جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@18:50:12 GMT

عُمان والكويت.. نحو مستقبل مزدهر

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

عُمان والكويت.. نحو مستقبل مزدهر

 

حاتم الطائي

 

الحديثُ عن العلاقات الأخوية الراسخة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة، لا يخلو من المشاعر الصادقة تجاه إخوتنا وأحبائنا في هذا البلد الشقيق العزيز على قلب كل عُماني وعُمانية، ليس فقط لأن العلاقات بين البلدين على مستوى القادة تحظى برسوخ قلّما نجده بين دول أخرى، وليس فقط لأن شعب الكويت واحد من أطيب شعوب العالم، وليس فقط لأن الكويت منارة ثقافية أضاءت بنورها عقول العُمانيين وكُل العرب، وليس فقط لأن الكويت وجهة مُفضّلة لدى الطلاب والسيّاح العُمانيين، وليس لأن التعاون الثقافي والإعلامي بين البلدين قديمًا وحديثًا يعكس رسوخ ومكانة العلاقات، ولكن ببساطة شديدة لأننا نُحب الكويت، والشعب الكويتي يُحب عُمان.

. إذن هي علاقات محبة وأخوّة وشراكة مُتكاملة، تحُفها وحدة الهدف والمصير، ويُعزِّز من قوتها نُبل المنطلقات، وإنسانية التعاطي مع مختلف القضايا.

ولا شك أنَّ الزيارة المرتقبة- التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة الكويت الشقيقة غدًا الإثنين، ولقاءَه بأخيه حضرةِ صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح- تمثلُ ترجمةً وتأكيدًا على رسوخ العلاقات الثنائية، ومستوى التعاون القائم بين البلدين الشقيقين، خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، لا سيما بعد افتتاح مصفاة الدقم التي تعد أضخم مشروع استثماري مشترك في قطاع البتروكيماويات في الشرق الأوسط، وبتكلفة فاقت التسعة مليارات دولار أمريكي. هذا إلى جانب الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، على مدى العقود الماضية؛ سواءً في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- أو خلال مسيرة النهضة المُتجددة بقيادة جلالة السلطان المعظم- أبقاه الله.

لكن قبل أن أخوضُ في الأبعاد والأصداء المرتقبة لهذه الزيارة التاريخية لجلالته إلى دولة الكويت، أودُ أن أُعرِّج على جُملة من المواقف والمشاهد التي لا تغيب أبدًا عن ذاكرتي، ومن حُسن الطالع أنني أكتبُ هذا المقال من قلب العاصمة الكويت وتحديدًا على كورنيش الكويت، بُعيْد جولة سريعة شاهدتُ خلالها ألوان العلم العُماني تضيء مبنى بنك الكويت المركزي؛ حيث أتشرف بحضور مؤتمر الشراكة والمسؤولية الاجتماعية. وللكويت مكانة خاصة في نفسي؛ إذ أسهم الأديب والإعلامي الراحل عبدالله الطائي في تعزيز النهضة الثقافية والاجتماعية في دولة الكويت الشقيقة، وكان من روّاد العمل الإعلامي في الكويت إبان فترة الستينيات من القرن الماضي، وكثيرًا ما يُحدِّثني أصدقائي الكويتيين عن إسهامات الأديب عبدالله الطائي في مسيرة العمل الثقافي الكويتي، وقد أخبرني بذلك الصديق الكاتب والمفكر محمد غانم الرميحي. ولقد تشرفت خلال العقود الماضية بمصادقة إخوة أعزاء من دولة الكويت، منهم الدكتور رمضان الشراح الخبير في الشؤون الاقتصادي، وله كتاب مُهم عن نهضة عُمان، وقد ألّف الكتاب حُبًا ومعزةً للسلطنة، التي يعتبرها بلده الثاني. وهناك عدد آخر من الكُتاب الحاليين أو الراحلين كتبوا عن عُمان وحضارتها وتاريخها ونهضتها الحديثة، منهم الدكتور عبدالله الصانع والذي كتب عن عُمان في مراحل مُبكرة للغاية، وتحدث عنه الأديب عبدالله الطائي؛ باعتباره واحدًا من الأدباء العظام الذين أثَّرُوا في نهضة الخليج العربي، وذلك خلال النصف الأول من القرن العشرين. ولا يُمكن أن ننسى الأستاذ والإعلامي الكبير أحمد الجار الله، والذي انفرد بإجراء أكثر من حوار صحفي مع السلطان قابوس- رحمه الله. أيضًا يجب أن أذكر الصديق المُحب لعُمان الأستاذ محمد الربيعان، والذي أعلم بفضل علاقتي الشخصية به، مدى حرصه على زيارة عُمان كل سنة، في عادة دأب عليها بكل حُبٍ منذ 30 عامًا. ولا يمكن أن أنسى الصديق الدكتور نبيل العون، رجل العمل الإنساني بامتياز، والصديق الإعلامي القدير ماضي الخميس رائد المبادرات الإعلامية في الكويت.. ولكل هؤلاء وغيرهم من الأصدقاء في كويتنا الحبيبة، أوجِّه لهم تحية حب وتقدير، على هذه العلاقات الطيبة المليئة بالمحبة والصداقة النبيلة.

