العالمية للأرصاد الجوية: جهود مصر في العمل المناخي تعكس التزامًا جادًا بالتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أكد رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، الدكتور عبد الله المندوس، أن جهود مصر في العمل المناخي والتحول إلى الطاقة الخضراء تُظهر التزامًا جادًا بالتنمية المستدامة.. مشيرا إلى أن مصر ستحقق تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، مما يسهم في تحسين البيئة وزيادة الاستدامة الاقتصادية.
وأوضح المندوس في حوار خاص مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مساعي مصر في العمل المناخي والتحول إلى الطاقة الخضراء والاستثمار في الهيدروجين الأخضر تعتبر جديرة بالاهتمام، حيث تعمل مصر بجد على تعزيز مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، منوهًا بإنشاء مشروعات ضخمة للطاقة الشمسية في منطقة بنبان بأسوان، التي تعد واحدة من أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم، بالإضافة إلى تعزيز مشروعات طاقة الرياح على ساحل البحر الأحمر.
وأشار إلى أن مصر تسعى لدخول مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر كجزء من استراتيجيتها للتحول إلى الطاقة المستدامة، إذ أعلنت عن عدة مشروعات بالتعاون مع شركات دولية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُعد من المصادر الواعدة للطاقة النظيفة والتي يمكن استخدامها في مختلف الصناعات.
وأبرز أن الحكومة المصرية تعمل على تطوير سياسات وتشريعات تشجع على الاستثمار في الطاقة المتجددة، وأنه تم تقديم حوافز مالية وضريبية للمستثمرين في هذا المجال، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة، لافتا إلى حرص مصر على تنظيم حملات التوعية والمبادرات التعليمية التي تستهدف المدارس والجامعات والجمهور العام للتوعية بأهمية التغير المناخي والطاقة المتجددة.
وجدد التأكيد على أن مصر تبذل جهودًا ملحوظة بالساحة الدولية فيما يتعلق بالعمل المناخي، حيث تستضيف وتشارك بفعالية في المؤتمرات والاتفاقيات الدولية المعنية بتغير المناخ، مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) الذي عقد في شرم الشيخ عام 2022.
وحول أوجه التعاون القائم بين المنظمة ومصر لمواجهة عدد من الظواهر المناخية وعلى رأسها الاحتباس الحراري.. قال الدكتور عبد الله المندوس إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) تتعاون مع مصر في عدة مجالات لمواجهة الظواهر المناخية، بما في ذلك الاحتباس الحراري، ويتجسد هذا التعاون في العديد من الأنشطة والمبادرات، منها تطوير وتحديث نظم الإنذار المبكر للطقس والأحوال الجوية، مما يساعد على التنبؤ بالأحداث المناخية المتطرفة وتقديم التحذيرات في الوقت المناسب.
وأضاف أن التعاون يشمل تقديم برامج تدريبية وورش عمل للمختصين في الأرصاد الجوية والمناخ في مصر، لتعزيز قدراتهم في مجالات التنبؤ والرصد والتقييم المناخي، علاوة على ذلك، يتم التعاون في مشاريع بحثية لدراسة تأثيرات التغير المناخي على مصر، وتقديم الدعم الفني والعلمي لتقييم المخاطر وإعداد التقارير المناخية.
ونوه إلى أن التعاون يركز أيضًا على توفير وتبادل البيانات المناخية والمعلومات الجوية بين المنظمة ومصر، مما يساعد في تحسين دقة التنبؤات الجوية وتطوير استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية، كما يتضمن تقديم المشورة والدعم في دمج الاعتبارات المناخية في خطط التنمية الوطنية ومشاريع البنية التحتية في مصر، لضمان مراعاة الأثر البيئي وتقليل الانبعاثات الكربونية.
ولفت إلى أنه يتم تنظيم حملات توعية وفعاليات تعليمية لتعريف الجمهور المصري بأهمية التغير المناخي وآثاره، وكيفية التكيف معه وتقليل تأثيراته السلبية، مبرزاً أن المنظمة تعزز التعاون بين مصر والدول المجاورة في مجالات المناخ والبيئة، من خلال المشاركة في مبادرات إقليمية ودولية تهدف إلى مواجهة التحديات المناخية المشتركة.
وتابع المندوس أنه من خلال هذه الجهود المتكاملة، تسعى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومصر إلى تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تأثيراتها، والعمل على حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وحول الدور العالمي للمنظمة عبر تاريخها، أكد الدكتور المندوس أنه كان للمنظمة، طوال تاريخها الذي يمتد لأكثر من 150 عامًا، دور رئيسي في تعزيز التعاون بين الدول لتحسين خدمات الأرصاد وتقليل مخاطر الحالات الجوية المتطرفة وفهم تغير المناخ، حيث تحدد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية معايير لجمع البيانات والبحث، وتقدم التوجيه فيما يتعلق بالأمور الخاصة بالطقس والمناخ، مما يعود بالفائدة على البلدان في جميع أنحاء العالم من خلال التخفيف من آثار الكوارث الطبيعية ودعم التنمية المستدامة وحماية الأرواح والممتلكات.
وأوضح رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن المنظمة تمتلك بنية تحتية مميزة منها مايزيد على 11000 محطة سطحية، و1300 محطة قياس طبقات الجو العليا، و 4000 سفينة مراقبة جوية، و1200 محطة رصد بحرية و 3000 طائرة مراقبة جوية تصدر مايزيد على 300000 تقرير يومي، و 348 قمراً صناعياً خاصا بالأرصاد الجوية، و 1111 شبكة رادار جوية، تغزي 52 مركزاً للبيانات، بالإضافة إلى 6 مراكز تعمل على رصد وتحليل الأعاصير المدارية.
وحول أهمية عقد المؤتمرات السنوية الخاصة بالمناخ، أبرز المندوس أن المؤتمرات السنوية للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP) تخدم أغراضًا رئيسية عدة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، إعطاء الفرصة للدول الأعضاء لتقييم التقدم الذي أحرزوه نحو تحقيق أهداف الاتفاقية، ويعتبر المؤتمر منصة للمفاوضات بين الدول حول تحديد أهداف جديدة في مجال المناخ والمساهمات المالية وإنشاء إطارات للسياسات البيئية الدولية.
وذكر أن مؤتمرات "COP" تعتبر أداة حيوية في تعزيز التعاون العالمي في مجال تغير المناخ وتيسير العمل الجماعي الضروري لمعالجة هذه المسألة المعقدة والعاجلة، وتعد نتائج مؤتمرات كوب بمثابة الدليل الإرشادي لمساعدة الدول النامية والجزرية في رفع البنية التحتية وهو هدف هام من أهداف المنظمة والتي تشرف على التقارير الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التي تعد الدليل المعتمد لبيانات ارتفاع درجات الحرارة.
وبشأن تقييمه لنتائج مؤتمر (كوب 27) الذي عقد في مصر، قال الدكتور عبد الله المندوس إن تمويل التغير المناخي كان نقطة صراع رئيسية في COP27، حيث تم إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، الذي يهدف إلى دعم الدول النامية التي تعاني من تداعيات التغير المناخي.
وأضاف أنه هذا العام، شهدنا موجة من الفيضانات والحرائق الهائلة والجفاف الشديد في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في خسائر بمليارات الدولارات، ووفقًا لتقرير مؤسسة ييل للمناخ، كلفت أكثر من 150 مليار دولار في عام 2021، وفي نفس العام، تعرضت باكستان لأسوأ كارثة فيضانية في تاريخها، مما تسبب في خسائر تقدر بحوالي 15 مليار دولار.
وأكد أن أحد النتائج الرئيسية لـ COP 28 الذي استضافته الإمارات هو الاتفاق التاريخي بشأن تنفيذ الترتيبات المالية لمعالجة الخسائر والأضرار، بما في ذلك إنشاء صندوق مخصص جديد تحت إطار UNFCCC - وهذه المرة الأولى التي يتم فيها اتخاذ قرار موضوعي في اليوم الأول للمؤتمر.
ولفت إلى أن هذا الاتفاق التاريخي يعتمد على القرار المهم الذي اتخذته الدول في وقت سابق بـ COP 27 بإنشاء صندوق لدعم الدول والمجتمعات الضعيفة التي تعاني بالفعل من تأثيرات التغير المناخي السلبية، حيث جرت المناقشات حول تنفيذ الترتيبات المالية الجديدة، بما في ذلك هذا الصندوق، لمعالجة الخسائر والأضرار خلال عام 2023 في اجتماعات اللجنة الانتقالية، التي جمعت ممثلين عن الدول المتقدمة والنامية.
وذكر أن إنشاء الصندوق، مع التزامات تبلغ مجموعها 661 مليون دولار حتى الآن، يشكل رمزًا هامًا للتضامن العالمي يعكس الأحداث الطارئة الملحة لتغير المناخ وخطوة إيجابية في مجال العدالة المناخية الدولية.
وردا على سؤال حول التحديات التي تواجه العمل المناخي خلال الفترة الراهنة وكيفية التغلب عليها، أوضح رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تغير المناخ يشكل مجموعة متشعبة ومعقدة من التحديات، لكن من بين أكبر هذه التحديات الحاجة إلى التعاون العالمي واتخاذ إجراءات فورية في التخفيف (تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة) والتكيف (الاستعداد للتغيرات التي تحدث بالفعل والتأقلم معها)، و تحقيق التوازن بين هاتين الجانبين وتوجيه الموارد بشكل فعّال يشكل تحديًا كبيرًا.
وتابع أن تغير المناخ يعتبر قضية عالمية تؤثر على كل بلد ومنطقة بطريقة مختلفة، ويمكن أن تكون انبعاثات الغازات الدفيئة في جزء من العالم لها عواقب بعيدة المدى في مناطق أخرى، ويمكن أن يكون من الصعب تنسيق الجهود بين الدول ذات المصالح والأولويات المتنوعة.
ونوه إلى أنه للتعامل مع هذه التحديات، فإن سياسات تغير المناخ تشكل جزءًا حاسمًا من سياسات الدول اليوم، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وسيتم التركيز على سياسات تغير المناخ الدولية، للتغلب على هذه التحديات، حيث يجب على الحكومات والمجتمعات والشركات والمنظمات الدولية العمل سويًا بتعاون وتنسيق، واتخاذ إجراءات فورية وفعّالة.
وأكد ضرورة زيادة الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير تكنولوجيا نظيفة ومستدامة، وتعزيز الشفافية والمساءلة فيما يتعلق بالجهود المناخية.
وبشأن الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر التي توفر معلومات حول الأعاصير المدارية والتغيرات المناخية، قال الدكتور عبد الله المندوس رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن أنظمة الإنذار المبكر ضرورية بشكل عاجل لأن تغير المناخ يتسبب في تكرار وتطرف وعدم توقع الكوارث المناخية، حيث يمكن للإنذارات المبكرة، التي تُصدر قبل 24 ساعة من الحدث، أن تقلل من أضرار ذلك الحدث بنسبة 30%.
وأبرز أن الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر للأعاصير المدارية وتغير المناخ يعد أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب فهي تساعد في تقليل خطر فقدان الأرواح وأضرار الممتلكات من خلال توفير معلومات دقيقة في الوقت المناسب عن الأعاصير القادمة، وهذا يسمح للسلطات بإصدار أوامر الإخلاء وتنفيذ تدابير الاستعداد الأخرى مسبقًا.
وتابع أنه عندما تكون المجتمعات على علم بقدوم إعصار أو حدث مناخي، يمكنها اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسها وممتلكاتها، و قد يشمل ذلك تعزيز المنازل، وتأمين الأشياء المتحركة، وتخزين الإمدادات الأساسية، ووضع خطط للإخلاء.
واستطرد قائلا: "يمكن أن يكون للأعاصير والأحداث الجوية المتطرفة الأخرى تأثيرات اقتصادية كبيرة، خاصة في المناطق الضعيفة وهنا تساعد أنظمة الإنذار المبكر في تقليل هذه التأثيرات من خلال السماح للأعمال والحكومات بالاستعداد بشكل كافٍ، مما يقلل من تعطيل الأنشطة الاقتصادية ويعزز الاستقرار".
