لجريدة عمان:
2025-06-08@17:28:01 GMT

الصحافة والذكاء الاصطناعي وجها لوجه

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

المؤسسات الإعلامية وخصوصا الصحفية منها ترقد على بيضة من ذهب ألا وهي البيانات والمعلومات التي تمتلكها وتخزنها في قاعدة بياناتها سواء أكانت تلك البيانات مخزنة في موقعها الإلكتروني كأخبار وتقارير وتحليلات وآراء أو كقاعدة بيانات عن أعداد قرائها وأماكن وجودها وتفضيلات الأخبار التي يقرأونها وغيرها من البيانات الكبيرة التي لا يمتلكها إلا محركات البحث العملاقة.

الصحف ووسائل الإعلام الأخرى لم تنتبه إلى تلك البيضة التي ترقد عليها، بل إن من استفاد من تلك البيانات هي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي عثرت على ضالتها في البيانات الضخمة في أرشيف تلك الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وقامت بتوليد والاستفادة من تلك البيانات والمعلومات في محركات بحثها خصوصا أن معظم كلمات البحث المفتاحية والأسئلة الشائعة التي توجه لتطبيقات الذكاء الاصطناعي هي عبارة عن أسئلة تحاول البحث لها عن إجابات التي يتوافر معظمها في سجلات وسائل الإعلام المختلفة.

المعركة اشتعلت بين الصحافة ووسائل الإعلام بعد إن انتبهت بعض الصحف إلى أن المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي هي مستقاة من قصص قامت تلك الصحف بنشرها عبر صفحاتها ومواقعها الإلكترونية من دون حتى الإشارة إلى مصدر تلك المعلومات ولا تاريخ نشرها. شرارة المعركة والمواجهة وجها لوجه بين الذكاء الاصطناعي والصحافة بدأت عندما أعلنت جريدة «النيويورك تايمز» الأمريكية نيتها في مقاضاة كبريات شركات التقنية القائمة على مشروعات الذكاء الاصطناعي التوليدي بحجة استخدام أرشيف معلومات الجريدة من دون الحصول على تصريح مسبق من الجريدة وحجتهم في ذلك أن تلك الشركات يجب أن تدفع للجريدة مبالغ مالية ضخمة نتيجة لاستخدام قاعدة بياناتها التي تحتوي على المئات أو الآلاف من المقالات والأخبار.

الأخبار الجيدة أن شركة «اوبن أيه آي» المالكة لمحرك تشات جي بي تي أيقنت أنها لا يمكنها الحصول على تلك البيانات إلا بعد شراء حقوقها من مالكها الحقيقي وهذا ما قامت به مؤخرا من التفاوض مع مؤسسات إخبارية مختلفة عرضت بموجبه عائدا ماديا يصل إلى خمسة ملايين دولار سنويا لترخيص محتواها، في مقابل حصولها على النفاذ التام لتلك البيانات والمعلومات المحمية أصلا بموجب قوانين النشر والطباعة، وهذا أيضا ما قاد شركة «أبل» عملاق التقنية في مسعاها لتطوير خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة إلى التفاوض مع ناشرين ووسائل إعلام مختلفة مثل الديلي بيست ومجلة بيبل وسي ان بي سي الإخبارية لترخيص أرشيف المحتوى الخاص بتلك الوسائل والحصول على بياناتها الصحفية والإعلامية.

قاعدة بيانات الصحف ووسائل الإعلام الأخرى أو ما كان يطلق عليه بالأرشيف الصحفي يعد اليوم ثروة حقيقية من المعلومات والبيانات يمكن البناء عليه في تحقيق مكاسب جيدة لوسائل الإعلام عن طريق بيع تلك البيانات إلى شركات التقنية الكبرى سواء أكانت محركات بحث أو مواقع إعادة بث الأخبار أو محركات الذكاء الاصطناعي أو منصات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتغذى وتقتات على ما تنشره وسائل الإعلام من منشورات وأخبار على مدار الساعة لقرائها ومتابعيها، ويمكن التنبؤ بأن المستقبل القريب حافل بالكثير من المواجهات بين المؤسسات الإعلامية خصوصا الصحفية منها وبين ما يمكن تسميته بمنصات الإنترنت المختلفة الأشكال والألوان.

