تجاهُل التحقيقات في عمليات التهريب بالمهرة.. تواطؤ أم تساهل؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
لا تزال منافذ وموانئ محافظة المهرة محطة رئيسة لتهريب السلاح إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث تحظى باستمرار الدعم والمساعدة الإيرانية، وقد أدت هذه العلاقة إلى تفاقم الصراع في اليمن ومعاناة المدنيين الأبرياء.
ورغم كل عمليات التهريب من مختلف أنواع الأسلحة والمسيّرات إلا أن تجاهل الحكومة اليمنية وعمان لفتح تحقيقات أو حتى محاسبة المُهربين يضعها في موقف حرج تحت تساؤل التواطؤ أو التساهل.
وكان مجلس الأمن الدولي، مطلع عام 2022 فرض حظراً على توريد الأسلحة لمليشيا الحوثي، بعد أن تبنت عدة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على الإمارات والسعودية.
ووسع القرار، الذي اقترحته الإمارات، حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على العديد من قادة الحوثيين ليشمل الحركة بأكملها، بعدما كان مقتصراً على أفراد وشركات محددة. كما اعتبر القرار الحوثيين "جماعة إرهابية"، وذلك للمرة الأولى في قرارات الأمم المتحدة. ما يستوجب في الوقت الحالي فتح تحقيقات محلية ودولية في عمليات التهريب الحاصلة.
وأشارت التقارير والمعلومات الأممية إلى أن المهرة تعمل كبوابة لنقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية من إيران إلى الحوثيين في اليمن عبر عمان.
وكشفت تقارير أممية في عام 2022 تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين عبر الحدود العمانية. وفي 2022 أكد تحقيق أمني بريطاني تهريب الأسلحة عبر سواحل عمان.
تعد المهرة موقعًا استراتيجيًا للغاية للحوثيين وإيران، حيث تمتلك إيران قوة كبيرة للتأثير في المنطقة. تستغل إيران الأوضاع الجغرافية والسياسية المعقدة في المنطقة لتنفيذ أجندتها الخاصة وتوجيه ضربات لأعدائها.
وفي آخر عملية تهريب، وليست الأخيرة، تمكن موظفو جمرك صرفيت بمحافظة المهرة بالتعاون مع الجهات الأمنية من ضبط 78 جهاز رقابة وتثبيت خاص بالطيران المسير كانت مخفية في جيوب سيارة انوفا تويوتا قادمة من عمان بالتزامن مع الوساطة العمانية لإنهاء الحرب في اليمن..
وأفاد القسم المختص في منظمة الجمارك العالمية، أن هذه الأجهزة تعطي ميزة للطيران المسير حيث تجعلها مقاومة للتشويش بعد ربطها بأجهزة تحديد المواقع الجي بي اس.
أبرز محاولات التهريب لمليشيا الحوثي خلال الـ3 سنوات الأخيرة عبر منافذ المهرة:
يناير 2024
- إحباط تهريب 100 محرك لطائرات مسيرة كانت مخبأة في قاطرة تحمل شحنة تجارية.
- ضبط أجهزة تشويش طيران مسير.
فبراير 2024
-ضبط 40 محرك سيرفو تعمل بالبرمجة الآلية.
مارس 2024
-ضبط شحنة تتألف من 600 جهاز لاسلكي عسكري.
-ضبط هوائيات وأجهزة راديو تحكم وقنوات.
- ضبط مانعات صواعق وبطاريات ليثيوم.
- ضبط محولات تيار ومحولات طاقة وموصلات شبكة هوائية.
مايو 2024
ضبط 78 جهاز مراقبة وتثبيت الطيران المسيّر.
2023/2022
- إحباط ما يزيد عن 25 شحنة مهربة.
- أدوات ومعدات اتصالات عسكري.
- طائرات مسيرة وأجهزة تشويش.
- أسلحة وأدوات عسكرية ومواد كيميائية خطيرة.
- أجهزة كاشفة للذهب والمعادن.
- مسدسات ونواظير ليلية.
- إحباط تهريب 52 صاروخ كورنيت مضادة للدروع كانت مخبأة في صناديق مولدات كهربائية.
- ضبط 54 جاهز اتصالات عسكرية نوع موتورولا k9، بالإضافة إلى 164 قاعدة شحن تخص هذه الأجهزة.
- ضبط 800 ألف من بطائق الهوية اليمنية.
في الختام، يجب أن يكون التصدي لتهريب السلاح إلى الحوثيين عبر المهرة من أولويات الحكومة والمجتمع الدولي، وحكومة دولة عمان التي تتدفق الأسلحة من أراضيها.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
هيومن رايتس: فيديو الحوثيين لاعترافات طاقم السفينة المحتجزين جريمة حرب واضحة
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن مقاطع الفيديو التي نشرها الحوثيون في 27 يوليو/تموز 2025، والتي تُظهر عددًا من أفراد طاقم سفينة غارقة، والذين يبدو أنهم محتجزون منذ أسابيع، تُعدّ انتهاكًا صارخًا لكرامتهم الشخصية، وجريمة حرب واضحة.
وأضافت المنظمة في بيان لها إن الحوثيين الذين دأبوا على مهاجمة السفن التي يزعمون ارتباطها بإسرائيل بدعوى دعمها للفلسطينيين في غزة، أن سفينة "إترنيتي سي" كانت في طريقها إلى ميناء إسرائيلي.
وحسب البيان فإن السفينة كانت متجهة إلى السعودية من الصومال بعد إيصال مساعدات إنسانية لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. وتُظهر مقاطع الفيديو أفراد الطاقم وهم يرددون مزاعم الحوثيين.
وأضافت "هذه ليست المرة الأولى التي ينشر فيها الحوثيون مقاطع فيديو لما يُرجّح أنها اعترافات مُنتزعة بالإكراه. ففي يونيو/حزيران 2024، نشرت سلطات الحوثيين مقاطع فيديو ومنشورات مُنسّقة على وسائل التواصل الاجتماعي على قناة "المسيرة" التلفزيونية التابعة لهم، تُظهر رجالاً يمنيين معتقلين يعترفون بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقًا استخدام الحوثيين للتعذيب لانتزاع اعترافات.
وذكرت أن الحوثيين لم يقدموا أي أساس قانوني لاحتجاز أفراد الطاقم، تسعة منهم من الفلبين، وفقًا لإدارة العمال المهاجرين الفلبينية. ينبغي على الحوثيين الإفراج عن أفراد الطاقم فورًا والسماح لهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية وعائلاتهم.
وهاجم الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم أنحاء اليمن، وأغرقوا سفينة "إترنيتي سي"، وهي سفينة تجارية، في وقت سابق من يوليو/تموز. في مقاطع الفيديو، يُكرّر أفراد الطاقم مزاعم الحوثيين الكاذبة بأن السفينة كانت متجهة إلى إسرائيل، مما يثير مخاوف من إجبارهم على الإدلاء باعترافات كاذبة.
هاجم الحوثيون سفينة "إترنيتي سي" وسفينة أخرى، "ماجيك سيز"، بين 6 و8 يوليو/تموز. أسفرت الهجمات عن مقتل أربعة على الأقل من أفراد طاقم "إترنيتي سي" البالغ عددهم 25 فردًا، وتسببت في غرق السفينتين. صرّح الحوثيون بأنهم "أنقذوا" 10 من أفراد الطاقم، وأنهم يواصلون احتجازهم دون مبرر قانوني.
وقد سبق أن وجدت هيومن رايتس ووتش أن الهجمات على السفينتين تُعتبر جرائم حرب واضحة.