حسام عبدالنبي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة «الدار» تسلم 1800 وحدة سكنية في أبوظبي العام الحالي مكتوم بن محمد: حريصون على استقطاب أفضل الكفاءات العالمية

تتصدر دولة الإمارات المشهد العالمي في تبني العملات والأصول المشفرة ضمن جهودها الناجحة للتنويع الاقتصادي، بحسب خبراء متخصصين في منصات وشركات عالمية لتداول العملات المشفرة.


وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن دولة الإمارات تسهم بفاعلية في صياغة مستقبل المنظومة الشاملة للقطاع، عبر وضع إطار عمل متين وأسس ومعايير ثابتة في مجال الأصول الرقمية والعملات المشفرة، وخلق بيئة موثوقة للاستثمار. 
وأكدوا أن الدولة باتت لاعباً بارزاً في مشهد العملات المشفرة العالمي، مستفيدة من 3 مقومات متوافرة لها بالفعل، وهي أسعار الطاقة التنافسية، واللوائح التنظيمية الصديقة للعملات المشفرة، والوصول الحيوي إلى مكونات البنية التحتية، مثل المعدات والمناطق الحرة والدعم الحكومي، لافتين إلى أن أبوظبي تبدو في وضع جيد للتوسع في قطاع تعدين العملات المشفرة، مثل «يتكوين» من حيث توافر المعدات اللازمة.
وحسب البيانات الصادرة عن Chainalysis هناك أدلة حقيقية تشير إلى وجود فرص كبيرة للمتخصصين في مجال حماية الأصول الرقمية في دولة الإمارات، حيث تلقت الإمارات أكثر من 34.9 مليار دولار من قيمة العملات الرقمية على مدار 12 شهراً وحتى يوليو 2023، وبلغت نسبة التداولات المؤسسية الدولية 67%، أي حوالي 23 مليار دولار من إجمالي حركة الأصول الرقمية في الإمارات.
عصر رقمي
أفادت ريتو سينغ، المدير الإقليمي لمجموعة «ستونكس» بأن دولة الإمارات تستعد للظهور كلاعب بارز في مشهد العملات المشفرة العالمي، مدفوعة بثلاثة عوامل محورية، هي أسعار الطاقة التنافسية، واللوائح التنظيمية الصديقة للعملات المشفرة، والوصول الحيوي إلى مكونات البنية التحتية، مثل المعدات والمناطق الحرة والدعم الحكومي.
وأكدت أن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، تقف على أهبة الاستعداد للاستفادة من التطورات الأخيرة في هذا القطاع، منوهة بأن مصادر الطاقة الوفيرة والفعالة من حيث التكلفة تعمل على تعزيز إمكانات دول، مثل الإمارات وعُمان والسعودية، حيث يمكن أن تقود إمكانية الوصول لطاقة أرخص إلى تضخيم الفوائد المستمدة من حدث تصنيف «البيتكوين» بشكل ملحوظ.
وأضافت أن انخفاض تكاليف التشغيل يؤدي إلى رفع القدرة التنافسية لعمليات تعدين «البيتكوين»، مما يزيد من الربحية، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تفتخر بالفعل بقدرة تعدين «بيتكوين» مجتمعة تبلغ حوالي 400 ميجاوات، وهو ما يشكل 4% من معدل التجزئة العالمي.
وأوضحت سينغ، أن أبوظبي وعُمان بشكل أكثر تحديداً تظهران في وضع جيد للتوسع في قطاع تعدين «يتكوين» من حيث توافر المعدات اللازمة، حيث استحوذتا مؤخراً على حصة في شركة Crusoe Energy Systems، وهي شركة أميركية تستخدم الغاز الطبيعي العالق في تعدين العملات المشفرة لتقليل حرق الغاز الناتج عن ذلك من قبل منتجي الوقود الأحفوري.
وبينت أن هذه الشراكة تهدف إلى نشر مولدات الطاقة ومعدات التعدين لالتقاط الغاز في مواقع الآبار، والمساهمة في الاستدامة البيئية وتعزيز تطوير العملة الرقمية، مختتمة بالتأكيد على أن دول مجلس التعاون الخليجي (لاسيما دولة الإمارات) كانت من الدول الأولى التي انضمت إلى موجة العملات المشفرة، وذلك في إطار سعيها لتنويع اقتصاداتها، ما يعكس إيمانها القوي بعصر رقمي جديد، وبناءً على ذلك، فقد شهدت استثمارات مكثفة في تطوير وتوسيع وتحديث مكونات البنية التحتية الحيوية، مثل المعدات والمناطق الحرة، مع تقديم دعم حكومي كبير للنظام البيئي للعملات المشفرة وزيادة الاهتمام بـ«البيتكوين».
بيئة موثوقة
من جهته، قال كريس ديجاردان، المؤسس وكبير المسؤولين التنفيذيين في «تونغستن»، وهي أول منصة إماراتية متخصصة في توفير خدمات الحفظ الأمين للأصول الرقمية، إن دولة الإمارات رسخت مكانتها العالمية من خلال ريادة التحول لاستشراف مستقبل القطاع المالي، ووضع إطار عمل متين وأسس ومعايير ثابتة في مجال الأصول الرقمية والعملات المشفرة، مؤكداً أن منصة «تونغستن» حصلت على ترخيص من سلطة تنظيم الخدمات المالية (FSRA) لمزاولة نشاطها في سوق أبوظبي العالمي، لحماية وحفظ الأصول الرقمية للمستثمرين المؤسسيين، حيث تتيح الأصول الرقمية اليوم فرصاً هائلة، إلا أن أساس النجاح يكمن في خلق بيئة موثوقة للاستثمار.
وأوضح ديجاردان، أن الحصول على الترخيص التنظيمي من سلطة تنظيم الخدمات المالية، سيمكن المنصة من تطوير نشاطها والانطلاق بأعمالها من دولة الإمارات، وتأكيد التزامها بالتميز والابتكار في هذه البيئة الحيوية. وأضاف أن خدمات الحفظ الأمين التي توفرها Tungsten تتماشى مع اللوائح والضوابط ومعايير الرقابة الصارمة التي وضعتها الجهات التنظيمية والحكومات والبنوك والاحتياطات الفيدرالية.
صياغة المستقبل المالي
قال أليكسندر شهادة، مدير عام «بينانس FZE» في دبي، إن دولة الإمارات تقود التوجه العالمي لتبني العملات والأصول المشفرة، مؤكداً أن «بينانس» تلعب دوراً محورياً في تمكين هذا التحول والعمل على دعم هذا النمو الذي يساهم في تنويع اقتصاد دولة الإمارات، مع العمل على ترسيخ مكانة المنطقة مركزاً رئيسياً للأصول الافتراضية. 
وقال إن «بينانس» ستستضيف حدثها السنوي الرئيسي «أسبوع بينانس للبلوكتشين» في دبي يومي 30 و31 أكتوبر المقبل، ويجمع الحدث قادة عالميين في مجال «البلوكتشين» والجيل الثالث من «الإنترنت»؛ بهدف دفع جهود الابتكار، وتعزيز الشمول المالي، وصياغة مستقبل المنظومة الشاملة للقطاع، لافتاً إلى أن هذا الحدث يأتي تماشياً مع التزام «بينانس» بالمساهمة في ترسيخ مكانة المنطقة مركزاً مزدهراً للأصول الافتراضية، ويؤكد الحدث من جديد رؤية «بينانس» لدبي باعتبارها مركزاً عالمياً رئيسياً للعملات الرقمية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العملات الرقمية الإمارات العملات المشفرة بيتكوين العملات المشفرة الأصول الرقمیة دولة الإمارات فی مجال

