مجدداً.. هجمات ذراع إيران البحرية تطال مصالح الصين وروسيا
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
هاجمت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ناقلة نفط بالبحر الأحمر متجهة نحو الصين، بعد أيام من دعوة وجهتها الصين إلى المليشيا بوقف هذه الهجمات.
وأصيبت ناقلة النفط M/T Wind بصاروخ بحري أطلقته مليشيات الحوثي أثناء مرروها قبالة سواحل مدينة المخا بالبحر الأحمر مما أدى إلى اندلاع حريق على متنها، وفق ما أعلنته شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري.
في حين قالت القيادة المركزية الأمريكية بأن الهجوم على الناقلة، تسبب بإصابتها وتسرب المياه إليها مما أدى إلى فقدان الدفع والتوجيه، إلا أنها أشارت بأن طاقمها تمكن من استعادة نظام الدفع والتوجيه، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وأنها استأنفت مسارها.
وكشفت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها على منصة "إكس": ناقلة النفط M/T Wind التي ترفع علم بنما وتملكها وتديرها اليونان "رست مؤخرًا في روسيا وكانت متجهة إلى الصين".
استهداف الناقلة التي تحمل نفطاً روسياً وهي في طريقها نحو الصين، يأتي بعد 4 أيام من الموقف اللافت الذي أبدته بكين، ودعت فيه جماعة الحوثي إلى التوقف عن هجماتها ضد السفن التجارية.
وجاءت الدعوة على لسان المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة في الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس الأمن حول اليمن، دعا فيها الحوثيين إلى احترام حق الملاحة للسفن التجارية لجميع الدول في البحر الأحمر وفقا للقانون الدولي والتوقف فورا عن هذه الهجمات.
وسبق ذلك تصريحات للقائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشنغ، أكد فيها بأن أوضاع البحر الأحمر تؤثر علي الصين كما تؤثر على بقية دول العالم، في إشارة إلى هجمات الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وعبر تشنغ في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة السعودية الرياض عن إدانة الصين لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، ومكرراً دعوات بلاده لاحترام حرية الملاحة في البحر الأحمر، ووقف التصعيد في البحر فورا، مع احترام سيادة الدول المطلة على البحر الأحمر بما فيها اليمن.
هذا الموقف الصيني، ردت عليه جماعة الحوثي بالإصرار على تدشين ما تسميه بـ"المرحلة الرابعة" من التصعيد في البحر باستهداف سفن جميع الشركات التي تزعم الجماعة بأنها تنقل البضائع إلى إسرائيل مهما كانت جنسية وملكية السفينة أو مسار رحلتها.
تهديد مليشيا الحوثي بتوسيع قائمة السفن المستهدفة يضعها في مواجهة مع دول يُنظر لها كحليف للنظام الإيراني الممول والداعم للمليشيا، وعلى رأسها الصين وروسيا، وهو الأمر الذي تنبه له زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير الخميس.
حيث زعم الحوثي بأن "دول وشركات كان لها موقف إيجابي في تفهمها" للهجمات التي تشنها مليشياته في المراحل السابقة بالبحر الأحمر وخليج عدن وأنها توقفت عن النقل نحو إسرائيل عبر هذا المسار، موجها دعوته إلى الصين وروسيا ومختلف الدول الآسيوية والأوروبية إلى أن "تتفهم" مرحلة التصعيد الجديد.
تخصيص زعيم المليشيا لروسيا والصين في خطابه الأخير، ومطالبتها بأن تتقبل استهداف سفنها أو المتجهة إلى موانئها، يراه مراقبون رسالة ابتزاز واضحة تعكس خيبة أمل وصدمة لدى المليشيا ومراهناتها بأن تجد تأييداً ودعماً من بكين وموسكو في هجماتها البحرية وفي مواجهة إجراءات الردع من قبل أمريكا وبريطانيا وأوروبا.
حيث سبق وأن قامت المليشيا في مارس الماضي بترويج مزاعم عبر أحد قياداتها بوجود تنسيق مع روسيا والصين في مواجهة أمريكا على خلفية الهجمات بالبحر الأحمر، كما سربت المليشيا عبر إحدى الصحف الأمريكية مزاعم بوجود اتفاق مع الدولتين عبر عُمان بعدم استهداف السفن التابعة لهما مقابل تقديم غطاء سياسي للمليشيا في مجلس الأمن.
وفي حين سارع المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين حينها إلى نفي هذه المزاعم، تأتي هذه المواقف الصينية اليوم الرافضة لهجمات مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية، لتعكس حجم العزلة الدولية التي تعاني منها المليشيا منذ انقلابها على الدولة قبل 10 سنوات وتعزز هذه العزلة بهجماتها البحرية الإرهابية، والتي حولتها بنظر دول العالم إلى جماعة مسلحة تشكل تهديداً لمصالحه.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر بالبحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
"لا يحقق مصالح طهران".. إيران تتّجه لرفض المقترح الأميركي بشأن برنامجها النووي
ترى طهران في العرض الأميركي، وفقاً لمصدر دبلوماسي إيراني تحدث لـ "رويترز"،محاولة لفرض "صفقة سيئة" لا تخدم مصالحها، رغم جهود الوساطة العُمانية وخمس جولات تفاوضية. اعلان
كشفت مصادر دبلوماسية إيرانية، الإثنين، أن طهران تتجه نحو رفض المقترح الأميركي الأخير الرامي إلى إنهاء الخلاف النووي المستمر منذ عقود، واصفةً العرض بأنه "غير قابل للنقاش" ولا يراعي مصالح الجمهورية الإسلامية، كما يُبقي على الموقف الأميركي المتشدد حيال تخصيب اليورانيوم دون تغيير.
وقال دبلوماسي إيراني رفيع، مقرّب من فريق التفاوض النووي، في تصريح لوكالة "رويترز": "إيران تُعدّ رداً سلبياً على المقترح الأميركي، ما قد يُفهم على أنه رفض صريح للعرض الأميركي".
وقدّمت الولايات المتحدة مقترحها الجديد بشأن الاتفاق النووي عبر وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، خلال زيارة قصيرة أجراها إلى طهران، ضمن جهود الوساطة التي تضطلع بها مسقط بين واشنطن وطهران. لكن، وعلى الرغم من إجراء خمس جولات من المباحثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لا تزال القضايا الجوهرية عالقة.
ويتمثل أحد أبرز خطوط التماس في رفض إيران المطلق للطلب الأميركي بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، والذي تعتبره واشنطن طريقاً محتملاً نحو إنتاج أسلحة نووية. فيما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت، وتنفي بشكل متواصل الاتهامات الغربية بالسعي لتطوير سلاح نووي.
Relatedإسرائيل تعليقًا على تقرير وكالة الطاقة الذرية: إيران مصممة على حيازة السلاح النوويتفاصيل المقترح الأميركي الجديد حول النووي الإيراني.. ما مقابل وقف التخصيب؟ تحرك غربي مرتقب لإدانة إيران أمام الوكالة الدولية للطاقة الذريةوأضاف الدبلوماسي الإيراني، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية الملف: "الموقف الأميركي بشأن التخصيب داخل الأراضي الإيرانية لم يتغير، ولم يتضمن المقترح أي توضيح بشأن رفع العقوبات". وتتمسك طهران بمطلب رفع كافة القيود الأميركية المفروضة، والتي تضرب في عمق اقتصادها القائم على صادرات النفط، في حين تصر واشنطن على تنفيذ أي تخفيف للعقوبات بشكل تدريجي.
ومنذ عام 2018، فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات صارمة على عشرات المؤسسات الإيرانية الحيوية، بما في ذلك البنك المركزي وشركة النفط الوطنية، متهمةً إياها بدعم الإرهاب أو نشر الأسلحة.
ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أحيا سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران، عبر تشديد العقوبات والتلويح بخيارات عسكرية في حال فشل المفاوضات. وكان ترامب قد انسحب في ولايته الأولى عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وأعاد فرض عقوبات قاسية تسببت في إنهاك الاقتصاد الإيراني، لترد طهران حينها بتوسيع أنشطتها النووية وتجاوز بنود الاتفاق.
وبحسب الدبلوماسي ذاته، فإن تقييم لجنة التفاوض النووية الإيرانية، التي تعمل بإشراف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يعتبر أن المقترح الأميركي "أحادي الجانب بالكامل" ولا يحقق الحد الأدنى من مصالح طهران.
وأضاف: "تعتبر طهران هذا المقترح بمثابة صفقة سيئة تُفرض من طرف واحد من خلال مطالب تعجيزية"، مشدداً على أن العرض غير صالح كأرضية لأي اتفاق مقبول.
وكان مسؤولان إيرانيان قد كشفا الأسبوع الماضي لوكالة "رويترز" أن إيران قد تدرس وقف تخصيب اليورانيوم مؤقتاً، في حال أفرجت واشنطن عن الأموال الإيرانية المجمدة، واعترفت بحق طهران في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية، وذلك في إطار تفاهم سياسي يُمهّد لاتفاق نووي أوسع نطاقاً.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة