لماذا ارتفعت وتيرة هجمات المقاومة ضد الاحتلال في غزة؟ محللون يجيبون
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
اتفق محللون سياسيون وعسكريون على أن ارتفاع هجمات فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تدحض مزاعم تصريحات حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو وقادة جيشه، وأشاروا إلى أن أداء المقاومة بات الآن أكثر قوة وفعالية.
وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، ثبت أن تصريحات: نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي والناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري غير صادقة ولأغراض سياسية خاصة عندما زعموا تفكيك 19 كتيبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف الدويري أن المقاومة تقدم إثباتات مرئية بعدما تم تفعيل دور غرفة العمليات المشتركة للفصائل تنفيذيا وليس تنسيقيا فحسب، مبينا أنه تم تطوير القتال وفق نمط "سمكة الصحراء" بظهور المقاتلين ثم اختفائهم مستخدمين الترويع والصدمة.
وحول أسباب ارتفاع وتيرة هجمات المقاومة وزيادة قوتها وفعاليتها، أكد الخبير العسكري أن المقاومة لجأت إلى عملية استيعاب الصدمة في رفح جنوبا وجباليا شمالا بدخول جيش الاحتلال ثم الانقضاض على آلياته، في حين لم يفلح الأخير سوى بالتدمير وارتكاب المجازر.
ومن ضمن الأسباب أيضا -وفق اللواء الدويري- إعادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تأهيل كتائبها شمالي القطاع وتقليصها من 12 كتيبة إلى 8 بكفاءة قتالية قد تصل إلى 85% بهدف إعادة إدارة المعركة الدفاعية وتوسيع نطاق مسؤولياتها.
وأفرد الخبير العسكري مساحة للحديث حول تكتيكات المقاومة الجديدة بعدما كانت المواجهة في البداية من الخط الأول للخطوط الدفاعية، لتختلف حاليا من خلال السماح لقوات الاحتلال بالتقدم والاندفاع بأعداد كبيرة ومن ثم التعامل معها بعمليات نوعية، وتوظيف العبوات الناسفة، والخروج من فوهات الأنفاق الهجومية وغيرها.
"اهتمام بالمنتج الإعلامي"بدوره، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن المقاومة تتقدم ولا تتراجع، وتغير حماس تكتيكاتها كالحرباء، في رسالة توجيه إستراتيجية للمجتمع الغزي والشعوب العربية والإسلامية.
وأكد زياد أن غرف عمليات المقاومة تعمل بكامل طاقتها، وأضحت مهتمة بالتفاصيل الإعلامية وإخراج منتج ذي جودة عالية يتضح من خلال سرعة تصوير الفيديوهات وتجميعها وإنتاجها.
ويعني هذا -وفق الباحث- أن السلاسل القيادية والتنظيمية تعمل حاليا بكامل طاقتها بل أفضل مما كانت تقاتل عليه سابقا، مستدلا بنتائج المعركة الثالثة لحي الزيتون شرقي غزة، وأيضا المعركة الثانية لمخيم جباليا.
وأوضح أن هناك عملية ترميم وتغيير في تكتيكات المقاومة ومنظومتها الإعلامية، وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت ليخرج بمؤتمر صحفي مرعوبا مما أسماه "الحكم العسكري لغزة بسبب المعارك الضارية في رفح وجباليا والزيتون".
وبحسب الباحث، فإن إمكانية الحكم العسكري لغزة مستحيلة لأن جيش الاحتلال يرفض الفكرة بسبب خشيته واستنزافه في حرب المدن والعصابات، ومراوحة الأمور في مكانها.
واستدل بتصريحات غالانت عندما قال إن هناك 4 نهايات متخيلة للحرب وهي الفوضى، وبقاء حماس كسلطة، وقوة بديلة، والحكم العسكري الذي قال إنه أسوأها على الإطلاق.
"وهم الاحتلال"من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور رائد نعيرات إن القيادة السياسية للاحتلال تعيش منذ اليوم الأول للمعركة وهما، وتحاول تحويله إلى حقيقة.
وبين نعيرات أنه جرى تصوير المقاومة في غزة -قبل معركة رفح- على أنها قد انتهت ولم يتبق سوى المحطة الأخيرة لاستعادة الأسرى، لافتا إلى وجود مفارقة بين الواقع وما تقوله قيادة الاحتلال، وهو نابع من تصورات أيديولوجية لنتنياهو ووزيريه إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأشار الأكاديمي الفلسطيني إلى أن هناك إدراكا كاملا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لخطط اليمين الذي يسعى لاحتلال غزة وبقاء الجيش هناك، مما يعني استنزافه وتكبده أثمانا باهظة.
ويعد الاحتلال العسكري لغزة مصيدة للجيش الإسرائيلي -بحسب نعيرات- الذي جدد إشارته إلى الانقسام بالمؤسسة الرسمية الإسرائيلية بين نتنياهو وائتلافه اليميني، وغالانت الذي يدرك بأن الجيش يعيش تململا، ويشعر بأنه غرق في وحل غزة ويقاتل بلا هدف.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما قصة جثة خليل دواس التي أثارت الجدل بين حماس وإسرائيل؟
أثار إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن إحدى الجثث التي تسلمتها تل أبيب ضمن صفقة تبادل الأسرى ليست لإسرائيلي، بل لفلسطيني متعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، جدلا واسعا على المنصات، خاصة بعد نفي المقاومة الفلسطينية التي أكدت أن الجثمان يعود لجندي إسرائيلي قتل في اشتباك بمخيم جباليا في غزة العام الماضي.
وكانت إسرائيل، قد أعلنت أمس الأربعاء، أن إحدى الجثث التي سلمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء الماضي، بموجب اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لا تتطابق مع أي من أسراها.
مصدر قيادي بالمقاومة: الجثة التي يتحدث عنها العدو أنها ليست لإسرائيلي هي لجندي أسر في عملية للمقاومة وسحب جثة الجندي لأحد الأنفاق جرت بعملية للقسام بمخيم جباليا بمايو 2014 . https://t.co/bhEtlfxOJU pic.twitter.com/b2wnNZUMcA
— Tamer | تامر (@tamerqdh) October 15, 2025
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تأهل المنتخب المغربي للشباب إلى نهائي كأس العالم يشعل المدرجات والمنصاتlist 2 of 2“درجكم طويل ونحن رياضيون”.. عبارة للشرع اختزلت مسار الحوار مع روسياend of listوذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "بعد استكمال الفحوص في معهد الطب العدلي تبين أن الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لإسرائيل أمس لا تلائم أيا من المختطفين"، مطالبا الحركة الفلسطينية "ببذل كافة الجهود لإعادة جميع المختطفين القتلى".
لكن مصدرا قياديا في المقاومة الفلسطينية، كشف أن الجثة التي قالت إسرائيل إنها لا تتطابق مع أي من أسراها، "تعود لجندي إسرائيلي، أسر في عملية نفذتها كتائب القسام في مخيم جباليا في مايو 2024".
وقال المصدر في تصريح خاص للجزيرة، إن عملية أسر الجندي وسحب جثمانه إلى أحد أنفاق المقاومة "تمت في اشتباك مباشر مع قوة إسرائيلية حاولت التوغل في المنطقة آنذاك".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجثمان يعود إلى خليل دواس، وهو فلسطيني من سكان مخيم عقبة جبر للاجئين في أريحا، قالت إنه كان يتعاون مع جيش الاحتلال في تمشيط الأنفاق بجباليا، حيث قتل أثناء نزوله إلى أحدها، وتمكنت المقاومة من احتجاز جثته.
تفاعل واسع وسخرية من الرواية الإسرائيليةوقد فجر الإعلان موجة تفاعلات واسعة، بين الناشطين الفلسطينيين والعرب، الذين سخروا من ارتباك الرواية الإسرائيلية وتناقض بيانات جيش الاحتلال، معتبرين أن الحدث يكشف ارتباك المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، وكيفية تعاملها مع عملائها بعد موتهم.
فضيحة جديدة للصهاينة
الصهاينة بيقولوا في جثة ليست لنا
ناسيين اللي سحبته المقاومة في جباليا
مصدر قيادي بالمقاومة، للجزيرة:
– الجثة التي يتحدث عنها العدو أنها ليست لإسرائيلي هي لجندي أسر في عملية للمقاومة
– عملية أسر وسحب جثة الجندي لأحد الأنفاق جرت بعملية للقسام بمخيم…
— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) October 15, 2025
إعلانوأشار مدونون إلى أن هذه القصة تكشف جانبا مظلما من الاحتلال، الذي يستغل الفلسطينيين كأدوات لخدمته، ثم يتنكر لهم بعد موتهم، مضيفين أن "الاحتلال لا يرى في عملائه سوى أدوات مؤقتة، في حين تعاملت المقاومة بإنسانية عندما أعادت جثته، كما تفعل مع الأسرى الإسرائيليين".
هذه القصة تكشف جانبًا مظلمًا من الاحتلال، حيث يستغل الفلسطينيين كأدوات لخدمته ثم يتنكر لهم بعد موتهم.
الاحتلال لا يرى في عملائه سوى أدوات مؤقتة، والمقاومة كانت أكثر إنسانية حين احترمت جثته كما تفعل مع كل الأسرى.
— خالد ???? (@cx_25q8) October 15, 2025
وذكر مدونون آخرون، أن خليل دواس كان أسيرا محررا، ومعتقلا إداريا سابقا، جنده الاحتلال في مخيم عقبة جبر للتجسس على نشطاء المقاومة، واعتقله لاحقا كتمويه لإبعاد الشبهات عنه، قبل أن يظهر لاحقا مع القوات الإسرائيلية في جباليا، حيث قتل، وأسرت جثته.
عبرة ودرسورأى نشطاء أن قصة دواس تمثل عبرة لكل من يخون وطنه، فحتى جثته رفض الاحتلال استلامها، بعد أن سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالنشر، بأن الجثة التي أعيدت من غزة تعود له، وأنه كان يعمل مع الجيش الإسرائيلي خلال عمليات تفتيش الأنفاق.
لعن الله الخونة، وقبّح وجوههم، ألف مرة،
في إحدى المرات التي خرج فيها الملثم وأعلن عن تمكنهم من الاحتفاظ بجثة جندي إسرائيلي في أحد أنفاق جباليا، بعد اشتباك جرى هناك،
تبيّن لاحقا أن هذا الجندي ما هو إلا أحد الخونة المرتزقة، وأنه باع ضميره ودينه وأهله وأبناء شعبه مقابل حفنة مال…
— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) October 15, 2025
وكتب أحد النشطاء "الاحتلال لا يعمل بعشوائية، ولا يعيد وكيلا له إلى منطقته صدفة، فعندما يسقط وكيلا في جباليا، فذلك لحسابات دقيقة. جلب لمهمة محددة، لكن كتائب القسام كانت جاهزة. خان، فخذل. استخدم، ونكر، وطرح جانبا. مصير كل وكيل يخدم الاحتلال، مكتوب مسبقا، يموت كما عاش، بلا كرامة، بلا قيمة".
وأوضح مغردون أن إسرائيل رفضت استلام جثمان خليل دواس، لأنه ليس إسرائيليا، بل كان يعمل مع قواتها كمرتزق حتى قتل، مشيرين إلى أن المقاومة تعاملت معه كجندي إسرائيلي، وأرسلت جثمانه ضمن جثث الجنود الذين سلموا خلال صفقة التبادل.
ولفت آخرون إلى أن الجثة التي أعيدت من غزة، تعود إلى خليل دواس، فلسطيني من أريحا، عمل مع قوات الجيش الإسرائيلي أثناء عمليات تفتيش الأنفاق في مخيم جباليا، وقتل أثناء نزوله إلى أحد الأنفاق، وتم احتجاز جثمانه حينها.
???? هيئة البث العبرية | "القتيل الذي أعيدت جثته لـ "إسرائيل" أمس فلسطيني كان يعمل مع الجيش في تمشيط الأنفاق ويدعى "خليل دوّاس" وقد اختطفته حماس وقتلته أثناء تفتيش الأنفاق إلى جانب قواتنا".
وكانت عملية الأسر وسحب جثة "الجندي" لأحد الأنفاق جرت بعملية للقسام بمخيم جباليا بمايو ٢٠٢٤ pic.twitter.com/16yauykDoF
— HANZALAH حنظلة (@revolt_hanzalah) October 15, 2025
تخلي الاحتلال عن عملائهوأجمع عدد من النشطاء على أن قصة خليل دواس، تمثل درسا قاسيا لكل من اختار طريق العمالة والارتزاق مع الاحتلال، مؤكدين أن إسرائيل "تتخلى عن عملائها بمجرد انتهاء دورهم، فلا تسأل عنهم بعد موتهم".
إعلانوأشاروا إلى أن مشهد تخلي إسرائيل عن جثة من عملوا لصالحها، ورفضها استلامه ضمن جثث جنودها، يلخص طبيعة العلاقة القائمة على الاستغلال والنبذ، حيث يستخدم العميل كأداة ميدانية، ثم يرمى جانبا عندما تنتهي مهمته.
وأضاف ناشطون أن "نهاية دواس ليست استثناء، بل قاعدة"، مشيرين إلى أن الاحتلال "لا يمنح عملاءه حماية أو وفاء، بل يتركهم لمصيرهم المظلم بعد أن يفقدوا قيمتهم الأمنية".
الجثة التي أعيدت من غزة هي لخليل دوّاس فلسطيني من أريحا عمل مع قوات الجيش
أثناء تفتيش الأنفاق في جباليا وقتل أثناء نزوله لنفق وتم اختطاف جثته في حينها.خليل تم اعتقاله قبل عامين على أساس أمني ولكن تبين أنه عميل وترفض إسرائيل الجثة لأنه ليس إسرائيلي ولكنه عمل معهم كمرتزق ثم قتل.. pic.twitter.com/EJtvbkSu1J
— Mohammed Chaoui (@MohammedChaoui8) October 15, 2025