمن.
تتعرض العديد من النساء لحالة من الاكتئاب الشديد بعد الولادة تستمر من أسبوعين إلى ثمانية أشهر، تتبدل خلالها انفعالاتها وإدراك حواسها لمختلف المؤثرات سواء ما يتعلق بالسمع أو الرؤية أو حتى الشم، وبحسب الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، تتلخص أسباب ذهان ما بعد الولادة في التعرض لصدمات نفسية في الطفولة، مثل فقدان أحد الوالدين أو وفاة شقيق في سن مبكر جعل الأم التي وضعت مولودها توا تخاف عليه بشكل هيستيري، بالإضافة إلى زيادة الإجهاد الناتج عن الحمل وإنجاب طفل غير متوقع كأن تنجب الأم ذكرا، وهي كانت متوقعة أن تلد أنثى أو العكس، فتصاب بصدمة تعرضها لاكتئاب ما بعد الولادة الذي قد يتطور ليصبح حالة مرضية خطيرة تسمى الذهان.
وخلال حديثه لـ«الوطن» حدد «هندي»، أعراض ذهان ما بعد الولادة في النقاط التالية:
1. اضطرابات النوم الشديدة.
2. الشعور بالعصبية وخيبة الأمل تجاه الزوج، خاصةً عندما تتحمل الأم مسؤولية البيت بشكل منفرد.
3. الشعور بالوحدة الناتج عن فقد وظيفتها أو التوقف عنها لفترة طويلة تعزز إحساسها بالاكتئاب.
تتعرض النساء بعد الولادة لاختلال في إفرازات بعض الهرمونات التي تسبب اضطرابات مزاجية حادة، ويزداد الأمر خطورةً عندما تتداخل معها بعض الضغوط النفسية مثل شعورها بالسوء على نفسها، بسبب زيادة وزنها أو اضطرارها إلى تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تتناولها لظروف صحية رغم أنها لا تحبها، لذلك ينصح الدكتور وليد هندي بضرورة الاهتمام بالنفس والتأنق خلال الفترة التالية، مباشرةً للولادة مع التيقن بأنها مجرد مرحلة ستنتهي فلا ينبغي أن تشعر بالسوء من تغير ملامحها أو شكل الجسم.
كما يلعب الزوج دورا مهما في إنقاذ زوجته من اكتئاب ما بعد الولادة عن طريق مساعدتها ودعمها نفسيا إلى جانب والديها وأخوتها، لاحتواء التغيرات المزاجية التي تمر بها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اكتئاب الولادة الولادة الصحة النفسية الحوامل اكتئاب
إقرأ أيضاً:
حين يتحوّل الحنان إلى سلاح نفسي صامت.. كيف تؤذي الأم النرجسية أبناءها؟
في ثقافات تُمجّد الأمومة وتراها رمزًا مقدسًا، قد يبدو من الصعب تقبّل فكرة أن بعض الأمهات يكنّ سببًا في دمار أبنائهن نفسيًا.
من هي الأم النرجسية؟إلا أن الحقيقة المؤلمة، بحسب ما أكده الدكتور أحمد أمين، خبير العلاقات الإنسانية، هي أن "بعض الأمهات قد يحملن صفات نرجسية تجعل من تربية الأبناء عملية مؤلمة ومُشوِّشة للهوية، رغم غلاف الحنان الظاهري".
يصف الدكتور أمين، أن الأم النرجسية بأنها "الأم التي لا ترى أبناءها سوى امتداد لصورتها، لا كأفراد مستقلين. إنها تقيس قيمة أطفالها بمدى انعكاسهم لصورتها الاجتماعية، وتُخضع مشاعرهم لرغباتها هي، لا لاحتياجاتهم النفسية".
وتابع أمين في تصريح خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، أنه غالبًا ما تتصف الأم النرجسية بالسيطرة، وحب التملّك، والتلاعب العاطفي، وتقديم الحب المشروط، مما يخلق بيئة عاطفية غير مستقرة.
ـ طمس الهوية: تجبر أبناءها على السير في اختياراتها الخاصة، ما يُنتج أفرادًا لا يعرفون أنفسهم.
ـ التقليل من الذات: تمارس المقارنة والسخرية باستمرار، مما يولد شعورًا عميقًا بعدم الكفاءة.
ـ حب مشروط: تمنح الحب وتمنعه وفقًا للطاعة، مما يجعل الأبناء يربطون الحب بالألم والقلق.
ـ تشويه الصورة أمام الآخرين: تبوح بمشاكلها العائلية لتحافظ على دور "الضحية"، وتلحق الضرر بثقة الأبناء بأنفسهم.
ويشير الدكتور أمين، إلى أن "الأبناء الذين يكبرون في ظل أم نرجسية غالبًا ما يعانون من اضطرابات في العلاقات، وتقدير ذات منخفض، وشعور دائم بالذنب. بعضهم يصل لمرحلة الشلل العاطفي، غير قادر على اتخاذ قرارات بسيطة دون قلق أو تردد".
ويؤكد الدكتور أحمد أمين أن أولى خطوات التعافي هي "الاعتراف بالألم وعدم إنكاره، وفهم أن الحب الحقيقي لا يُشترط ولا يُنتزع بالقوة". ويُوصي بطلب الدعم النفسي، وتعلم وضع الحدود، والبدء في إعادة بناء مفهوم الذات من جديد.
واختتم أمين حديثه قائلاً: "ليست كل أم نرجسية، لكن كل أم تُشعر أبناءها أنهم لا يستحقون الحب إلا إذا أطاعوها، تزرع فيهم جرحًا لا يُشفى بسهولة. وقد حان الوقت لأن يُسمَح للأبناء بالكشف عن أوجاعهم... حتى لو بدأت تلك الأوجاع من حضنٍ كان يُفترض أن يكون الأمان".
كم عمر الدرع وأبناء درع السودان وهل لديهم ثقافة حرب عمرها يتجاوز العشرين عام