الجزيرة:
2024-06-02@07:45:58 GMT

بينما تتفكك الروابط بين الحكومات والشباب

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

بينما تتفكك الروابط بين الحكومات والشباب

تفاجأت الإدارة الأميركية عندما تمّ اعتقال 2900 طالب، و50 أستاذًا وعدد كبير من الأكاديميين في الولايات المتحدة خلال الاحتجاجات المناصرة لفلسطين. لقد اعتقدوا أن هذه الاحتجاجات كانت منظمة من قبل الجالية الفلسطينية والطلبة المسلمين. لكن الحقيقة أن الغالبية العظمى من المعتقلين لم يكونوا فلسطينيين أو مسلمين.

فالمسلمون، والمسيحيون، واليهود المعادون للصهيونية، واليساريون، والسود، واللاتينيون، وجميع فئات المحتجين توحّدوا حول قضية غزة، لكن هدفهم لم يكن فقط إسرائيل، بل جميع مؤسّسات النظام العالمي الظالم، وفي المقام الأوّل الإدارة الأميركية.

كانت هناك حالة مماثلة في مئات الجامعات الغربية، بما في ذلك الجامعات الرصينة، مثل: أمستردام، وكامبريدج، وأكسفورد. الشباب ينفصلون عن السلطات التي تدير بلادهم، والاحتجاجات تتّجه نحو القيم غير العادلة التي يتبنّاها الغرب.

تمرّد على جميع المشاكل المتراكمة

الأزمة التي عاشتها الدول الغربية في السنوات العشر الماضية كانت في الواقع تزلزل أعمدة الحضارة الغربية. كانت هناك موجةٌ عميقة تضرب بشدة تحت أركان الرأسمالية والإمبريالية والعولمة، وتوزيع الدخل الظالم والعنصرية. هذه الموجة برزت بشكلها المتطرّف في شكل القومية المفرطة، ورهاب الإسلام، وعداء الأجانب، وتأييد العنف، والانغلاق على الذات.

لذلك؛ حصلت الأحزاب اليمينية المتطرّفة في العديد من البلدان، إما على السلطة أو أصبحت شريكة في الحكم، أو تحوّلت إلى حزب قوي. هذا الارتفاع الخطير تم تهدئته؛ بسبب قيود التنقل وحظر التجول الذي بدأ مع جائحة كورونا.

الآن، يشهد العالم حركة اجتماعية أخرى ضد النظام الحالي والحياة القاسية التي تفرضها الرأسمالية. فقد فاجأ الشبابُ الجميعَ من خلال هذه التحركات الأخيرة في الجامعات.

الموجة الفلسطينية ضد القومية المفرطة

رغم أنهم ليسوا من نفس الديانة، أو العِرق، أو الفكر، أو الجغرافية، أو الحضارة، فإن طلاب الجامعات الغربية جميعًا يقومون بتنظيم احتجاجات مناصرة لفلسطين، مما يُعتبر بمثابة تحدٍّ لعداء الأجانب والقومية المفرطة في الواقع الغربي. هذه الاحتجاجات كانت عبارة عن موجة كسرت العنصرية المتصاعدة والقومية المفرطة.

في أميركا، وبينما يسعى تجار الخرفان البيض في تكساس، لطرد جميع الأجانب والمهاجرين والمسلمين حتى السود من البلاد، قام طلاب جامعة تكساس بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين بطريقة مدهشة. وليس الطلاب فقط، بل أيضًا الأساتذة مثل البروفيسور نويل مكافي، رئيس قسم الفلسفة في جامعة إيموري في أتلانتا، قدموا دعمهم للطلاب وانتهوا بالقبض عليهم، وإرسالهم إلى السجن من قبل الشرطة.

التمرّد الطلابي الذي يستشري في العالم

الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، التي كانت مركز حركة الطلاب عام 1968، انتشرت إلى جميع أنحاء العالم، وأطلقت حركة يسارية تُعرف باسم "جيل 68". الآن، انتشرت الاحتجاجات الفلسطينية التي بدأت في نفس الجامعة إلى جميع أنحاء العالم بنفس الطريقة. من آسيا إلى أستراليا، ومن اليابان والهند وبنغلاديش، إلى الغرب، بما في ذلك بريطانيا، وهولندا، وبلجيكا، يتم تنظيم مظاهرات مماثلة في العديد من البلدان.

على الرغم من أن فلسطين هي النقطة المشتركة بينهم، إلا أنّ غضبهم موجّه نحو الرأسمالية، والإمبريالية، والتمييز، والاستغلال، والنظام العالمي غير العادل.

وعلى الرغم من تدخّل الشرطة بعنف لقمع الاحتجاجات الطلابية في الحرم الجامعي في أغلب البلدان، إلا أنّهم لم يتمكنوا من إيقاف أي منها. بالعكس، أدّى ذلك إلى انتشارها أكثر.

صمت غير مألوف في الدول الإسلامية

إذا قلنا؛ إن العلم الفلسطيني يرفرف بشكل أوسع في الدول الغربية، فلن نكون مخطئين في اعتقادي. فلم يشهد التاريخ دعمًا كبيرًا مثل هذا من الشعوب الغربية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

ومع ذلك، فإنّ الجامعات في الدول الإسلامية أكثر هدوءًا، وتقلّ فيها الاحتجاجات في الشوارع. فما هو سبب هذا الوضع الغريب؟

في بعض الدول الإسلامية، يُحظر تنظيم مظاهرات مناصرة لفلسطين. وتعتبر الدولُ المناهضة لحماس على الصعيدَين الأيديولوجي والسياسي أيَّ نوع من المظاهرات تهديدًا لسلطتها. ومن جهة أخرى، تُطبق بعض الدول ضغطًا خفيًا، بسبب قلقها من نشاط الشوارع والجامعات.

وبالتالي، تبقى الشوارع خالية، والحَرم الجامعي هادئًا. على الرغم من ذلك، يحافظ الطلاب على غضبهم الداخلي تجاه قضية فلسطين، ويشاركون جزئيًا في إبداء هذا الغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الغضب يؤدي أيضًا إلى تباعد بين الطلاب والحكومات، وإلى الانقسام. ولكن لا يُمكن التنبؤ بالوقت الذي سينتقل فيه هذا الغضب إلى الشوارع.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات جمیع ا

إقرأ أيضاً:

حملة لإزالة جميع مشاتل الأرز المخالفة بالغربية

صرح الدكتور خالد أبوشادى وكيل وزارة الزراعة بالغربية، بالتنيسق مع المهندسة أمل حامد رئيس الادارة المركزية للموارد المائية والرى بالغربية، بأنه تم تشكيل لجان تضم مندوبين من مديريات الزراعة و الري والوحدات المحلية والشرطة بناء على قرار الوزير المحافظ الدكتور طارق رحمى محافظ الغربية لحصر مساحات الارز المخالف للدورة الارز، وذلك بالمرور على قرى ومراكز المحافظة، وذلك لوقف زراعة الأرز المخالف وإزالة جميع المشاتل المخالفة على مستوى المحافظة.

 حيث تم إزالة مشاتل أرز مخالف بنواحى قرى مراكز قطور، وطنطا والسنطة وزفتى والمحلة وبسيون وكفر الزيات وسمنود وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في إطار تفعيل قرار وزير الموارد المائية والرى بشأن منع زراعة الأرز المخالف بمحافظة الغربية .


وأضاف ابوشادى، أن الزراعة العشوائية لمحصول الأرز تؤثر بالسلب على زراعة المحاصيل الاستراتيجية الهامة بالمحافظة مثل، القطن، والذرة، وفول الصويا وعباد الشمش والسمسم .

وأشار إلى أنه يتم المرور الدورى والمستمر لمواجهة زراعات الأرز المخالفة، والتطبيق الفورى للازالة وحصر اسماء المخالفين واتخاذ الاجراءات القانونية  وتنفيذ غرامات تبديد المياه على المزارعين المخالفين، نظراً لأن محصول الأرز يعد أحد أكثر المحاصيل استهلاكاً للمياه فى الموسم الصيفى بالمقارنة بالمحاصيل الصيفية الاخرى.

 كما أن زراعة مساحات من الأرز بالمخالفة تنعكس سلبا على انتاجية المحاصيل  لصعوبة توفير المياه اللازمة خلال الصيف لجميع هذة المحاصيل مما يكون له اثر بالسلب على انتاجية هذة المحاصيل فيما فيها محصول الارز.
وأكد وكيل زراعة الغربية، أنه يتم عمل لجان متابعة من قبل الزراعة و الرى للمرور على الحقول لحصر المخالف وإزالة زراعات الأرز المخالفة في مهدها.

مقالات مشابهة

  • قليلاً من التعقل… احذروا اللعب بمصير العالم
  • حملة لإزالة جميع مشاتل الأرز المخالفة بالغربية
  • زراعة الغربية: حملة لإزالة جميع مشاتل الأرز المخالفة
  • الموافقة على استخدام كييف الأسلحة الغربية داخل روسيا
  • اشتباكات في بلاطة وجنين والاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة
  • "قائمة الصقور".. ما هي الدول الغربية الـ14 المؤيدة لاستخدام أوكرانيا أسلحتها ضد روسيا؟
  • دمشق تتهم دول أوربية بتحريف الانتباه عن الأسباب الحقيقية لمعاناة السوريين
  • دمشق تتهم بعض الدول الأوروبية بحرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية لمعاناة السوريين
  • الخارجية: تشدد سورية على أهمية تمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية فيها، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية، أو أجندات ضيقة تروج لها الدول الغربية
  • فصائل المقاومة تشتبك مع قوات الاحتلال في جنين بالضفة الغربية