كشفت وثيقة صادرة عن وزارة الأمن الإسرائيلية، التكاليف الباهظة والتحديات اللوجستية لفرض حكم عسكري في قطاع غزة، حيث قدرت التكلفة التشغيلية السنوية بـ20 مليار شيكل ما يعادل 5.3 مليار دولار، ويشمل ذلك وضع 5 فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ونقل جنود من المنطقتين الشمالية والوسطى، وزيادة كبيرة في حكم قوات الاحتياط، وهو ما سيكون مكلفا جدا على نحو لا تستطيع دولة الاحتلال تحمّله، وذلك دون احتساب تكاليف إعادة الإعمار.

فرض حكم عسكري في غزة

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، تفاصيل الوثيقة التي جاءت في ظل الحديث المتزايد عن فرض حكم عسكري في غزة باعتباره أحد الخيارات، وما تلا ذلك من عاصفة ردود الفعل التي أثارها يوآف غالانت وزير الأمن الإسرائيلي، بتصريحه الرافض لفرض حكم عسكري في غزة في اليوم التالي لوقف حرب الإبادة، ومطالبته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بإعلان موقف مشابه.

وحذر جالانت أول أمس الأربعاء، من هذا الاقتراح وما سيترتب على فرض حكم عسكري في غزة من ثمن باهظ في الدماء والأموال، فيما لم يستبعد نتنياهو في رده على جالانت ولا في تصريحات لاحقة الحكم العسكري للقطاع.

مسألة الحكم العسكري مطروحة على طاولة الحكومة الإسرائيلية

ويشير موقف غالانت، إلى أن مسألة الحكم العسكري مطروحة فعلاً على طاولة الحكومة الإسرائيلية، وإلا لما خرج رافضاً إياها على الملأ، في رسالة كانت مليئة بالانتقادات المبطّنة لنتنياهو بشكل خاص وأعضاء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية «الكابينت» لعدم بحث مقترحات المؤسسة العسكرية لما أسموه اليوم التالي لوقف الحرب.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أنه طُلب من المؤسسة الأمنية، في الآونة الأخيرة، فحص البدائل المختلفة لحركة حماس في غزة.

واشتملت ورقة المؤسسة الأمنية التي كُتبت قبل بضعة أيام، على تحليل موسّع للتبعات المالية لإقامة حكم عسكري في غزة، ولحجم القوى البشرية المطلوبة، وبحسب الوثيقة، تقدّر التكلفة التشغيلية للحكم العسكري ذلك بنحو 20 مليار شيكل سنوياً ما يعادل 5.3 مليار دولار، وتقدّر تكلفة إنشاء ممر إضافي بحوالي 150 مليون شيكل، ما يعادل 40 مليون دولار، ولا يشمل ذلك جميع التكاليف المترتّبة على إدارة الحكم العسكري في قطاع غزة. 

فرق هجومية ودفاعية في غزة

وأشارت الوثيقة إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى 4 فرق هجومية وفرقة دفاعية لفرض حكم عسكري في غزة وسيتطلب نقل الجنود إلى القطاع، تقليص عدد الكتائب في منطقتي القيادتين الشمالية والوسطى، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في حجم قوات الاحتياط للجانب العملياتي، ولم تتناول الوثيقة تكاليف إعادة إعمار القطاع، وإعادة بناء البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والطرق في قطاع غزة.

وحذّر غالانت، في المؤتمر الصحفي، من عدم استمراره في منصبه إذا كانت هناك سيطرة إسرائيلية على غزة، معتبرًا أن السيطرة الإسرائيلية على غزة بمثابة الوضع الخطير، وقال: «هناك اتجاه يتطوّر لتعزيز الحكم العسكري والمدني في غزة وهذا أمر خطير بالنسبة لنا»، مشددًا على أنه ممنوع أن تسيطر إسرائيل مدنيا على قطاع غزة، ومؤكدًا أن نهاية العمل العسكري تكون بعمل سياسي، واتفق مع هذا الرأي الوزيران بني جانتس وجادي آيزنكوت.

إسرائيل لن تتحمل عبء الحكم العسكري في غزة

وتسائل البعض عن قدرة دولة الاحتلال على تحمل أعباء حكم قطاع غزة عسكريًا، وجاءت الإجابة واضحة بأن إسرائيل لن تتحمل العبء وستتضرر قدرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الاستعداد لاحتمال نشوب حرب على الجبهة الشمالية، أمام حزب الله في لبنان، وكذلك الاستعداد لإحباط الهجمات والعمليات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وغيرها.

وكان نتنياهو قد صرح لقناة سي إن بي سي الأمريكية، أنه بعد انتهاء الجزء المكثّف من الحرب على قطاع غزة، نحتاج إلى إعادة الإعمار، وأود أن أرى حكومة مدنية في غزة مع مسؤولية عسكرية إسرائيلية.

كما طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريش، في حديث سابق للقناة 12 العبرية، بفرض حكم عسكري إسرائيلي في غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال غزة حكم غزة وقف الحرب في غزة الجهة التي ستحكم غزة نتنياهو جالانت الحکم العسکری فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

أوضاع اقتصادية صعبة في الضفة الغربية وغزة.. وزير الحكم المحلي الفلسطيني يكشف المأساة

قال الدكتور سامي حجاوي، وزير الحكم المحلي الفلسطيني، إن الحكومة الإسرائيلية تواصل احتجاز أموال الضرائب التي تجبيها نيابة عن السلطة الفلسطينية، موضحًا أن هذه الأموال لم تُحول منذ نحو 7 أشهر، وهو ما أدخل الحكومة في أزمة مالية خانقة.

وزير الحكم المحلي الفلسطيني: استملنا شاحنات من اليابان لإزالة النفايات بغزةخطط جاهزة للإعمار.. وزير الحكم المحلي الفلسطيني: دمار غزة يشمل البنية التحتية والمبانيتنفيذًا لحكم المحكمة.. إدراج المرشح وليد شوقي بدلًا من إبراهيم الفضالي بإعادة طلخا

وأضاف حجاوي، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن السلطة رغم ذلك، لا تزال ملتزمة بالصمود وصرف جزء من رواتب الموظفين العموميين والعائلات المستفيدة من برامج الحماية الاجتماعية، إضافة إلى موظفي الحكومة في قطاع غزة سواء المقيمين داخله أو الذين غادروه، حيث تصلهم الدفعات المالية بانتظام نسبي.

وأوضح أن الحكومة تعمل بالتنسيق مع مؤسسات دولية لتخفيف الضغوط الاقتصادية في قطاع غزة، مشيرًا إلى توفير نحو 6 آلاف و500 فرصة عمل من خلال برامج الأمم المتحدة الإنمائية ومنظمة اليونيسف، في محاولة لإحداث قدر ولو محدود من الإنعاش الاقتصادي لأبناء غزة.

وأشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية لا يقل صعوبة، إذ تتواصل اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على مناطق متعددة، ما يخلف خسائر وأضرارًا كبيرة، لافتًا إلى أن الحكومة الفلسطينية تعمل على تعويض المتضررين وفق الإمكانيات المتاحة رغم الظروف المالية الضاغطة.

طباعة شارك غزة قطاع غزة اخبار التوك شو فلسطين الضفة الغربية

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية: مليشيات عراقية تهدد بالوصول إلى إسرائيل عبر الأردن
  • صحيفة تكشف تطوّرات جديدة بشأن جثة "غفيلي" وأسباب صعوبة إيجادها بغزة
  • صحيفة إسرائيلية: إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: "أعددنا خططا للتعامل مع حجم الدمار الهائل في غزة"
  • أوضاع اقتصادية صعبة في الضفة الغربية وغزة.. وزير الحكم المحلي الفلسطيني يكشف المأساة
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: جهود أممية محدودة لإزالة النفايات في غزة
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: استملنا شاحنات من اليابان لإزالة النفايات بغزة
  • «توتر متصاعد ونهاية تقترب».. صحيفة بيلد تكشف تفاصيل أزمة صلاح مع ليفربول
  • صحيفة: تخوفات للوسطاء من "تغييرات ديموغرافية" تهدد "اتفاق غزة"
  • صحيفة عبرية: إسرائيل مستفيدة من انفصال جنوب اليمن وثرواته تمنحها بدائل