قمة البحرين العربية.. هل من جديد؟!
تاريخ النشر: 17th, May 2024 GMT
تنعقد فى مملكة البحرين قمة عربية جديدة وهى القمة الثالثة والثلاثون من سلسلة القمم العربية، ومع كل قمة عربية يتساءل المواطن العربى نفس السؤال وهو متأكد من نفس الإجابة «لا جديد هناك»؛ فإن كنا فى مشكلة مع العدو، تنديد و وعيد، وإن كنا فى خلاف مع صديق، طبطبة و وعد بالحل! ولم تشهد أى قمة عربية جديدا منذ أيام الزعيم جمال عبد الناصر اللهم أيام اتفق القادة العرب على مقاطعة مصر! ويا ليته كان قرارا مفيدا أو صائبا بل كان أسوأ قرار اتخذه العرب حينما عارضوا بمقتضاه معاهدة كامب ديفيد التى كان من شأنها إعادة كل الأراضى العربية المحتلة وعودة إسرائيل الى حدود 1976م!
إن قادتنا العرب يتعاملون للأسف الشديد مع الأحداث بمنطق رد الفعل وهذا هو سر أسرار تخلفنا وعدم قدرتنا على تحقيق التقدم فى أى اتجاه ، ليس على رادار القادة العرب الاستفادة من الدراسات المستقبلية والتفاعل معها فى إطار من التخطيط الاستراتيجى لمستقبل دولهم وأمتهم، وربما كان الرئيس الراحل أنور السادات هو الوحيد الذى كان يمتلك هذه القدرة على قراءة المستقبل واستباق الأحداث السياسية والمشاركة الفاعلة فى صنعها وفرضها على الواقع! إن تردى الواقع العربى يعود إلى الخوف الذى يتملكنا من اتخاذ أى قرار سياسى واقتصادى يغضب الآخرين وبالذات أمريكا والغرب، بينما الواقع أن الخضوع ومحاولة التوافق مع الرؤية الأمريكية والغربية للأحداث هو سبب كل ما نعانيه من مشكلات سياسية واقتصادية ؛ فماذا كان سيحدث لو كان العرب قد بنوا منظمتهم الإقليمية التى أطلقوا عليها «جامعة الدول العربية» بميثاق ديموقراطى تتخذ القرارات فيه بالأغلبية؟! وماذا لو أن لهذه المنظمة قدرة حقيقية على تنفيذ ما يصدر عنها من قرارات؟! وماذا لو كانت قادرة على التنسيق الفعلى لبناء قدرات اقتصادية مشتركة تمكن العرب على سبيل المثال من إقامة السوق العربية المشتركة وتوحيد العملة العربية وتأسيس بنك العرب الذى تودع فيه ثروات العرب وتنفذ من خلاله مشاريعهم الوحدوية التنموية!! وماذا لو قرر العرب الآن سحب المبادرة العربية للسلام ردا على تصريحات نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة الذين لم يتقبلوا القرار الدولى بإعطاء فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة؟! وماذا لو تراجعت الدول العربية التى تطوعت إرضاء لأمريكا والغرب واستسلمت لنظرياتهم التى تدس السم فى العسل عن السلام والتسامح ووحدة الأديان إلى آخر هذه الترهات التى يشغلوننا بها فى الظاهر وهم يخططون فى السر والعلن لمحو فلسطين من على الخريطة وتفتيت الدول العربية وكسر إرادتها واحدة بعد أخرى لتبقى ذريعتهم إسرائيل هى قلب المنطقة النابض وهى الأقوى والأكثر ثراء والأكثر تقدما .
والغريب أيها القادة العرب أن هذه المخططات الغربية والصهيونية معلومة لكم ، وبدلا من أن نسعى لامتلاك مخططاتنا المستقلة لتقوية وبناء الذات العربية للدفاع عن الأرض والهوية نتلقى الصدمة تلو الأخرى ونمارس معها نفس ردود الأفعال السلبية التى كادت أن تهدم الكيان العربى الذى يكاد لا يبقى منه إلا الأطلال الشبيهة بأطلال غزة ، تلك المدينة الآبية المسكينة التى ما تكاد تفيق وتحيا حياتها الطبيعية إلا ويتم قصفها وتدميرها مرة أخرى وكأنها كتب عليها أن تظل هكذا بين الوجود والعدم أبد الدهر!!
يا أيها القادة العرب ضاقت بكم شعوبكم وأرضكم إن لم تمتلكوا إرادتكم و تعبروا عن طموحات شعوبكم وتحققوا بعضا من آمالهم ومطالبهم ، إن الكرامة العربية المهدرة لن تعود إلا بعودة الدم العربى الذى يجرى فى شرايينكم إلى عروبته ، وإلا بعودة الأموال العربية إلى البنوك والمشروعات التنموية العربية على طول وعرض الأرض العربية ، إلا بأن تخلصوا النية وتسعون بكامل إرادتكم إلى تعديل ميثاق هذه المنظمة المسكينة التى لاحول لها ولا قوة لتصبح منظمة إقليمية يهابها أصحابها قبل أعدائها وتخيلوا معى أثابكم الله لو أن لها ذراعا تنفيذية تسهر على تنفيذ قراراتكم وتوصياتكم وخاصة فى الميادين العسكرية والاقتصادية والسياسية هل كنا سنشهد هذه الصراعات داخل الدول العربية بين الطوائف والجماعات دون حساب ودون رادع ؟! ، هل كان أحدا فى العالم سيجرؤ على استباحة الأرض والبلاد العربية كما هى مستباحة الآن؟! هل كان هذا الكيان المصطنع الغاصب سيهنأ باحتلاله فلسطين لأكثر من سبعين عاما حتى الآن؟! هل كنا سنعانى من نسبة الفقر والأمية والتخلف الثقافى التى نعانى منها الآن؟!
يا أيها القادة العرب كونوا على مستوى المسئولية واخرجوا علينا بجديد يرضى الطموحات ويحقق بعض الآمال المعلقة منذ تأسيس كياننا العربى المشترك! ، ولتكن جامعتنا العربية من الآن جامعة للشعوب العربية معبرة عن إرادة ومطالب كل العرب وليست كيانا فوقيا لا يسمن ولا يغنى من جوع!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نحو المستقبل مملكة البحرين الأراضى العربية المحتلة الأمم المتحدة الدول العربیة القادة العرب وماذا لو
إقرأ أيضاً:
مكافحة وعلاج وتوعية.. حملات طرق أبواب وزيارات منزلية ضمن مبادرة أسوان بلا إدمان
وجه اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بتكثيف الجهود المبذولة بمبادرة " أسوان بلا إدمان " لتحقيق أهدافها المرجوة بتطبيق محاورها الثلاثة المتمثلة فى المكافحة والعلاج والتوعية .
وقام فريق المتطوعين بالبرامج الوقائية بقيادة الدكتورة ولاء سعد عرفة منسق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى التابع لمجلس الوزراء بأسوان بتنظيم حملات طرق الأبواب والزيارات المنزلية بمنطقة خور عواضة حيث تم تعريفهم بخدمات العلاج المقدمة من الصندوق عن طريق الخط الساخن 16023 للعلاج مجاناً ، وفى سرية تامة وذلك بمركز العزيمة بمدينة أسوان الجديدة .
وأكد المحافظ على أنه بناءاً على تعليمات محافظ أسوان، وبمتابعة من الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى ، وإشراف من الدكتور إبراهيم عسكر مدير عام البرامج الوقائية بالصندوق ، وبالتعاون مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان ، والجمعيات الأهلية بخور عواضة تم تطبيق البرامج الوقائية المختلفة لجميع الفئات العمرية الأطفال والكبار والشباب .
أسوان بلا إدمانمع تنفيذ عدد كبير من اللقاءات بالسيدات لتثقيفهم وتعريفهم بكيفية التعامل مع السلوكيات الإدمانية وتوضيح كيفية الكشف المبكر ، بالإضافة إلى إكتشاف مشكلة المخدرات مع أولادهم ، وأيضاً كيفية الوقاية وعوامل الخطورة والحماية من المخدرات ، وسيستمر العمل داخل المنطقة لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية للتيسير على المواطنين لتلقى جميع خدمات الصندوق على الوجه الأكمل .
وكرم اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان الطالبة إبتسام محمد فوزى الخامسة على مستوى الجمهورية ضمن أوائل الثانوية الأزهرية القسم الأدبى " ذوى البصيرة " بمجموع درجات 496 درجة بنسبة 90.18 % بمعهد فتيات الصعايدة ومقيمة بعزبة المصرى الكلح غرب التابعة لمركز إدفو .
وقام المحافظ بإهداء الطالبة إبتسام شهادة تقدير ودرع المحافظة ، وأيضاً مكافأة مالية تقديراً لتفوقها الدراسى ، وتحفيزاً لها لإستكمال تفوقها فى مرحلة التعليم الجامعى .
وأشاد المحافظ بالتفوق الذى حققته ابنة أسوان، وتفوقها بعزيمة وإصرار وتحدى لتحول إعاقتها إلى حافز ودافع قوى ، وتحصد هذا المركز المتقدم ، وتصبح من أوائل الثانوية الأزهرية ، ولتكون بذلك نموذج مشرف يحتذى به ، ونفتخر ونعتز به ، وهو الذى يدفعنا للوقوف بجانبها وتقديم كافة التسهيلات والتيسيرات لها لتحقيق المزيد من النجاح والتفوق .