“أمنية” ترسم الفرحة على وجوه 236 طفلاً وطفلة في الربع الأول من عام 2024
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
أعلنت مؤسسة “تحقيق أمنية” الإماراتية عن نجاحها في تحقيق أمنيات 236 من أطفالها المرضى داخل وخارج الدولة من حوالي 21 جنسية.
وتعبيراً عن فخرها بهذا الإنجاز، صرّحت حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان، الرئيس الفخري لمؤسسة “تحقيق أمنية”: “يُسعدنا أن نتمكن خلال 3 أشهر فقط منذ بداية العام الحالي، من إبراز الإنسانية وحبّ الخير التي تسود أرض إمارات الخير، والذي أسهم في تحقيق أمنيات 236 طفلاً وطفلة من الذين يُعانون من حوالي 50 مرضاً خطيراً يُهدّد حياتهم”.
وأضافت: “لا يسعني سوى التعبير عن شكري وتقديري لكافة المؤسسات والجهات الرسمية والخاصة، وجميع أفراد مجتمع الإمارات على سخائهم ودعمهم المادي واللوجستي لمساعدتنا في تنفيذ استراتيجيتنا الإنسانية النبيلة، ورسم البسمة على وجوه الأطفال المرضى وإنارة شمعة الأمل في قلوبهم مع عائلاتهم”.
وأوضحت سمو الشيخة شيخة: “أودّ أيضاً الثناء على كافة العاملين في المؤسسة وجهودهم الكبيرة المبذولة التي ساهمت في تحقيق 127 أمنية داخل الدولة، 55 أمنية في المملكة الأردنية الهاشمية و 54 أمنية في جمهورية مصر العربية، وتمكّنهم من نشر الفرح، الشجاعة والتفاؤل في قلوب الأطفال المرضى مع عائلاتهم، وإبراز تراث ونهج القيادة الرشيدة الإنساني النبيل في منح السعادة للآخرين دون تفريق في الدين، اللون أو العرق”.
واختتمت سموها: “نتطلّع في الأشهر القادمة إلى إطلاق المزيد من المبادرات، عقد الشراكات وتحقيق الكثير من الأمنيات، ففرحة الأطفال المرضى لا تُقدّر بثمن، يحدونا الأمل بوجودنا على أرضٍ يُسارع أفراد مجتمعها دون استثناء إلى تقديم العون والمساعدة بمُختلف الأشكال والمقاييس، دون انتظار أيّ مقابل”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أهالي غزة يجابهون الحرب بالموسيقى وسط الدمار والحصار
وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، يُمسك أهالي غزة بالآلات الموسيقية ليعبروا عن صمودهم ورفضهم للاستسلام. في مخيمات النزوح وزحام المعاناة، تصبح الموسيقى لغة الأمل، حيث يعزف الأطفال والشباب النغمات بين الخيم، ليصنعوا من الألم جسرًا نحو الحياة. اعلان
وسط دمار الحرب وقصف الطائرات، تبقى الموسيقى صوتًا للأمل في قلب غزة. في مخيمات النازحين وزحام المعاناة، يُقاوم الفلسطينيون الألم بالعزف والغناء، حيث تتحول الآلات الموسيقية إلى سلاحٍ ناعم يزرع الفرح ويعيد للطفل براءته، ويذكّر الجميع بأن الحياة لا تزال تستحق العيش.
ساحة الجندي المجهول، القلب النابض لمدينة غزة التي فقدت صخبها وعاد إليها الوجع بصمت. هنا، حيث تحولت الساحة إلى مخيم مؤقت للنازحين، تجمع مئات العائلات تحت خيم ممزقة، وسط نقص حاد في أدنى مقومات الحياة، يعيش أحمد أبو عمشة، معلم الموسيقى، مع عائلته، بعد أكثر من 19 شهرًا من النزوح المستمر.
أبو عمشة ليس مجرد مدرس جيتار، بل هو رجل الرسالة، يحمل بين يديه آلة موسيقية بدل البندقية، ويرسم بالأوتار لوحة الأمل على خلفية الدمار. كان يسكن في بيت حانون، قبل أن تدمر الحرب كل شيء، وتطرده وزوجته وأطفاله من منزلهم. لكنه، وفي كل مرة اضطروا فيها للفرار، لم ينسَ أن يحمل الآلات الموسيقية معه. يقول: "إنها الشيء الوحيد الذي يمنحنا الأمل".
