التفكر في خلق الله يعني التدبر والتأمل فيما خلقه الله -تعالى- وأوجده من ظواهر كونية ومن غرائب وعجائب في الخلق وفي سير الحياة بشكل متناغم متناسق، ويعتبر التفكر والتدبر من المناهج الربانية التي حثّ عليها الإسلام،ويعتبرالتفكر من العبادات التي يثاب عليها الإنسان لأنها تكشف عظمة الله تعالى وقدرته مما يجعل الشخص ذا قلب حي نابض بالإيمان، وذا فكرٍ صافٍ سليم، جاء في الحديث النبوي:
"وأكثِروا التفكرَ والبكاءَ"، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثته يذهب مراراً إلى غار حراء ويخلو بنفسه هناك ليتأمل ويتفكر في الكون، حتى جاءه الملك جبريل أثناء تأديته لعبادة التفكر وأخبره بأنه النبي المبعوث لهذه الأمة.
ومن مفاهيم التفكر أن يتفكر الإنسان في نفسه وفي عيوبها وأن يفكر كيف يعالجها ويقوّم نفسه للابتعاد عن الأخطاء وتجنب الذنوب والآثام، وأن يفكر في تحصيل الراحة لنفسه ولعائلته ولمن حوله، أما أهمية التفكر فهي أنه يعطي الإنسان الحكمة ويجعل فيه الخوف من الله تعالى وخشيته، كما أنه يبيّن عظمة الله تعالى وقدرته مما يجعل الإنسان يتواضع لربه، ويفتح له آفاق العلم والمعرفة، وفيه افتقار الإنسان لعظمة الله تعالى وقدرته بما يجعله يتذلل بعبوديته لله ويتواضع له ويزداد إيمانه بالله من خلال رؤيته لدقة إتقان الله تعالى في الخلق.
وقد جاء القرآن الكريم بالعديد من الآيات التي تحثّ الإنسان على التفكر، ومنها ما جاء يحثّ على التفكر في خلقه فقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)،[٨] فعلى الإنسان أن يتفكر في خلقه وكيف أن الله جمع بين الزوجين وجعل من مائهما نطفةً مستقرة في الرحم ثمّ أنشأ منها الجنين وأنشأ أعضاءه وعظامه ثمّ كساه باللحم وجعله يخرج إلى الدنيا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإنسان خ ل ق ن ا ال الله تعالى
إقرأ أيضاً:
نصيحة سيدنا النبي لمن يكثر من الشكوى والهم ويعاني من الكرب والضيق
تركنا رسول الله– صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله- سبحانه وتعالى-.
وتأتي على الإنسان لحظات تضيق به الأرض بما رحُبت وتكثر عليه المشاكل والهم ولا يجد لها مخرج إلا الدعاء واللجوء لله- تعالى-، ونصح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعدم كثرة الشكوى فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَآهُ مَهْمُومًا، فَقَالَ: «لَا تُكْثِرْ هَمَّكَ، مَا يُقَدَّرْ يَكُنْ، وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكَ». الآداب للبيهقي.
والدعاء هو سلاح المؤمن في كل الأوقات في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، وعلى كل مسلم أن يلجأ إلى الله ويتضرع إليه لفك الكرب وزوال الهم والضيق، والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي، مع الأخذ بالأسباب، والحرص على قيام الليل والدعاء في الثلث الأخير من الليل لفك الكرب والهم والضيق.
في هذا السياق، قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أوصانا بـ دعاء لفك الكرب وتفريج الهم والبلاء، وهو " لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ".
ولفت إلى أنه ورد في بعض الروايات، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي حاجته، حيث يدعوا الله بدعاء الكرب السابق ذكره ثم يسأل المولى عز وجل ان يفرج المصيبة.
فهذا الدعاء عظيم جدا ويفرج الكرب والهم، ويعتبر ثناء على الله ذلك ولأنه يشمل على اسم الله الحليم واسمه العظيم وهو الذي لا يعظم عليه ان يفرج كرب المهمومين وايضا اسم الله الكريم الذي عم كرمة جميع المخلوقات، منوها بأنه كل مهموم عليه بترديد هذا الدعاء ثم يسأل المولى بتفريج كربه.
دعاء لمن ضاقت عليه الأرض بما رحُبت
((يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)).
دعاء الشدائد لقضاء الحوائج ورفع البلاء"اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، اللهم اصرف عنا هذا الوباء، اللهم حصنا، وحصن أولادنا، وأهلنا، وأهل الأرض أجمعين، من هذا الوباء، واصرفه عنا، باسمك الأعظم يا أرحم الرحمين".