بوابة الوفد:
2024-06-12@03:23:10 GMT

أبو الديمقراطية

تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT

ظهر مصطلح الديمقراطية لأول مرة ببلاد اليونان القديمة ليعبر عن نظام الحكم بأثينا، وبالتالى وضع الأثينيون مصطلح الديمقراطية ليعبروا عما يعرف بحكم الشعب. 

عرف النظام الديمقراطى الأثينى والذى يصنف من قبل أغلب المؤرخين كأول ديمقراطية فى تاريخ البشرية العديد من النقائض ولعل أبرزها إقصاء النساء والعبيد من المشاركة فى الحياة السياسية.

يعد رجل القانون والمشرع الأثينى «سولون» أول من وضع أسس الديمقراطية الأثينية، حيث نجح ما بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد فى إرساء جملة من القوانين خلص أثينا من النزاعات الداخلية وأنقذتها من شبح الحرب الأهلية. وقد باشر «سولون» تشريعاته بإصدار عفو عام والسماح للعديد من المنفيين بالعودة والحصول على كامل حقوقهم فى سعى منه لمحو الذكريات السيئة التى عاشت على  وقعها أثينا خلال الفترة السابقة.

كما حرر الأفراد الذين تحولوا إلى عبيد بسبب عجزهم عن دفع ديونهم، ووضع قانونا منع من خلاله استعباد الناس بسبب عجزهم عن سداد ديونهم، إضافة إلى ذلك قسم «سولون» المجتمع إلى أربع طبقات حسب الدخل وقوانين الضرائب ووضع مجلسا عرف بمجلس الأربعمائة ينتخب أفراده من القبائل الأربع بأثينا، حيث أوكلت لهذا المجلس مهمة تهيئة المشاريع قبل الموافقة عليها. كما أرسى «سولون» ما عرف بمجلس المحلفين والذى اختير أفراده بالقرعة من جميع الطبقات للنظر فى مختلف القضايا والخلافات عدا جرائم القتل.

وفى الأثناء يلقب السياسى والمشرع «كليسثنيس» والمولود عام 750 قبل الميلاد بـ«أبوالديمقراطية»، حيث نجح فى قلب نظام الحكم بأثينا وإرساء نظام ديمقراطى. خلال تلك الفترة وكأغلب المدن الإغريقية، تميزت أثينا بالحكم المنفرد، حيث كان الحاكم رجل دولة قويا يلقب بالطاغية ولعل أبرز هؤلاء الطغاة «بيسيتراتوس» الذى كان رجلا صالحا، عرفت أثينا خلال عهده فترة ذهبية، ومع وفاته اشترك ابناه «هيبياس» و«هيبارخوس» فى الحكم ومع وفاة «هيبارخوس» تولى «هيبياس» الحكم بشكل منفرد لتشهد فترته أزمات عديدة، حيث لم يتردد فى إعدام ونفى عدد هائل من سكان أثينا بعد اتهامهم بمعارضة قراراته.

وبالتزامن مع ذلك نظم «كليسثنيس»، والذى كان فى المنفى انقلابا للإطاحة بـ«هيبياس» ولتحقيق غايته اتجه أبو الديمقراطية للاستعانة بطرف أجنبى وتحريضه على غزو أثينا. لم يكن هذا الطرف الأجنبى سوى «اسبرطة» والتى تميز شعبها بشدة تدينه، حيث اتجه «كليسثنيس» إلى تقديم رشاوى إلى كهنة معبد «دلفى» من أجل تقديم نبوءات كاذبة لمسئولى اسبرطة ودعوتهم لغزو أثينا وتحريرها من حكم «هيباس».

وفى حدود عام 510 قبل الميلاد زحفت جيوش اسبرطة على أثينا وأجبرت «هيبياس» على الهرب وعلى أثر ذلك عرفت أثينا أزمة سياسية، حيث اتجه أنصار «كليسثنيس» للمطالبة بالديمقراطية بينما اتجهت فئة أخرى لدعم فكرة حكم الأثرياء، ومع انتصار أتباع «كليسثنيس» لم يتردد مساندو حكم الأثرياء فى الاستعانة باسبرطة مجددا والتى غزت أثينا مرة ثانية ليطرد أبو الديمقراطية رفقة 700 عائلة من المدينة وينصب «اساغوريس» حاكماً.

لم تدم فترة نفى «كليسثنيس» طويلا فسرعان ما عاد لأثينا عقب ثورة شعبية عارمة أنهت حكم الأثرياء وأقصت جنود اسبرطة من المدينة، وبالتزامن مع عودة «كليسثنيس» أطلق الأثينيون سراح جميع جنود اسبرطة المحاصرين داخل المدينة لتجنب خطر الوقوع فى حرب طاحنة وفى المقابل صدر قرار أعدم على أثرة المئات ممن ساندوا حكم «اساغوريس» واستعانوا باسبرطة، وبناء على ذلك وضع «كليسثنيس» حداً لمعارضيه لتشهد أثينا عقب ذلك بداية العهد الديمقراطى.

خلال الفترة التالية وضع «كليسثنيس» جملة من القرارات الجديدة التى كرست الحكم الديمقراطى حيث أعيد تنظيم المنطقة مرة أخرى ووسع المجلس الذى وضعه «سولون» سابقا لتتم زيادة عدد أعضائه والذين أصبح من الممكن اختيارهم عن طريق الاقتراع الشعبى فضلا عن ذلك غيّر أبو الديمقراطية نظام القبائل الأربع التى كانت قائمة أساسا على رابطة الدم ليتم تفويضها بنظام جديد احتوى عددا أكبر مكن المجموعات اختير أفرادها بشكل عشوائى حسب مكان الإقامة وبفضل ذلك عرفت أثينا تغييرات مهمة وضعتها على طريق الديمقراطية المعاصرة، خاصة عقب بروز مبدأ المساواة أمام القانون.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب أبو الديمقراطية حكاية وطن تاريخ البشرية أبو الدیمقراطیة

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن يعقد بعد غد جلسة إحاطة ومشاورات مغلقة بشأن اليمن

يعقد مجلس الأمن بعد غد الخميس، جلسة إحاطة مفتوحة، تعقبها مشاورات مغلقة بشأن اليمن.

ومن المتوقع، وفق بيان مجلس الأمن، أن يقدم مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانز جروندبيرج ومدير قسم العمليات والدعوة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إديم ووسورنو إحاطة.

ويتلقى مجلس الأمن، يوم الجمعة القادم إحاطة عن تنفيذ القرار 2686 المؤرخ 14 يونيو 2023 بشأن التسامح والسلم والأمن الدوليين، وتقدم المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بمنع الإبادة الجماعية أليس ويريمو نديريتو إحاطة في هذا الشأن.

في غضون ذلك، تعقد سويسرا غدًا الأربعاء اجتماعا بشأن "المفقودون فى الصراعات المسلحة".

من جهة أخرى، يعقد مجلس الأمن يوم الجمعة المقبل جلسة إحاطة في إطار بند جدول الأعمال المعنون: "الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين".

ويواصل أعضاء مجلس الأمن، رصد الحالة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي رسالة مؤرخة 8 مايو، دعت جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى عقد اجتماع للمجلس لمناقشة قصف مخيمين للمشردين داخليا في 3 مايو بالقرب من جوما بمقاطعة كيفو الشمالية، مما أسفر عن مقتل 35 شخصا على الأقل.

اقرأ أيضاًسلطنة عمان ترحب بقرار مجلس الأمن بشأن وقف شامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزّة

ترحيب دولي بقرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في غزة

حركة فتح ترحب بقرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار في غزة

مقالات مشابهة

  • الجزيرة نت تقف على قصص لجوء في رواندا
  • بفستان صيفي قصير.. أحدث ظهور لـ ياسمين صبري في أثينا
  • مجلس الأمن يعقد بعد غد جلسة إحاطة ومشاورات مغلقة بشأن اليمن
  • سفير الكونغو في زيارة لمكتبة الإسكندرية
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر اول امتحان امام تقدم!
  • مؤرخ فرنسي: الديمقراطية الأميركية تعيش حالة انهيار
  • الموقف من المائدة المستديرة في مصر أول امتحان أمام تقدم!
  • الكونغو الديمقراطية: "داعش" يقتل ما لا يقل عن 72 شخصا في 4 أيام
  • الكونغو الديمقراطية تحبط توجو وتلاحق السودان
  • جيش الكونغو يستعيد 3 قرى