وأوضح المندوس أنه من خلال الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر، يمكن للمجتمعات أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة تأثيرات الأعاصير وتغير المناخ، ويمكن بناء هذه المرونة من خلال تحسين البنية التحتية، والتخطيط لاستخدام الأراضي، وبرامج التوعية العامة التي تُعلِّم الناس عن المخاطر التي يواجهونها وكيفية التخفيف منها.
وجدد التأكيد على أن الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر يعد جزءًا من استراتيجية أوسع للتكيف مع هذه التغيرات، مما يسمح للمجتمعات بالتكيف بشكل أفضل مع الحقائق الجديدة لكوكب أكثر دفئًا.
وأشار الدكتور عبد الله المندوس إلى أن العديد من الأعاصير المدارية تؤثر على عدة دول ومناطق، مما يبرز أهمية التعاون الدولي في جهود الإنذار المبكر، من خلال الاستثمار في أنظمة المراقبة والاتصال المشتركة.
وشدد على أن الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر للأعاصير المدارية وتغير المناخ يعد طريقة استباقية وفعالة من حيث التكلفة لحماية الأرواح والممتلكات وسبل العيش في مواجهة المخاطر البيئية المتزايدة.
وبشأن الرؤية العلمية لتوقعات درجات الحرارة في السنوات المقبلة خاصة في ظل التغير الحاد في المناخ، قال المندوس إن النظرة العلمية للتوقعات المتعلقة بدرجات الحرارة في السنوات القادمة تشير إلى استمرار الاتجاه نحو ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، ويتأثر هذا الاتجاه بشكل كبير بزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، والتي تشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، من بين غازات أخرى.
ونوه إلى أن النماذج المناخية تتفق على استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، و تعتمد درجة الزيادة، مع ذلك، على حجم انبعاثات الغازات الدفيئة في السنوات القادمة.
وذكر رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه خلال العقود القليلة القادمة، من المحتمل أن ترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 إلى 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو الحد الذي يعتبره العلماء حاسمًا لإدارة التأثيرات المناخية القابلة للتحكم.
وأفاد بأنه بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، اعتمادًا على سيناريوهات الانبعاثات، يمكن أن تتراوح الزيادات من أكثر قليلاً من 1 درجة مئوية في ظل جهود تخفيف قوية، إلى أكثر من 4 درجات مئوية في سيناريوهات الانبعاثات العالية.
وأشار إلى أن الزيادات في درجات الحرارة لن تكون موحدة عبر العالم، إذ من المتوقع أن تشهد خطوط العرض العليا زيادة أكبر في الاحترار مقارنة بالمناطق الاستوائية، كما أن هناك احتمالا كبيرا لزيادة في تكرار وشدة الأحداث الجوية المتطرفة، بما في ذلك موجات الحر والجفاف وهطول الأمطار الغزيرة، وربما العواصف الشديدة.
وأبرز المندوس أن النماذج المناخية تستمر في التحسن من حيث الدقة وإضافة المزيد من المتغيرات، لكنها تؤكد باستمرار على أهمية معالجة تغير المناخ من خلال التكيف وتدابير التخفيف الكبيرة.
وحول الدور الذي تلعبه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لمساعدة الدول العربية من نتائج تغير المناخ، قال المندوس إن المنظمة تلعب دورًا حيويًا في مساعدة الدول العربية على معالجة آثار تغير المناخ من خلال وسائل متعددة، تشمل مشاركة البيانات والمعلومات، تعزيز نظام الإنذار المبكر وبناء القدرات للدول العربية، البحث والتقييم.
وأكد في هذا الصدد، أن أحد أهم المجالات هو دعم السياسات وسوف تزيد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من دعمها ومساعدتها للدول العربية في تطوير وتنفيذ سياسات واستراتيجيات التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، ويشمل ذلك تقديم التوجيه حول دمج الاعتبارات المناخية في خطط التنمية الوطنية، ومشاريع البنية التحتية، وجهود الحد من مخاطر الكوارث.
ولفت إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعمل كمنصة دولية رئيسية للتعاون والدعم في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ على الدول العربية، مما يساعدها على بناء القدرة على الصمود والتكيف مع المناخ المتغير.
وردا على سؤال حول كيفية تطويع الجهود الدولية لحماية كوكب الأرض من خطر التغير المناخي.. قال الدكتور عبد الله المندوس إنه يجب تسخير كافة الجهود الدولية عبر مجموعة من الاستراتيجيات المتكاملة والمترابطة، أهمها تعزيز التعاون بين الدول من خلال الاتفاقيات والمبادرات الدولية مثل اتفاقية باريس للمناخ، وتشجيع الدول على الالتزام بأهداف خفض الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية.
وأضاف أنه يجب تخصيص موارد مالية كافية لمشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء، وإنشاء صناديق دولية لدعم الدول النامية في جهودها للتكيف مع التغير المناخي وتخفيف آثاره بجانب دعم البحث والتطوير في مجالات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة وتعزيز الابتكار في طرق تخزين الطاقة وتحسين كفاءة استخدام الموارد وتقنيات الحد من الانبعاثات يعتبر أمرًا ضروريا.
وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الوعي بأهمية التغير المناخي وآثاره على البيئة والمجتمعات وتضمين المناهج التعليمية موضوعات تتعلق بالتغير المناخي والاستدامة البيئية، ووضع سياسات حكومية تشجع على استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتقديم حوافز مالية للشركات والأفراد الذين يتبنون ممارسات صديقة للبيئة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رئیس المنظمة العالمیة للأرصاد الجویة انبعاثات الغازات الدفیئة التنمیة المستدامة التغیرات المناخیة الطاقة المتجددة البنیة التحتیة التغیر المناخی أن تغیر المناخ العمل المناخی درجات الحرارة بالإضافة إلى التخفیف من بما فی ذلک التکیف مع مع التغیر بین الدول من خلال فی مجال یمکن أن جهود ا إلى أن مصر فی
إقرأ أيضاً:
الإمارات تعزز دورها في دعم الاستدامة والمرونة المناخية خلال الدورة الـ 7 للأمم المتحدة للبيئة
ترأست معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة وفد الدولة في أعمال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة من خلال مشاركات فاعلة عززت من خلالها الإمارات من دورها المحوري في دعم جهود الاستدامة والمرونة المناخية العالمية.
وعقدت أعمال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في المقر الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في العاصمة الكينية نيروبي خلال الفترة من 8 إلى 12 ديسمبر 2025 تحت شعار "تعزيز الحلول المستدامة لكوكب قادر على الصمود".
وخلال القائها البيان الوطني لدولة الإمارات، قالت معالي الدكتورة آمنة الضحاك: نحن فخورون في دولة الإمارات بتبني إرث تنموي رائد يرتكز على الاستدامة، بشكل يدعم الإنسان والطبيعة هذه الرؤية التي غرسها الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" تشكل الأساس لالتزام دولتنا الراسخ بالحفاظ على البيئة وتنميتها ونحن ندرك أن مواجهة تحديات المناخ العالمية لا تتطلب الطموح فحسب، بل تستدعي عملاً ملموساً واستثمارات ضخمة.
وأضافت معاليها: لهذا السبب تحديداً أطلقت الإمارات صندوق 'ألتيرا' للتمويل المناخي بقيمة 30 مليار دولار عام 2023، كخطوة حاسمة لسد فجوة تمويل المناخ العالمي وتسريع وتيرة التغيير الجذري". وقالت : يتجلى جهدنا أيضاً في ريادتنا للحلول القائمة على الطبيعة، مثل قيادتنا لـ 'تحالف القرم من أجل المناخ' بالشراكة مع جمهورية إندونيسيا.
واختتمت معاليها: ندعو إلى تعزيز قدرة جمعية الأمم المتحدة للبيئة على معالجة هذه القضايا عبر رؤى علمية شاملة وقرارات متوازنة. فلنوحد جهودنا لنترك للأرض إرثاً يليق بأجيال المستقبل، ولتظل شعلة التعاون الدولي وقوداً دائماً لمسيرة الإنسانية نحو الاستدامة.