إقرأ أيضاً:

تحذير من كاسبرسكي.. كتب PDF مزيفة تسرق كلمات المرور ومحافظ العملات المشفرة

كشف فريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) في كاسبرسكي عن حملة برمجيات خبيثة تستهدف قرّاء الكتب الإلكترونية في تركيا، ومصر، وبنغلاديش، وألمانيا. حيث يعمد المجرمون السيبرانيون إلى إخفاء برمجيات خبيثة متطورة على شكل كتب تركية وعربية من الأكثر مبيعاً، ويخدعون مئات القراء لتحميل ملفات تسرق كلمات المرور، وبيانات محافظ العملات المشفرة، ومعلومات حساسة أخرى من حواسيبهم. 
ورصدت كاسبرسكي حملة برمجيات خبيثة كخدمة (MaaS) تستخدم أداة جديدة تدعى LazyGo، وهي برنامج مطور بلغة البرمجة Go لتحميل برامج متعددة لسرقة المعلومات. وتستهدف الحملة القراء الذين يبحثون عن كتب شائعة مثل الترجمة التركية لكتاب «درَجاتُ السُّلَّمِ التِّسعُ والثلاثون» لمؤلفه الإسكتلندي جون بوكان، فضلاً عن نصوص وكتب عربية في الشعر، والفولكلور، والطقوس الدينية. ولا تقتصر الكتب الإلكترونية المزيفة على مجال واحد، بل تغطي اهتمامات متنوعة منها إدارة الأعمال مثل الكتاب التركي «İşletme Yöneticiliği» لمؤلفه تامر كوشيل، والرواية المعاصرة والنقد الأدبي العربي مثل كتاب «الحركة الأدبية واللغوية في سلطنة عمان».  
تتخفى الملفات الخبيثة على شكل كتب إلكترونية بصيغة PDF، لكنها برامج تنفيذية لها أيقونات مشابهة لملفات PDF. فعندما يحمل المستخدمون هذه الكتب المزيفة ويفتحونها، تبدأ أداة التحميل LazyGo بنشر برامج سرقة المعلومات مثل StealC وVidar وArechClient2. وقد استطاع باحثو كاسبرسكي رصد 3 نسخ مختلفة من أداة LazyGo؛ إذ تستخدم كل واحدة منها تقنيات تخفٍ مختلفة مثل إلغاء ارتباط واجهة برمجة التطبيقات (API)، وتخطي واجهة فحص البرمجيات الخبيثة (AMSI)، وتعطيل أداة تتبع الأحداث في نظام ويندوز (ETW)، والكشف عن الأجهزة الافتراضية.
تتضمن المعلومات التي يسرقها المخترقون كلاً مما يلي: 
بيانات المتصفح: تتضمن كلمات المرور المحفوظة، وملفات تعريف الارتباط، ومعلومات التعبئة التلقائية، وسجل التصفح في متصفحات كروم، وإيدج، وفايرفوكس، وغيرها. 
الأصول المالية: تتضمن ملحقات محافظ العملات المشفرة، وملفات التكوين، وبيانات التخزين.
بيانات تسجيل المطور: تشمل بيانات حساب منصة AWS، ورموز Azure CLI، ورموز منصة Microsoft Identity Platform.
منصات التواصل: تتضمن رموز منصة Discord، وبيانات حساب Telegram Desktop، وملفات جلسة Steam.
معلومات النظام: تتضمن مواصفات الجهاز، والبرامج المثبتة، والعمليات الجارية.
يتعرض الضحايا الذين أصيبت أجهزتهم ببرمجية ArechClient2/SectopRAT إلى أخطار إضافية، لا سيما حينما يحصل المخترقون على تحكم كامل عن بُعد في الأجهزة المخترقة.
قال يوسف عبد المنعم، وهو باحث أمني رئيسي في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي: «تكمن خطورة هذه الحملة في استخدامها نموذج البرمجيات الخبيثة كخدمة، واعتمادها على الهندسة الاجتماعية المخصصة والدقيقة في الاستهداف. تبين النسخ المتغيرة لأداة LazyGo وتقنيات التخفي المتطورة أنّ هذه الحملة ليست جريمة سيبرانية عشوائية، بل عملية منظمة غايتها جمع بيانات الحسابات من ضحايا كثيرين. لذلك ينبغي للمؤسسات توخي الحذر ؛ فالرموز المسروقة من المطورين وبيانات الحسابات السحابية تتيح للمجرمين وصولاً عميقاً إلى بنية الشركات التحتية»
وفقاً لقراءات كاسبرسكي تبين أنّ هذه الحملة طالت أهدافاً متنوعة منها جهات حكومية، ومؤسسات تعليمية، ومؤسسات خدمات تكنولوجيا المعلومات، وقطاعات أخرى. وما تزال هذه الحملة قائمة ونشطة حتى الآن؛ إذ تواصل جهات التهديد تحميل كتب إلكترونية خبيثة باستمرار في منصة GitHub والمواقع الإلكترونية المخترقة.

يوصي خبراء كاسبرسكي المستخدمين بضرورة التحقق من مصادر الكتب الإلكترونية قبل تحميلها، فضلاً عن فحص الملفات بكل دقة وعناية، والتحديث الدائم لبرامج الأمان القادرة على اكتشاف أساليب التخفي عند البرمجيات الخبيثة. فلا بد عند استخدام حل أمني من اختيار منتج يتمتع بقدرات كبيرة لمكافحة البرمجيات الخبيثة، وخضع لاختبارات مستقلة لإثبات فعاليته وكفاءته.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تعزز مكانتها مركزاً عالمياً للتمويل الحديث والأصول الرقمية
  • «العملات المشفرة» لشراء يوفنتوس!
  • «أوتشا» لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك أساسي في العمل الإنساني العالمي
  • محكمة أمريكية تحكم بالسجن 15 عامًا على دو كوون
  • سجن مؤسس منصة لتداول العملات الرقمية 15 عاما بعد تسببه في خسارة 40 مليار دولار
  • تقرير: تعدين العملات المشفرة في ليبيا يستنزف الكهرباء ويصطدم بحملات أمنية صارمة
  • 15 عاما سجنا لقطب العملات الرقمية دو كوون بعد تسببه بخسارة 40 مليار دولار
  • بعد مطاردة دولية.. الحكم بسجن قطب العملات المشفرة دو كوون 15 عاما
  • شراكة بين «سيريوس العالمية» و«كريبتو.كوم» لتعزيز منظومة الترميز والأصول الرقمية في الإمارات
  • تحذير من كاسبرسكي.. كتب PDF مزيفة تسرق كلمات المرور ومحافظ العملات المشفرة