الخليج الجديد:
2024-06-16@13:00:08 GMT

سيناريو اليوم التالي للحرب

تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT

سيناريو اليوم التالي للحرب

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا تستمر إسرائيل في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»؟

ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.

الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال.

لو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.

لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، وليس لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل.

* * *

أغلب الظن أن إسرائيل لا تمتلك أية خطة أو إجابة على سؤال اليوم التالي للحرب على غزة ولذلك فإنها تستمر في هذه الحرب المسعورة باستخدام سياسة «الأرض المحروقة»، ولو كان لدى إسرائيل خيارات تتعلق بقطاع غزة لما تركته وغادرت في العام 2005 ومن ثم تضطر اليوم للعودة الى هذا المستنقع الذي يبتلع جنودها يومياً.

في العام 2005 انسحبت قوات الاحتلال من قطاع غزة بموجب خطة أحادية الجانب ودون أي اتفاق أو تنسيق مع الفلسطينيين، وبعيداً وبمعزل عن اتفاقات أوسلو التي كان من المفترض أن تكون أساساً لإقامة دولة فلسطينية وكان يفترض أن تكون أساساً لانسحاب إسرائيلي منظم يؤدي الى قيام هذه الدولة.

لكن هذا لم يحدث وإنما رأى أرييل شارون (رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك) أن ينسحب من القطاع دون أي تفاهم مع الفلسطينيين الذين لم يكن يعترف بوجودهم أصلاً ولا بحقوقهم.

الحقيقة أن خطة الانسحاب من غزة عام 2005 كانت جزءاً من خطة إسرائيلية أوسع وأكبر، إذ في العام 2004 اغتالت إسرائيل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ثم اغتالت بعد أقل من شهر الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان أحد أدمغة الحركة ورموزها، واغتالت في ذلك العام أغلب، إن لم يكن كافة قادة حماس وصفها الأول.

وقبل نهاية ذلك العام اغتالت زعيم حركة فتح أيضاً ومؤسسها. وفيما كان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، الذي قضى محاصراً في رام الله، وخلال حصاره كان شارون يقوم بتصفية قيادة حماس ويقوم بتغيير جذري على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة.

كانت إسرائيل تعتقد في العام 2005 بأن حركة حماس تم القضاء عليها وعلى قدراتها، وأن اغتيال كل من قادة حماس وفتح مع فصل الضفة عن غزة سيؤدي الى تفتيت الفصائل الفلسطينية وتحويل الشعب الفلسطيني الى مجموعات بشرية هلامية تتحرك من أجل البحث عن لقمة العيش وتعيش في الأراضي التي يسيطر عليها الاحتلال، سواء الضفة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر أو قطاع غزة الذي يسيطر عليه الاحتلال بالحصار والتجويع والتجسس والتحكم فيه عن بُعد.

ما حدث يوم 7 أكتوبر 2023 هو أن المشروع الإسرائيلي انهار بشكل كامل، وتبين أن الحسابات الإسرائيلية كانت خاطئة، فلا حركة حماس تحولت الى حزب حاكم يغرق في إدارة شؤون قطاع غزة، ولا حتى السلطة الفلسطينية تحولت الى شرطي حراسة للاحتلال في الضفة الغربية.

والأهم من ذلك أنه لم يتم القضاء على حركة حماس ولا شل قدراتها، لا بل إن اغتيال قادتها التاريخيين ومؤسسيها زادها قوة وصلابة وجعل فيها جيلاً جديداً لم يكن متوقعاً ولا في الحسبان مثل يحيى السنوار الذي لم يكن قد بلغ الأربعين من العمر عندما تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، كما لم يكن أحد يعرفه في ذلك الحين، فضلاً عن أنه أمضى أغلب سنوات عمره داخل السجون وكان الجميع يعتقد بأن سنوات السجن سلبته فرصة أن يتعلم إدارة تنظيم بحجم حماس أو إدارة مكان فيه مليونا إنسان بحجم قطاع غزة.

اسرائيل قامت سابقاً بتجريف قطاع غزة واغتيال قيادة حماس بأكملها ثم انسحبت من القطاع على أمل إلهاء الفلسطينيين بالاقتتال الداخلي والانقسام السياسي وزرع الفتن فيما بينهم، ومن ثم الانشغال بحكم القطاع وإدارته مدنياً، وهذا المشروع كان خلال السنوات العشرين الماضية يبدو ناجحاً، واعتقد الجميع بأن الاحتلال حل مشكلته في غزة، ليتبين عكس ذلك تماماً.

واليوم تُعيد إسرائيل الكرة، ويُعيد نتنياهو ما قام به شارون من قبل. وربما ينجح الاحتلال في نهاية المطاف بتصفية بعض قادة حماس بعد حرب كبيرة ومكلفة جداً، لكن التجارب التاريخية تؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يُمكن إخضاعه، حاله في ذلك حال أي شعب عاش تحت الاحتلال.

لا يملك نتنياهو ولا غيره في إسرائيل أي إجابة لسؤال اليوم التالي لهذه الحرب، كما لا يوجد لدى إسرائيل أية خطة أو مشروع غير ذلك الذي قام به نتنياهو وفشل، والحقيقة أن الحل الوحيد لهذا الصراع هو اعتراف إسرائيل والعالم بالشعب الفلسطيني وحقه في بناء دولة مستقلة ومنطقية وقابلة للحياة، وتركه يعيش مستقلاً دون احتلال، وبغير ذلك فإن ما سيحدث هو أن إسرائيل ستقوم بحربها المسعورة الحالية وبعدها هدوء لبضع سنوات قبل أن تعود الكَرَّة من جديد.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين حماس إسرائيل شارون حصار غزة اغتيال فشل إسرائيلي الیوم التالی لدى إسرائیل إسرائیل أی حرکة حماس فی العام قطاع غزة لم یکن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وحرب الجبهتين.. تقرير يتحدث عن "مأزق نتنياهو"

ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخوض حربا على جبهتين، مضيفة "لا توجد نهاية في الأفق لأي منهما".

وقال بيتر بومونت، الذي يعد أحد كبار المراسلين الدوليين في "الغارديان: "بعد 9 أشهر من الصراع في غزة، الذي أعقب الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، تقاتل إسرائيل على جبهتين في وقت واحد".

وأضاف، في مقال تحليلي: "لكن الوعد بتحقيق -النصر السريع- أو -الحاسم-، على الرغم من استخدام قوة نيران هائلة وما يترتب على ذلك من عواقب مدمرة على المدنيين في غزة، تبين أنه مجرد وهم".

وتابع: "يبدو أنه من المقدر أن تستمر صراعات إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان إلى أجل غير مسمى".

وأوضح بومونت: "لقد كشف الفشل المستمر في محادثات وقف إطلاق النار عن وجهات نظر متعارضة تماما بين إسرائيل وحماس".

وأردف قائلا: "إذا كانت هناك نقطة مشتركة في التقييمات الميدانية لإسرائيل وحماس، فهي تكمن في اعتقاد الجانبين بأنه لا يوجد خيار آخر سوى مواصلة القتال".

كما أشار إلى أن إدارة إسرائيل للحرب باستخدام "قوة نيران هائلة وما تلاها من معاناة مدنية كارثية، جعلتها تواجه عزلة دبلوماسية متزايدة واتهامات بارتكاب جرائم حرب متسلسلة، بما في ذلك الإبادة الجماعية واستخدام التجويع كسلاح حرب - وهي اتهامات تنفيها إسرائيل".

وأبرز أن "إذا كان هذا يفسر موقف حماس المتشدد في مفاوضات وقف إطلاق النار ـ وهي أنها لن تقبل إلا بانتهاء القتال وانسحاب إسرائيل من غزة ـ فإن موقف إسرائيل يتسم على نحو مماثل بعدم المرونة".

وقال الصحفي البريطاني: "وبينما يصر حزب الله على أنه لا يسعى إلى حرب شاملة ولكنه مستعد لها إذا حدثت، فإن ما لا يزال غير واضح هو كيف سينتهي القتال وبأي شروط".

وختم مقاله التحليلي بالقول: "يبدو أن الحرب على الجبهتين ــ بغض النظر عن الرعب الذي تتسم به ــ ستستمر في الوقت الراهن".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل وحرب الجبهتين.. تقرير يتحدث عن "مأزق نتنياهو"
  • ملف النفط والغاز في البحر ضمن تسوية اليوم التالي للحرب
  • إسرائيل تهيّئ أميركا للحرب وحزب الله يتسلّح بـانتصاراته؟
  • اجتماع البحرين بحث خطة اليوم التالي.. اقتراح بدخول قوات عربية إلى غزة
  • ميلوني: نعمل من أجل أمن إسرائيل بعد وقوعها في فخ حماس
  • ميلوني: إسرائيل وقعت في فخ حماس
  • رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق يسأل عن اليوم التالي حال شن حرب على لبنان
  • رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق يسأل عن "اليوم التالي" حال شن حرب على لبنان
  • صحيفة: لا إسرائيل ولا أمريكا تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة
  • الشعبية تُحذر من مخطط أمريكي لفرض رؤية لما يُسمى اليوم التالي في قطاع غزة