خبير: كييف ترسل جنودا غير مدربين إلى القتال لإنقاذ الوحدات المدربة من قواتها
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
قال الخبير العسكري أندريه ماروتشكو، إن القيادة الأوكرانية ترسل عسكريين غير مدربين إلى منطقة خاركوف بهدف إنقاذ الوحدات الجاهزة للقتال من القوات الأوكرانية.
وأشار الخبير إلى أن القيادة الأوكرانية، تستخدم هؤلاء العسكريين لاحتواء تقدم القوات الروسية في هذا القطاع من الجبهة.
إقرأ المزيدوأضاف ماروتشكو، نقلا عن مصادره الذاتية: "إلى الشمال الشرقي من خاركوف، إلى خط التماس القتالي، تقوم القيادة الأوكرانية بنقل عسكريين غير مدربين تمت تعبئتهم مؤخرا، وتكمن مهمتهم الوحيدة في محاولة تأخير تقدم قواتنا".
ونوه الخبير بأن القيادة الأوكرانية تقوم في نفس الوقت، بتكليف الوحدات الجاهزة للقتال من قواتها بالتراجع إلى خطي الدفاع الثاني والثالث. وأشار إلى أنه "في جوهر الأمر، يتم إلقاء العسكريين المعبئين حديثا "كوقود للمدافع" وذلك لإنقاذ القوات الجاهزة للقتال.
يوم أمس الأربعاء، أفاد مصدر عسكري لمراسل تاس، بأن القوات الأوكرانية بدأت في نقل أفراد عسكريين، مباشرة من مراكز التدريب إلى الجبهة في منطقة خاركوف.
في وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تقدم قوات "الشمال" الروسية في مقاطعة خاركوف وتحريرها عدة قرى وبلدات في المقاطعة.
وأكد فيتالي غانتشيف رئيس إدارة مقاطعة خاركوف، سيطرة القوات الروسية على الأحياء الغربية والشمالية بمدينة فولتشانسك المحاذية لمدينة خاركوف.
من جانبه، اعترف المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، بتقدم القوات الروسية في ساحة المعارك في مقاطعة خاركوف .
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البنتاغون الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وزارة الدفاع الروسية القیادة الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
الحرب تجارة.. مرتزقة كولومبيون يدرّبون الأطفال للقتال في السودان
أكد تحقيق أجرته صحيفة غارديان البريطانية التقارير التي تتحدث عن تورّط مئات المرتزقة الكولومبيين في الحرب الدائرة في السودان، وقتالهم إلى جانب قوات الدعم السريع.
وكشفت الصحيفة أن هؤلاء المرتزقة يدرّبون أطفالا سودانيين على القتال، في واحدة من أكثر حلقات النزاع مأساوية منذ اندلاعه قبل أكثر من عامين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غانا تكشف عن اتفاق سري مع واشنطن بشأن المهاجرينlist 2 of 2لوبس: المسيرات تغيّر وجه الحروب وتدفعها نحو نقطة اللاعودةend of listوأشارت إلى أن دور الكولومبيين، الذين يقاتلون لصالح قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، لم يقتصر على ساحات المعارك وحدها، إذ اعترف بعضهم أنهم يدرّبون أطفالا سودانيين للانخراط في الحرب.
وذكرت الصحيفة أن صورا لأولئك الجنود الأطفال التُقطت لهم وهم يتحركون داخل مخيم زمزم، الذي يعد أكبر مخيم نزوح في السودان.
وروى أحد المرتزقة الكولومبيين، مستخدما اسما مستعارا هو كارلوس، أنه سافر إلى السودان مطلع عام 2025 بعد توقيعه عقدا شهريا بقيمة 2600 دولار عبر وسطاء أمنيين يُعتقد أنهم مرتبطون بإحدى دول المنطقة.
وبعد سلسلة من الرحلات عبر أوروبا وإثيوبيا والصومال، وصل إلى مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي أصبحت مركزا لمرتزقة كولومبيين يعملون لصالح قوات الدعم السريع.
قال كارلوس: "الحرب تجارة"، مضيفا أن أولى المهام التي أُسندت إليهم كانت تدريب المجندين السودانيين، ومعظمهم أطفال لم يحملوا سلاحا من قبل. "علّمناهم استخدام البنادق والرشاشات وكيفية إطلاق قذائف آر بي جي، قبل إرسالهم إلى الجبهة. كنا ندربهم ليذهبوا ويموتوا".
كارلوس: علّمناهم استخدام البنادق والرشاشات وكيفية إطلاق قذائف آر بي جي، قبل إرسالهم إلى الجبهة. كنا ندربهم ليذهبوا ويموتوا
ووصف تلك التجربة بأنها "فظيعة ومجنونة"، لكنه أضاف بأسى: "للأسف، هذه هي الحرب".
وبحسب التحقيق الصحفي، فقد أُرسلت الفرقة العسكرية التي أُلحق بها كارلوس، في نهاية المطاف إلى مدينة الفاشر المحاصرة، "أسوأ ساحات القتال في السودان، وآخر معقل كبير للجيش في إقليم دارفور غربي البلاد".
ولم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور منذ نحو 18 شهرا، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن مئات الآلاف يعيشون في ظروف مجاعة حقيقية، إذ يأكل الأطفال الجراد وعلف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.
ويأتي هذا في سياق حربٍ أودت بحياة نحو 150 ألف شخص، وأجبرت 13 مليونا على النزوح، في حين توصف بأنها أسوأ أزمة إنسانية ونزوح في العالم.
إعلانوأطلع كارلوس -الذي ترك الخدمة العسكرية في بلده قبل أكثر من 5 سنوات- صحيفتي غارديان البريطانية و"لا سيلا فاسيا" الكولومبية على صور ومقاطع فيديو، تُظهر مرتزقة كولومبيين أثناء تدريبهم مجندين سودانيين أو في مواقع قتال في دارفور.
وتَعرض إحدى الصور أطفالا مراهقين يحملون بنادق ويبتسمون أمام الكاميرا، بينما تُظهر مقاطع أخرى إطلاق نار كثيف داخل أحياء مدمرة في الفاشر، يتحدث خلالها المرتزقة بالإسبانية عن زملاء مصابين.
المرتزقة تحولوا إلى سلع للقتل
وصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ظاهرة المرتزقة بأنها "تجارة تحوّل الرجال إلى سلع للقتل"، متعهدا بحظرها. لكنه أقرّ بأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الجنود المتقاعدون تجعلهم عرضة للإغراء المالي.
ويجبر الجيش الكولومبي جنوده المحترفين على التقاعد في سن الأربعين تقريبا، بمعاشات زهيدة وفرص محدودة للتأهيل المهني، مما يدفعهم إلى الالتحاق بشركات أمنية خاصة.
وتؤكد إليزابيث ديكنسون، كبيرة المحللين لشؤون كولومبيا في مجموعة الأزمات الدولية أن هذه الشركات لم تعد تكتفي بالمتقاعدين، بل باتت تجند جنودا على رأس الخدمة من مناطق فقيرة، وتعرض عليهم آلاف الدولارات شهريا عبر تطبيقات مثل واتساب.
وتعزو غارديان ظاهرة المرتزقة إلى الصراع الداخلي الطويل الأمد في كولومبيا الذي خلّف فائضا من المقاتلين ذوي الخبرة، حيث تلقّى كثيرون منهم تدريبا على يد الجيش الأميركي، وتُعد بلادهم الواقعة في أميركا الجنوبية واحدة من أكبر مصدري المرتزقة.
وطبقا لغارديان، فإن كارلوس غادر السودان مؤخرا بسبب مشكلات في الرواتب، وقال إن 30 من زملائه انسحبوا معه، "لكن في الوقت ذاته، كانت الطائرات تصل بمرتزقة جدد يحلون محلنا".
غارديان: السودان تحوّل اليوم إلى ساحة مأساوية تتقاطع فيها التجارة والدم، حيث تتحول الحروب إلى مشاريع ربحية، والأطفال إلى وقود لها
ومع ذلك، فهو يقرّ بأن عمله كمرتزق "ليس قانونيا ولا شريفا"، مضيفا: "لكننا نذهب من أجل المال، لا أكثر".
ورغم اختفاء ظاهرة المرتزقة عن ساحات القتال العالمية معظم سنوات القرن العشرين، فإن الصحيفة البريطانية تؤكد أنها بدأت تشهد عودة سريعة في القرن الحالي.
ويقول الخبير الأميركي في شؤون المرتزقة شون مافيتي: "إنها أقدم مهنة في العالم. نحن نعود إلى زمن شبيه بالعصور الوسطى، حيث يمكن للأثرياء أن يمتلكوا جيوشا خاصة ويتصرفوا كقوى عظمى".
ويضيف أن اللجوء إلى المرتزقة يمنح الدول "إنكارا معقولا" يسمح لها بالتحايل على القانون الدولي وتجنب المساءلة عن الانتهاكات، "فعندما يُقبض على المرتزقة أو يُقتلون، يمكن ببساطة التنصل منهم".
وفي قلب هذه العودة القاتمة، يغدو السودان اليوم ساحة مأساوية تتقاطع فيها التجارة والدم، حيث تتحول الحروب إلى مشاريع ربحية، والأطفال إلى وقود لها.