وبالعودة إلى الزيارة المرتقبة، فإنَّ ثمّة نتائج اقتصادية وسياسية وثقافية سيجنيها البلدان من هذه الزيارة؛ إذ من المقرر أن تشهد الزيارة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والتعاون والبرامج التنفيذية، علاوة على توقعات بأن ينتج عن الزيارة، الإعلان عن مشروعات مستقبلية بين البلدين الشقيقين، في إطار ما تحظى به العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بأهمية كبيرة لدى قائدي البلدين- أيدهما الله.

زيارة الدولة التي سيقوم بها جلالة السلطان، تأتي بعد نحو أقل من 3 أشهر من زيارة سمو الشيخ أمير الكويت، خلال حضور سموه مراسم افتتاح مصفاة الدقم، ما يعني أن زيارة جلالته تمثل امتدادًا للزيارات المتبادلة والمتواصلة بين البلدين، في ضوء الحرص الثنائي الحثيث على تطوير العلاقات البينية، وزيادة أحجام التبادل التجاري، وتعزيز مجالات الاستثمار المشترك، ودعم زيادة التبادل السياحي، خاصة وأن السياح الكويتيين في ازدياد كبير كل عام، لا سيما إلى خريف ظفار، الذي يجتذب أعدادًا كبيرة من السياح من دولة الكويت.

أيضًا على المستوى السياسي، لا شك أنَّ مسيرة العمل الخليجي المشترك والتحديات التي تواجهنا في هذه المسيرة، ستكون حاضرة على جدول أعمال القمة العُمانية الكويتية في الكويت، علاوة على القضية الأولى الآن في العالم، وهي القضية الفلسطينية، خاصةً وأن المواقف العُمانية والكويتية في هذا الجانب تتطابق تمامًا وتؤكد على أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الحرب فورًا على قطاع غزة، وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967. كما إن العلاقات الخليجية مع دول الجوار سيكون لها نصيب من المباحثات الثنائية، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والتحديات الجيواستراتيجية التي تُهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم، وهو ما يؤكد البلدان على رفضه تمامًا، وحرصهما على أن تنعم منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم بالأمن والاستقرار.

ويبقى القول.. إنَّ عُمان والكويت دُعامتان أساسيتان، وركيزتان من ركائز العمل الخليجي والعربي المشترك، ولهما بصمات دولية مشهودة في إرساء السلام وبسط الاستقرار في المنطقة ونزع فتيل الأزمات إقليميًا ودوليًا، علاوة على الأدوار الإنسانية التي لا تُخطئها عين في الكثير من أنحاء العالم، ودور البلدين المؤثر على صعيد التنمية الفكرية والثقافية عربيًا وخليجيًا، كما إن رسوخ العلاقات الثنائية وقوة وشائج القربى والصلات المتينة بين الشعبين الشقيقين، تؤكد أن البلدين مُقبلين على مرحلة جديدة من العمل المشترك، وصولًا إلى مراحل أكبر من الشراكة والتعاون؛ بما يحقق الازدهار والنماء لشعبي البلدين الشقيقين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقتني مجموعة جورج رينتز التي توثق العلاقات السعودية – الأمريكية بالوثائق والصور

المناطق_واس

تشكل وثائق ومذكّرات المستشرق الأمريكي جورج رينتز مساحة في التوثيق لتاريخ العلاقات السعوديةالأمريكية الوطيدة، التي بدأت منذ ثلاثينيات القرن الماضي بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.

وتقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة الوثائق والمذكرات والصور واليوميات النادرة لجورج رينتز، الذي قدم جملة من الأعمال العلمية والبحثية الراقية التي كتبها وهو يعمل مترجمًا وباحثًا بشركة الزيت العربية الأمريكية “أرامكو”، حيث قدم إنتاجًا معرفيًّا في قراءة ورصد التاريخ السعودي المعاصر، وبدايات العلاقات السعودية – الأمريكية المميزة، خلال فترة عمله التي استمرت (17) عامًا ما بين (1946) – (1963)م.

أخبار قد تهمك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهيئة التراث توقعان مذكرة تفاهم في مجالات التراث الثقافي الوطني 10 أبريل 2025 - 11:00 مساءً مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقيم ندوة عن الأزياء التراثية السعودية 12 يناير 2023 - 5:24 مساءً

وتكشف مجموعة جورج رينتز الخاصة التي تقتنيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، عن بدايات العلاقات المميزة بين المملكة وأمريكا، إذ تتناول بدايات إنتاج النفط بالمملكة، وأشهر الحقول النفطية، وتاريخية شركة أرامكو التي تمثل أكبر قلعة اقتصادية في الشرق الأوسط تمثل واجهة العلاقات السعودية – الأمريكية في مجال البترول، وكشوفاته، وإنتاجه، وتكريره، كما تكشف المجموعة عن تحولات هذه العلاقات مدفوعة بعددٍ كبيرٍ من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

وقام “جورج رينتز” أثناء عمله بتوثيق التاريخ الشفوي للقبائل، ونشر سلسلة من كتيبات “أرامكو”.

وتشتمل مكتبة جورج رينتز على (8948) وثيقة نادرة منها (1175) وثيقةً باللغة العربية، و(6224) وثيقةً باللغة الإنجليزية، كما تضم (1367) قصاصةً صحافيةً، و(182) مذكرةً وتقريرًا وأغلبها له صلة وثيقة بتاريخ المملكة العربية السعودية والخليج العربي بشكل خاص، والشرق الأوسط، وتبرز الوثائق تاريخية العلاقات السعودية – الأمريكية حيث تضم: وثائق عن اتفاقيات النفط بين المملكة وبعض الشركات الأمريكية.

ووثق المستشرق أقوال الصحف الأمريكية عن زيارة الملك سعود للولايات المتحدة الأمريكية.

وتضم المكتبة عددًا كبيرًا من الكتب باللغات الأجنبية، وترصد أهم الأحداث السياسية والوقائع التاريخية في المملكة ومنطقة الخليج العربي، ومنها: وثيقة عن أول مؤتمر وطني لدراسة أوضاع الطيران في المملكة الذي عقد يوم الأحد 16 / 9 / 1382هـ، وعرض لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني، كما توجد وثائق حول تطورات شركة الزيت العربية – الأمريكية، ومشروع التابلاين، ومشاريع التنمية الاقتصادية، واستثمارات البترول والمعادن بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، ومقترحان بشأن نظام العمل في شركة “أرامكو” والثروات المعدنية في المملكة في شرق المملكة وجنوبها، وخطاب موجه من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى رئيس شركة الزيت العربية الأمريكية بخصوص تحديد سعر الجنيه الذهب والبترول.

مقالات مشابهة

  • مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقتني مجموعة جورج رينتز التي توثق العلاقات السعودية – الأمريكية بالوثائق والصور
  • الأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوب
  • العلاقات المصرية اللبنانية.. انسياب حركات تبادل السلع الزراعية بين البلدين
  • رانيا المشاط: عمرو موسى مصدر إلهام وتكريمه من الغرفة السويسرية يجسد عمق العلاقات بين البلدين
  • السعودية: نأمل أن تسهم زيارة ترامب في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • «قانون العمل الجديد» في ندوة تعريفية بـ مستقبل وطن
  • قانون العمل الجديد.. ندوة لأمانة العمال المركزية بحزب مستقبل وطن
  • ثُمَّ شَقَّتْ هَدأةَ الليلِ رُصَاصة !!
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية أذربيجان يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائية بين البلدين
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية أذربيجان يبحثان هاتفياً العلاقات الثنائية بين البلدين