ليس ببعيد عن هذه المواجهة بين الذكاء الاصطناعي والصحافة مواجهة سابقة كانت بين وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا فيسبوك وجوجل من جهة وبين المؤسسات الصحفية من جهة أخرى حينما أعلن الطرفان عن التوصل إلى اتفاق تدفع فيه وسائل التواصل ومحرك البحث مبالغ مالية للصحف جراء استخدامها لمحتوياتها.

في منطقتنا العربية لا يزال هذا الجدل بعيدا عنا ولا نزال كصحفيين وإعلاميين بعيدين كل البعد عن تقدير ما نمتلكه من بيانات ومعلومات مخزنة في سجلات صحفنا ومواقعنا الإلكترونية ونعطي وبكل حب كل من يرغب في استغلال منجمنا الذهبي الذي نرقد عليه. قد يلزمنا الكثير من الوقت لإدراك القيمة الحقيقية لأرشيفنا الصحفي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ووسائل الإعلام وسائل الإعلام تلک البیانات

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يقتحم شاشات التلفزيون المصري بملامح فرعونية .. فيديو

القاهرة

قدمت قناة “إكسترا نيوز” المصرية، تجربة فريدة من نوعها تمثّلت في ظهور أول مذيعات افتراضيات تم إنشاؤهن بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن حلقة خاصة من برنامج “الإبداع في مصر” تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي يصنع الأفلام: حوار بين التكنولوجيا والإنسان”.

ووفقاً لمصدر خاص بالقناة، فإن المذيعات الافتراضيات اللواتي ظهرن في الحلقة تم تطويرهن باستخدام نموذج الذكاء التوليدي المتقدم “Veo 3″، بالتعاون مع شركة غوغل.

وتتميز هذه التقنية بقدرتها على إنتاج شخصيات رقمية تحاكي الإنسان بدرجة عالية من الواقعية، من حيث تعابير الوجه وحركات الشفاه والصوت.

وقد أثارت هذه التجربة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى في التجربة نقلة نوعية تواكب الثورة الرقمية، ومن أبدى مخاوفه من أن يؤدي هذا التوجّه إلى تقليص فرص العمل أمام المذيعين البشريين مستقبلاً.

ولاقت المذيعات الافتراضيات إعجاباً بصرياً من قبل شريحة من المتابعين، لا سيما من حيث مظهرهن المستوحى من الحضارة الفرعونية، وهو ما أضفى بُعداً ثقافياً وتكنولوجياً جديداً على الشاشة المصرية.

بينما رأى آخرون أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق قد يطرح إشكاليات أخلاقية تتعلق بالأصالة وحقوق الإبداع في الأعمال الإعلامية والفنية.

وقدمت الحلقة الإعلامية مي حامد، وتناولت النقاش حول العلاقة المتشابكة بين الإنسان والتكنولوجيا، خاصة في ما يخص أدوات الذكاء الاصطناعي ودورها في صناعة السينما والمحتوى الإعلامي، حيث اعتُبرت هذه الأدوات بمثابة سلاح ذي حدين: توفر إمكانيات هائلة للإبداع، لكنها تطرح في الوقت نفسه تحديات حول مستقبل المهن التقليدية والهوية الفنية للعمل الإعلامي.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/مذيعات-بالذكاء-الاصطناعي-يظهرن-لأول-مرة-على-شاشة-قناة-إخبارية-مصرية.-الذكاء-الاصطناع.mp4

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
  • هجوم حاد على راشد الماجد لاستخدامه الذكاء الاصطناعي في أغنيته الجديدة.. فيديو
  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا
  • «شرطة دبي» تنظم ورشة تعريفية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • خلال محاكمة.. الذكاء الاصطناعي يحيل إلى مرجع غير موجود
  • الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يقتحم شاشات التلفزيون المصري بملامح فرعونية .. فيديو
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل