مسقط- العُمانية

نظمت اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني أمس بالنادي الدبلوماسي ندوة حول "القانون الدولي الإنساني: واقع وطموحات" بالتعاون مع بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مسقط، وتستمر يومين.

‏وأشار سعادة السّفير الشيخ حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية ورئيس اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني في كلمته إلى أنّ الندوة تأتي من بين سلسلة من الحلقات لتعزيز نشر الوعي حول القانون الدولي الإنساني ومعرفة أحكامه.

وقال سعادته إنّ الندوة تأتي لتحقيق أهدافنا المشتركة في العمل الإنساني والمعرفة بمفهوم القانون الدولي الإنساني وتحديات تنفيذه وتصنيف النزاعات المسلحة، ومناقشة العلاقة بين القانون الدولي الإنساني والعمل الإنساني. وبين سعادتُه أنّ أخلاقيات الحرب ليست شيئًا جديدًا على مجتمعنا العربي والإسلامي، فنحن سبّاقون إلى ذلك من خلال وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام من خلال احترام الأسرى وعدم التعرض لكبار السن والنساء والأطفال، بالإضافة إلى احترام الشجر والحيوانات وغيرهم من الفئات.

وأوضح سعادتُه أنّ مجمل القانون الدولي الإنساني لا يخرج عن نطاق وصايا رسولنا الكريم والشريعة الإسلامية، وبالعكس فإن وجود القانون الدولي الإنساني ضروري والتقيد به في هذا الزمن الذي تطورت فيه أساليب الحرب والقتال. وأكّد سعادتُه أنّ اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني تستنكر بشدّة الانتهاكات المتكرّرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتتعارض بشكل صارخ مع مبادئ القانون الدولي الإنسان مشيرًا إلى أنّ غزة شهدت عدّة مرات هجمات عسكرية مدمّرة من الجيش الإسرائيلي، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات بل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، وتدمير المنازل والبنية الأساسية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات. وذكر سعادته أنّ المدنيين الفلسطينيين يتعرضون في غزّة لحصار مفروض من قوات الاحتلال الإسرائيلية ويصعب عليهم الحصول على الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، مما ينتهك حقوق الإنسان الأساسية ويزيد من معاناتهم بشكل لا يمكن تحمله.

وأكّد سعادته أنّ هذه الانتهاكات تُعدُّ انتهاكًا صارخًا لقوانين الحرب ومبادئ القانون الدولي الإنساني، الذي يلتزم به جميع الأطراف في النزاعات المسلحة مشيرًا إلى أنّ اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني لا تزال تحثُّ المجتمع الدولي على التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات وضمان تحقيق العدالة لضحاياها، وضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني دون تمييز أو استثناء.

 

وأكّد سعادة السفير الشيخ حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية ورئيس اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني على أنّ سلطنة عُمان ممثلة باللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني تواصل نشر الوعي حول القانون الدولي الإنساني بين الجهات المعنية لتطبيق القانون من خلال مواءمته مع التشريعات الوطنية وحماية الأعيان التراثية.

من جانبه، ثمّن عبدالله محمد سعيد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مسقط دور سلطنة عُمان في إطار دعواتها المتكررة لجميع الأطراف بضرورة احترام أحكام القانون الدولي الإنساني في النزاع الدائر في غزّة وجهودها في إيصال المساعدات للمتضررين ودعم المنظمات العاملة في الميدان ومن بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأكّد أنّ الندوة تأتي لمناقشة أفضل السبل لتوفير أقصى حماية لضحايا النزاعات المسلحة وممتلكاتهم وليس أفضل من ذلك إلا الامتثال للقانون الدولي الإنساني وتنفيذه بصورة فاعلة.

وتتناول الندوة عددًا من الموضوعات المهمة المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني وأهم تحدياته، ومعرفة مبادئ استخدام القوة وتصنيف النزاعات المسلحة، وآليات تنفيذ القانون الدولي الإنساني بما في ذلك القضاء الدولي وتشهد مشاركة من الجهات والمؤسسات الحكومية المعنية بالقانون الدولي الإنساني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: القانون الدولی الإنسانی النزاعات المسلحة

إقرأ أيضاً:

اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟

فقد عقدت الأمم المتحدة جلسة بطلب سعودي فرنسي لدعم العمل على تحقيق حل الدولتين بعدما قالت باريس إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وإنها ستمضي قدما في المساعدة على بناء هذه الدولة، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلاما "لا وزن له ولن يشكل فرقا".

ولم تشارك واشنطن في جلسة الأمم المتحدة لأنها تعتبر أن ما يجري مكافأة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي وصفتها متحدثة الخارجية الأميركية تامي بروس بـ"الوحوش"، واتهمتها بالمسؤولية عما يحدث في قطاع غزة لأنها ترفض إلقاء السلاح.

لكن فرنسا التي قال وزير خارجيتها جان نويل بارو، إنها خلقت زخما لا يمكن وقفه، تعرف أنها لن تدفع ثمنا إزاء هذا الحراك المناهض للرغبة الأميركية الإسرائيلية على ما يبدو.

الطعام أهم من الاعتراف بفلسطين

وكان أجدر بماكرون التحرك لإنقاذ من يتساقطون جوعا في غزة لأنهم يحتاجون الطعام والدواء أكثر من احتياجهم لاعترافه بدولتهم غير القابلة للتحقق وفق الحلول الكلاسيكية، كما يقول الكاتب في نيوزويك والمحلل السياسي القريب من البيت الأبيض، بيتر روف.

وخلال مشاركته في حلقة 2025/7/31 من برنامج "من واشنطن"، انتقد روف الرئيس الفرنسي وقادة العالم قائلا إن عليهم "إنقاذ الأطفال من الموت بهذا الشكل المقزز فورا، إذا كانت هناك مجاعة فعلية، ولم يكن الأمر مجرد دعاية تستهدف إيصال المساعدات والسلاح لحركة حماس".

ولم يكن هذا موقف روف وحده، فقد وافقه الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي خالد الترعاني، الذي وصف حديث فرنسا عن الاعتراف بدولة فلسطين بأنه "استعراض رخيص يقوم به ماكرون على أشلاء الفلسطينيين الذين قتلوا بيد إسرائيلية وتواطؤ وأذرع أميركية".

وحتى المساعدات التي قالت باريس إنها ستسقطها للفلسطينيين جوا، لا تعدو كونها محاولة لمنح إسرائيل فرصة لتنفس الصعداء وتخفيف الاحتقان في الشارع العربي، ناهيك عن أنها لا تعادل حمولة شاحنة واحدة من الشاحنات المكدسة على الحدود والتي ترفض إسرائيل تمريرها ولا تجد من يجبرها على ذلك.

إعلان

كما أن النقاش الدائر حاليا حول ماهية الدولة الفلسطينية التي تريد فرنسا وبريطانيا الاعتراف بها والشروط التي تضعانها لهذا الاعتراف "يتنافى مع كونها حقا أصيلا للفلسطينيين".

وقبل هذا وذلك، فإن الاعتراف الذي تتحدث عنه فرنسا وغيرها "يكترث لدولة وهمية بلا سيادة، لا يستطيع المسلم فيها الصلاة بالمسجد الأقصى ولا يستطيع المسيحي الصلاة داخل كنيسة القيامة، فضلا عن قتلها حق العودة".

ومع ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية الاعتراف الفرنسي بفلسطين، والذي "يمثل خطوة على مسار يفترض أن ينهي هذه الكوارث المترتبة على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"، برأي المديرة السابقة للسياسات في منظمة "جي ستريت"، ديبورا شوشان، والتي شددت على ضرورة عدم ربط إنهاء مأساة غزة بهذا المسار السياسي.

فالناس في غزة يحتاجون إلى الطعام والدواء بشكل عاجل، وبالتالي فإن على ماكرون ربط هذه الخطوة بإيجاد بصيص أمل في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون والإسرائيليون والأسرى الموجودون بالقطاع، حسب شوشان.

وعلى ما فيه من مواجهة للولايات المتحدة وإسرائيل، فإن قرار باريس الاعتراف بفلسطين لا يخلو من سعي لتحقيق مكاسب سياسية، وإحياء لنظرية الطريق الثالث الذي مثله شارل ديغول من أجل الحفاظ على العلاقة مع الشرق والغرب وإيجاد سياسة خارجية مستقلة، كما يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الأميركية والفرنسية فيلافيوس مهينس.

لكن مهينس يقر بـ"وجود استثناء في هذا النهج منذ الحرب الباردة تماشيا مع العالم الذي تقوده الولايات المتحدة"، ويرى أن ماكرون "سحب بهذا الإعلان البساط من تحت قدم اليسار الفرنسي المعروف بدعمه التاريخي للقضية الفلسطينية".

موقف غير مؤثر

في المقابل، يرى روف أن تصريح ترامب الذي وصف فيه الموقف الفرنسي بأنه "بلا وزن" يعكس نظرة قادة العالم لما يمكن أن تقوم به فرنسا في قضية دولية مهمة كقضية فلسطين.

بل إن الكاتب الأميركي يعتقد أن الحديث عن حل الدولتين "ليس إلا محاولة للعودة بالأمر للوراء لأن هذا الحل غير منطقي وقد ينتهي بتكوين 3 أو 4 دول بالنظر إلى من يريدون الانفصال بجزء في غزة أو جزء من الضفة الغربية"، ويرى أن حل هذه القضية "يتطلب رؤى مبتكرة ليس من بينها تهجير الناس من قطاع غزة لإعادة إعماره".

ورد مهينس على حديث روف، بقوله إن التاريخ "هو من سيحكم على هذه الخطوة"، وإنه لا ينبغي تجاهل أن فرنسا "ستكون أول عضو بمجلس الأمن يعترف بفلسطين، وهي لعبة كبيرة تطرح جدلية بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

ولم ينف الصحفي الفرنسي حديث اليسار في بلاده عن أن خطوة ماكرون ستكون بلا تكلفة تقريبا، وأن سعيه للاعتراف بفلسطين لم يوقف تعاونه العسكري مع إسرائيل. ولفت أيضا إلى ربط باريس هذا الاعتراف باعتراف كل الدول العربية بإسرائيل كجزء من المنطقة.

وخلص إلى أن إدخال المساعدات لغزة يجب ألا يكون مرهونا بالاعتراف بفلسطين التي لم يعد ممكنا الوصول إليها عبر اتفاقية أوسلو، مضيفا أن "الحديث العقلاني يقول إن الولايات المتحدة هي أكبر قوة في العالم وإنها تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، ومن ثم فإن الموقف الأميركي أهم من كل المواقف والمبادرات الأخرى في نهاية المطاف".

إعلان 31/7/2025-|آخر تحديث: 19:37 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الدولي للمواي تاي يعاقب إسرائيل
  • اشتراك سفر درجة أولى .. تسهيلات لنائب الشيوخ وفقا للقانون
  • إعفاء مدير استخبارات النجف من منصبه بسبب استعراض عشائري مسلح
  • برلمانية: موقف مصر واضح في حماية القانون الدولي وتحقيق السلام بفلسطين
  • خلال لرئيس وزراء هولندا.. الرئيس السيسي يؤكد ضرورة احترام القانون الدولي لحماية البعثات الدبلوماسية
  • محامِ: توثيق قسمة الميراث قبل الوفاة يجنب الورثة النزاعات
  • مشهد مستشار قانوني يبحث عن المياه في غزة يشعل المنصات غضبا من التجاهل الدولي
  • اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟
  • اللجنة الأولمبية تحتفي بانتخاب ياسر إدريس نائبًا لرئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية
  • لافروف: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها