بعد 180 عاما من الاستخدام.. أدلة جديدة تكشف بعض ألغاز عمل التخدير العام في الدماغ
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
يتم إجراء أكثر من 350 مليون عملية جراحية على مستوى العالم كل عام. والكثير منا معرضون لاحتمال الخضوع لمثل هذا الإجراء، والذي يمكن أن يحتاج إلى تخدير عام.
وعلى الرغم من أنها واحدة من الممارسات الطبية الأكثر أمانا، إلا أن الخبراء ما زالوا لا يملكون فهما كاملا وشاملا لكيفية عمل أدوية التخدير في الدماغ بدقة.
وظل هذا الأمر لغزا إلى حد كبير منذ إدخال التخدير العام إلى الطب منذ أكثر من 180 عاما.
وتقدم دراسة نشرت في مجلة Journal of Neuroscience أدلة جديدة حول تعقيدات هذه العملية.
ومن خلال نتائج هذه الدراسة، يبدو أن أدوية التخدير العام تؤثر فقط على أجزاء معينة من الدماغ المسؤولة عن إبقائنا في حالة يقظة واستيقاظ.
وأجريت الدراسة على ذباب الفاكهة، ووجد العلماء طريقة محتملة تسمح لأدوية التخدير بالتفاعل مع أنواع محددة من الخلايا العصبية (خلايا الدماغ)، ويتعلق الأمر كله بالبروتينات.
ومن المعروف أن الدماغ يحتوي على نحو 86 مليار خلية عصبية وليست جميعها متماثلة، وهذه الاختلافات هي التي تسمح للتخدير العام أن يكون فعالا.
وفي الواقع، يعلم العلماء ما الذي يساعد التخدير العام على جعلنا نفقد وعينا بسرعة، وذلك بفضل اكتشاف تاريخي تم إجراؤه في عام 1994. ولكن لفهم التفاصيل الدقيقة لهذه العملية بشكل أفضل، علينا أولا أن ننظر إلى الاختلافات الدقيقة بين الخلايا في أدمغتنا.
وبشكل عام، هناك فئتان رئيسيتان من الخلايا العصبية في الدماغ. الأولى هي ما نسميها الخلايا العصبية "الاستثارية"، المسؤولة بشكل عام عن إبقائنا في حالة يقظة واستيقاظ. والثانية هي الخلايا العصبية "المثبطة"، وتتمثل مهمتها في تنظيم الخلايا العصبية المثيرة والسيطرة عليها.
وفي حياتنا اليومية، تعمل الخلايا العصبية المثيرة والمثبطة بشكل مستمر على تحقيق التوازن بين بعضها.
إقرأ المزيدوعندما ننام، هناك خلايا عصبية مثبطة في الدماغ تعمل على "إسكات" الخلايا العصبية الاستثارية التي تبقينا مستيقظين. ويحدث هذا تدريجيا مع مرور الوقت، ولهذا السبب قد تشعر بالتعب بشكل تدريجي خلال اليوم.
ويعمل التخدير العام على تسريع هذه العملية عن طريق إسكات هذه الخلايا العصبية الاستثارية مباشرة دون أي إجراء من الخلايا العصبية المثبطة. ولهذا السبب سيخبرك طبيب التخدير بأنه سوف "يجعلك تنام" أثناء الإجراء: إنها نفس العملية في الأساس.
وبينما نعرف لماذا يجعلنا التخدير ننام، يصبح السؤال: "لماذا نبقى نائمين أثناء الجراحة؟".
نوع خاص من النوم
إذا نمت ليلا وحاول شخص ما إجراء عملية جراحية لك، فسوف تستيقظ مع صدمة كبيرة. وحتى الآن، لا يوجد إجماع قوي في هذا المجال حول سبب بقاء الأشخاص فاقدين للوعي أثناء الجراحة بسبب التخدير العام.
وعلى مدى العقدين الماضيين، اقترح العلماء عدة تفسيرات محتملة، ولكن يبدو أن جميعها تشير إلى سبب جذري واحد، وهو أن الخلايا العصبية تتوقف عن التحدث مع بعضها عند تعرضها للتخدير العام.
وفي حين أن فكرة "تحدث الخلايا مع بعضها" قد تبدو غريبة بعض الشيء، إلا أنها مفهوم أساسي في علم الأعصاب. ومن دون هذا التواصل، لن تكون أدمغتنا قادرة على العمل على الإطلاق.
وتظهر الدراسة الجديدة أن التخدير العام يبدو أنه يمنع الخلايا العصبية الاستثارية من التواصل، ولكن ليس الخلايا المثبطة. وهذا المفهوم ليس جديدا، لكن الفريق وجد بعض الأدلة المقنعة حول سبب تأثر الخلايا العصبية الاستثارية فقط.
