اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين بشكل إيجابي، في حين وصفت إسرائيل القرار بـ"السخيف"، وأنه "انتهاك واضح" لميثاق المنظمة.

وقالت الجمعية العامة في قرارها إن الفلسطينيين مؤهلون لينالوا العضوية الكاملة في المنظمة.

وينص القرار على تعزيز حقوق دولة فلسطين وامتيازاتها في الأمم المتحدة، دون السماح لها بالتصويت في الجمعية العامة.

كما سيسمح مشروع القرار لفلسطين بتقديم المقترحات والتعديلات وإثارة الاقتراحات الإجرائية خلال اجتماعات الأمم المتحدة، وهو ما لم يكن بوسعها القيام به من قبل.

وقد رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار، وقال إن فلسطين ستواصل مساعيها للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

وفي المقابل سارع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لانتقاد القرار، ووصفه بالسخيف وبمثابة جائزة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال كاتس إن "القرار السخيف الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة يبرز التحيز الهيكلي للأمم المتحدة والأسباب التي جعلت المنظمة، تحت قيادة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تتحول إلى مؤسسة غير ذات صلة"، وفق قوله.

وكان مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان قال، في وقت سابق، إن اجتماع الجمعية العامة للتصويت على قرار يمنح السلطة الفلسطينية حقوق دولة عضو "انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة".

وزعم أردان، في تدوينة له عبر منصة إكس، أن الأمم المتحدة بهذا المقترح لن تعطي حقوق الدولة فقط لما سماه "كيان لا يسعى للسلام لكنها تفتح أبوابها أيضا للنازيين المعاصرين"، وفق قوله.

خطوة سلام

من جانبه، رحب وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن بمصادقة الجمعية العامة على القرار المتعلق بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة

وقال الوزير عبر منصة إكس "سمعنا في التصويت صوت العالم يقول بشكل لا لبس فيه إن الوقت حان لتأخذ فلسطين مكانها الصحيح بين دول العالم".

كما وصفت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب الخطوة بأنها "أساسية نحو حل الدولتين وعملية سلام ذات مصداقية"، قائلة -عبر منصة إكس- "لقد صوتنا لصالح القرار المتعلق بوضع فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة .. بلجيكا واضحة ويجب أن تحظى فلسطين بمكانتها الكاملة في المحافل الدولية".

فيتو أميركي

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن ترى أن دولة فلسطينية يجب أن تبصر النور في مفاوضات مباشرة، وليس في إطار الأمم المتحدة، وذلك بعدما جددت فلسطين طلبها لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

كما نددت السلطة الفلسطينية، منتصف الشهر الماضي، بالفيتو الأميركي (حق النقض) في مجلس الأمن ضد عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة، في حين هنأت إسرائيل واشنطن على موقفها هذا.

وكان ذلك خلال تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار الذي قدمته الجزائر، ويوصي بقبول دولة فلسطين عضوا بالمنظمة الدولية، ووافقت 12 دولة على القرار، فيما امتنعت بريطانيا وسويسرا، واعترضت الولايات المتحدة مستخدمة الفيتو باعتبارها إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

ومنذ عام 1988 اعترفت 139 دولة من 193 أعضاء في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.

اعتراف أوروبي

وكان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ذكر مساء أمس الخميس، أن إسبانيا وأيرلندا ودولا أخرى بالاتحاد الأوروبي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في 21 مايو/أيار الجاري.

وقال رئيس الوزراء الإسباني  بيدرو سانشيز، في مارس/آذار الماضي، إن إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا ومالطا اتفقت على اتخاذ الخطوات الأولى نحو الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، باعتبار أن حل الدولتين ضروري لتحقيق سلام دائم.

وردا على سؤال لمحطة الإذاعة الإسبانية (آر.إن.إي) عما إذا كان الـ21 من  الشهر الجاري هو الموعد الذي ستعترف فيه إسبانيا وأيرلندا، إلى جانب دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، بدولة فلسطينية، أكد بوريل ذلك مشيرا إلى سلوفينيا أيضا.

وأضاف "هذا عمل رمزي ذو طبيعة سياسية. أكثر من مجرد اعتراف بدولة، سيعترف بإرادة تلك الدولة (الفلسطينية) في الوجود"، مضيفا أن بلجيكا وبلدانا أخرى ستتخذ القرار ذاته على الأرجح.

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في وقت سابق، إن قرار الاعتراف بدولة فلسطينية اتُّخذ، دون تحديد موعد إعلانه.

وفي حين لم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية على طلبات للتعليق حتى الآن، قال رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جولوب، هذا الأسبوع، إن سلوفينيا ستعترف بدولة فلسطينية بحلول منتصف يونيو/حزيران المقبل.

وتأتي هذه المساعي مع تزايد الدعوات الدولية للتوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلّفا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الأمم المتحدة الجمعیة العامة بدولة فلسطینیة للأمم المتحدة دولة فلسطینیة دولة فلسطین مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

سلوفينيا أحدث دولة تعترف باستقلالية فلسطين.. وخبراء الأمم المتحدة يحثون الجميع على فعل نفس الشيء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج مؤخرا بدولة فلسطينية مستقلة، انضمت لهم سلوفينيا، بينما حث خبراء الأمم المتحدة جميع الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، بحسب ما ذكرت "رويترز".

ودعت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة كل الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطينية لضمان السلام في الشرق الأوسط.

وأثار الاعتراف بدولة فلسطين غضب إسرائيل، التي وجدت نفسها معزولة بشكل متزايد بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من العدوان على قطاع غزة.

وقال الخبراء، بمن فيهم المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، إن الاعتراف بدولة فلسطينية اعتراف مهم بحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال.

وأضافوا: "هذا شرط مسبق لسلام دائم في فلسطين والشرق الأوسط بأكمله، بدءا بالإعلان الفوري لوقف إطلاق النار في غزة وعدم حدوث مزيد من التوغلات العسكرية في مدينة رفح، بجنوب غزة."

وتابعوا: "لا يزال حل الدولتين هو المسار الوحيد المتفق عليه دوليا للسلام والأمن لكل من فلسطين وإسرائيل وطريقة للخروج من دائرة العنف والاستياء بين الأجيال."

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باعتراف سلوفينيا بدولة فلسطين، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جالوب، وقام بشكره على مواقف سلوفينيا الشجاعة في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن هذا الاعتراف يأتي استكمالا لمواقف سلوفينيا الداعمة للقانون الدولي والشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

ولفت عباس إلى أن هذه المواقف العظيمة من الأصدقاء في أوروبا تمنح الشعب الفلسطيني الأمل في إمكانية وقف العدوان والتدمير والاستهداف الذي يتعرض له من قبل الاحتلال، وأعرب عن تطلعه لتحقيق السلام وفقا للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أعرب عن أمله في أن تقوم كل الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، بالاعتراف بها ودعم الجهود الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مما سيساهم في تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق السلام.

وجدد تأكيده على ضرورة وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

كما أكد على أهمية انسحاب جيش الاحتلال من غزة، وتسريع إدخال المساعدات لتجنب مخاطر المجاعة التي تواجه الشعب الفلسطيني إثر سيطرة الاحتلال على كافة معابر القطاع وإغلاقها.

مقالات مشابهة

  • بينها الصومال.. انتخاب 5 دول لعضوية مجلس الأمن
  • الأمم المتحدة تنتخب 5 دول كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن
  • الصومال و4 دول تفوز بعضوية مجلس الأمن
  • انتخاب 5 دول لعضوية مجلس الأمن الدولي
  • سلوفينيا أحدث دولة تعترف باستقلالية فلسطين.. وخبراء الأمم المتحدة يحثون الجميع على فعل نفس الشيء
  • رغم تحذيرات طهران.. وكالة الطاقة الذرية تعتمد قرارا مناهضا لإيران
  • منظمة التعاون الإسلامي ترحب باعتراف حكومة سلوفينيا بدولة فلسطين
  • «الشورى» يطالب بإعادة النظر في نسب القبول التي تفرضها الجامعات لاختبار القدرات والتحصيلي
  • الشورى يطالب "التعليم" بإعادة النظر في نسب القبول لاختبار القدرات والتحصيلي بالجامعات
  • الشورى يطالب "التعليم" بإعادة النظر في نسب القبول لاختبار القدرات والتحصيلي بالجامعات/عاجل