سلط مركز بحثي الضوء على زيارة رئيس مجلس القيادي الرئاسي الى محافظة مأرب موضحاً الأهداف والدوافع التي تقف خلف هذه الزيارة وما سيترتب عليها مستقبلا.

 

ومِن خلال تحليل السياق، وخطابات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قال مركز المخا للدراسات الاستراتيجية أنه يمكن القول إنَّ الزيارة تحرَّكت بعدد مِن الدوافع وسعت إلى تحقيق جملة من الأهداف أهمها اظهار تمساك قيادة الشرعية وتدعيم الروح المعنوية للكتلة العسكرية بالإضافة الى الاستعدادات للخيارات المستقبلية.

 

واعتبرت الدراسة زيارة العليمي ومعه عضوا مجلس القيادة الرئاسي: عبدالله العليمي وعثمان مجلِّي رسالة للداخل والخارج حول "تماسك السلطة الشرعية، وتكامل مكوِّناتها، وحضورها في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وأنَّها تعكس الارتباط بين القيادتين: السياسية والعسكرية".

كما أن من ضمن الدوافع الرئيسة للزيارة- حسب الدراسة- هوَ "تدعيم الروح المعنوية للكتلة العسكرية والسكَّانية في مأرب، ورفع جاهزيتها، وتوصيل رسائل إسناد وتحفيز للمكوِّنات العسكرية والشعبية وأجهزة الأمن والسلطة المحلِّية.

وأشارت الدراسة الى ان الزيارة وفرت "فرصة لرئيس مجلس القيادة للاطِّلاع على مستوى الجاهزية القتالية في عدد مِن الجبهات بالمحافظة، كما وفَّرت له كذلك فرصة لتوصيل رسالة ذات مغزى للحوثيين، مفادها أنَّ الجيش الوطني على درجة عالية مِن الجاهزية في حال نكص الحوثيون عن مسار السلام أو فكَّروا باستثمار العمل الدعائي لهجماتهم في جنوب البحر الأحمر في العودة بالبلاد إلى دائرة الحرب والمواجهات العسكرية الكبيرة".

 

ولفتت الدراسة إلى أنَّ الهدف الأبرز للزيارة يتَّصل بالترتيبات لاستحقاقات المرحلة القادمة، وهي الاستحقاقات التي تتأرجح بين مسار التسوية السياسية ومسار العمل العسكري، مع ميلان للمسار الأخير في ظلِّ انتشاء الحوثيين بسبب هجماتهم في البحر الأحمر، وارتفاع أسهمهم في الشارع العربي، وفي ظلِّ إدراك الدول الغربية أنَّ جماعة الحوثي باتت تمثِّل مصدر تهديد لمصالحهم في المنطقة والعالم. 

وقالت الدراسة ان الزيارة أحدثت ردود فعل شعبية وسياسية وعسكرية واسعة، فقد لاقت ارتياحًا مِن قبل عدد كبير مِن المواطنين، وعدَّها كثير مِنهم مؤشِّرًا إلى تحسُّن إيجابي في وضع السلطة الشرعية، بعد مضى عامان على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي دون أن يقوم "العليمي" بزيارة مأرب، وهو ما أظهر الجيش الوطني وكأنَّه يقاتل دون مظلَّة سياسية. 

 

كما ساهمت في تحفيز السلطة المحلِّية للمضي قدمًا في تنمية وتطوير المحافظة، وفي رفع الروح المعنوية لقوَّات الجيش والأمن. كما أنَّها مثَّلت فرصة لطرح المشاكل والتحدِّيات التي يُعاني مِنها الجيش.

 

ورأت الدراسة ان آثار هذه الدراسة سوف تتحدَّد على المدى المتوسِّط بناء على المسار الذي ستمضي إليه التطوُّرات في اليمن، فستبرز الآثار الإيجابية بشكل أكبر في حال اتَّجهت الأمور نحو التصعيد العسكري مع جماعة الحوثي، حيث ستكون القيادة السياسية (وحتَّى دولتي "التحالف العربي) أكثر دعمًا للجيش الوطني، وأكثر التحامًا به، وستكون الأمور أقلَّ مِن ذلك في حال التوقيع على خارطة السلام. 

 

كما أنَّ زيارة العليمي -وفقاً للدراسة- قد عكست نَفَس الدولة الذي تتمتَّع به مأرب، وحالة الالتفاف الواسعة مِن قبل المكوِّنات الشعبية ووحدات الجيش والأمن حول رئيس وأعضاء مجلس القيادة، وبقيَّة مؤسَّسات السلطة الشرعية.

 

ومن جهة أخرى، فقد استفزَّت الزيارة جماعة الحوثي، فقد صعَّدت إعلاميا تجاه أبار النفط والغاز في صافر، وليس هناك يقين حول حدود هذا التصعيد، ودوافعه هل هو للابتزاز؟ أم قد يترجم إلى فعل متهوِّر يستهدف ما تبقَّى مِن موارد البلاد ومقدَّراتها السيادية؟

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

دراسة يابانية تكشف عن “روابط عاطفية” مع الروبوتات

في ظل تزايد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون يدرسون مدى تشابه الروابط العاطفية التي يُشكلها البشر مع هذه التقنيات بعلاقاتهم الإنسانية.

تفاعلات معقدة مع الآلة: نظرية التعلق في مواجهة الذكاء الاصطناعي
في دراسة حديثة أُجريت في اليابان ونُشرت في مجلة “Current Psychology” بتاريخ 9 مايو 2025، طوّر باحثون من جامعة واسيدا أداة جديدة لقياس طبيعة التعلق العاطفي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. ووجدوا أن بعض الأشخاص يسعون للحصول على الدعم والطمأنينة من أنظمة الذكاء الاصطناعي، بينما يُفضل آخرون تجنب أي ارتباط عاطفي.

يُشير الباحث المشارك فان يانغ إلى أن أبحاثهم ركزت دائمًا على كيفية تكوّن الروابط العاطفية بين البشر، لكن مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، التي توفر شعورًا بالأمان لبعض المستخدمين، أصبح من الضروري دراسة طبيعة هذه العلاقة الجديدة.

“مقياس الخبرات في العلاقات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي” يكشف عن الأبعاد العاطفية
لإجراء الدراسة، ابتكر الفريق مقياسًا جديدًا أطلقوا عليه اسم “مقياس الخبرات في العلاقات بين الإنسان والذكاء الاصطناعي” (EHARS)، لقياس الميول النفسية والعاطفية التي يُظهرها الأفراد عند تعاملهم مع الذكاء الاصطناعي.

أظهرت النتائج أن نحو 75% من المشاركين استخدموا الذكاء الاصطناعي للحصول على نصائح وإرشادات، مما يُشير إلى أن الكثيرين لا ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي كمجرد أداة معلومات، بل كمصدر للدعم النفسي.

حددت الدراسة بُعدين رئيسيين لفهم العلاقة العاطفية بين البشر والذكاء الاصطناعي:

قلق التعلق: وهو يشير إلى الحاجة المستمرة للشعور بالطمأنينة والخوف من عدم تلقي استجابات كافية من الذكاء الاصطناعي.

تجنب التعلق: وهو يُعبر عن الميل إلى الابتعاد عن الروابط العاطفية مع هذه الأنظمة، وتفضيل التفاعل المحدود والوظيفي.

تطبيقات مستقبلية: تصميم ذكاء اصطناعي أكثر تعاطفًا
تُوضح هذه النتائج أن الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع الذكاء الاصطناعي تتأثر بأنماط التعلق العاطفي لديهم، تمامًا كما يحدث في العلاقات بين البشر. ورغم أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن البشر يُطورون مشاعر حقيقية تجاه الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تُؤكد أن الأطر النفسية المستخدمة لفهم العلاقات الإنسانية يُمكن تطبيقها أيضًا لفهم علاقات البشر بالتكنولوجيا.

بناءً على ذلك، يمكن استخدام هذه النتائج لتحسين تصميم الرفقاء الرقميين أو أدوات الدعم النفسي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يمكن تعديل استجابات روبوتات المحادثة المستخدمة في علاجات العزلة أو تطبيقات الصحة النفسية لتناسب احتياجات المستخدمين العاطفية المختلفة، مثل تقديم استجابات أكثر تعاطفًا لمن يعانون قلق التعلق، والحفاظ على مسافة مع من يتجنبون التعلق.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمطورين أو علماء النفس استخدام مقياس EHARS لتقييم العلاقة العاطفية التي يُشكلها الأشخاص مع الذكاء الاصطناعي، وتعديل استراتيجيات التفاعل وفقًا لذلك.

 

وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دراسة يابانية تكشف عن “روابط عاطفية” مع الروبوتات
  • رئيس محكمة استئناف محافظة الحديدة لـ”الثورة ” : نجاح العمل يتطلب التكامل في العملية الإشرافية بين الجميع لتحقيق العدالة 
  • شم الطعام قبل تناوله قد يكون سرّك لخسارة الوزن.. دراسة تكشف
  • العليمي يؤكد التزام المجلس الرئاسي بالفصل بين السلطات وإستقلال القضاء
  • القضاة المعينون بالمحكمة العليا يؤدون اليمين القانونية امام رئيس مجلس القيادة الرئاسي
  • الجيش يُحبط هجومًا حوثيًا واسعًا في مأرب والمليشيا تتكبد خسائر فادحة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن الأهداف التي ضربها في غارة وزارة الدفاع الإيرانية
  • دراسة تكشف سر فعالية تمرين الصباح على القلب والرئتين
  • إيران: الحرس الثوري يكشف عن قائمة الأهداف التي هاجمها في إسرائيل
  • دراسة عمانية تؤكد فعالية تصنيف المخاطر والتثقيف الصحي في صيام مرضى السكري