رحلة النزوح والبقاءلم تكن حياة أبو عمشة سهلة منذ اندلاع الحرب. تعرضت عائلته للنزوح 12 مرة، قبل أن تستقر بهم الحال في مخيم ساحة الجندي المجهول. الطريق كان طويلًا ومليئًا بالمعاناة، لكنه ظل يحمل موسيقاه معه، كأنها جزء من نفسه.
وسط مشهد اليوميات الصعبة، من البحث عن المياه وتأمين لقمة العيش، يشق أبو عمشة طريقه عبر الزقاق الضيق في المخيم، ويحمل على كتفه زجاجات المياه، وعلى ذراعه جيتاره. وخلفه، يتبعه مجموعة من الأطفال الذين حولهم إلى طلاب، يتعلمون منه العزف، ويستعيدون من خلال الموسيقى شيئًا من براءتهم المفقودة.
Relatedاليونيسف: أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو جُرحوا في غزة منذ 7 أكتوبر... والأهوال تتجاوز الوصفغزة: جوع وطوابير ولا حل في الأفق.. الآلاف يتجمعون أمام مركز جديد للمساعدات في رفحالجيش الإسرائيلي يقترب من السيطرة الكاملة على خان يونس وسط تصاعد وتيرة التصعيد في قطاع غزةطيور غزةفي إحدى محطات النزوح، في منطقة الماويسي بمدينة خانيونس، ولدت فكرة جديدة. شعر أبو عمشة أن الموسيقى يمكن أن تكون جسرًا يعبر به الأطفال فوق مأساتهم، فأسس مجموعة موسيقية أسماها "غناء طيور غزة" (GBS)، وتضم الأطفال المشردين الذين تميزوا بموهبتهم في الغناء والعزف.
قدمت المجموعة عدة عروض في مخيمات النازحين، واستقبلتها وسائل التواصل الاجتماعي باهتمام واسع، كصوتٍ يتعالى من تحت الركام، ليذكّر العالم بأن الإنسان الفلسطيني لا يموت، وأن الفرح يمكن أن ينبض حتى في أشد الظروف قسوة.
مولع، نجل أحمد، يبلغ من العمر 14 عامًا، وهو أحد أعضاء المجموعة. يعزف على آلة الناي، ويقول بكل ثقة رغم ما مرّ به: "لقد تم نزحنا أكثر من 11 مرة، وكنت دائمًا أحمل نايي معي. إنه الشيء الوحيد الذي يساعدني على نسيان صوت القصف". ويضيف أنه من الصعب العثور على مكان هادئ للعزف وسط الضوضاء، ولكنهم يحاولون التدرب داخل خيمة خاصة، بعيدًا عن ضجيج الألم.
أما الطفلة يارا، ذات العشر سنوات، فتتعلم العزف على الكمان. تعبر عن خوفها من كل عملية نزوح جديدة، لكنها تؤكد: "كلما شعرت بالخوف، ألتجئ إلى الموسيقى. فالموسيقى تجعلني أشعر بالأمان."
عزف الأمل تحت الخيمداخل المخيم، تتجمع المجموعة يوميًا، وتبدأ الحكاية من جديد. الأطفال والشباب يعزفون مختلف الآلات الموسيقية تحت خيم ممزقة، في منظر قد يبدو غريبًا لمن لا يعرف المعنى الحقيقي للحياة. لكن هنا، في قلب غزة المنكوبة، أصبحت الموسيقى لغة جديدة، تتحدث بها الجيل الجديد عن الأمل، وعن الوطن، وعن الرغبة في العيش.
ويصر أحمد أبو عمشة، وهو ينظر إلى طلابه، على مواصلة رسالته الإنسانية. يقول بهدوء، بينما يعلو صوت العود في الخلفية: "نغني من أجل السلام، نغني من أجل الحياة، نغني من أجل قطاع غزة".
وفي ظل نقص الغذاء والماء والكهرباء، يبقى هذا المعلم يزرع الأمل، ليس بالكلمات فقط، بل بالأوتار، وبكل نغمة تُعزف في وجه القصف، وترتفع فوق دمار الأرض لتلامس سماء الإرادة والإنسان.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة