طائرات عسكرية روسية في تونس.. وإنذار أمريكي: موسكو تتوسع
تاريخ النشر: 20th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة "ريبوبليكا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن الطائرات العسكرية الروسية التي شوهدت في مطار جزيرة جربة، القريبة من الحدود مع ليبيا، والتي لم يتضح بعد طبيعة نشاطها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد للصحيفة أحد المخاوف الرئيسية للحكومة الإيطالية، ألا وهو اختراق موسكو العسكري لتونس، الذي لن يضاف فقط إلى التحركات الجيوسياسية التي يقوم بها الكرملين بالفعل في ليبيا والجزائر والساحل، مما يكمل المناورة المعقدة من أجل النفوذ في المنطقة، بل سيزيد أيضًا من خطر إثارة موجة من عمليات الإنزال إلى إيطاليا.
وبينت الصحيفة أن طبيعة هذه الأنشطة لا تزال غير واضحة، لوجستيًا أو غير ذلك، لكن المخاوف التي تثيرها واضحة. فموسكو لديها بالفعل وجود قوي في ليبيا، وشكلت تحالفًا مع الجزائر، ونجحت في إحلال قواتها محل القوات الأمريكية في النيجر وتشاد، بينما غادر الفرنسيون مالي وبوركينا فاسو. ومن شأن تأسيس وجود لها في تونس أن يكمل اختراق المنطقة بأكملها.
بالنسبة لإيطاليا، هذه مشكلة مباشرة. فتونس هي أقرب دولة في شمال أفريقيا إلى الساحل الإيطالي، ومن هناك تنطلق القوارب نحو صقلية. وقد بذلت رئيسة الوزراء ميلوني جهدا شخصيًا كبيرًا في منع هذا الانجراف، حيث زارت البلاد أربع مرات وأبرمت اتفاقيات مع الرئيس قيس سعيد كجزء من "خطة ماتي".
ومن جانبها، تعهدت روما لصندوق النقد الدولي بالموافقة على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 15 تشرين الأول/ أكتوبر من قبل الوفد الذي يقوده كريس غيريغات وبريت راينر لتقديم قرض بقيمة 1.9 مليار دولار على مدى 48 شهرا عبر تسهيل الصندوق الموسع. مع ذلك، لم تتم الموافقة على هذه المبادرة حتى الآن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مقاومة سعيّد للإصلاحات التي ستترتب عليها، بدءًا من إنهاء الدعم لمنتجات مثل الوقود.
وهناك شكوك بشأن ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد قرر تغيير موقفه، والانفتاح على بوتين، أم أنه يمارس ضغوطا على الغرب، مما يوحي بأنه مستعد للانضمام إلى التحالف الجديد لجنوب الكرة الأرضية الذي تسعى روسيا والصين إلى إنشائه لإفساد النظام العالمي القائم على القواعد وتقويض القيادة الأمريكية.
ومن جهتها، طلبت صحيفة "ريبوبليكا" من وزارة الخارجية الأمريكية بيان موقفها بخصوص الرحلات الجوية الروسية إلى تونس ومدى اطلاعها عليها، وكان هذا ردها: "ما زلنا نشعر بالقلق بشأن أنشطة مجموعة فاغنر وتلك التي تدعمها روسيا في القارة الأفريقية، والتي تؤجج الصراعات وتشجع الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك إلى تونس".
ثم أعربت من جديد عن قلقها من أنشطة فاغنر السابقة، التي استؤنفت بعد وفاة مؤسسها بريغوجين، والتنبيه بشأن الإنزالات التي تؤثر على إيطاليا، عشية انعقاد قمة مجموعة السبع حيث ستثير روما هذه الحالة الطارئة وتروج لخطة ماتي. ومن ثم ناشدت واشنطن سعيّد وحكومة تونس للتعليق على التقارير حول الرحلات الروسية ورحلات فاغنر التي تعبر أو تهبط على أراضيها السيادية".
وفي الختام، نبّهت الصحيفة إلى أنه سيكون لهذا الأمر تداعيات على السياسة الداخلية الإيطالية قبل الانتخابات الأوروبية، حيث كانت ميلوني حازمة جدًا في دفاعها عن أوكرانيا، في حين أن حليفها سالفيني منفتح على بوتين. وقد اتخذ كلاهما موقفًا متشددًا بشأن الهجرة، ولكن إذا أصبح الكرملين محرضًا للتدفقات غير النظامية للإضرار بالمصالح الأمريكية، فإلى أي جانب سينحاز وزير الرابطة؟
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بوتين تونس روسيا الولايات المتحدة تونس روسيا بوتين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن الحكومة البريطانية هددت بوقف تمويل المحكمة والخروج من نظام روما الأساسي الذي أنشأها، إن مضت في خططها لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كريم خان ذكر هذا الادعاء في مذكرة قدمها للمحكمة دفاعا عن قراره بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان ذلك في 23 أبريل/نيسان 2024 عندما تلقى خان اتصالا هاتفيا حازما من مسؤول بريطاني لم يكشف عن هويته.
لكن تقارير إعلامية رجحت أن يكون المتصل وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون.
وأضاف خان أن المسؤول البريطاني اعتبر أن إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت أمر غير متناسب.
وقد أوضح المدعي العام -وهو بريطاني من أصول باكستانية- أن التهديدات البريطانية لم تكن الوحيدة، فقد تلقى أيضا تحذيرات من مسؤول أميركي بأن إصدار مذكرات التوقيف سيؤدي إلى "عواقب كارثية".
وخلال مكالمة أخرى في الأول من مايو/أيار 2024، حذره السيناتور الأميركي ليندسي غراهام من أن تنفيذ المذكرات قد يدفع حركة حماس إلى قتل الأسرى الإسرائيليين.
وفي مواجهته لدعوات تأجيل إصدار مذكرة التوقيف، قال خان إنه أصرّ خلال المكالمة على أنه لم تكن هناك أي إشارة إلى استعداد الحكومة الإسرائيلية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية أو تغيير سلوكها.
وكشف خان أنه أصر على إرسال رد قوي من 22 صفحة على طلب إسرائيل بإلغاء المذكرات، "بعد أن رأى أن الرد الأولي كان ضعيفا.
كذلك، أوضح المدعي العام للجنائية الدولية أنه شكّل لجنة من خبراء القانون الدولي لتقييم اختصاص المحكمة وإمكانية محاكمة نتنياهو وغالانت و3 مسؤولين من حماس.
يذكر أنه بدعم أميركي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، وأدت لسقوط أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.
التزام علني
وعبرت عدة دول أوروبية عن التزامها بقرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو، مما أجبره على تفادي المرور في أجواء هذه الدول الأوروبية خوفا من اعتقاله.
إعلانوإذا كانت بريطانيا، حاولت سرا إنقاذ نتنياهو فإنها لم تعارض علنا مذكرة توقيفه، بل أبدت احترام المحكمة وأكدت التزامها بميثاق روما الأساسي.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن لندن "ستتبع الإجراءات القانونية الواجبة" إذا زار نتنياهو البلاد.
وجاء ذلك تعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الأخير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وردا على سؤال عما إذا كانت لندن ستنفذ أمر الاعتقال، قال لامي: "نحن موقعون على نظام روما، ودائما نلتزم بتعهداتنا بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".