RT Arabic:
2025-06-03@02:52:14 GMT

روسيا ترد على استعماريي الغرب الجدد

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

روسيا ترد على استعماريي الغرب الجدد

حول حرص روسيا على الذاكرة التاريخية المشتركة لدى الشعوب التي حاربت النازية والاستعمار معًا، وسياسة التكامل والاندماج الوطني، كتب بيوتر ماكيدونتسيف، في "أوراسيا ديلي":

في منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي، منذ العام 1991، تجري عملية إعادة صياغة نشطة للهوية الوطنية. تعمل سلطات دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، بدعم من الغرب، بنشاط على الترويج لمفهوم التاريخ الوطني، الذي بموجبه تتحمل الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية المسؤولية عن مشاكل شعوب هذه البلدان.

وهذا كله، يجري من أجل تنفيذ أهداف سياسة الغرب الحالية ويهدف إلى إحاطة روسيا بحلقة من الدول المعادية.

كما يحاول الغرب استخدام التاريخ لأغراض مدمرة داخل روسيا نفسها. مع العلم أن الأوروبيين الأطلسيين يحاولون في روسيا نفسها العمل مع الشعوب التي لديها جمهوريات خاصة بها. يراهن الاستراتيجيون الغربيون على أن تشويه تاريخ شعوب روسيا يجب أن يؤدي إلى تصاعد الحركات المناهضة للدولة والمعادية لروسيا، الأمر الذي يؤدي إلى تفكك روسيا.

وفي إطار مواجهة هذه التهديدات، وقع حدث مهم مؤخرًا: ففي 8 مايو، وقع الرئيس فلاديمير بوتين مرسومًا يحدد "أساسيات سياسة الدولة الروسية في مجال التعليم التاريخي". وتحتوي الوثيقة على عدد من الأحكام التي اكتسبت أهمية أكثر من أي وقت مضى.

يذكر القسم المخصص لأهداف سياسة الدولة في مجال التعليم التاريخي هوية عموم روسيا ومجتمع العالم الروسي، وطرائق الحفاظ على "ذاكرة الأحداث المهمة في التاريخ"، وتاريخ الشعب الروسي الذي شكل الدولة، والذي هو جزء من اتحاد متعدد الجنسيات لشعوب الدولة الروسية ووحدتها الراسخة تاريخيًا". أي أن الحديث يدور عن تكامل جميع المواطنين الروس، بصرف النظر عن قوميتهم، وليس استيعاب الشعوب وترويسها.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أدولف هتلر الأزمة الأوكرانية النازية دونباس فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي واشنطن

إقرأ أيضاً:

طائر الفينيق

جاء تفكك يوغسلافيا الدولة الموحدة إلى سبع دول هي صربيا ، كرواتيا، البوسنة والهرسك ، الجبل الأسود، كوسوفو وسلوفينيا ومقدونييا لعدة أسباب منها وأهمها:

– عدم تجذر الهوية اليوغوسلافية الجامعة في مخيال ووجدان المواطن اليوغسلافي ،فكان هناك هويات متعددة أقوى من المواطن اليوغسلافي مثل الصربي والبوسني والكرواتي والسلوفيني والكوسوفي وأبناء الجبل الأسود والمسادوني.

– تفكك الاتحاد السوفيتي الحليف القوي لدولة يوغسلافيا الموحدة.

– سيطرة الصرب على أكثر من 60 % تقريبا من مقدرات الدولة مما خلق شعورا بالغبن عند باقي الأقاليم.

– التدخل الأجنبي، خاصة أمريكا والأفغان العرب في حرب إقليم كوسوفو.

– المجازر والمعارك التي حدثت وأهمها مجزرة سريبرينيتسا.

كل هذه العوامل لم تدع مجالا لبقاء يوغسلافيا دولة موحدة وكان إجباريا الانفصال الذي طالب به الجميع.. فكان على الشعوب السبعة المكونة السابقة لدولة يوغسلافيا إفراز قيادات تقود سفينتها في الظروف الصعبة والأمواج العالية المتلاطمة.

ولأن الشعوب تلجأ في الأزمات العميقة الي المثقف، وليس إلي السياسي، لأن المثقف هو من ينتج قيمة مضافة للمجتمع والدولة، وهو من يؤمن بالقضية وهو من يزرع الأمل ويخاف التاريخ ولا يساوم على المبدأ.. عكس السياسي الذي يميل الي عقد الصفقات.

