الأحد, 12 مايو 2024 12:08 م

بغداد/ المركز الخبري الوطني

أكد ئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الأحد، ضرورة وضع الخطط العاجلة لمواجهة مخاطر التغير المناخي.

حديث رئيس الاقليم جاء في كلمة له خلال انطلاق أعمال مؤتمر الجفاف و التغيرات المناخية و سياسات الاقتصادية و الديمغرافية في العراق الذي انعقد في اربيل برعايته شخصياً.

‎وقال الرئيس نيجيرفان بارزاني في كلمته، إن العراق يقع تحت تأثير كبير لتغير المناخ، وفق أحدث التقارير للأمم المتحدة، وهو خامس دولة تقع تحت تأثير تغير المناخ، وهذا يؤثر على مناحي الحياة في اقليم كوردستان والبلاد كافة، ويتسبب بالتصحر وخسارة الأراضي الزراعية.
‎وأكد أنه “نخسر سنويا مئات آلاف الكيلومترات المربعة اضافة الى المياه السطحية والجوفية التي تقل باستمرار، وضعف الأمن الغذائي، والهجرة من العراق و اقليم كوردستان الى بلدان الخارج”، منوها الى أنه “في السنوات الاخيرة حدثت هجرة داخلية حيث ترك 130 الفاً من السكان في العراق مناطق سكناهم، ونزحوا الى مناطق أخرى اضافة الى تضرر الأمن المجتمعي، وزيادة نسبة الفقر، وارتفاع معدلات المشاكل الصحية جراء تغير المناخ والجفاف”.
‎كما أشار رئيس الإقليم إلى أن “الوضع الراهن جعل من العراق لا يستطيع أن يتدارك هذه المشاكل، ونحن في العراق وكوردستان نحتاج إلى العمل بسرعة في وضع الخطط على المدى القريب والمتوسط والبعيد لمواجهة مخاطر تغير المناخ، ونسد الطريق أمام تأثيراته”، مشددا على أنه ينبغي أن يكون لهذا الموضوع الأولوية والمزيد من الجدية في سياسة وخطط الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان”.
‎ومضى بالقول، إنه “يتعين أن يتم تأمين ميزانية من قبل الحكومة الاتحادية لمواجهة تأثيرات تغير المناخ، ومنح المؤسسات المتخصصة في هذا الجانب صلاحيات أوسع، وينبغي طبع منهاج تعليمية تولي اهتماما أكبر بمجال مواجهة تغير المناخ، والحفاظ على البيئة، وعدم تلويث المياه”، مؤكدا على ضرورة رفع مستوى الوعي لدى المجتمع من قبل المراكز التوعوية والمثقفين والأكاديميين ورجال الدين ضمن إطار التثقيف على حماية البيئة.

‎وتابع نيجيرفان بارزاني بالقول، إنه “بحكم أن العراق أكثر مصادر مياهه من دول الجوار، فإنه مجبر على أن يولي اهتماما كبيرا بهذا الموضوع لتأمين الأمن المائي”، لافتا الى أنه “ينبغي تدارك الموقف، والتعاون مع دول الجوار والعالم بأسره لكي نتمكن من مواجهة تغير المناخ”.

واقترح رئيس الاقليم، وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة هذه المشكلة، مردفا بالقول، إن “اقليم كوردستان لديه الكثير من مصادر المياه، و يتعين إنشاء السدود، وبناء مشاريع خزن المياه”.

‎وحث نيجيرفان بارزاني الحكومة العراقية على مساعدة ومساندة حكومة اقليم كوردستان في بناء السدود والبرك مما يساهم في خزن المياه، وتقليل مخاوف تغير المناخ، داعيا رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد الى مساعدة الإقليم في هذا المجال.

المصدر: المركز الخبري الوطني

كلمات دلالية: نیجیرفان بارزانی اقلیم کوردستان تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

العراق على أبواب صناديق جديدة: هل تغير انتخابات 2025 قواعد اللعبة

آخر تحديث: 2 غشت 2025 - 9:43 صبقلم: د. مصطفى الصبيحي ها هو العراق مرة أخرى يقف أمام صناديق الاقتراع موعد جديد مع الديمقراطية في بلد لم يعرف الاستقرار منذ عقود وكأن التجربة السياسية ما زالت في مرحلة المخاض المتعثر رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على التغيير. انتخابات 2025 تحمل في ظاهرها استمرارية شكلية لكنها في باطنها حبلى باحتمالات مفتوحة تتراوح بين إعادة إنتاج نفس الخرائط القديمة، أو كسر بعض قواعد اللعبة الراسخة ولو جزئيًا. ولعل السؤال الأكبر الذي يفرض نفسه بقوة اليوم: هل هناك نية حقيقية لإحداث تغيير؟ أم أن اللعبة محكومة بسيناريو معد سلفًا تتبدل فيه الأدوار بينما تبقى البنية السياسية على حالها؟ من المؤكد أن ما يسبق الانتخابات هذه المرة ليس كما كان عليه الحال في السابق فالمشهد السياسي يعيش حالة من التمزق الظاهر والانقسام الضمني التيارات التقليدية تعاني من تراجع في شعبيتها حتى وإن بدت مسيطرة في المؤسسات والشباب – وهم القوة الحقيقية – لا يجدون أنفسهم ممثلين في خطاب تلك القوى. منذ انتفاضة تشرين وما تلاها من انسحابات وموجات قمع وصعود للوعي الشعبي تغيرت المزاجات. لم يعد الشارع يثق بالوعود ولا يؤمن بأن الاقتراع وحده كفيل بالتغيير. هناك حالة من الشك من التعب من الترقب الحذر. المفوضية العليا للانتخابات تواصل استعداداتها، وتفتح سجلات الناخبين وتعلن عن جاهزيتها لكن الجاهزية التقنية لا تعني بالضرورة جهوزية سياسية حقيقية لانتخابات نزيهة. ثمّة غائب حاضر في المشهد هو التيار الصدري الذي انسحب من البرلمان وترك الساحة السياسية تعيد تشكيل توازناتها على عجل. السؤال المطروح اليوم في كل ردهات السياسة العراقية: هل يعود التيار إلى المشهد؟ وإذا عاد فكيف؟ وبأي خطاب؟ وإن غاب هل سيتمكن خصومه من ملء الفراغ أم أن الساحة ستشهد فراغًا سياسيًا وشعبيًا معًا؟ ما من إجابة حاسمة لكن المؤكد أن غياب الصدريين – إذا استمر – سيضعف الحماسة العامة ويجعل الانتخابات تميل أكثر لصالح قوى الإطار التنسيقي التي تسعى إلى تكريس نفوذها ولو على حساب التوازن الوطني العام. على الضفة الأخرى هناك محاولات متفرقة من المستقلين ومن بعض بقايا الحركات الاحتجاجية لتشكيل قوائم جديدة أو العودة للساحة بخطاب إصلاحي حاد لكن هذه المحاولات تصطدم بجدار التمويل وبضعف التنظيم وبسيف السلاح المنفلت الذي يهدد كل من يخرج عن السياق. فما زال العنف السياسي حاضرًا سواء عبر الاغتيالات الرمزية أو الحقيقية وما زالت الدولة عاجزة عن ضبط المشهد أو حماية من يسعى للتغيير. إلى جانب التحديات الداخلية لا يمكن إنكار حجم التأثير الإقليمي والدولي الذي لا يزال يلعب دورًا مؤثرًا في تحديد اتجاهات المرحلة المقبلة. فالعراق وهو بين فكي التوازن الإيراني-الأميركي لا يتحرك بحرية كاملة. وأي تغيير جوهري في المشهد الانتخابي لا بد أن يمر بميزان حساس من التفاهمات أو التصادمات الخارجية. وهذا يعني أن معركة الانتخابات ليست داخلية فحسب بل تتجاوز الصندوق إلى ما بعده حيث تبدأ الحسابات الحقيقية. لكن رغم كل ذلك يبقى الأمل قائمًا في أن تكون هذه الانتخابات نقطة تحوّل ولو متواضعة. أن تنجح بعض الأصوات الجديدة في كسر الحصار المفروض على التمثيل الشعبي الحقيقي. أن ينجح الشارع في فرض إرادته، ولو بنسبة محدودة في برلمان يشبهه أكثر مما يشبه المكاتب المغلقة. فالتغيير لا يحدث دفعة واحدة ولا على شكل معجزات، بل عبر تراكمات مستمرة تبدأ بخطوة بكلمة بصوت واحد يقول: كفى. وإذا كانت الانتخابات السابقة قد كرست الإحباط فإن انتخابات 2025 تمثل لحظة اختبار عسيرة لكنها ضرورية. لحظة سيكتشف فيها العراقيون إن كانت صناديقهم ما تزال أدوات للتعبير أم أنها مجرد صناديق لإعادة تدوير الفشل. واللعبة إن لم تتغير قواعدها فستتغير وجوه لاعبيها فقط. ويبقى الوطن في الانتظار.

مقالات مشابهة