وضم وفد الدولة المشارك في الاجتماعات نخبة من القيادات والخبراء، حيث شارك في الفعاليات كل من سعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، والدكتورة العنود الحاج، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة، والمهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء وشؤون البيئة في الوزارة. كما حظي الوفد بدعم دبلوماسي رفيع، حيث رافقهم خلال الزيارة سعادة الدكتور سالم إبراهيم بن أحمد محمد النقبي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كينيا، الذي لعب دوراً محورياً في تسهيل مهام الوفد وتعزيز التواصل الدبلوماسي خلال الحدث.
وخلال "الاجتماع الخاص رفيع المستوى 2026: المياه في العمليات متعددة الأطراف"، أكدت دولة الإمارات التزامها الراسخ بتعزيز الأمن المائي العالمي والحلول المبتكرة لدعم استدامة الموارد المائية.
وفي معرض حديثها عن التطلعات لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2026، قالت معالي الضحاك: تساهم الإمارات بفاعلية في قيادة جهود الأمن المائي العالمي من خلال حلول أبرزها 'مبادرة محمد بن زايد للماء'، ونتطلع لاستقبال العالم العام المقبل في "مؤتمر الأمم المتحدة للمياه" الذي نستضيفه بالتعاون مع جمهورية السنغال.
وأشارت معاليها إلى أن التزام الإمارات بالأمن المائي يتجلى في تعهداتها المالية وإستراتيجياتها الوطنية، بما في ذلك تعهد بقيمة 150 مليون دولار لحلول ندرة المياه تم الإعلان عنه في COP28، وبرنامج "الأنهار النظيفة" الذي رصد ما يصل إلى 60 مليون دولار لمعالجة تحديات النفايات والمياه في إندونيسيا والفلبين والبرازيل. وعلى الصعيد المحلي، تقود "استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036" النهج الوطني الشامل.
وخلال الحدث رفيع المستوى حول التصديق العالمي على "تعديل كيغالي" أثناء انعقاد الجمعية، أكد سعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة الحاجة الملحة للخفض التدريجي لمركبات الهيدروفلوروكربون "HFCs" المسببة للاحتباس الحراري، مؤكداً دعم الإمارات لهذا الاتفاق العالمي.
وأبرز التركيز الاستراتيجي لدولة الإمارات على حماية البيئة، مستعرضاً جهود الدولة في تطبيق مستهدفات خفض الانبعاثات الكربونية عبر مختلف القطاعات للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050 وانطلاقاً من الحاجة الماسة للحد من الاحتباس الحراري، تعمل الدولة بنشاط على التخلص التدريجي من مركبات الهيدروفلوروكربون بحلول عام 2047 من خلال قوانين اتحادية تفرض إجراءات صارمة للإبلاغ والتصاريح للأنشطة المتعلقة بهذه المركبات. وحث سعادته جميع الدول على الانضمام لجهود الحد من تلك المركبات والمساهمة بفاعلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أخبار ذات صلة
كما تناول سعادته، في حوار حول "أهمية دعم استقرار النظام المالي العالمي" نهج الإمارات الشامل الذي يدمج التخطيط الاقتصادي والبيئي والمالي مشيرا إلى أن نجاح الإمارات يكمن في خلق بيئة مرنة تدمج الاستدامة في التنظيم المالي، والتنمية الصناعية، واستراتيجيات الاستثمار، مما يخلق مسارات تحول واضحة للقطاعات عالية التأثير.
واستعرض النعيمي نهج 'الحوكمة الشاملة' الذي تتبناه الدولة لدمج السياسات المالية مع الأهداف المناخية، كاشفاً عن أرقام تعكس حجم الالتزام الوطني، حيث أشار إلى تعهد 'اتحاد مصارف الإمارات' بتخصيص أكثر من تريليون درهم للتمويل المستدام بحلول عام 2030.
كما شدد سعادته على ضرورة توحيد معايير التمويل المستدام عالمياً، مشيراً إلى انخراط المؤسسات المالية الإماراتية في مبادرات أممية كبرى مثل "مبادرة تمويل برنامج الأمم المتحدة للبيئة" و"التحالف المصرفي لصفر انبعاثات". كما دعا المجتمع الدولي إلى استثمار هذه الأطر لتمكين دول الجنوب العالمي من الوصول إلى التمويل المناخي، وتسريع وتيرة الاستثمار في المشاريع التي تضمن الأمن البيئي والاجتماعي العابر للحدود.
وخلال مشاركتها في جلسة الحوار الأولى للاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف التي حملت عنوان "حوار الاتفاقيات البيئية 1: من التوقيع إلى التنفيذ الفعلي؟"، استعرضت الدكتورة العنود الحاج، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، النموذج الإماراتي الرائد في دمج الالتزامات الدولية ضمن النسيج الوطني.
وأكدت سعادتها أن الدولة نجحت في مواءمة التزاماتها البيئية مع الرؤى الوطنية الكبرى مثل "نحن الإمارات 2031" و"استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050"، مدعومة بأنظمة بيانات وطنية موحدة ومنصات تمويل خضراء تضمن استدامة التنفيذ. كما أكدت على أن التنفيذ الفعال يتطلب إشراك كافة فئات المجتمع، مستشهدة بمبادرة "تعهد الشركات المسؤولة مناخياً" التي تضم مئات الشركات، والدور المحوري للشباب في صياغة السياسات عبر مجالس الشباب، مما يجعل جهود حماية البيئة جزءاً لا يتجزأ من مسيرة التنمية للدولة.
وفي جلسة الحوار الثانية بعنوان "الوفاء بالوعد"، والتي ركزت على تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أكدت سعادتها أن الإمارات تنظر إلى العمل البيئي كمحرك للنمو الاقتصادي والاجتماعي، وليس مجرد التزام.
وسلطت الضوء على الحلول القطاعية التي تحقق فوائد مضاعفة، مثل مشاريع الطاقة المتجددة والنووية التي تخفض الانبعاثات وتخلق المزيد من الوظائف الخضراء، ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة، وهو ما يدعم التزام الدولة باتفاقيتي "بازل" و"ستوكهولم" ويعزز الاقتصاد الدائري.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الإمارات تعيد تشكيل الحوافز الاقتصادية والأنظمة المالية لتوجيه رؤوس الأموال نحو المشاريع المستدامة، منتقلة بذلك من مرحلة إدارة الضرر البيئي إلى مرحلة الوقاية الفعالة منه، لضمان مستقبل مرن ومزدهر.
وخلال مشاركتها في نسخة 2025 من الاجتماع الوزاري لتحالف المناخ والهواء النظيف، رحبت سعادة العنود الحاج بالخطوات التي اتخذها برنامج الأمم المتحدة للبيئة لتفعيل القرار 6/10 بشأن تعزيز التعاون الإقليمي حول تلوث الهواء مؤكدة أن هذه المبادرات أدوات هامة لتسريع التعاون وتسهيل الوصول للخبرات العلمية. كما سلطت الضوء على استثمارات الإمارات لتحسين رصد جودة الهواء، بما في ذلك نشر محطات رصد متطورة، وقوائم جرد وطنية للملوثات، وإطلاق "الأجندة الوطنية لجودة الهواء 2031".
وفي سياق متصل، لعب وفد الدولة التفاوضي دوراً جوهرياً خلال الاجتماعات التحضيرية ولجنة المندوبين الدائمين التي سبقت انطلاق الفعاليات الرئيسية. وقد أدارت المهندسة عائشة العبدولي، مدير إدارة التنمية الخضراء وشؤون البيئة في الوزارة، فريق التفاوض الوطني الذي تميز بكونه فريقاً إماراتياً خالصاً، جمع بين الشباب وخبرة المختصين.
واختتمت الجمعية أعمالها بالإعلان عن عقد الدورة الثامنة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة "UNEA-8" في ديسمبر 2027 تحت رئاسة جامايكا، لتواصل البناء على هذه المخرجات الطموحة.
المصدر: وام