إقرأ المزيدويوضح العلماء أنه لكي تتواصل الخلايا العصبية، يجب أن تتدخل البروتينات. وإحدى الوظائف التي تقوم بها هذه البروتينات هي جعل الخلايا العصبية تطلق جزيئات تسمى الناقلات العصبية. وهذه الرسائل الكيميائية هي التي تنقل الإشارات من خلية عصبية إلى أخرى (الدوبامين والأدرينالين والسيروتونين جميعها ناقلات عصبية، على سبيل المثال).
ووجد العلماء أن التخدير العام يضعف قدرة هذه البروتينات على إطلاق الناقلات العصبية، ولكن فقط في الخلايا العصبية الاستثارية.
ولاختبار ذلك، استخدموا ذبابة الفاكهة Drosophila melanogaster والفحص المجهري فائق الدقة ليروا بشكل مباشر تأثيرات التخدير العام على هذه البروتينات على المستوى الجزيئي.
وما يجعل الخلايا العصبية الاستثارية والمثبطة مختلفة عن بعضها، جزئيا، هو أنها تعبر عن أنواع مختلفة من نفس البروتين. ويشبه هذا امتلاك سيارتين من نفس الطراز، لكن إحداهما خضراء وبها حزمة رياضية، بينما الأخرى عادية وحمراء فقط، وعلى الرغم من أن كلاهما يفعل نفس الشيء، لكن أحدهما مختلف قليلا.
ويعد إطلاق الناقل العصبي عملية معقدة تتضمن الكثير من البروتينات المختلفة، وإذا حدث أي اختلال في هذه العملية، فلن يتمكن أخصائيو التخدير العام من القيام بعملهم.
وتشير النتائج إلى أن الأدوية المستخدمة في التخدير العام تسبب تثبيطا شاملا هائلا في الدماغ. ومن خلال إسكات الخلايا الاستثارية، تجعلنا هذه الأدوية ننام وتبقيها على هذا النحو. وسيسعى العلماء في الأبحاث المستقبلية إلى فهم لماذا يوقف التخدير العام التواصل في الخلايا الاستثارية فقط.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات البحوث الطبية الطب بحوث دراسات علمية طب عمليات جراحية معلومات عامة معلومات علمية التخدیر العام هذه العملیة فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
فأرة معطرة.. أسوس تفاجئ المستخدمين بابتكار غير مسبوق
في خطوة غير تقليدية تجمع بين التكنولوجيا والحواس، أعلنت شركة أسوس ASUS عن إطلاق منتج مبتكر في السوق الهندية يحمل اسم Fragrance Mouse MD101، وهو أول فأرة حاسوب من نوعها تصدر رائحة عطرية أثناء الاستخدام، وذلك بالتعاون مع دار العطور الهندية Eze Perfumes.
تقنية برائحة العطورتحتوي الفأرة على حجرة داخلية مخصصة للعطر قابلة لإعادة التعبئة، تصدر رائحة خفيفة أثناء تشغيل الجهاز، لتمنح المستخدمين تجربة حسية متعددة تجمع بين الاستخدام العملي والحس الجمالي.
وقد قامت Eze Perfumes بتطوير تركيبة عطرية حصرية لهذا المنتج، تبدأ بنفحات الخوخ والأفسنتين والفريزيا، وتتطور إلى قلب عطري من الورد وخشب الصندل وزهرة السوسن، وتستقر في قاعدة دافئة من المسك والفانيليا والعنبر.
تتضمن كل عملية شراء للفأرة عبوتين من العطر المخصص، مع إمكانية تبديل أو تعبئة الزجاجات بسهولة عبر نظام فيال قابل للإزالة.
تأتي فأرة MD101 بتصميم مضغوط ومريح لليد، مع خيارين لونيين هما: الأبيض اللؤلؤي و الوردي، وتدعم الاتصال اللاسلكي عبر وضعين: بلوتوث 5.3 وتردد لاسلكي 2.4 جيجاهرتز، كما تتيح تعديل حساسية DPI بين ثلاث مستويات 1200و 1600 و2400.
وقد خضعت الفأرة لاختبارات أداء حتى 10 ملايين نقرة صامتة، وتعمل ببطارية AA واحدة يمكن أن تدوم حتى 12 شهرا من الاستخدام العادي، فيما تضمن أقدام PTFE حركة سلسة وسهلة على مختلف الأسطح.
تتوفر ASUS Fragrance Mouse MD101 بسعر يبدأ من 23 دولار، ويمكن شراؤها عبر متاجر أسوس الحصرية في الهند.
إلى جانب الفأرة المعطرة، أعلنت أسوس عن طرح إصدارين لونيين جديدين من لوحة المفاتيح Marshmallow KW100 وهما: الوردي والأبيض، لتتناسب مع تصميم فأرة MD101.
وتتميز لوحة المفاتيح هذه بتصميم فائق النحافة، ومفاتيح من نوع "مقصي" scissor-switch بعمل صامت لا يتجاوز 50 ديسيبل، إلى جانب دعم الاتصال بجهازين في الوقت نفسه وزر مخصص لـ Copilot.
تأتي KW100 بتنسيق مدمج بنسبة 75%، كما أنها مقاومة للانسكاب، وتبدأ أسعارها من 29 دولار.