فكل شعب التف حول مثقف ومفكر وطني منهم:

الصرب التفوا حول رادوفان كاراديتش وهو شاعر رغم تحوله إلى دكتاتور، ولكنه، في نظر شعبه يعتبر بطلا قوميا.

والبوسنيون لجؤو إلى علي عزت بيغوفيتش، وهو مثقف ومفكر.

أما في كوسوفو فقد اختاروا روائي هو إبراهيم روجوفا. والكروات اختاروا الكاتب والمثقف المعروف فرانيو توجمان.

وبالمثل وليس بعيدا عن البلقان في دولة تشيكا الوليدة بعد تفكك دولة تشيكوسلوفاكيا، اختارت الجماهير الكاتب المسرحي فاتسلاف هافل من خلال الانتخابات أول رئيس لدولة تشيكيا هافل؛ الذي قيل عنه في مماته “كان الراحل رجل دولة عظيما وكان لكلمته وزن في السياسة والمجتمع”.

كتب هافل مسرحية شهيرة بعنوان “المغادرة” تدور السخرية التي تمتليء بها هذه المسرحية حول زعيم سياسي استقال من منصبه لكنه رفض مغادرة مسكنه الحكومي، ووصف بعض النقاد المسرحية بأنها أفضل أعماله.

هذه هي سيرة بعض الشعوب التي شعرت أن كيانها مهدد في الوجود، لذلك اختارت خيار صعبا وموجعا وهو الانفصال من اجل البقاء ودفعت بالمثقف العضوي لقيادتها في هذه المهمة العظيمة.

وها هي دول البلقان ودولتي تشيكيا وسلوفاكيا تُبعث من جديد مثل طائر الفنيق الذي يبعث من الرماد.

هكذا هي الشعوب العظيمة التي لا تستسلم للمحن وتقاوم الضعف والوهن بإيمانها بنفسها وقيادة أبطالها التي يلتف حولهم الشعب في مهمة كبيرة ولكنها ليست مستحيلة.

لقد نجحت شعوب البلقان، بقيادة مثقفيها في لحظات الحسم، في انتزاع حقها في الوجود المستقل وكتابة فصول جديدة لهويتها. لقد نهض طائر الفينيق من رماد الحرب والاضطهاد، مُظهراً قدرة هائلة على الصمود والتجدد. لكن الرحلة لم تنتهِ. التحول من ثورة التحرير إلى بناء دولة ديمقراطية مزدهرة وعادلة للجميع، ومن الهوية القومية الدفاعية إلى هوية وطنية جامعة ومتصالحة مع الجوار، هو التحدي الأكبر الذي لا يزال يواجه هذه الدول الفتية. إنها رحلة تتطلب ليس فقط شجاعة الحرب، بل حكمة البناء، وصبر المصالحة، واستمرار دور المثقف الناقد البناء، حارساً للضمير الجمعي ومرشداً نحو مستقبل لا يكرر أخطاء الماضي.

إن قدرة هذه الدول على تجاوز مخلفات الصراع وبناء مستقبل مشترك في قلب أوروبا ستكون الدليل الحقيقي على أن طائر الفينيق لم ينهض من الرماد فحسب، بل استطاع أن يحلق عالياً في سماء الحرية والاستقرار والازدهار الحقيقي

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • طائر الفينيق
  • ضرب العقيدة النووية الروسية..كم بلغت خسائر روسيا في أخطر هجوم أوكراني؟
  • رئيس الوزراء الإنتقالي: سنركز على الاستشفاء الوطني الشامل والحوار (السوداني- السوداني) الذي لا يستثني أحد
  • اللواء عصام خضر يكتب: رحلة العائلة المقدسة في مصر.. مسار مقدس يمتد عبر التاريخ
  • المخابرات الأوكرانية تتفاخر بضرب المطارات الروسية والخسائر 7 مليارات دولار
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • بريطانيا تعلن استعدادها لمواجهة مسلحة مع روسيا
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين يشيدون بالخدمات.. برنامج العمرة والزيارة رسالة إنسانية في سياسة السعودية
  • حزب الوعي: التاريخ لن ينسى دور الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية